ألا حَيِّهَا، ربَّ العُلى ، من غَوَارِبِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ألا حَيِّهَا، ربَّ العُلى ، من غَوَارِبِ | تَعَرَّقُني بَينَ العُلَى وَالمَطَالِبِ |
ومالي وللامال من دونها القنا | تهز وسورات النوى والنوائب |
سَئِمْتُ زَمَاناً، تَنتَحيني صُرُوفُهُ | وثوبَ الافاعي أو دبيب العقارب |
مَقَامُ الفَتَى عَجزٌ على ما يَضِيمُهُ | وَذُلُّ الجرِيءِ القلبِ إحدى العجائبِ |
ساركبها بزلاء اما لمادح | يعدد افعالي واما لنادب |
إذا قَلّ عَزْمُ المَرْءِ قَلّ انْتِصَارُهُ | وَأقْلَعَ عَنهُ الضّيمُ دامي المَخالِبِ |
وَضَاقَتْ إلى ما يَشتَهي طُرْقُ نَفسه | ونال قليلاً مع كثير المعائب |
وَمَا بَلَغَ المَرْمَى البَعيدَ سوَى امرِىء ٍ | يروح ويغدو عرضة للجواذب |
وما جر ذلاً مثل نفس جزوعة | ولا عاق عزماً مثل خوف العواقب |
الا ليت شعري هل تسالمني النوى | وَتَخبُو هُمومي من قِرَاعِ المَصَائبِ |
الى كم اذود العين ان يستفزها | وَميضُ الأماني وَالظّنُونِ الكَوَاذِبِ |
حُسِدْتُ عَلى أنّي قَنِعتُ فكَيفَ بي | إذا مَا رَمَى عَزْمي مَجالَ الكَوَاكبِ |
وَما زَالَ للإنْسَانِ حاسِدُ نِعمَة ٍ | عَلى ظَاهِرٍ مِنْهَا قَليلٍ وَغَائِبِ |
وَأبْقَتْ ليَ الأيّامُ حَزْماً وَفِطْنَة ً | ووقرن جاشي بالامور الغرائب |
تَوَزّعَ لَحمي في عَوَاجِمَ جَمّة ٍ | وبان على جنبي وسم التجارب |
وأرض بها بعتُ الصبابة والصِّبَا | وناهض قلبي الهَمَّ من كلِّ جانِب |
وَزَوْرٍ مِنَ الأضْغَانِ نحوِي، كأنّما | يلاقيهم شخصي لقاء المحارب |
أُنَاسِيهِمُ بغضَاءَهُمْ غَيرَ غَافِلٍ | وَأسْألُهُمْ مَعرُوفَهُمْ غَيرَ رَاغِبِ |
وَإنّي لأطْوِيِهم عَلى عُظْمِ دائِهِمْ | واقعد منهم بين رام وجالب |
ألا رُبّ مَجْدٍ قَدْ ضَرَحتُ قَذاتَهُ | وكان على الايام جم الشوائب |
وَسِرٍّ كَتَمْتُ النّاسَ حتى كتَمتُهُ | ضُلُوعي، وَلمْ أُطْلِعْ عَليهِ مآرِبي |
واغيد محسود على نور وجهه | هجرت سوى لحظ البعيد المجانب |
وغيداء قيدت للعناق ملكتها | فَنَزّهْتُ عَنها بَعدَ وَجْدٍ تَرَائِبي |
وما عفة الانسان الا غباوة | اذا لم يكافح داء وجد مغالب |
وعزم كاطراف الاسنة في الحشا | طَعَنتُ بهِ كَيدَ العَدُوّ المُوَارِبِ |
وضيم كما مض الجراح نجوته | إلى المَنظَرِ الأعلى نَجَاءَ الرّكائِبِ |
وَخُطّة ِ خَسْفٍ فِتُّها غَيرَ لاحِقٍ | بيَ العارُ إلاّ مَا نَفَضْتُ ذَوَائِبي |
عَلى هِمّة ٍ، أيْدي المَنُونِ سِياطُها | تَسُوقُ بِهَا الآمَالَ سوقَ النّجائبِ |
الى قائم بالمجد يحمي فروجه | ويطعن عنه بالقنا والرغائب |
مقيم بطيب الذكر في كل بلدة | وقد عود الاكوار جب الغوارب |
