شِيمي لحاظَكِ عَنّا ظَبيَة َ الخَمَرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شِيمي لحاظَكِ عَنّا ظَبيَة َ الخَمَرِ | لَيسَ الصِّبا اليَوْمَ من شأني وَلا وَطَرِي |
مات الغرام فما اصغى إلى طرب | وَلا أُرَبّي دُمُوعَ العَيْنِ للسّهَرِ |
مَنْ يَعشَقُ العِزَّ لا يَعنُو لِغَانِيَة ٍ | في روتق الصفو ما يغني عن الكدر |
شُغِلْتُ بالمَجْدِ عَمّا يُستَلَذّ بِهِ | و قائم الليل لا يلوي على السمر |
طويت حبل زمان كنت انديه | إذا جَذَبْتُ بِهِ بَاعاً مِنَ العُمُرِ |
لا يُبْعِدِ اللَّهُ مَنْ غَارَتْ رَكَائِبُهُم | وَأنجَدَ الشّوْقُ بَينَ القَلبِ وَالبَصَرِ |
يا وقفة بوراء الليل اعهدها | كَانَتْ نَتيجَة َ صَبْرٍ عاقِرِ الوَطَرِ |
وَالوَجْدُ يَغصِبُني قَلباً أضَنُّ بِهِ | وَالدّمْعُ يَمنَعُ عَيني لَذّة َ النّظَرِ |
طَرَقْتُهُمْ وَالمَطَايَا يُستَرَابُ بِهَا | وَاللّيْلُ يَرْمُقُني بِالأنْجُمِ الزُّهُرِ |
اصانع الكلب ان يبدي عقيرته | وَالحَيُّ منّي، إذا أغفَوْا عَلى غَرَرِ |
و في الخباء الذي هام الفؤاد به | نجلاء من اعين الغزلان والبقر |
ابرزتها فتحاضرنا مباعدة | عن الخيام نعفي الخطو بالازر |
ثم انثنيت ولم ادنس سوى عبق | عَلى جُنُوبي لِرَيّا بُرْدِها العَطِرِ |
لا أغفَلَ المُزْنُ أرْضاً يَعقِلُونَ بِهَا | ولاطوى عنهم مستعذب المطر |
جَرّ النّسِيمُ عَلى أعطَافِ دارِهِمُ | ذَيلاً، وَألبَسَها مِنْ رِقّة ِ السّحَرِ |
وَما بُكائي عَلى إلْفٍ فُجِعتُ بِهِ | الا لكل فتى كالصارم الذكر |
مَا حَارَبُوا الدّهْرَ إلاّ لانَ جَانِبُهُ | إنّ المُشَيَّعَ أوْلى النّاسِ بالظّفَرِ |
يا للرجال دعاء لا يشار به | الا إلى غرض بالذل والحذر |
ردوا الرحيل فان القلب مرتحل | وَسَافرُوا إنّ دَمعَ العَينِ في سَفَرِ |
و يوم ضجت ثنايا بابل ومشت | بالخيل في خلع الاوضاح والغرر |
قمنا نجلي وراء اللثم كل فتى | كَأنّ حِلْيَتَهُ في صَفحَة ِ القَمَرِ |
إنّي لأمْنَحُ قَوْماً لا أزُورُهُمُ | مَجَّ القَنَا من دَمِ الأوْداجِ وَالثُّغَر |
طَعناً كمَا صَبّحَ الغُدْرَانَ مُمتَحِنٌ | رمى فشتت شمل الماء بالحجر |
و جاهل نال من عرضي بلا سبب | أمسَكْتُ عَنْهُ بلا عَيٍّ وَلا حَصَرِ |
حمته عني المخازي ان اعاقبه | كَذاكَ تُحمَى لحُومُ الذَّوْدِ بالدَّبَرِ |
و مهمته كشفار البيض مطرد | بالآلِ، عَارٍ مِنَ الأعلامِ وَالخَمَرِ |
إذا تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمسُ أوْحَشَها | تولع المور بالانهار والغدر |
غصصت تربته بالعيس مالكة | على النجاء رقاب الورد والصدر |
اطوي البلاد إلى ما لا اذل به | مِنَ البِلادِ، وَمَا أطوِي على خَطَرِ |
مَجَاهِلاً مَا أظُنّ الذّئبَ يَعرِفُهَا | وَلا مَشَى قَائِفٌ فِيهَا عَلى أثَرِ |
ينسى بها اليقظ المقدام حاجته | وَيُصْبِحُ المَرْءُ فِيهَا مَيّتَ الخَبَرِ |
لا تَبْعَدَنّ أمَانيَّ الّتي نَشَزَتْ | على الزمان بايدي الا ينق الصعر |
اليك لولاك ما لج البعاد بها | ترى المنازل بالادلاج والبكر |
يا ابنَ النّبيّ مَقَالاً لا خَفَاءَ بِهِ | وَأحسَنُ القَوْلِ فينا قوْلُ مُخْتَصِرِ |
رَأيتُ كَفّكَ مأوَى كلّ مَكْرُمَة ٍ | إذا تَوَاصَتْ أكُفُّ القَوْمِ بالعَسَرِ |
لَطَابَ فَرْعُكَ، وَاهتَزّتْ أرَاكَتُهُ | في المَجْدِ، إنّ المَعالي أطْيَبُ الشّجَرِ |
ما كلُّ نَسلِ الفَتى تَزْكُو مَغارِسُهُ | قد يفجع العود بالاوراق والثمر |
إنّ الرّمَاحَ، وَإنْ طَالَتْ ذَوَائِبُهَا | من العدى تتواصى عنك بالقصر |
تَسُلّ مِنكَ اللّيَالي سَيْفَ مَلحَمَة ٍ | يستنهض الموت بين البيض والسمر |
مُشَيَّعُ الرّأيِ إنْ كَرّتْ أسِنّتُهُ | جَرُّ القَنَا بَينَ مُنآدٍ وَمُنأطِرِ |
فاسلم اذا نكب المركوب راكبه | و استأسد الدهر بالاقدار والغير |