أرشيف المقالات

من فضائل يوم النحر

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فالعيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إذا فازوا بإكمال طاعة ربهم، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته؛ كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}  [يونس: 58].
 
لَما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إن الله قد أبدلكم يومين خيرًا منهما، يوم الفطر والأضحى»[1]، فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو»[2].
 
ويوم النحر هو يوم الحج الأكبر، وسُمي بذلك لكثرة أعمال الحج فيه، وهو أفضل أيام الدنيا، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن قرط رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «‌أَعْظَمُ ‌الْأَيَّامِ ‌عِنْدَ ‌اللهِ ‌يَوْمُ ‌النَّحْرِ، ‌ثُمَّ ‌يَوْمُ ‌الْقَرِّ»[3][4]، وفي رواية: «إنَّ أفضلَ الأيامِ عند اللهِ يومُ النحرِ ثمَّ يومُ القرِّ»[5].
 
فإذا كمل يوم عرفة، وأعتَق الله عباده المؤمنين من النار ، اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك، وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك، وهو إراقة دماء القرابين، فأهلُ الموسم يرمون الجمرة، فيشرعون في التحلل من إحرامهم بالحج ويقضون تفثَهم، ويوفون نذورهم، ويقرِّبون قرابينهم من الهدايا، ثم يطوفون بالبيت العتيق، أما غير الحجاج من أهل الأمصار، فيجتمعون على ذكر الله والصلاة، فإذا قضوا صلاتهم تقرَّبوا إلى الله بذبح ضحاياهم شكرًا لله تعالى ورجاءً له أن يجعلهم من المتقين؛ قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}  [الحج: 27]، ويوم العيد وأيام التشريق بعده عيد للمسلمين.
 
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ‌ «إِنَّ ‌يَوْمَ ‌النَّحْرِ ‌وَيَوْمَ ‌عَرَفَةَ ‌وَأَيَّامَ ‌التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ» [6]،[7].
 
اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك، وحُسن عبادتك.
 
اللهم اجعلنا في هذا العيد من المقبولين.
 
وأعِده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية.
 
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
الأسئلة:
1- اذكر بعضًا من فضائل يوم النحر.
 
2- ما العيدان اللذان أبدل الله بهما الأمة؟
 
3- ما أعظم الأيام عند الله؟
 [1] أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك (19/ 65) برقم (12006) وقال محققوه: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
[2] مختصر لطائف المعارف للحافظ ابن رجب باختصار للشيخ محمد المهنا (ص217).
[3] (31/ 427) برقم (19075)، وقال محققوه: إسناده صحيح.
[4] يوم القر هو اليوم الحادي عشر، وهو اليوم الذي يستقر فيه الحجاج بمنى.
[5] شرح السنة للبغوي (7/ 199)، برقم (1958)، وقال محققاه (الشيخ زهير الشاويش والشيخ شعيب الأرناؤوط): إسناده قوي.
[6] (28/ 608) برقم 17383، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
[7] مختصر لطائف المعارف للحافظ ابن رجب، اختصار الشيخ محمد المهنا (ص217-221).
_________________________________________________________
الكاتب: د.
أمين بن عبدالله الشقاوي

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير