لأغنَتكَ عَن وَصْلي الهُمومُ القَوَاطِعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لأغنَتكَ عَن وَصْلي الهُمومُ القَوَاطِعُ | وَعَن مَشرَعِ الذّلّ الرّماحُ الشّوَارِعُ |
واي طلاب فاتني وطلائعي | منى ً قبل اعناق المطي طوالع |
دَعيني أُقِمْ أرْضاً، وَأطْلُبُ غَيرَها | فبينهما ان واصل الهم قاطع |
فَما كُلّ مَمْنُوحٍ مِنَ العِزّ شَاكِرٌ | وَلا كُلّ مَحظُوظٍ مِنَ المَالِ قانِعُ |
وَمَا عَاقَني رَبْعٌ، فَبِتُّ وَلمْ تَبِتْ | يُوَقّعُني مِنْ غَيرِ ذاكَ المَطَامِعُ |
قطوع لا قران الرجال كانني | الى كل فج ثائر الرحل نازع |
أفي كل يوم الدهر جانبي | وَبَاعَ الثّنَاءَ الحُرَّ بالذّمّ بَائِعُ |
فَلَمْ ألْقَ إلاّ مَاذِقَ الودّ كَاذِباً | يسف به من طائر الغدر واقع |
وَرَايَعَة ٍ للبَيْنِ مِنْ عَامرِيّة ٍ | تتزعزع منها بالسلام الاصابع |
فلو لم تزودنا السلام عشية | لسرنا واعناق المطي خواضع |
تَصُدّ حداءً حينَ تَبعَثُ وَعْدَهَا | كَذُوباً، وَإنّي بِالرّجَاءِ لَقَانِعُ |
أفي كُلّ يَوْمٍ يُعدِمُ الدّهرُ جانِبي | وَرَجْعُ زَفِيرِي للحَمَائِمِ خَادِعُ |
حَنِينُ المَطايا عَلّمَ الشّوْقَ مُهجَتي | فكَيْفَ تُسَلّيها الحَمامُ السّوَاجِعُ |
بذلتك قلباً كنت ادخر صوته | اذا لاح لي برق من العزم لامع |
سَبَقتَ إلى يَأسِي رَجَايَ، فحُزْتَه | ولم تنتظر رأي فها انا طامع |
وَمَا عِندَ أملاكِ الطّوَائِفِ حَاجَتي | اذا ما ابت ان تقتضيها القواطع |
وَمَا ليَ شُغْلٌ في القَرِيضِ، وَإنّما | أُبَيّنُ فيه مَا تَقُولُ المَطَامِعُ |
وَلَوْ هَزّ أسْمَاعَ المُلُوكِ نَشيدُهُ | دروان كل المجد ما انا صانع |
تَقُولُ ليَ الأيّامُ، وَهيَ بَخِيلَة ٌ: | ألا أسألْ، فإمّا ذو عَطاءٍ وَمَانِعُ |
رَأيتُ كَرِيماً مَا خَلا قَطُّ مِنْ حِمًى | يزار ولو ان الديار بلاقع |
وَلا مَرِضَتْ نَارُ القِرَى في خِيَامِهِ | بليل ولو ان الرياح زعارع |
اذا صارعته الريح خلنا شعاعها | يُشِيرُ إلى الوُرّاد وَالرّكْبُ هَاجِعُ |
فَضَنّاً، بَني فِهْرٍ، بما في أكفّكم | مِنَ المَجدِ، فالأيّامُ عَوْدٌ وَرَاجِعُ |
وردّوا اكف الحرب حلماً عن العدى | إذا أمكَنَتْ حَدَّ السيوفِ المَقاطِعُ |
فكَمْ غارَة ٍ تَستَرْجفُ اللّيلَ أيقظَتْ | صدور القنا والغادرون هواجع |
عيون العوالي والنجوم روامق | ونقع المذاكى بينهن براقع |
وَلا بُدّ مِنْ شَعوَاءَ تَظمَا نُفُوسُها | وَلَيسَ لهَا إلاّ السّيُوفُ مَشَارِعُ |
