أرشيف المقالات

الصيام سبب الوصول للتقوى

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الصيام سبب الوصول للتقوى


فالصوم له حكمة عظيمة بينها الله جل جلاله في كتابه الكريم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ﴾ [البقرة: 183]، فالصيام إذًا هو الطريق للتقوى، ففيه رقابة ذاتية كاملة من المؤمن الصائم على نفسه، لاستشعاره لرقابة ربه عليه، فمهما تضور البطن جوعًا أو تقطع الحلق عطشًا، وأمامك الماء البارد والطعام الطيب، فإنك تترك ذلك الحلال الطيب مخافة أن تعصي ربًّا رقيبًا حسيبًا، إنها مدرسة الصوم، وإحدى الدروس القوية التي نتعلمها من الصوم، نحن نترك كل شيء لله، وليس علينا رقيبٌ سوى الله.
 

إنه الدرس القوي الذي نتعلمه من الصوم لنمارسه في الحياة بعد ذلك، فمهما كان المال الحرام كثيرًا أمام عينيك، فإنك ستتركه مخافة ربٍّ رقيب عليك، ومهما كانت الشهوات المحرمة تعرض نفسها عليك ليلًا نهارًا، فسوف تعرض عنها مخافة ربٍّ رقيب حسيب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومهما كانت الفتن محيطة بك من كل جانب، فإنك ستراعي نظرَ الرب الرقيب، وستستشعر أن الله الذي كان رقيبًا عليك وأنت صائم، فتركت لأجل رضاه الحلال، لا يزال هو الرقيب أيضًا عليك وأنت في ميدان الحياة الصاخب والذي يعجُّ بالمعاصي والفتن، وسوف تترك لأجله الحرام الذي يضيع دينك، ويراكم الران على قلبك، ويملأ صحيفتك بالمعاصي والآثام.

شارك الخبر

المرئيات-١