ولولا هناة والهناة معاذر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ولولا هناة والهناة معاذر | لَطَارَتْ برَحْلي عَنكَ بَزْلاءُ ضَامِرُ |
وشيعت اظعانا كأن زهاؤها | بجانب ذي القلام نخل مواقر |
مُفَارِقَ دارٍ طأطأ الذّلُّ أهلَهَا | وما عز دار ليس فيها معاشر |
أقَمْتُ عَلى مَا سَاءَ أُذْناً وَمُقْلَة ً | عَمَاعِمُ يَبْنُونَ العُلَى وَكَرَاكِرُ |
أبِيتُ رَمِيضاً صَالِياً حَرَّ زَفْرَة ٍ | لليلي من زور الملمات سامر |
ارقت ولم يأرق معي من رجوته | ليَوْمي، إذا دارَتْ عَليّ الدّوَائِرُ |
اقام على دار القطيعة والقلى | يُشَاوِرُ فِيمَا سَاءَني وَيُؤامِرُ |
رماني عن قوس العدو وقال لي | امامك اني من ورائك ثائر |
وعندي لتبديل الديار مناخة | تُوَقِّعُ مَا تُمْلي عَليّ المَقَادِرُ |
أقولُ: غداً، وَالشرّ أقرَبُ مِن غَدٍ | أبَى الضّيمُ أنْ يَبقَى بعُشّكَ طائِرُ |
فما انت نظار وغيرك رائح | ونضوك موموم ورحلك قاتر |
اذا لم يكن لي ناصر من عشيرتي | فلي من يد المولى وان ذل ناصر |
واني وان قلوا لمستمسك بهم | وَقد تُمسكُ السّاقَ المَهيضَ الجَبائِرُ |
وَبَعضُ مَوَالي المَرْءِ يَغمِزُ عُودَهُ | كما غمز القدح الخليع المقامر |
وقد كان مولى الزبرقان هراسة | لهَا وَاخِذٌ في الأخمَصَينِ وَنَاقِرُ |
وجار الايادي الحذافى واقر | |
وَقَدْ كانَ فيها للسّمَوْألِ عُذْرَة ٌ | وَمَنْ رَامَ عُذْراً أمكَنَتهُ المَعَاذِرُ |
ولكنه اصغى لما قال لائم | فاوفى ولم يحفل بما قال عاذر |
فلا يغررنك ثغرا بن حرة | تَبَسّمَ لِلأعْدَاءِ وَالصّدْرُ وَاغِرُ |
شَكَا النّاسَ يَبكي قَلبُهُ وَلِسَانُهُ | وان كتمت عنك الدموع النواظر |
تواكله الخلان حتى حسامه | وَأعْوَانُهُ، حَتّى الجَنَانُ المُوَازِرُ |
وَمَا كُنتَ إلاّ كَالمُوَارِبِ نَفْسَهُ | بَغَى وَلَداً، وَالعِرْسُ جَدّاءُ عاقِرُ |
وهل ينفعن الطارقين على الطوى | إذا غابَ جُودُ المَرْءِ وَالزّادُ حاضِرُ |
يفوز الفتى بالحمد والمال ناقص | وتتبع موفور الرجال المعائر |
وَلَوْ كُنْتُ في فِهْرٍ لَقَامَ بنُصْرَتي | غضوب اذا لم يغضب الحي غائر |
وَسَدّدَ مِنْ دُوني سِنَاناً كَأنّهُ | إلى الطّعْنِ نَابٌ يُقلِسُ السّمَّ قاطِرُ |
أدَرّ عَلَيْهَا لَقْحَة َ الطّعْنِ عَامِرُ | |
مِنَ الطُّعْمِ يَوْماً، أدركَتهُ الأظافرُ | |
وَيأبَى الفَتَى ، وَالسّيفُ يَحطِمُ أنفَه | وَفي النّاسِ مَصْبُورٌ على السّيفِ صَابرُ |
ولو يأبى العوام كان مناخها | لغامر عنها اللوذعي المغامر |
وراحت طرابا لم تشمس رحالها | ولا نعرت منها القدور النواغر |
سَوَارِحَ لمْ يَدفَعْ عَنِ الرّعْيِ دافعٌ | لئيم ولم ينهر عن الماء زاجر |
فَتَلْتُمْ عَلى ضَلْعَاءَ مَنقوضَة ِ القوَى | اذا ما استمرت بالرجال المرائر |
سهامُكُمُ في كُلّ عَارٍ سَدِيدَة ٌ | وَسَهمُكُمُ في مَرْشَقِ المَجدِ عائِرُ |
