إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ | وبإذْنِ اللّهِ رَيْثي وعَجَلْ |
أحمَدُ اللهَ فَلا نِدَّ لَهُ | بيدَيْهِ الخَيرُ ما شاء فَعَلْ |
مَنْ هَداهُ سُبُلَ الخَيرِ اهْتَدَى | ناعِمَ البَالِ ومَنْ شاءَ أضَلّ |
ورقاقٍ عُصَبٍ ظُلْمانُهُ | كحَزيقِ الحَبَشيِيِّنَ الزُّجَلْ |
قَدْ تجاوَزْتُ وتحْتي جَسْرَة ٌ | حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ |
تسلُبُ الكانِسَ لمْ يُوأرْ بِهَا | شُعْبَة َ السّاقِ إذا الظَلُّ عَقَلْ |
وتصُكُّ المَرْوَ لمّا هجَّرَتْ | بنكِيبٍ معرٍ دامي الأظَلْ |
وإذا حرَّكْتُ غَرزي أجمرَتْ | أوْ قرَا بي عدوُ جَونٍ قَد أبَلّ |
بالغُراباتِ فزرَّافاتِهَا | فبخنْزِيرٍ فَأطرافِ حُبَلْ |
يُسْئِدُ السّيرَ عَلَيها راكِبٌ | رابِطُ الجأشِ على كُلِّ وَجَلْ |
حالَفَ الفرقدَ شركاً في السُّرَى | خَلَّة ً باقِيَة ً دُونَ الخلَلْ |
اعْقلِي إنْ كُنْتِ لَمّا تَعْقِلي | وَلَقَدْ أفْلَحَ مَنْ كانَ عَقَلْ |
إنْ تريْ رأسيَ أمْسَى واضِحاً | سُلِّطَ الشَّيْبُ عليهِ فاشْتَعَلْ |
فلقَدْ أُعوِصُ بالخَصْمِ وقَدْ | أملأ الجفنة َ مِن شحمِ القُلَل |
وَلَقَدْ تَحْمَدُ لمّا فارَقَتْ | جارَتي، والحَمدُ من خيرِ خَوَلْ |
وغُلامٍ أرْسَلَتْهُ أمُّهُ | بِألُوكٍ فبَذَلْنَا مَا سَألْ |
أوْ نَهَتْهُ فأتَاهُ رِزْقُهُ | فاشتَوَى ليْلَة َ ريحٍ واجتَمَلْ |
مِنْ شواءٍ ليسَ مِنْ عارِضَة ٍ | بيدَيْ كُلِّ هضُومٍ ذي نَزَل |
فإذا جُوزيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ | إنّما يَجْزي الفَتَى ليسَ الجَمل |
أعْمِلِ العِيسَ على عِلاَّتِهَا | إنّما يُنْجِحُ أصحابُ العَمَلْ |
وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ | واعصِ ما يأمُرُ تَوْصِيمُ الكَسَلْ |
واكذِبِ النّفْسَ إذا حَدَّثْتَها | إنَّ صدْقَ النّفسِ يُزري بالأمل |
غيرَ أن لا تكذبِنْها في التُّقَى | وَاخْزُها بالبرِّ للّهِ الأجَلّ |
واضبطِ اللّيْلِ إذا طالَ السُّرَى | وتَدَجَّى بَعدَ فَوْرٍ واعتَدَلْ |
يَرْهَبُ العاجِزُ مِنْ لُجَّتِهِ | فَيُدَعِّي في مَبِيتٍ ومحَلّ |
طالَ قَرْنُ الشّمْسِ لمّا طَلَعَتْ | فإذا ما حَضَرَ اللّيلُ اضمَحَلّ |
وَأخُو القَفْرَة ِ ماضٍ هَمُّهُ | كُلّما شاءَ، على الأينِ، ارْتحلْ |
ومجودٍ مِنْ صُباباتِ الكرَى | عاطِفِ النُّمرُقِ صَدقِ المُبتذَلْ |
قالَ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى | وقَدَرْنا إنْ خَنَى دَهْرٍ غَفَلْ |
