طَلَل لخولة َ بالرُّسيسِ قديمُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
طَلَل لخولة َ بالرُّسيسِ قديمُ | فبِعاقلٍ فَالأنْعَمَيْنِ رُسُومُ |
فكأنَّ مَعْرُوفَ الدِّيارِ بِقَادِمٍ | فبراقِ غَوْلٍ فالرِّجَامِ وشومُ |
أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألْوَاحِهِـ | نَّ الناطقُ المبروزُ والمَخْتومُ |
دمنٌ تلاعبتِ الرياحُ برسمِها | حتى تنكرَّ نؤْيهَا المهدومُ |
أضحَتْ معطلة ً وأصبحَ أهلُها | ظعنُوا، ولكنَّ الفُؤادَ سقيمُ |
فكأنَّ ظُعْنَ الحيِّ لما أشْرَفَتْ | بالآلِ ، وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزُومُ |
نخلٌ كوارِعُ في خليجِ محلمٍ | حملتْ فمنها موقِرٌ مكمومُ |
سحقٌ يمتعُها الصَّفا وسريُّهُ | عمٌّ نواعِمُ بينهنَّ كرومُ |
زُجَلٌ ورُفِّعَ في ظِلالِ حُدُوجِها | بيضُ الخُدود، حديثُهنَّ رخيمُ |
بَقَرٌ مَساكِنُهَا مَسارِبُ عَازِبٍ | وَارْتَبَّهُنَّ شَقَائِقٌ وَصَرِيمُ |
فصرَفْتُ قَصْراً، والشؤونُ كأنَّها | غَرْبٌ تَحُثُّ به القَلوصُ هزيمُ |
بكرتْ به جُرشِيَّة ُ مقطورَة ٌ | تُرْوي المحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ |
دهماءُ قد دجَنتْ وأحْنَقَ صُلْبُها | وأحالَ فيها الرَّضْحُ والتَّصْرِيمُ |
تسنُو ويعجلُ كرَّها متبذِّلٌ | شَثْنٌ ، به دَنَسُ الهناءِ ، دَميمُ |
بِمُقابِلٍ سَرِبِ المخارِزِ ، عِدْلُهُ | قَلِقُ المَحَالَة ِ ، جارنٌ مَسْلُومُ |
حتّى تحيَّرَتِ الدِّيارُ كأنها | زلفٌ، وألقيَ قتبُها المحزُومُ |
لو لا تُسلِّيكَ اللبَانَة َ حرَّة ٌ | حَرَجٌ كأحناءِ الغَبيطِ عَقيمُ |
حرْفٌ أضرَّ بها السِّفَارُ كأنَّها | بعد الكَلالِ مُسَدَّمٌ مَحْجُومُ |
أو مِسْحلٍ سَنِقٍ عِضَادة َ سَمحجٍ | بسرائِها ندبٌ له وكُلُومُ |
جَوْنٍ بِصَارة َ أقْفَرَتْ لِمَرَادهِ | وخَلا له السُّؤبَانُ فالبُرْعُومُ |
وتصيَّفَا بعد الرّبيع وأحْنَقَا | وَعَلاهُما مَوْقُودُهُ المَسْمُومُ |
منْ كلّ أبْطحَ يخفيانِ غميرَهُ | أوْ يرتعانِ، فبارضِ وجميمُ |
حتَى إذا انْجَرَدَ النَّسيلُ كأنَّهُ | زغبٌ يطيرُ كرسفٌ مجلُومُ |
ظلَّتْ تخالجُهُ وظلَّ يحُوطُهَا | طَوْراً ويَرْبَأُ فَوقَها ويَحُومُ |
يُوفِي وَيَرْتَقِبُ النِّجَادَ كأنَّهُ | ذو إرْبَة ٍ كلَّ المرامِ يرومُ |
حتّى تهجَّرَ في الرَّواحِ وهاجهُ | طلبُ المعقِّبِ جقَّهُ المظلُومُ |
