شرف الدعوة الى الله
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
شرف الدعوة الى اللهيقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
يقول ابن القيم رحمه الله: مقام الدعوة إلى الله من أشرف مقامات التعبد"[1].
والله تعالى يقول: ﴿ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج: 67].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَن تَبِعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا)؛ (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (بلِّغوا عني ولو آية)؛ (رواه البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم: (نَضَّر الله امرأً سمع مقالتي فبلَّغها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)؛ (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
عن شجاع بن الوليد قال: كنت مع سفيان الثوري، فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبًا وراجعًا"[2].
الدعوة إلى الله واجب على مجموع الأمة:
"فكل واحد من هذه الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه، إذا لم يقم به غيره، فما قام به غيره سقط عنه، وما عجَز لم يُطالب به"[3].
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)؛ (رواه مسلم).
وفي سورة العصر كفاية وغِنى لأصحاب المنهج الصحيح؛ قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].
قال الشافعي:" لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم"[4].
ليس على الداعية غير البلاغ:
قال الله لنبيِّه: ﴿ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾ [الشورى: 48]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].
الدعوة ليست مقتصرة على موعظة المنبر:
فالإنكار على الفرد على خلوة به دعوة، وإدلال الناس على مجالس العلم دعوة، وتسهيل طرق الدعوة دعوة، ومن أعظم سبل الدعوة القدوة والسلوك القويم والأخلاق والعمل.
• يَحكي أحد الثقات أنه حضر مجلسًا في المسجد للتعارف، فقام شيخ وقور يعرِّف نفسه وقد جاوز البسعين من عمره، فقال: اسمي فلان، أعمل في التجارة، وعمري الآن تسع سنوات، فاستغرب الناس، وقالوا في دهشة: تسع سنوات؟! قال: نعم؛ لأني أحسب عمري منذ تحركت لدين الله، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، أما قبل ذلك فإني أعتبر عمري ضائعًا، وكان هذا الرجل إذا وقف ليلقي موعظته، يقول: لا تُضيِّعوا أعماركم مثلي، واشتغلوا بالدعوة إلى الله عز وجل[5].
نسأل الله أن نكون من الداعين لكتابه العاملين بسنة نبيِّه.
[1] الإنسان بين علو الهمة وهبوطها؛ علي نايف الشحود ص372.
[2] 30 طريقة لخدمة الدين؛ رضا صمدي ص11.
[3] مجموع الفتاوى ج5 ص166.
[4] مفتاح دار السعادة ج1 ص56.
[5] 30 طريقة لخدمة الدين؛ رضا صمدي ص12.