يَتَّقي الأرْضَ بدَفٍّ شَاسِفٍ | وضُلوعٍ تحتَ صُلْبٍ قد نَحَلْ |
قَلّمَا عَرَّسَ حَتّى هِجْتُهُ | بالتباشيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ |
يَلْمَسُ الأحْلاسَ في منزِلِهِ | بيَديْهِ كاليَهُوديِّ المُصَلّ |
يتمارَى في الذي قُلْتُ لَهُ | ولَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ |
فورَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا | إنَّ مِنْ وِرْديَ تَغْليسَ النَّهَلْ |
طاميَ العَرْمَضِ لا عَهْدَ لَهُ | بأنِيسٍ، بَعدَ حَوْلٍ قد كَمَلْ |
فهَرَقْنَا لَهُمَا في داثِرٍ | لَضواحيهِ نَشِيشٌ بالبَلَلْ |
راسخُ الدِّمْنِ على أعْضادِهِ | ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ |
عافَتَا الماءَ فلمْ نُعطنهمَا | إنّما يُعْطنُ مَنْ يَرْجُو العِللْ |
ثُمَّ اصدَرْناهُما في وارِدٍ | صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ قَدْ مَثَلْ |
ترزُمُ الشّارِفُ مِنْ عِرْفانهِ | كُلَّما لاحَ بنَجْدٍ وَاحتَفَلْ |
فَمَضَيْنا فَقَضَيْنا ناجِحاً | مَوْطِناً يُسْألُ عَنْهُ ما فَعَلْ |
ولَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ | بعدانِ السّيفِ صبْري ونَقَلْ |
رابِطُ الجأشِ على فَرْجِهِمُ | أعْطِفُ الجَوْنَ بمربوعٍ مِتَلْ |
ولَقَدْ أغْدو وما يَعْدَمُني | صاحِبٌ غيرَ طويلِ المُحتبَلْ |
ساهِمُ الوَجْهِ شَديدٌ أسْرُهُ | مغبَطُ الحارِكِ مَحبوكُ الكَفَلْ |
بأجشِّ الصوتِ يعبُوبٍ إذا | طرقَ الحَيَّ منَ الغَزْوِ صَهَلْ |
يَطْرُدُ الزُّجَّ يُباري ظِلَّهُ | بأسِيلٍ كالسِّنانِ المنتخلْ |
وعَلاهُ زَبَدُ المَحْضِ كَمَا | زَلَّ عَن ظهرِ الصَّفا ماءُ الوَشلْ |
وكَأنِّي مُلْجِمٌ سُوذَانِقاً | أجْدَلِيّاً، كَرُّهُ غَيرُ وَكَلْ |
يُغْرِقُ الثَّعْلَبَ في شِرَّتِهِ | صائِبُ الجِذْمَة ِ في غَيرِ فَشَلْ |
منْ نَسا النّاشِطِ إذْ ثَوَّرْتهُ | أوْ رَئيسِ الأخدَ رِيّاتِ الأُوَلْ |
يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً في النَّدَى | مِنْ مَرابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ |
فَهْوَ شَحّاجٌ مُدلُّ سنقٌ | لاحِقُ البطنِ إذا يعدو زملْ |
فتدَلَّيْتُ عليهِ قافِلاً | وعلى الأرْضِ غَيَاياتُ الطَّفَلْ |
وتأيَّبْتُ عليْهِ ثانِياً | يَتَّقيني بتَليلٍ ذي خُصَلْ |
لمْ أقِلْ إلاَّ عَلَيهِ أوْ عَلى | مَرْقَبٍ يَفْرَعُ أطْرَافَ الجَبَلْ |
ومَعي حامِيَة ٌ مِنْ جَعْفَرٍ | كُلَّ يومٍ تبتلي ما في الخِلَلْ |
