ألا يا لقَومي للخطوب الطوارق
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا يا لقَومي للخطوب الطوارق | وَللعَظْمِ يُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعارِقِ |
وَللدّهْرِ يُعرِي جَانِبي مِنْ أقَارِبي | ويقطع ما بيني وبين الأصادق |
وَيُورِي بقَلْبي نَارَ وَجْدٍ شُوَاظُهَا | تريني الليالي ضوءه في مفارقي |
وَللنّائِبَاتِ استَهْدَفَتْني نِصَالُهَا | عَلى شَرَفٍ يَرْمينَنَا بالفَلائِقِ |
وَللنّفسِ قَد طارَتْ شَعاعاً مِنَ الجوَى | لفقد الصفايا وانقطاع العلائق |
لها كل يوم موقف مع مودع | وملتفت في عقب ماض مفارق |
نجُومٌ مِنَ الإخوَانِ يَرْمي بها الرّدَى | مقاربها فوت العيون الروامق |
كَأنّي، إذا تَبّعتُ آثَارَ غَارِبٍ | بعَينيَ، لمْ أنظُرْ إلى ضَوْءِ شَارِقِ |
ولا دار إلا سوف يجلى قطينها | على نعق غربان الخطوب النواعق |
ويخرج منها بالكرائم حادث | ويدخلها صرف الردى بالبوائق |
كأنا قذى يرمي به السيل كلما | تطاوح ما بين الربى والأبارق |
أعَضُّ بَنَاني إصْبَعاً ثمّ إصْبَعاً | عَلى ثَامِرٍ مِنْ فَرْعِ مَجدٍ وَوَارِقِ |
وَعِقْدٍ مِنَ الأخدانِ أوْهَى نِظامَهُ | كرور الرزايا واعتقاب الطوارق |
أرُدُّ الشّجَا قَبلَ الزّفِيرِ تَجَلّداً | وَأغلِبُ دَمعي قَبلَ بَلّ الحَمَالِقِ |
كأني بعد الذاهبين رذية | تُزَجّى وَرَاءَ المَاضِيَاتِ السّوَابِقِ |
وَلا رَيبَ أنّي مُبرِكٌ في مَناخِهمْ | وَأنّيَ بالمَاضِينَ أوّلُ لاحِقِ |
فَأينَ المُلُوكُ الأقدَمُونَ تَسانَدُوا | إلى جِذْمِ أحسابٍ كِرَامِ المَعَارِقِ |
بهَالِيلُ مَنّاعُونَ للضّيمِ أحسَنُوا | بلائهم عند النصول الذوالق |
عَوَاصِبُ بالتّيجَانِ فَوْقَ جَمَاجِمٍ | وضاء المجالي واضحات المفارق |
إذا رَثَمُوا المِسكَ العَرَانِينَ خِلتَهمْ | أسود الشرى سافت دما بالمناشق |
فُحُولٌ أطَلنَ الهَدْرَ وَالخَطرَ بالقَنا | ضوارب للأذقان ميل الشقائق |
هُمُ انتَعَلُوا العَلْيَاءَ قَيْلَ نِعَالهِمْ | وَداسُوا طُلى الأعداءِ قَبلَ النّمارِقِ |
تَرَى كُلَّ حُرّ المَلطَمَينِ كَأنّهُ | عَتيقُ المَهَارَى مِنْ جِيَادٍ عَتائِقِ |
إذا قَامَ سَاوَى الرّمْحَ حَتّى يَمَسّهُ | بغارب ممطوط النجاد وعاتق |
وراء الدجى يعشو إلى ضوء وجهه | كأن على عرنينه ضوء بارق |
وَأينَ المَلاجي العاصِماتُ مِنَ الرّدَى | إذا طرقت إحدى الليالي بطارق |
مصاعب لم تعط الرؤوس لقائد | ولا استوسقت قبل المنايا لسائق |
فَشَنّ عَلَيهِ الأزْلَمُ العَودُ غارَة ً | بلا قرع أرماح ولا نقع مازق |