قرِباً يشجُّ بها الخروقَ عشيّة ً | ربذٌ كمقلاة ِ الوليدِ شتيمُ |
وإذا ترِيدُ الشأوَ ويُدرِكُ شأْوهَا | معجٌ كأنَّ رجيعهُنَّ عصِيمُ |
شداً ومرفوعاً يقربُ مثلُهُ | للوردِ لا نفقٌ ولا مسؤومُ |
فَتَضَيَّفَا ماءً بِدَحْلٍ سَاكناً | يستنُّ فوقَ سراتهِ العُلجُومُ |
غَللاً تضمَّنَهُ ظِلالُ يراعة ٍ | غَرْقَى ضفادِعُهُ لهنَّ نئيمُ |
فَمَضَى وَضَاحِي الماءِ فَوْقَ لَبَانِهِ | ورمَى بها عُرْض السَّرِيّ يعُومُ |
فبتلكَ أقضي الهمَّ، إنَّ خِلاجَهُ | سَقَمٌ ، وإنّي لِلْخِلاجِ صَرُومُ |
طَعنٌ إذا خِفْتُ الهوانَ بِبَلْدَة ٍ | وَأخُو المضَاعِفِ لا يَكَادُ يَرِيمُ |
وَمَسَارِبٍ كالزَّوْجِ رَشَّحَ بَقْلَها | صُهْبٌ دوَاجنُ صَوْبَهُنَّ مُديمُ |
قدْ قُدتُ في غَلَسِ الظلام ، وطيرُهُ | عُصَبٌ على فَنَنِ العِضَاهِ جُثُومُ |
غَرْباً لَجُوجاً في العِنَانِ إذا انتحى | زبدٌ على أقرابِهِ وحميمُ |
إنّي امرؤٌ مَنَعَتْ أرُومَة ُ عامرٍ | ضيمي وقد جنفتْ عليَّ خصُومُ |
جهدوا العداوة َ كلَّها فأصدَّها | عنَي مَنَاكِبُ ، عِزُّها معلُومُ |
منها حُوَيٌّ والذُّهابُ وَقَبْلَهُ | يَوْمٌ بِبُرْقَة رَحْرَحَانَ كريمُ |
وَغَداة َ قَاعِ القُرْنَتَيْنِ أتَيْنَهُمْ | رَهْواً يلُوحُ خِلالَهَا التَّسْويمُ |
بِكَتائِبٍ تَرْدِي تَعَوَّدَ كَبْشُها | نطحَ الكباشِ، كأنَّهنَّ نجومُ |
نمضي بها حتى تصيبَ عدوَّنا | وَتُرَدَّ ، منها غانِمٌ وَكَليمُ |
وترى المسوَّمَ في القِيادِ كأنَّهُ | صَعلٌ إذا فقدَ السِّباقَ يَصُومُ |
وكتيبة ُ الأحْلافِ قد لاقَيْتُهُمْ | حيث استفاضَ دكادكٌ وقصيمُ |
وعشِيَّة َ الحَوْمانِ أسْلَمَ جُنْدَهُ | قيسٌ، وأيْقَنَ أنّهُ مهزُومُ |
ولقد بَلَتْ يومَ النُّخيلِ وقبْلَهُ | مَرَّانُ من أيّامنا وحريمُ |
مِنَّا حُماة ُ الشِّعْبِ يوْمَ تَوَاكلتْ | أسَدٌ وّذُبْيانُ الصَّفا وتَمِيمُ |
فارتَثَّ كَلْماهُمْ عَشيَّة هَزْمهُمْ | حيٌّ بِمُنْعَرَجِ المَسيلِ مُقيمُ |
قَوْمي أوُلئك إنْ سألتِ بِخيمِهِمْ | ولكلِّ قومٍ في النوائبِ خِيمُ |
وإذا شَتَوا عادَتْ على جيرانِهِمْ | رُجُحٌ تُوَفِّيها مَرَابِعُ كُومُ |
لا يجْتَويها ضَيْفُهُمْ وفقيرهُمْ | ومدفَّعٌ، طَرَقَ النُّبُوحِ، يتيمُ |
ولهمْ حُلومٌ كالجبالِ، وسادة ٌ | نُجُبٌ ، وَفَرْعٌ ماجِدٌ وأرومُ |
وإذا تواكلتِ المقانبُ لم يَزَلْ | بالثَّغرِ منّا منسرٌ وعظيمُ |
نسمُو بهِ ونفلُّ حدَّ عدوِّنا | حتى نؤوبَ، وفي الوُجوه سُهومُ |