هُوَ اليَوْمُ أخفَتْ خَيلُهُ لَمعَ آلِهِ | فاشباحه فوق العجاج لوامع |
ترى النقع مسود الذيول وفوقه | رداء الردى تحمر منه الوشائع |
وركب كان الترب ينهض نحوه | يعانقه في سيره ويصارع |
فَلَوْ أنّ ثَغْرَ اللّيلِ لاحَ ابْتِسَامُهُ | عَنِ الصّبْحِ مِنْهُ لمْ تَسِمْهُ البَلاقعُ |
إذا ما سَرَوْا تحتَ الدُّجَى فوُجوهُهمْ | لضَوْءِ الضّحَى قبلَ الصّباحِ طَلائِعُ |
وان ادلجوا لم يسئل الليل عنهم | كَأنّهُمُ فيهِ النّجُومُ الطّوَالِعُ |
وَيَبْدأُ فيهَا للسّرَابِ زَخَارِفٌ | تلاعب لحظ المجتلي وتخادع |
فَلا تَعجَبُوا مِن سَيرِهم في هَجيرِها | فجرُّ وغاهم للهجير طبائع |
وَأرْضٍ يَضَلّ اللّيلُ بَينَ فُرُوجِها | وَيُجْزِعُهُ أجْزَاعُهَا وَالأجَارِعُ |
تخطيتها والصبح يخرق في الدجى | نَوَافِدَ لا يَلقَى بهَا الجَوَّ رَاقِعُ |
تطاول اسر الليل فيها كأنما | دجاه لاعناق النجوم جوامع |
وَقَدْ مَدّ مِنْ بَاعِ المَجَرّة ِ فانثَنى | كَأنّ الثّرَيّا فيهِ كَفٌّ تُقَارِعُ |
وَهَبْتُ لِضَوْءِ الفَرْقَدَينِ نَوَاظرِي | إلى أن بَدا فَتْقٌ مِنَ الفَجرِ ساطِعُ |
كَأنّهُمَا إلْفَانِ قَالَ كِلاهُما | لشخص اخيه قل فاني سامع |
إذا أنَا لمْ أقبِضْ عَنِ الخِلّ هَفوَة ً | فَلا بَسَطَتْ كَفّي إلَيهِ الصّنائِعُ |
وَإنْ أنَا لمْ يَسْتَنْزِلِ المَجدُ حَبوتي | فلا اهلت مني الربى والمرابع |
أبَا قاسِمٍ! حَلاّكَ بالشِّعْرِ مَاجِدٌ | عليك له حتى الممات رصائع |
أخٌ لا يَرَى الأيّامَ أهْلاً لمَدْحِهِ | ولو ضمنت ان لا تراه الفجائع |
شُجَاعٌ لأعْناقِ النّوَائِبِ رَاكِبٌ | هُمَامٌ لأِطْوَادِ الحَوَادِثِ فَارِعُ |
ستَشرعُ ماءَ الفَخرِ في كأسِ مِدحتي | وما انا في ماء الندى منك شارع |
ليهنك مولود يولّد فخره | أبٌ، بِشْرُهُ للسّائِلِينَ ذَرائِعُ |
وليد لوان الليل ردي بوجهه | لمَا جَاوَرَتَهُ بالجُنُوبِ المَضَاجِعُ |
وَمُبْتَسِمٌ، يَرْتَجّ في مَاءِ حُسنِهِ | لَهُ مِنْ عُيُونِ النّاظِرِينَ فَوَاقِعُ |
رَمَى الدّهْرُ منهُ كلَّ قلبٍ من العِدى | بسَهمٍ نَضَا أحقادَهم وَهوَ وَادِعُ |
يرامونه باللحظ كي يعصفوا به | وَأبصَارُهُمْ صُورٌ لَدَيْهِ خَوَاشِعُ |
لارواحهم في مقلتيه مصارع | |
يودون ان لو كا بين قلوبهم | مع الحقد حتى لا تراه المجامع |
متى ابتسموا فاعلم ثغورهم | دُمُوعٌ، لهَا تِلكَ الشّفَاهُ مَدامِعُ |