وَشَلّ بِهَا شَلَّ الطّرَائِدِ بالقَنَا | وكعكعها من جلة ودرادق |
لتبكي أبا الفتح العيون بدمعها | وألسننا من بعدها بالمناطق |
إذا هَبّ مِنْ تِلْكَ الغَليلُ بدامِعٍ | تسرع من هذا الغرام بناطق |
شَقيقي إذا التَاثَ الشّقيقُ وَأعرَضَتْ | خَلائِقُ قَوْمي جَانِباً عَنْ خَلائقي |
كأن جناني يوم وافي نعيه | فريّ أديم بين أيدي الخوالق |
فمن لأوابي القول يبلو عراكها | وَيَحذِفُهَا حَذْفَ النّبَالِ المَوَارِقِ |
إذا صَاحَ في أعقَابِهَا أطْرَدَتْ لَهُ | ثواني بالأعناق طرد الوسايق |
وسومها ملس المتون كأنها | نزائع من آل الوجيه ولاحق |
تغلغل في أعقابهن وسومه | بأبقَى بَقَاءٍ مِنْ وُسُومِ الأيَانِقِ |
فَفي النّاسِ مِنها ذائِقٌ غَيرُ آكِلٍ | وقد كان منها آكلاً غير ذائق |
وَمَنْ للمَعَاني في الأكِمّة ِ أُلقِيَتْ | إلى باقر غيب المعاني وفاتق |
يطوّح في أثنائها بضميره | مَرِيرُ القُوَى وَلاّجُ تِلْكَ المَضَايِقِ |
تسنم أعلا طودها غير عاثر | وجاوز أقصى دحضها غير زالق |
طوى منه بطن الأرض ما تستعيده | عَلى الدّهرِ مَنشُوراً بُطون المَهارِقِ |
مضى طيب الأردان يأرج ذكره | أريج الصبا تندى لعرنين ناشق |
كان جميع الناس أثنوا عشية | عَلى بَعضِ أمطَارِ الرّبيعِ المُغَادِقِ |
أمَدّوهُ مِنْ طِيبٍ لغَيرِ كَرَامَة ٍ | وَضَمّوهُ في ثَوْبٍ جَديدِ البَنَائِقِ |
وَمَا احتَاجَ بُرْداً غَيرَ بُرْدِ عَفَافِهِ | ولا عرف طيب غير تلك الخلائق |
مَرَافِقُ شَعبٍ كالهَشائهمِ وُسّدُوا | بِمُنْقَطِعِ البَيْدَاءِ غَيرِ المُرَافِقِ |
قد اعتنقوا الأجداث لا من صبابة | وَيَا رُبّ زُهْدٍ في الضّجيعِ المُعَانِقِ |
وَما المَيتُ إنْ وَارَاهُ سِترٌ مِنَ الثّرَى | بأقرَبَ مِمّا دُونَ رَمْلِ الشّقَائِقِ |
وَفَارَقَني عَنْ خُلّة ٍ غَيرِ طَرْقَة ٍ | تَضَمّنَها صَدْرُ امرِىء ٍ غَيرِ ماذِقِ |
تَرَوّقَ مَاءُ الوُدّ بَيْني وَبَينَهُ | وَطاحَ القذَى عن سَلسَلِ الطعم رَائِقِ |
سقاك وهل يسقيك إلا تعلة | لغَيرِ الرّدى قَطرُ الغَمامِ الدّوَافِقِ |
مِنَ المُزْنِ حَمحامٌ، إذا التَجّ لُجّة ً | أضاءت تواليه زناد البوارق |
سُلافَة ُ غَيثٍ شَلشَلَتهَا هَمِيّة ٌ | نَتيجَة ُ أنوَاءِ السّحَابِ الرّقَارِقِ |
ومستنبت روضاً عليك منوراً | عَلى صَابحٍ مِنْ مَاءِ مُزْنٍ وَغَابِقِ |
وما فرحي إن جاورتك حديقه | وَقَبرُكَ مَمْلُوءٌ بِغُرّ الحَدائِقِ |
سَخَا لكَ مِنْ رِيحِ الزّفيرِ بحاصِبٍ | مقيم ومن ماء الشؤون بوادق |
فَمَا العَهدُ منّي إنْ لهَوْتُ بثَابِتٍ | وَلا الوُدّ منّي إنْ سَلَوْتُ بصَادِقِ |