تواعد ذا الخليط لأن يبينا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
تواعد ذا الخليط لأن يبينا | وَزَايَلَنَا القَطينُ، فلا قَطِينَا |
وَإنّي، وَالمَوَاعِدُ كاذِبَاتٌ | ليُطمِعُنا خِلابُ الوَاعِدِينَا |
نُعنَّى بالمطالِ من الغواني | وهان على المواطل ما لقينا |
وَنَظْمَأُ وَالمَوَارِدُ مُعرِضَاتٌ | فنَرْجِعُ بالغَليلِ، وَما سُقِينَا |
لهنَّ الله كيف أصبنَ منا | نفوساً ما عقلنا وما ودينا |
لَقِينَ قُلُوبَنَا بجُنُودِ حَرْبٍ | تَطَاعَنُ بالدّمالِجِ وَالبُرِينَا |
جَلَوْنَ لَنَا لآليءَ وَاضِحَاتٍ | أضأن بها الذوائب والقرونا |
عَهِدْنَا الدُّرّ مَسكِنُهُ أَجَاجٌ | فكيف تبدل الثغب المعينا |
جنون المرشقات غداة جمع | بأقتَلَ مِنْ نِبَالِك مَا رُمِينَا |
ولم نرَ كالعيون ظُبا سيوف | أرَقْنَ دَماً، وَما رُمْنَ الجُفُونَا |
عوائد من تذكّر آل ليلى | كَأنّ لهَا عَلى قَلْبي دُيُونَا |
أكاتمها ففي الأحشاء منها | مَضِيضٌ بَعدَما بَلَغَ الحَنينَا |
فَيا حَادي السّنِينَ قِفِ المَطَايا | وَعَزَّ عَلى العَقَائِلِ أن يَهُونَا |
وإن الرأس بعدك صوّحته | بوارح شيبة فغدا جبينا |
وَكَانَ سَوادُهُ عِيدَ الغَوَاني | يعدنَ إلى مطالعة العيونا |
أُتَاجِرُها، فأرْبَحُ في التّصَابي | وَبَعضُ القَوْمِ يَحسَبُني غَبينَا |
أهان الشيب ما أعززنَ منه | |
جنون شبيبة ووقار شيب | خذا عنّي النهى ودعا الجنونا |
نرى الأيام وهي غداً سنون | وَبالآحَادِ يَبْلُغْنَ المِئِينَا |
ستنبئنا النوائب ما أرتنا | من العجبِ العجيب بما ترينا |
حَلَفْتُ بمُلقِيَاتِ التَّيّ عُوجٍ | خَوَابطَ تَطلُبُ البَلَدَ الأمِينَا |
حَوَامِلَ ناحِلِينَ عَلى ذُرَاهَا | حَوَانيَ يَنجَذِبْنَ بِمُنْحَنينَا |
يُسَقِّينَ الهَجِيرَ عَلى التّظَامي | وينعلنَ الحرار إذا وجينا |
كأن سياطها ولها هباب | قلوع اليمّ زعزعت السفينا |
بكُلّ مُعَبَّدِ القُطْرَينِ يُنضِي | مطال طريقه الأُجُد الأمينا |
لَقَدْ أرْضَى قِوَامُ الدّينِ فِينَا | وَصَاة َ اللَّهِ وَالدّينَ اليَقِينَا |
رَعَانَا بالقَنَا، وَلَقَدْ تَرَانَا | وَأضْبَعُ ما نَكُونُ إذا رْعِينَا |
أعادَ ثِقَافَنَا حَتّى استَقَمْنَا | ودلّ بنوره اللّقم المبينا |
تيقظ والعيون مغمضات | وقلقل والرعية وادعونا |
نَمَاهُ أبٌ وَلُودٌ للمَعَالي | وَفي خِرَقِ الوَليدِ وَلا جَنِينَا |
مِنَ القَوْمِ الأُلى تَبِعوا المَعالي | قران العَود يتّبع القرينا |
أقاموا عن فرائسها الليالي | وردوا عن موادرها المنونا |
همُ رفعوا كما رفعت نزار | قباب على ً على كرمٍ بُنينا |
نبقّي سائرات الدهر فيهم | ويبقون اليد البيضاء فينا |
فإن نثمر لهم شكراً طويلاً | فهُم غَرَسُوا، وَكانوا المُورِقينَا |
فقل للمُصْحِرِينَ دَعوا الضّوَاحي | فَإنّ اللّيثَ قَد نَزَعَ العَرِينَا |
