انظر الى الايام كيف تعود
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
انظر الى الايام كيف تعود | وَإلى المَعَالي الغُرّ كَيْفَ تَزِيدُ |
وَإلى الزّمَانِ نَبَا، وَعاوَدَ عَطْفَهُ | فارتاح ظمآن واورق عود |
نعم طلعن على العدو بغيظه | فتركنه حمر الجنان يميد |
قد عاود الايام ماءَ شبابها | فالعيش غض والليالي غيد |
اقبال عز كالاسنة مقبل | يمضي وجدٌّ في العلاء جديد |
وعلى ً لأبلج من ذؤابة هاشم | يثني عليه السؤدد المعقود |
قد فات مطلوباً وادرك طالباً | ومقارعوه على الامور قعود |
خسأت عيونهم وقد طمحت له | عُدَدٌ عِرَاضٌ في العُلى وَعَدِيدُ |
مَا صَالَ إلاّ انْجَابَ غَيٌّ مُظْلِمٌ | واندق من عمد الضلال عمود |
يَأسُو وَيَجْرَحُ، فالجرَاحَة ُ عَزْمَة ٌ | تصمى وآسيها الندى والجود |
سطو وصفح يطرقان عدوه | أبَداً، وَوَعْدٌ صَادِقٌ وَوَعِيدُ |
عن اي باع في العلاء رميتم | لَيْثاً تَقِيهِ مَقَادِرٌ وَجُدُودُ |
طاشت سهامكم وفارق نزعه | سهم الى قلب العدو سديد |
حَسَدُوك لمّا فَاتَ سَعيُكَ سَعيَهُمْ | صعداً فما نقع الغليل حسود |
وَرَأوْا بَوَايِجَهَا تَلُوحُ، وَرِيحَهَا | تَسْرِي، وَعارِضَها الغَزِيرَ يَجُودُ |
عجل الزمان بها اليك وحطمت | بين الضلوع ضغائن وحقود |
قد كنت اخشى ان يقول مخبر | كادُوا وَمَا أُعطُوا المُرَادَ فَكيدُوا |
او ان يقال اقارب نزعت بهم | ظِنَنٌ، فَكُلٌّ بالعُقُوقِ بَعِيدُ |
سئلوا العواد فجانبوه فعاودوا | والان اذ ملك الزمان وقيدوا |
لولا الالية منك الا تنتضي | عَضباً يَقُومُ مَقَامَهُ التّفْنِيدُ |
لَسَنَنْتَ في الأقْوَامِ، غَيرَ مُلَوَّمٍ | مَا سَنّ يَوْمَ ابنِ الزّبَيرِ يَزِيدُ |
اليَوْمَ أصْحَرَتِ الضّغائِنُ، وَانجَلَتْ | تلك الموارن والجباه السود |
وَتَرَاجَعُوا عُصَباً إلَيكَ، وَخَلفَهمْ | عنف السباق وللقلوب وئيد |
فاصفح فسوف ينال صفحك منهم | مَا لا يَنالُ العَضْبُ، وَهوَ حَدِيدُ |
وحذار من ويل العقاب وقد بدت | ملء العيون بوارق ورعود |
وتغنموا عفواً يفيض وفيئة | تدنو وحلماً لا يزال يعود |
فلسطوة الضرغام اجمل بالفتى | من ان يرى عال عليه السيد |
مَا السّؤدُدُ المَطْلُوبُ إلاّ دونَ ما | يرمى اليه السؤدد المولود |
فَإذا هُمَا اتّفَقَا تَكَسّرَتِ القَنَا | ان غالبا وتضعضع الجلمود |
وَأجَلُّ مَا ضَرَبَ الرّجَالُ بِحَدِّة ِ ا | لأعْداءَ مَجْدٌ طارِفٌ وَتَلِيدُ |
الان اطلقت النصول ورشحت | لِسَبيلِها قُبٌّ الأَياطِلِ قودُ |
وَتَبَلّجَ البَيْتُ الحَرَامُ طَلاقَة ً | مذ قيل ان جماله مردود |
وَعَلى المَظالِمِ وَالنّقَابَة ِ هِمّة ٌ | يَقْظَى ، وَظِلُّ أمَانَة ٍ مَمْدُودُ |
حمداً لانعمك الجسام فلم يزل | أبَداً يَزِيدُ لهَا عَليّ مَزِيدُ |
عليتني حتى تحققت العدى | اني حميم للعلى وعقيد |
وتركت حسادي على زفراتهم | عوج الضلوع فواجد وعميد |
فلاشكرنك ما تجاذب مقولي | نثر يشق على العدى وقصيد |
وَالشّكْرُ أنْفَسُ ما وَجَدْتُ، وَإنّما | أمَلُ الفَتَى أنْ يُقبَلَ المَوْجُودُ |