هَذي الرّماحُ عصِيُّ الضّالِ وَالسَّلَمِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هَذي الرّماحُ عصِيُّ الضّالِ وَالسَّلَمِ | لولا مُطَاعَنَة ُ الآرَاءِ وَالهِمَمِ |
إنّ الذّوابل والأقلام أرشية | إلى العُلَى ، لمُلُوكِ العُرْبِ وَالعَجَمِ |
لَيسَ السّيوفُ عَنِ الأقلامِ مُغنيَة ً | الفري للسّيف والتقدير للقلم |
كالكَوْكَبِ انتَشَرَتْ منْهُ ذَوَائِبُه | وموقد النّار يذكيها على أضم |
أوْ كالشّجاعِ تَمَطّى بَعدَ هَجعَتِهِ | يُرْخي لِساناً كغَرْبِ اللَّهذَمِ الخَذِمِ |
غُرّانِ مَا اجتَمَعَا إلاّ لمُنْصَلِتٍ | على الحوادث صبّار على الألم |
لهاشم غررٌ تلقى لسائلها | طَلاّعَة ٌ مِنْ ثَنَايَا البأسِ وَالكَرَمِ |
وخُضْخِضَ السَّجلُ في قَعرِ القليبِ فلم | يَنْزَحُ لَهُ غَيرُ مكتُومٍ مِنَ الوَذَمِ |
وأصبح البرق يخفى حر صفحته | عَنِ المَرَابعِ، أوْ يَبرَا مِنَ الدِّيَمِ |
وأجدب القوم واضطرت أكفهم | وإن تطهّرن من إثم إلى الزّلم |
وقلّ عند كرام الحيّ نائلهم | حَتّى جَلا يَوْمَ نَحرٍ مَنزِلَ البَرَمِ |
وَكُلُّ سَائِمَة ٍ بَاتَتْ تُمَسِّحُهَا | كَفُّ المُسيمِ غَدَتْ لحماً على وَضَمِ |
وصوح النّبت حتّى كاد من سغبٍ | فيهِمْ يُصَوِّحُ نَبْتُ الهَامِ وَاللِّمَمِ |
كَانُوا السّحائِبَ تَرْمي من كنائِنِها | مقاتل المحل كالمثعنجر الرذم |
أرْغَتْ مَعَدٌّ وَأثغَى مَن يُنَاضِلُها | وَمَنْ يُقَايِسُ بَينَ الشّاءِ وَالنَّعَمِ |
دنيا ترشف عيشي وهي كالحة | غضبى وأبسم فيها بادي الكظم |
كالخَمرِ يَعبِسُ حاسيها على مِقَة ٍ | وَالكَأسُ تَجلُو عَلَيهِ ثَغرَ مُبتَسِمِ |
الجِدُّ لا يَقْتَضِي إسْمَاعَ مُلهِيَة ٍ | والهزل يكمن في الأوتار والنّغم |
وَمَا ابنُ غِيلٍ تُذيعُ المَوْتَ طَلعَتُهُ | إذا تَطَلّعَ غَضْبَاناً مِنَ الأجَمِ |
يجلو دجا شدقه عن صبح عاصلة | مَطرُورَة ٍ كَشَبا المَطرُورَة ِ الخُذُمِ |
يَوْماً بِأقْدَمَ مِنّي في مُلَملَمَة ٍ | شعواء تعرف بالعقبان والرّخم |
واليوم قطّع قرع البيض حبوته | عن العجاج وخيل الله في الحرم |
إذا العَوَالي على أشداقِها هَجَمَتْ | أعدى اللَّمى بالدّمِ الجارِي على الرَّثَمِ |
والطعن ينتجع الأجساد أنفسها | وَالضّرْبُ يَبخَلُ بالبُقيَا على القِمَمِ |
وَرُبّ لَيْلٍ كَأنّ النّارَ مُقلَتُهُ | والكلبُ يسمعه النّائي عن الصمم |
