الآن أعربت الظنون
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الآن أعربت الظنون | وعلا على الشكِّ اليقين |
وَارْتاحَتِ الآمَالُ في | أطْرَافِهَا جَذَلٌ وَلِينُ |
في غمة كالليل شا | بَ لهَا الذّوَائبُ وَالقُرُونُ |
واليوم بان لناظري | ماأثمرت تلك الغصون |
وَتَمَطّتِ العُشَرَاءُ نَا | هضة وقد عُلم الجنين |
ألآن لما امتد بي | طوبَى وَأصْحبَ لي القَرِينُ |
وَعَضَضْتُ مِنْ نَابي عَلى | جِذْمٍ وَنَجّذَني الشّؤونُ |
أُغْضِي عَلى خِدَعِ النّوَا | ـطّتَهَا جَبَانٌ، أوْ ظَنِينُ |
وَعَلى أمِيرِ المُؤمِنِيـ | ـنَ لِمَوْئِلي جَبَلٌ حَصِينُ |
إنْتَاشَني شِلْوَ النّوَا | زل والنوائب لي شجون |
وسطا بأيامي فقد | جُعِلَتْ عَرَائِكُها تَلِينُ |
وَأضَاءَ لي زَمَني، وَأ | يّامُ الفَتى بِيضٌ وَجُونُ |
مُلكاً بَني العَبّاسِ، فالرّا | مقامكمُ غبين |
ما فيكمُ إلاَّ الدّ | ـدُّ عَلى عَظَائِمِهَا مَرُونُ |
حَتّى يَزُولَ فُحُولُهَا | منكم وقد دانوا ودينوا |
عكفوا على العلياء ما | فيهم على مجدٍ ضنين |
ينفون شائبها كما | عكفت على البيضِ القيون |
لَهُمُ الجِيَادُ مُغِذّة ً | ينتابها الحرب الزبون |
وقنيصها لهمُ قرى ً | وَظُهُورُها لَهُمُ حُصُونُ |
مُعتَادَة ٌ شُرْبَ الدّمَا | ءِ، وَعندَها المَاءُ المَعِينُ |
غضبي إذا لم يلق أعيـ | نها ضريب أو طعين |
يا من له الرأي الزنيـ | ق ومن له الحلم الرزين |
ومروح الإبل الطلا | حِ رَمتْ بهنّ نوًى شَطونُ |
مِنْ بَعْدِ مَا خَشَعتْ غَوَا | ربها وقد قلق الوضين |
لَكَ ذُرْوَة ُ البَيْتِ المُعَـ | والأباطح والحجون |
أتُرى أمين الله إلاَّ | لاّ مَنْ لَهُ البَلَدُ الأمينُ |
للَّهِ دَرُّكَ حَيْثُ لا | تَسْطُو الشّمالُ وَلا اليَمِينُ |
وَالأمْرُ أمْرُكَ لا فَمٌ | يوحي ولا قول يبين |
لما رأيتك في مقا | م يستطار به الركين |
وَاليَوْمُ أبْلَجُ تَستَضِي | ء له ظهور أو بطون |
ورأيت ليث الغاب معتر | ضاً له الدنيا عرين |
أقدمت إقدام الذي | يدنو وشافعه مكين |
فلذاك ما ارتعد الجنا | نُ حَياً وَلا عَرِقَ الجَبِينُ |
وَسَمَتْ بِفَضْلِكَ غُرّة ٌ | تغضي لهيبتها الجفون |
وَامْتَدّ مِنْ نُورِ النّبِـ | ـيّ عَلَيكَ عُنوَانٌ مُبِينُ |
وجمال وجهك لي بنيل | جميع ما أرجو ضمين |
فَأُفيضَتِ الخِلَعُ السّوَا | دُ عَليّ تَرْشُقُها العُيُونُ |
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ وَقَدْ | دَرَجَتْ بغُصّتِهِ القُرُونُ |
وَخَرَجْتُ أسحَبُهَا وَلي | فوق العلى والنجم دون |
جَذِلاً، وَللحُسّادِ مِنْ | أسفٍ زفير أو أنين |
وحملت من نعماك ما | لا تحمل الأُجدُ الأمون |
وَكَفَفْتَني عَنْ مَعْشَرٍ | خطط المنى فيهم حزون |
من كلّ جهم الصفحـ | ـنِ كأنّ وَجنَتَهُ وَجِينُ |
هَنّاكَ عِيدُكَ، سَعدُهُ | ما كان منه وما يكون |
والعيد أن تبقى لك العليـ | اء والحسب المصون |
عزٌّ بلا كدر من الدنيا | ـيَا، وَبَعضُ العِزّ هُونُ |
وَأرَى العُلى جَدّاءَ، إ | أنها لكمُ لبون |
حمداً لما تولي فإنّ الـ | ـدَ للنّعْمَاءِ دِينُ |
وَبَقِيتَ طُولَ الدّهْرِ لا | يجتاحك الأجل الخؤون |
وعليَّ منُّك ضافيا | وَعَلى أعَاديكَ المَنُونُ |