ل طلب الإخوان المسلمون العون من أوباما ضد السيسي؟ - عبد المنعم منيب
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
أوباما رئيس الولايات المتحدة.. د.
محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر .
في أيام حكم (مرسي) لما ذهب عصام الحداد لأمريكا وقابل أوباما وجلس معه 45 دقيقة منفردًا طلب منه نصائح ومعلومات لكيفية السيطرة على الجيش ديمقراطيًا، فقال له (أوباما): "لما ترجع مصر سأرسل لك فايل عن هذا الأمر عبر البنتاجون".
ولما رجع الحداد مصر فوجئ بأحد أعضاء المجلس العسكري يقول له: "بقى أنت رايح لحد أمريكا وأوباما علشان تقوله عاوز نصيحة في التحكم في القوات المسلحة..! السيسى عرف بالموضوع يا راجل عيب كده"، هذه رواية الحداد لمحمد فهمي لما تقابلوا في السجن.
لوكانت هذه الواقعة صحيحة فأظن أن الحداد لم يكن مقصده أخذ مشورة أوباما، إنما كان مقصده حض أوباما على دعم حكم الإخوان والرئيس مرسي ضد العسكر، ولكنه طلب هذا الدعم بصيغة المشورة حول الطرق الديمقرطية للسيطرة عليهم..
إلخ.
أما (أردوغان) فقد قرأت في مكان ما -لا أذكر الآن أين- أن أردوغان أرسل لمرسي رئيس المخابرات التركية قبل الانقلاب بفترة وجيزة ليحذره من انقلاب وشيك، كما أن العديد من قادة الإسلاميين المصريين ذوي الرأي والخبرة حذروا الإخوان مرارًا منذ بداية حكم مرسي من انقلاب العسكر..، والشائع بين الأخوة والأخوات أن (حازم أبو إسماعيل) هو من انفرد بإدراك هذا الخطر العسكري والتحذير منه، لكن هذا مخالف للحقيقة، فأكثر ذوي الرأي والخبرة من الإسلاميين حذروا الإخوان من هذا الخطر، لكن الفارق أن (حازم) كانت أضواء الإعلام مسلطة عليه فشاع رأيه، بينما الآراء المماثلة من غيره من القادة كانت تقال في غرف مغلقة موجهة لكافة قادة الإخوان..
وممن وصلت له رسالة الإسلاميين واضحة في هذا د.
بديع، ومهندس خيرت الشاطر، ود.
مرسي نفسه في قصر الرئاسة..
ثم إن معرفة مرسي بنتيجة لجنة تقصي الحقائق وأن مخابرات السيسي بقيادة السيسي هي المسئولة عن قتلى التحرير وقت الثورة، أو المتسترة على القناصة ألم تكن هذه كافية لتحذير مرسي والإخوان بالخطر المحدق بهم وبالبلد؟!
وهذا كله يوضح أن المشكلة ليست في عدم إدراك الخطر، فكل القادة (إخوان وغير إخوان) كانوا يعرفونه جيدًا، ولكن المشكلة في منهج التعامل مع هذا الخطر، فالإخوان منهجهم أملى عليهم اللعب بثلاث ورقات لا رابع لهم وهم:
(1) محاولة إقناع أمريكا بتأيدهم ومساندتهم ضد العسكر، بتقديم أنفسهم على أنهم الإسلام المعتدل الذي سيفيد أميركا لأنه أكبر ضمانة لمكافحة المتطرفين -يقصد بهم الجهاديين كافة-.
(2) مهادنة أجهزة الدولة العميقة أمن ومخابرات وجيش، وبيروقراطية فاسدة وإعلام متحالف مع كل هذه الأجهزة بإقرارهم على أوضاعهم وامتيازاتهم على أمل أن يقبلوا بحكم الإخوان ولا يناهضوه.
(3) التلويح بورقة السيطرة على الشارع والقدرة على حشد مئات الألوف في مظاهرات واعتصامات.
ورغم أن هذه الورقات الثلاث فشلت فشلاً ذريعًا في تثبيت حكم الإخوان، فما زال الإخوان يعتمدون عليها وحدها بهدف إسقاط حكم السيسي وإعادة د.
مرسي والإخوان إلى الحكم.
ويرتبط بهذه الطريقة في التفكير السياسي لدى الإخوان المسلمون في مصر..
ما فعله إخوان اليمن مؤخرًا عندما توسع الحوثيون عسكريًا حتى سيطروا على معظم أراضي اليمن..
فالكثيرون يتعجبون من موقف إخوان اليمن حيث رفضوا مقاومة الحوثي بالسلاح في اليمن، عندما توحش وهاجم صنعاء ومقار الإصلاح وجامعة الإيمان وبيوت قادته، ثم عاد الإخوان عند اندلاع عاصفة الحزم ليتخذوا موقفًا مختلفًا بتأييد العاصفة علنًا..
واعتبر البعض أن هذا موقف متناقض، إذ لو أنك تقول سلمية أو منهج إصلاحي فاستمر عليه فما هذا التناقض؟
يوجد أمر لا يلاحظه أكثرنا..
وهو أن السلمية أو ما يصطلح عليه بالمنهج الإصلاحي ليس هو ثابت الإخوان المسلمون الأساسي، لكن لديهم ثوابت أهم من ذلك..! وهو أن ترضى عنهم أمريكا وما تمثله من نظام دولي، فلا يتهمهم النظام الدولي بأنهم إرهابييون أو متطرفون، ومن هنا حرصهم على عدم حمل السلاح هنا أو هناك..
البعض يفهمهم خطأ فيتهمهم بالجبن، وآخرون يتهمونهم بأنهم يحافظون على مصالحهم الاقتصادية، وكل هذا غير صحيح فالإخوان ليسوا جبناء ولا يضنون بأنفسهم وأموالهم في سبيل مبادئهم، ولكنهم مهتمون ومصممون على أن يرضى عنهم النظام الدولي، ويعتبرهم البديل المعتدل عن الحركات الإسلامية الأخرى، ومصممون أن ينفذوا أهدافهم عبر التفاهم مع النظام الدولي ودون الاصطدام به، ولذلك رفضوا حمل السلاح ضد الحوثي أولاً، ولكن عندما أعطى النظام الدولي الضوء الأخضر للسعودية للحرب في اليمن فحينها أيد الإخوان المسلمون ما أيده النظام الدولي.