سَهِرْتُهُ، وَالأمَاني تَرْتَقي فِكَرِي | حتّى تطلّع من همّي إلى هممي |
أراقب الضّيف إن يرعى مطيته | وَبَيْنَنَا مَنكِبٌ عَالٍ مِنَ الظُّلَمِ |
أوحى الظّلام إلى الإصباح إن فتى | أسرَى وَما خَدَعَتْهُ لَذّة ُ الحُلُمِ |
عَلى جُمالِيّة ٍ تُوفي الزّمَامَ خُطاً | تَكَادُ تَسبُقُهُ من خِفّة ِ القَدَمِ |
خراجة الصّدر إن صاح المهيب بها | على الوَجى من صُدورِ الأينُق الرُّسُمِ |
حرف تبوّعُ بي في كل مجهلة | كَأنّني رَاكِبٌ مِنْهَا عَلى عَلَمِ |
تلقي الأجنّة قتلى في مسالكها | دياتُهَا في رِقَابِ القَصْدِ وَالأَمَمِ |
متى تنسمُ مسَّ السوط جلدتُها | زافت كما زاف عنق المصعب القطم |
تطغى الخطامَ إذا ما البرّ صافحه | تيارُ بحر بأيدي العيس ملتطم |
هَوْجَاءُ ما التَفَتَتْ يَوْماً عَلى ألَمٍ | من السياط ولا حنَّت إلى قرم |
إذا جذبت لذكر السير مقودها | كَأنّمَا جَذَبَتْهَا سَوْرَة ُ اللَّمَمِ |
ما يَطلُبُ الدّهرُ وَالأيّامُ من رَجُلٍ | يعوذ بالحمد اشفاقاً على النّعم |
إذا اقتَضَتْهُ الأمَاني بَعضَ مَوْعِدِهِ | غَطّى بسَترِ العَطَايا عَوْرَة َ العَدَمِ |
مَنْ مَدّ مِعصَمَهُ مُستَعصماً بيَدي | عَصَمتُهُ بِإخَاءٍ غَيرِ مُنْجَذِمِ |
ومن اشيّعهُ يأمن من لوائمه | ولو رموه بجرَّاح من الكلم |
وَلوْ هتكتُ حِجابَ الغيبِ لافتَضَحتْ | أجفانُ كُلّ مُرِيبِ اللّحظِ مُتّهَمِ |
كَفَى الذي سَبّني أنّي صَبَرْتُ لَهُ | فاستَنصرَ العُذرَ وَاستَحيا من الحُرَمِ |
بُرْدي عَفِيفٌ إذا غَيرِي لفَجرَتِهِ | كانَتْ مَنَاسِجُ بُرْدَيهِ على التُّهَمِ |
أنا زهير فمن لي في رمانك ذا | بِبَعْضِ ما افترَقَتْ عَنهُ يدا هَرِمِ |
إذا العدوُّ عصاني خاف حدّيدي | وعرضه آمن من هاجرات فمي |
جَعَلتُ سَمعي على قَوْلِ الخَنا حَرَماً | فاي فاحشة تدنو إلى حرم |
يكاد أنفي إذا ما استاف مرتبة | من التواضع ينضو خلعة الشمم |
جَدّي النّبيّ، وَأُمّي بنتُهُ، وَأبي | وصيّه وجدودي خيرة الأمم |
لقصدنا تتمطَّى كل راقصة | هوجاء تخبط هام الصخر والرّجم |
بكُلّ أشعَثَ مُنقَدّ القَميصِ، إذا | جَدّ النّجَاءُ بِهِ عَن أطيَبِ الشّيَمِ |
لَنَا المَقامُ، وَبَيتُ اللَّهِ حُجرَتُهُ | في المَجدِ ثابتَة ُ الأطْنَابِ وَالدُّعُمِ |
ومولدي طاهر الأثواب تحسبني | وُلدتُ في حِجرِ ذاكَ الحِجرِ وَالحَرَمِ |