أرشيف المقالات

جانب من العوامل المؤثرة على رؤيتنا لدور تركيا والسعودية في سوريا - عبد المنعم منيب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
عندما كتبت متوقعا دخولا بريا تركيا سعوديا بسوريا؛ أو دعما للثوار بسلاح ثقيل متقدم ومضادات جوية مؤثرة، إنما كنت أحلل ما يجب أن يكون في ضوء توجه معلن تركي حريص على أمنه القومي وسعودي/خليجي مماثل.
خاصة أن بأحد الجلسات الخاصة بين الولايات المتحدة وقادة الخليج قالت لهم أمريكا إننا لا نفعل شيئا لإيران وإنما إيران تتحرك ونحن سياستنا عدم التدخل أو التورط وبعدها قال الخليجون: هل أنتم تسكتون عن عربدة إيران لأنها كشرت لكم عن أنيابها؟ إذا سوف نبرز لكم أظافرنا لتروا على ماذا نحن قادرون..
وبعدها انطلقت عملية عاصفة الحزم على اليمن، وفي نقاش مماثل بشأن سوريا قالت أمريكا للخليجين أنتم لم تفعلوا شيئا بسوريا وتريدون منا أن نتدخل نيابة عنكم..
كل هذا أعطاني رؤية أن الوقت شبه مواتي لتدخل تركي/خليجي لحفظ أمنهما القومي، رغم أنني على يقين أن كل من الخليج وتركيا لا يتمردان أبدا على النظام الدولي الذي تقوده أمريكا ولا يخرجان عن خطوطه الحمر أبدا، لكني شعرت بوجود هامش للتحرك لهما، فضلا عن أني سبق وقلت أن تركيا والسعودية ستبكيان دما لو تركتا إيران تنجح في سوريا والعراق.
هذا كله عن سبب كتاباتي السابقة عن التدخل المرتقب أو المتوقع أو المنتظر، وتبين أمس أن تركيا لا تريد دخولها هي والسعودية وحدهما بل مصممة على مشاركة أوروبية غربية وهذا يدل على أنها تأكدت من رفض أمريكا المشاركة.
الأمر الآخر هو أن استدعاء أو تحريك قوى أخرى لتخفيف الضغط العسكري المعادي هو سنة شرعية كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغزوة الخندق، إذ أرسل مستطلعا موقف يهود وغطفان وذلك لتلمس طرق تزعزع صف قوات قريش ثم عرض دفع مالا لغطفان وسرب معلومات لقريش ويهود توقع بينهما وتحلل حلفهما، الشاهد الأهم في هذا كله هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سار في ذلك التحرك كله خلف بوصلة السنة الربانية الكبرى وهي سنة التدافع بين القوى المختلفة {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251]؛ فهو يستدعي ويغذي هذا التدافع، وربما قوله لأبي بصير بعد الحديبية ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال؛ يلمح لنفس البوصلة أيضا لكن بطريقة اخرى.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