وَفَى ذا السّرُورُ بتلْكَ الكُرَبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَفَى ذا السّرُورُ بتلْكَ الكُرَبْ | وهذا المقام بذاك التعب |
قَدِمتَ، فأطرَقَ صَرْفُ الزّمَانِ | عناءً واغضت عيون النوب |
وَمِثْلُكَ مَنْ قَذَفَتْهُ الخُطُو | ب في صدر كل خميس لجب |
قَرِيبُ المُرَادِ، بَعِيدُ المرَامِ | عظيم العلاء جليل الحسب |
ومن قلقل البين اطنابه | ونال اقاصي المنى بالطلب |
غَدَتْ تَشتَكيكَ كؤوسُ المُدامِ | ويثنى عليك القنا والقضب |
وكنا نصانع فيك الهموم | فصرنا نصانع فيك الطرب |
اذا ما الفتى وصل الزائريــ | ن اثنوا عليه نأي أو قرب |
وَكَيْفَ يُهَنّيكَ لَفْظُ امرِىء ٍ | يُهَنّي بِقُرْبِكَ أعْلَى الرُّتَبْ |
وَكُنّا بذِكرِكَ نَشفي الغَلِيلَ | وما بيننا امد منشعب |
إلى أنْ تَهَلّل وَجْهُ الزّمَانِ | وَمَنْ بَانَ مِثلُكَ عَنهُ شَحَبْ |
رَأيْنَا بِوَجْهِكَ نُورَ اليَقِيـ | ـنِ، حَتّى خَلَعنا ظَلامَ الرّيَبْ |
ومازلت تمسح خد الصباح | وَتَرْحَمُ قَلْبَ الظّلامِ الأشِبْ |
بمطرورة الصدر خفاقة | تَطِيرُ مَجاذِيفُهَا كَالعَذَبْ |
تُعَانِقُكَ الرّيحُ في صَدْرِهَا | وَيَشتَاقُكَ المَاءُ حَتّى يَثِبْ |
تَمُرّ بشَخْصِكَ مَرّ الجِيَادِ | وتسري برحلك سير النجب |
اذا اطردت بك خلت القصو | ر ترعد بالبعد أو تحتجب |
يُسَرّ بِهَا عَاشِقٌ لا يُلَذَّ | ذ بالناي أو نازح يقترب |
وقد بلغتك الذي رمته | وَحَقُّ المُبَلِّغِ أنْ يُصْطَحَبْ |
أبَا قَاسِمٍ كَانَ هَذا البِعَادُ | الى طرق القرب اقوى سبب |
فَمَا كُنْتُ أوّلَ بَدْرٍ أتَى | وَلا كُنْتَ أوّلَ نَجْمٍ غَرَبْ |
ألا إنّني حَسْرَة ُ الحَاسِدِينَ | وَمَا حَسْرَة ُ العُجْمِ إلاّ العَرَبْ |
فلا لبسوا غير هذا الشعار | ولا رزقوا غير هذا اللقب |
منحتك من منطقي تحفة | رأيت بها فرصة تستلب |
تُصَفّقُها بالنّشيدِ الرّوَاة ُ | كمَا صَفّقَ المَاءُ بِنْتَ العِنَبْ |
وَأنْتَ تُسَاهِمُني في العَلا | ءِ فَخراً، وَتَشرَكُني في النّسَبْ |