وَمَا كُنتُمُ لُجمَ الجَوَامحِ قَبلَهَا | فتَثْنُونَني إنْ أعْجَلَتْني البَوَادِرُ |
إذا ما دُعوا لليوْمِ ذي الخَطبِ أصْفحوا | صدور الحرابى ارمضتها الهواجر |
كَأنّ بُكُوراً مِنْ نَطاة ٍ وَخَيْبَرٍ | لها ناحط منهم رميض وناعر |
وما انا الا اكلة في رحالهم | |
ولولا ابو العوام لم يملكوا العلى | على الناس الا ان تشب النوائر |
وَلمْ يَرْفَعُوا بَينَ الغُوَيْرِ وَحَاجِرٍ | قبابهم ما دام للبدن ناحر |
أرُدّ عَلى قَوْمي فُضُولَ تَغَمُّدِي | وَإني عَلى مَا سَاءَ قَوْمي لَقَادِرُ |
وَإني لأسْتَأني حُلُومَ عَشِيرَتي | ليَعْدِلَ مُنْآدٌ، وَيَرْجِعَ نَافِرُ |
وَأطْلَسَ مَنّاني الكِذابَ، وَقالَ لي: | ليهنك احدى الليلتين لباكر |
ينافط فيها هجرس وهو نائم | وجرر فيها هجرس وهو فاتر |
تَشَبّهَ بالمُجرِينَ في حَلْبَة ِ النّدَى | أقِمْ وَادِعاً، يا عمرو، إنّكَ عَاثِرُ |
وَأهْمَلَهَا مَرْعِيّة ً في ضَمَانِهِ | زَمَانَ ادّعَى نِسيانَها، وَهوَ ذاكِرُ |
رآها على علاتها ظهر صعبة | تحادر من ارقاصها وتحادر |
فَأحْجَمَ عَنْهَا هَائِباً نَزَوَاتِها | وطار عليها الشحشحان المخاطر |
رأى سيفه فيها فعض بنانه | فالاّ ابا الغلاق كنت تبادر |
عليه برمان القروم الخواطر | |
تطاوح والاوراد تركب عنقه | خَوَاطِرُ ما دُونَ الرّدَى وَكَوَاسِرُ |
واني مليءٌ ان بقيت لعرضكم | بشوه المجالي تحتهن النواقر |
عُلالَة ُ رُكْبَانِ الظّلامِ، إذا وَنَوْا | مِنَ السّيرِ مَرْفُوعٌ بهِنّ العَقَائِرُ |
قوارع من تخبط يعد وهو موضح | اميم ومن تخطيء يبت وهو ساهر |
بواق باعراض الرجال خدوشها | كمَا رَقَشَتْ رَقَّ الأبِيلِ المَزَائِرُ |
حقيبة شر بئس ما اختار ريها | اذا نفضت عند الاياب المآزر |
نَلُمُّكُمُ، وَاللَّهُ يَصْدَعُ شَعبَكُم | ولا يجبر الاقوام ما الله كاسر |
احن الى قومي كما حن نازع | إلى المَاءِ قَد دانَى لَهُ القَيدَ قاصِرُ |
تَذَكّرَ جَوْناً بِالبِطَاحِ تَلُفّهُ | بمنتضد الدوح الغمام المواطر |
وجنت عليه ليلة عقربية | لهَا سَائِلٌ في كُلّ وَادٍ وَقَاطِرُ |
يا بطح معشاب كان نطافه | دُمُوعُ العَذَارَى أسْلَمَتْها المَحاجرُ |
يبيت على الماء الذي في ظلاله | كِنَانَة ُ وَالحَيّانِ كعبٌ وَعَامِرُ |
لهمْ في كِفافِ الأرْضِ شَرْقاً وَمَغرِباً | عماعم ينبون العلى وكراكر |
أدارُوا رَحًى بالأعوَجيّاتِ قَمحُها | صدور المواضي والرؤوس النوادر |
همُ نَشَطُوني مَنشَطَ السّجْلِ بعدَما | تطاوحه الجولان والقعر غاير |
ومدوا يدي من بعد ما كان مطرحي | من الأرْضِ مَجرُوراً عَلَيهِ الجَرَائِرُ |
وقواشرها واليوم مستوجف الحشا | لَهُ أبجَلٌ مِنْ عائِذِ الطّعنِ فائِرُ |
وما غير دار المرء الا مذلة | ولا غير قوم المرء الا فواقر |
واخليت من قلبي مكاناً لذكرهم | وقد يذكر البادي وتنسى الحواضر |