رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي | طِلاَبُ النازحاتِ مِنَ الهمومِ |
وكَم لاقيتُ بَعْدَكِ مِنْ أُمورٍ | وأهوالٍ أشدُّ لها حزِيمي |
أُكَلِّفُها وَتَعْلَمُ أنّ هَوْئِي | يُسَارِعُ فِي بُنَى الأمْر الجسيمِ |
وخصمٍ قَدْ أقمتُ الدَّرْءَ مِنْهُ | بلا نَزِقِ الخِصَامِ ولا سَؤومِ |
ومولى ً قَدْ دفعتُ الضَّيْمَ عَنْهُ | وقد أمسى بمنزلة ِ المَضيمِ |
وَخَرْقٍ قَدْ قَطَعتُ بِيَعْملاَتٍ | مُمَلاَّتِ المناسمِ واللّحومِ |
كساهُنَّ الهواجرُ كلَّ يومٍ | رجيعاً بالمغابِنِ كالعصيمِ |
إذا هَجَدَ القَطَا أفْزَعْنَ مِنْهُ | أوَامِنَ في مُعَرَّسه الجُثُومِ |
رَحَلْنَ لشُقَّة ٍ وَنَصَبْنَ نَصْباً | لِوَغْراتِ الهواجِر والسَّمُومِ |
فكنَّ سَفيِنَها وَضَرَبْنَ جَأْشاً | لخَمْسٍ في مُلَجِّجَة ِ أَزُومِ |
أجَزْتُ إلى مَعَارِفِها بِشُعْثٍ | وأطلاح من العيديِّ هيمِ |
فخضْنَ نياطَهَا حتى أُنيخَتْ | على عافٍ مدارِجُهُ سَدَومِ |
فَلاَ وأبِيكَ مَا حيٌّ كحيٍّ | لِجارٍ حلَّ فيهمْ أوْ عديمِ |
ولا للضيف إنْ طرقتْ بليلٌ | بأفنانِ العِضَاهِ وبَالهَشِيِمِ |
وَرَوُحِّتِ اللِّقَاحُ بِغَيْرِ دَرٍّ | إلى الحُجُرَاتِ تُعْجِلُ بالرَّسِيمِ |
وَخَوَّدَ فَحْلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ | بدارَ الرِّيحِ، تخويدَ الظَّليمِ |
إذا ما دَرُّهَا لم يَقْرِ ضيفاً | ضَمِنَّ لهُ قِراهُ من الشُّحومِ |
فَلا نَتَجَاوَزُ العَطِلاَتِ مِنها | إلى البكرِ المقاربِ والكزومِ |
ولَكِنَّا نُعِضُّ السيفَ مِنهَا | بأسوقِ عافياتِ اللحم كُومِ |
وكَم فينا إذا ما المحلُ أبْدى | نحاس القومِ من سمحِ هضومِ |
يُبَاري الريحَ لَيس بِجانَبِيٍّ | وَلا دَفِنٍ مُرُوءَتُهُ، لئيمِ |
إذا عُدَّ القَديمُ وجدتَ فِينَا | كرائمَ مَا يعدُّ مِن القديم |
وجدتَ الجاهَ والآكالَ فِينا | وعاديَّ المآثر والأرومِ |