ما وقع الواشوان فيَّ ولفقوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما وقع الواشوان فيَّ ولفقوا | قُلْ لي، فإمّا حَاسِدٌ أوْ مُشْفِقُ |
في كُلّ يَوْمٍ ظَهرُ دارِي مَغرِبٌ | لكلامهم وجبين دارك مشرق |
وَإلى مَتى عُودي عَلى أيديهِمُ | ملقى ينيّب دائباً ويحرق |
كَم يُسبَكُ الذّهبُ المُصَفّى مَرّة ً | قَد لاحَ جَوْهَرُهُ وَبَانَ الرّوْنَقُ |
يحلو لهم عرضي فيستطرونه | ويصل عرضهم الذليل فيبصق |
نَفَضُوا عَيُوبَهُمُ عَليّ، وَإنّمَا | وَجَدّوا مَصَحّاً في الأديمُ فمزّقوا |
من لي بمن أن بان عيب خليله | غَطّاهُ عَن شانيهِ، أوْ مَن يصدُقُ |
وإذا الحليم رمى بسر صديقه | عَمْداً، فأوْلى بالوَدادِ الأحمَقُ |
من كان يغتاب الرجال وهمّ أن | يَبلُو الأصَادقَ فالصّديقُ المُطرِقُ |
وَإذا تَألّقَتِ الثّغُورُ لِسَبّة ٍ | لمْ يَدْرِ ثَغراً أوْ سَناً يَتَألّقُ |
لا تَمْلِكُ الفَحشَاءُ جانبَ سَمعه | وَيَزِلُّ قَوْلُ الهُجرِ عَنهُ وَيَزْلَقُ |
جار الزمان فلا جواد يرتجى | للنائبات ولا صديق يشفق |
وَطَغَى عليّ فكُلُّ رَحبٍ ضَيّقٌ | إنْ قُلتُ فيهِ، وَكلُّ حَبلٍ يخنُقُ |
أمر شحي للعزم غير مرشح | واليوم من ليل العجاجة أبلق |
دعني فإن الدهر يقصف همتي | ويجد من أملي الذي أتعلق |
الموت يركض في نواحي دهرنا | وَكأنّ صَرْفَ النّائباتِ مُطَرِّقُ |