ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ | لا والدٍ مشفقٍ ولا ولدِ |
أخشَى على أربدَ الحتوفَ وَلا | أرْهَبُ نوءَ السِّماكِ والأسدِ |
فَجَّعَني الرَّعدُ والصَّواعِقُ بالـ | فارِسِ يومَ الكريهة ِ النّجدِ |
الحاربِ الجابر الحريبَ إذا | جاء نكيباً وإنْ يعدْ يعدِ |
يَعْفُو عَلى الجَهْدِ والسّؤالِ كما | أُنزلَ صوبُ الربيعِ ذي الرّصدِ |
لمْ يبلغِ العينَ كلَّ نهمتِها | لَيلَة َ تُمسي الجِيادُ كالقِدَدِ |
كُلُّ بَني حُرَّة ٍ مَصِيرُهُمُ | قُلٌّ وإنْ أكثَرْتَ مِنَ العَدَدِ |
إنْ يغبطُوا يهبطُوا وإنْ أمرُوا | يَوْماً يَصِيرُوا للهُلْكِ والنَّكَدِ |
يا عَينُ هّلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ | قمْنا وقامَ الخصومُ في كبدِ |
وعَينِ هَلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ | ألوتْ رياحُ الشّتاء بالعضدِ |
فأصبحتْ لاقحاً مصرمة ً | حينَ تَقَضَّتْ غَوابِرُ المُدَدِ |
إنْ يَشْغَبُوا لا يُبَالِ شَغْبَهُمُ | أوْ يَقْصِدوا في الحُكومِ يَقْتَصِدِ |
حُلْوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ | مُرٌّ لَطيفُ الأحْشاءِ والكَبِدِ |
الباعِثُ النَّوْحَ في مآتِمِهِ | مِثْلَ الظِّبَاء الأبْكارِ بالجَرَدِ |