فتى صحب البأس الندى في بنانه | بفيض العطايا والدماء السوارب |
لأمجد فرع في عرانين هاشم | وَأنجَبِ عُودٍ مِنْ لُؤيّ بنِ غالِبِ |
لهم سرة المجد التليد وسره | وَمَحضُ المَعالي فيهِمُ وَالمَناقِبِ |
يَبيتُونَ، أغمَادُ السّيُوفِ نحُورُهُم | وَيَغدُونَ جُرّارَ الرّمَاحِ السّوَالِبِ |
تَرَقّوْا عَلَيْهَا كُلّ مَجْدٍ وَنكّسُوا | بأطرافِها عَنْ عاقِداتِ السّباسِبِ |
وَخَطْبٍ عَلى الزّوْرَاءِ ألقَى جِرَانَهُ | مديد النواحي مدلهم الجوانب |
واضرمها حمراء ينزو شرارها | إلى جَنَباتِ الجَوّ نَزْوَ الجَنادِبِ |
سللت عليه الحزم حتى جلوته | كما انجَابَ غَيمُ العارِضِ المتراكِبِ |
وَقَدْ عَلِمَ الأعْداءُ أنّكَ تَحتَهُ | غَلَبْتَ، وَمَا كانَ القَضَاءُ بغالِبِ |
واقشعت عن بغداد يوماً دويه | الى الان باق في الصبا والجنائب |
وَلَوْلاكَ عُلّي بالجَماجِمِ سُورُهَا | وخندق فيها بالدماء الذوائب |
وكم لك من يوم تركت به الظبى | مَضَارِبَهَا مَشغُولَة ً بالضّرَائِبِ |
سوابقه ما بين كابٍ وناهض | واقرانه ما بين هاو وواثب |
وَقُدْتَ إلَيْهِ الحَيلَ يُسببنَ بالقَنَا | ويسببن بوغاء الملا والسباسب |
ثقالاً باعباء العوالي كانما | يطأن الربى وطيء الإماء الحواطب |
مُعاوِدَة ً عَضَّ الشّكِيمِ يَمُصّها | رَشَاشَ الجَوَاني بالنّبالِ الصّوَائِبِ |
وقد شمر التحجيل عن جنباتها | وحجلها خوضاً نجيع المقانب |
فَقَصّرْتَ فيهِ كُلَّ سَمرَاءَ لَدْنَة ٍ | وَأنحَلْتَ فيهِ كُلَّ أبيَضَ قاضِبِ |
واصدرت عنه الجيش من بعد هبوة | تُوَصِّلُ أعناقَ القَنَا وَالقَوَاضِبِ |
وَأرْعَنَ دَمّاغِ الرّبَى في مَجَرّهِ | يطبق عرض البيد ذات المناكب |
سريت به حتى تقلص نقعه | عن الفجر طلاعا جبال الغياهب |
وفي كل يوم انت بالعزم راكب | قَرَاديدَ أمْرٍ لا تَذلّ لرَاكِبِ |
وليس عجيبا ان تمخط بازل | سرت فيه اعراق القروم المصاعب |
تَدارَكْتَ أطنابَ الخِلافَة ِ بَعْدَمَا | دنا الضيم حتى مسها بالرواجب |
وما زلت ترمي كل قلب مجاذب | تجاذبها حتى قلوب الاقارب |
هنيئاً لك العيد الجديد فانه | يَسُلّ لك الإقبالَ عَضْبَ المَضَارِبِ |
وعزك باق لا يزلزل طوده | وكل المعالي بين ماض وآيب |
وما راقت الاعياد الا بغرة | تَبَلّجُ عَنْ نُورٍ مِنَ المَجْدِ ثَاقِبِ |
وَكَيفَ يَسُرّ الفِطرُ من عاشَ دهرَهُ | بعنوان معروف الجناجن شاحب |
فَما الشّيبُ إلاّ سُبّة ٌ لِلأشَائِبِ | |
انا القائل المرموق من كل ناظر | اذا صلصلت للسامعين غرائبي |
وَما صُنتُ شِعرِي عنكَ زُهداً، وَإنّما | هُوَ الدّرّ لا يَمرِي بغَيرِ الحَوَالِبِ |
وَلي مِنْ قَرِيضِي مُنْبِهٌ لضَمِيرِهِ | وَلَكِنّني آبَى دَنِيَّ المَكَاسِبِ |
وَمَا كُلّ شُغْلي بالمَقَالِ أرُوضُهُ |