أمِنْ شَوْقٍ تُعَانِقُني الأمَاني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أمِنْ شَوْقٍ تُعَانِقُني الأمَاني | وعن ودٍّ يخادعني زماني |
وما أهوى مصافحة الغواني | إذا اشتَغَلَتْ بَنَاني بالعِنَانِ |
عَدِمتُ الدّهرَ كيفَ يصُون وَجهاً | يُعَرَّضُ للضّرَابِ وَللطّعَانِ |
وَأسْفَعَ لَثّمَتْهُ الشّمسُ نَدبٌ | أبينا إن يلقب بالهجان |
وَكَمْ مُتَضَرّمِ الوَجَناتِ حُسناً | إذا جرّبته نابي الجنان |
تُعَرّفُني بِأنْفُسِهَا اللّيَالي | وَآنَفُ أنْ أُعَرّفَهَا مَكَاني |
أنا ابن مفرج الغمرات سودا | تلاقى تحتها حلق البطان |
وَجَدّي خَابِطُ البَيْداءِ حَتّى | تَبَدّى المَاءُ مِنْ ثَغْبِ الرِّعَانِ |
قَضَى ، وَجِيادُهُ حَوْلَ العَوَالي | ووفد ضيوفه حول الجفان |
تُكَفّنُهُ ظُبَى البِيضِ المَوَاضِي | وَيَغْسِلُهُ دَمُ السُّمْرِ اللّدانِ |
نشرت على الزمانِ وشاح عز | ترنّح دونهُ المقل الرواني |
خفيري في الظلام أقبّ نهد | يساعدني على ذمِّ الزمان |
جوادي ترعد الأبصار فيه | إذا هَزأتْ بِرِجْلَيْهِ اليَدانِ |
كأنّي منه في جاري غدير | أُلاعِبُ مِنْ عِنَاني غُصْنَ بَانِ |
حَيِيُّ الطّرْفِ إلاّ مِنْ مَكَرٍّ | يُبَيّنُ مِنْ خَلائِقِهِ الحِسَانِ |
إذا استطلعته من سجفِ بيت | ظننت بأنَّه بعض الغواني |
سَأُطلِعُ مِن ثَنايا الدّهرِ عَزْماً | يَسِيلُ بِهِمّة ِ الحَرْبِ العَوَانِ |
ولا أنسى المسير إلى المعالي | وَلَوْ نَسِيَتْهُ أخْفَافُ الحَوَاني |
وألطاف السحاب لكلّ دار | صحبنا ربعها خضل المغاني |
وكنّا لا يروّعنا زمان | بما يعدي البعاد على التداني |
ونأنف أن تشبهنا الليالي | بشمسٍ أو سنا قمر هجان |
فها أنا والحبيب نودّ أنَّا | تدانينا ونحن الفرقدان |
وليل أدهم قلق النواصي | جَعَلْتُ بَيَاضَ غُرّتِهِ سِنَاني |
وصبح تطلق الآجال فيه | وناظر شمسه في النقعِ عاني |
عقدت ذوائب الأبطال منه | بِأطْرَافِ المُثَقَّفَة ِ الدّوَاني |
وشعث فلّهم طلب المعالي | وفلّوا كل منجرد حصان |
أقول لهم ثقوا بالله فيها | ففضل يد المعين على المعانِ |
وَلا تَتَعَرّضُوا بالعِزّ، إنّي | رَأيْتُ العِزّ خَوّارَ العِنَانِ |
فما ركب العلى إلاّ عليٌّ | وَمَسّحَ عِطْفَهَا بَعْدَ الحِرَانِ |
سعى والشمس ترقى في أناة | فجاز وسيرها في الجوّ وانِ |
رَمَوْا منكَ المدى ، وَالخيلُ شُعثٌ | بمصقولِ العوارضِ واللبان |
يَدٌ لم تَخلُ من قصَبِ العَوَالي | تُزَعزِعُهنّ، أوْ قَصَبِ الرّهَانِ |
تَرَكْتَ لهم عُيونَ الطّعنِ تَدمَى | بمنخرط من التأمور قان |
وَقَدْ نَصَلَ الدُّجَى عن صَدرِ يوْم | من الخِرْصَانِ مخضُوبِ البَنانِ |
وَأجْسَادٍ تُشَاطِرُهَا المَنَايَا | نفوساً في ضراب أو طعانِ |
هُوَ الغَمْرُ الرّداءِ لِعَزْمَتَيْهِ | بكلّ دفاع نائبة يدان |
وَمَا نَهَضَ امْرُؤٌ بالحَزْمِ إلاّ | وصادف حلمه ملقى الجران |
يضم الخائف الظمآن منه | حمى يفتّر من بردِ الأماني |
وَتَضْحَكُ نَارُهُ وَضَحاً، إذا مَا | رغت نار القبائل بالدّخانِ |
وَيوْمٍ مثْلِ شِدْقِ اللّيثِ جَهمٍ | يَفُلّ عَنِ الجِدالِ ظُبَى اللّسانِ |
سددت فروجه بالقول حتى | مددت مشيعاً باع البنان |
وَغَيرُكَ مَنْ تُرَوّعُهُ المَعَالي | وَتَخْدَعُهُ أغَانيُّ القِيَانِ |
إذا ذكر الصوارم والعوالي | تعوّذ بالمثالثِ والمثاني |
وإن طلب الذحولَ تهضّمته | وَبَاعَ دَمَ الفَوَارِسِ باللِّبَانِ |
أبا سعد دعاء لو تراخت | أوَائِلُهُ لَعَاقَبَهَا لِسَاني |
ظفرت بما اشتهيت من الليالي | وأعطيت المراد من الأماني |
لكفك فوزة القدح المعلَّى | ومنها صولة العضب اليماني |
ولما خرّق الإظلام جبناً | خلعت عليه ثوب المهرجانِ |
إذا طُرِدَتْ رِمَاحُ اللّهْوِ فِيهِ | أرَقْنَ عَلى الكُؤوسِ دَمَ القِنَانِ |
وشَربٍ قد نحرت لهم عقاراً | كحاشية الرداء الأرجواني |
كأنّ الشّمسَ مالَ بهَا غُرُوبٌ | فَأهْوَتْ في حَيَازِيمِ الدّنَانِ |
فصل بدم العقار دم الأعادي | وَأصْوَاتَ العَوَالي بالأغَاني |
فَيَوْمٌ أنْتَ غُرّتُهُ جَوَادٌ | يَبُذُّ بِشَأوِهِ طَلْقَ القِرَانِ |
جعلت هديتي فيه نظاما | صَقِيلاً مِثْلَ قَادِمَة ِ السّنَانِ |
بلفظ فاسق اللحظات تُنمى | محاسنه إلى معنى حصَان |
وَصَلْتُ جَوَاهِرَ الألفَاظِ فِيهِ | بأعراضِ المقاصد والمعاني |
فجاءت غضة الأطراف بكراً | تخيّر جيدها نظم الجمان |
كأن أبا عبادة شقّ فاها | وَقَبّلَ ثَغْرَهَا الحَسَنُ بنُ هاني |