أرشيف المقالات

الإسهام في دراسة علم الوراثة والهندسة الوراثية والكشف عن الجينوم البشري

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
الإسهام في دراسة علم الوراثة
والهندسة الوراثية والكشف عن الجينوم البشري

1- دراسة علم الوراثة، وأبحاث الهندسة الوراثية، واكتشاف أسرار الجينوم البشري، من أهم العوامل التي تكشف عن عظمة الخالق وإتقان الخَلْق، وتعميق الإيمان بما جاء في القرآن الكريم من آيات، وبما جاء في السنة النبوية من أحاديث، من نحو قوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]، وقوله عز وجل: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 20، 21]، والأحاديث العديدة التي أشارت إلى انتقال الجينات من الأصول إلى الفروع[1].
 
2- كما أن هذه الدراسات والبحوث والاكتشافات تعدُّ من قبيل البحث العلمي والنظر والتدبر الذي حث عليه الإسلام، وأمر المسلم القادر بحُسن استعمال ما خلق الله له من سمع وبصر وعقل وقلب وتفكير؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].
 
3- وتطبيقات علم الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري أدَّتْ إلى طفرة وثورة في مجالات الوقاية من الأمراض المستعصية، وعلاج الحالات الحرجة، مثل غرس جين في كائن حي بدلاً عن الجين المصاب، فيخفف من أعراض الأمراض الخطيرة؛ كالسرطان بأنواعه، والسكري، ضعف تجلط الدم..
ونحو ذلك.
 
من أجل ذلك: رأى أكثر علماء العصر أن الإسهام في مشروع الجينوم البشري واجب كفائي على الأمة الإسلامية؛ حتى لا تفوت عليها معرفة حقائقه وأسراره، والإفادة من نتائجه وتطبيقاته، وضبط استخدامه وأخلاقياته بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
 
ولهذا جاء في توصيات الندوة الثانية عشرة لمنظمة الطب الإسلامي: أن على الدول الإسلامية دخول مضمار الهندسة الوراثية بإنشاء مراكز للأبحاث في هذا المجال، تتطابق منطلقاتها مع الشريعة الإسلامية، وتتكامل فيما بينها بقدر الإمكان، وتأهيل الأطر البشرية للعمل في هذا المجال، واعتبرت ذلك مما يدخل في باب الفروض الكفائية في المجتمع؛ لكونه علمًا نافعًا وسبيلاً للتداوي[2].
 
إضافة إلى ذلك: ينبغي على العالم الإسلامي - دولاً ومؤسسات علمية، وجامعات ومراكز أبحاث - أن يكسر الهيمنة العالمية - غير المسلمة - على المكتشفات العلمية، واستحواذها على تقنيات الثورة البيولوجية، وما ينتج عنها من فوائد مادية ومعنوية، مع تعمد حرمان الشعوب المسلمة والدول الفقيرة من هذه الفوائد والمكتشفات، كما يجب على علماء الأمة الإسلامية - ممن تخصصوا في هذا المجال - مشاركة الجهات العلمية العالمية في أبحاثها، وتقديم الضوابط الأخلاقية والإنسانية التي تصحح مسار تطبيقاتها، حتى لا تهوي إلى مزالقَ خطيرة تهدد البشرية جمعاء.



[1] ينظر على سبيل المثال: البخاري (كتاب العلم: 127)، (أحاديث الأنبياء: 3082)، (كتاب الطلاق: 4893)، ومسند أحمد (4206).


[2] ندوة المنظمة بالكويت: 1998.

شارك الخبر

المرئيات-١