وَلا تَتَغَنّمُوا مِنْهُ قُعُوداً | يُقيمُ لكُم بهِ الحَرْبَ الزَّبُونَا |
ففي أغماده ورق قديم | يزيد علي قراع الصيد لينا |
قواضب لا يغبّ بها الهوادي | فيعطيها الصياقل والقيونا |
أليس وقاعه بالأمسِ فيكم | سقى غلل الرماح وما روينا |
بأرْبُقَ قَدْ أدارَ لَكُمْ رَحَاها | مَدارَ الطّوْدِ مَرْداة ً طَحُونَا |
وَجَلجَلَها عَلى الأهوَازِ حتّى | أعَادَ زَئِيرَ أُسدِكُمُ أنِينَا |
وَساخَ، تَقَصُّعَ اليَرْبوعِ، غاوٍ | أثَارَ بِطَعنِهَا، فَنَجَا طَعِينَا |
أُشَيعِثُ، رَأسُهُ بالبِيضِ يُفلى | وَيَغدُو بالدّمِ الجَارِي دَهِينَا |
يذود رقابها هيهات منها | وَقَد غَلَبتْ عَصِيَّ الذّائدِينَا |
تولّع بالقنا فتطاوحته | لداغَ الدَّبْرِ، أيدي الغاسِلينَا |
غَدا يَمرِي عُفافَتَهَا، فأمسَى | يَرَى بالطّعنِ لِقحَتَها لَبُونَا |
ومن شرعت رماح الله فيه | درى أنّ السوابغ لا يقينا |
وبتن على المطالع ملجمات | علائقها أنابيب القنينا |
على صهواتها أبناءُ موت | حواسر للردى ومقنّعينا |
مجاذبة أعنتها جماحا | هبطن قرارة وطلعن بينا |
وَقَعْنَ بغَارَة ٍ، وَطَلَبنَ أُخْرَى | يُمَاطِلْنَ الإقَامَة َ وَالصُّفُونَا |
تكفكف وهي في الغلواءِ تلقي | إلى أرضِ العدا نظراً شفونا |
تَلَفُّتَ جُوَّعِ الآسَادِ فَاتَتّ | فرائسها النيوب وقد دمينا |
تُحَاذِرُ في مَرَابِطِهَا وُقُوفاً | وَإنْ بلَغَ العِدا أمَداً شَطُونَا |
فلَوْ أُلجِمنَ لا لغِوَارِ حَرْبٍ | لقد ظنّ العدوّ بها الظنونا |
ومنشرها على هضبات بمّ | رياطاً للعجاجة ما طوينا |
إذا رَجَعَ الغَزِيُّ بهِنّ حَسرَى | أعدنَ إلى الطّعانِ كما بدينا |
لحقنَ طريدة لولا قناها | لَطَالَ رَوَاغُهَا للطّارِدِينَا |
وَعُدْنَ، وَفي حَقائِبِهِنّ هامٌ | لَقِينَ مِنَ الصّوَارِمِ مَا لَقِينَا |
بقنّاصٍ أصاب وفي يديه | حبائل قد مددنَ لآخرينا |
نَوَائِبُ ألْقَتِ الجُلّى عَلَيْهِ | فقام بعبئهنَّ وما أُعينا |
وَحَنظَلَة َ الذي قَطَعَ الوَضِينَا | |
وَهل يرْضَى المُطولَ وَفي الأعادي | دُيُونٌ للصّوَارِمِ ما قُضِينَا |
إلاّ جزت الجوازي اليوم عنّي | جواداً لا أغمّ ولا هجينا |
نماه أبٌ ولوج للمعالي | وأُمّ أراقم تدهي البنينا |
مِنَ العُظَماءِ أطْوَلُهُمْ عِماداً | وأنداهم إذا مطروا يمينا |
تبوّع بي إلى قلل المعالي | وَخَيّرَني المَعاقِلَ وَالحُصُونَا |
فَأرْغَمَ بي عَلى رُغْمٍ أُنُوفاً | مُضَاغنَة ً، وَأقذى بي عُيُونَا |
تَهَنَّ بِمَطْلَعِ النّيرُوزِ وَابلُغْ | مطالع مثله حيناً فحينا |
مُرَحِّلَ كُلّ نَائِبَة ٍ مُقِيماً | مُذِيلاً للعِدا، أبَداً مَصُونَا |
تُظَفَّرُ بالمَآرِبِ طَيّعَاتٍ | وَبِالآمَالِ أبْكَاراً وَعُونَا |
وإن أحقّ منك بأنْ يهنَّى | إذا مَدّ البَقاءَ لكَ، السِّنُونَا |