وقبيلٌ مِنْ عُقَيلٍ صادِقٌ | كَلُيُوثٍ بَينَ غابٍ وعصَلْ |
فَمَتَى يَنقَعْ صُراخٌ صادِقٌ | يُحْلِبوهُ ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ |
فَخمَة ً ذَفراءَ تُرْتَى بالعُرَى | قُرْدَمانياً وتَرْكاً كالبَصَلْ |
أحكمَ الجنيُّ منْ عوراتِهَا | كلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ |
كُلَّ يَوْمٍ مَنَعوا جامِلَهُمْ | ومُرِنّاتٍ كآرَامِ تُبَلْ |
قَدَّموا إذْ قالَ: قَيسٌ قَدِّموا | واحفظوا المجدَ بأطرافِ الأسَلْ |
بَينَ إرْقاصٍ وعَدْوٍ صادِقٍ | ثمَّ إقدامٌ إذا النِّكسُ نَكَلْ |
فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَة ً | وصُداءٍ، ألحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ |
لَيْلَة َ العُرْقُوبِ لَمّا غامَرَتْ | جَعفرٌ، تُدعى ، ورَهطُ ابنِ شَكَلْ |
ثُمَّ انْعَمْنا على سَيِّدهِمْ | بَعْدَما أطْلَعَ نَجْداً وأَبَلْ |
وَمَقامٍ ضَيِّقٍ فَرَّجْتُهُ | بمقامي ولساني وجدَلْ |
لَوْ يقومُ الفِيلُ أوْ فيّالُهُ | زلَّ عنْ مثلِ مقامي وزحَلْ |
ولدَى النُّعمانِ مِنّي مَوْطِنٌ | بينَ فاثُورِ أُفاقٍ فالدَّحَلْ |
إذْ دَعَتْني عامِرٌ أنْصُرُهَا | فالتَقى الألسُنُ كالنَّبْلِ الدُّوَلْ |
فرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائِباً | ليسَ بالعصلِ ولا بالمقتعلْ |
رقمِيّاتٍ عليْها ناهضٌ | تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهُمْ والأيَلْ |
فانتَضَلْنا، وابنُ سَلمَى قاعِدٌ | كعَتِيقِ الطّيرِ يُغضي ويُجَلّ |
والهبانيقُ قيامٌ، معهمْ | كلُّ محجُومٍ إذا صبَّ هَمَلْ |
تحسرُ الدّيباجَ عنْ اذرُعِهِمْ | عندَ ذي تاجٍ إذا قالَ فعلْ |
فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ | كرَوايا الطِّبْعِ همَّتْ بالوحَلْ |
فمَتَى أهْلِكْ فَلا أحْفِلُهُ | بَجَلي الآنَ مِنَ العَيشِ بَجَلْ |
منْ حياة ٍ قَدْ مَلِلْنا طُولَهَا | وجَديرٌ طُولُ عَيْشٍ أنْ يُمَلّ |
وأرَى أرْبَدَ قَدْ فارَقَني | وَمِنَ الأرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ |
مُمْقِرٌ مُرٌّ على أعْدائِهِ | وعلى الأدْنَينَ حُلْوٌ كالعَسَلْ |
في قُرُومٍ سادَة ٍ مِنْ قَوْمِهِ | نَظَرَ الدَّهْرُ إلَيهمْ فابْتَهَلْ |
فأخي إنْ شَرِبُوا مِنْ خَيرهمْ | وأبُو الحَزَّازِ مِنْ أهلِ النَّفَلْ |
يَذْعَرُ البَرْكَ فَقَدْ أفْزَعَهُ | ناهضٌ يَنهَضُ نَهضَ المُختَزَلْ |
مُدْمِنٌ يَجْلُو بأطْرَافِ الذُّرَى | دَنَسَ الأسْؤُقِ بالعَضْبِ الأفَلّ |