55 - الشرطـــة ...!! - شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - أم هانئ
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
تقــــــــــول صـــــــاحبتنــــــــــا :وفي صبيحة أحد الأيام، كان البيت يسوده السلام ...!!
وكان ذلك اليوم بالذات موعدا لاجتماع نساء البناية مع الأخوات عندنا في أكبر الحجرات ؛ لتفصل لهن إحدنا كيفية أداء المناسك، وتجيبهن عما قد يطرحن من المسائل ...!!
وبينما كن في الحجرة مجتمعات، ذهبت إلى المطبخ أبحث عن بعض لقيمات ...!!
فلما رأتني معلمة القرآن خرجتُ من المجلس مستندة إلى الجدران، تبعتني؛ لتنظر كيف يمكنها أن تساعدني ...!!
قالت بشفقة: لماذا تخرجين؟ وماذا تريدين ؟!
قلت لها: جائعة أبحث عن طعام، وقد أنهيت - بفضل الله - أيام الصيام ...!!
قالت - حفظها الله - : أما أنا فحائض، وإياك الطعام سأشارك ...!!
فالباقيات صائمات إما قضاءً أو متطوعات، فقط اجلسي ولا تطيلي القيام، بينما أعد أنا لكلتينا الطعام ..!!
قلت لها صدقا: جزاك الله خيرا، ولكن أسرعي فضلا ...!!
فضحكت وقالت: الله المستعان، فقط اجلسي لطفا ...!!
فقلت لها عارضة : هل تحتاجين إلى مساعدة ...!!
قالت باسمة: وهل يُرجى منك بحالتك تلك فائدة ...!!
فابتسمتُ وتركتها وذهبت ...!!
ثم إني لم أصبر إلا قليلا من الوقت ، ثم إليها بتباطؤ عدت ، وإلى جانب باب المطبخ وقفت ، وعلى حافته رأسي أسندت ، ثم بتوسل أمازحها قلت : أخيتي حبيبتي هل أنهيت إعداد الطعام ، ارحمي لهفتي
وبأي شيء سدي فضلا جوعتي ...!!
فلم تتمالك نفسها من الضحك، وقالت : أمهليني ربع ساعة فقط ...!!
قلت لها أمازحها وأتدلل : لو جعلتِها عشر دقائق - فقط - سأصبر ...!!
وبينما نتبادل المزاح على هذه الحال، إذا بطرق شديد جدا على الباب الفاصل بيننا وبين الرجال ...!!
فذهبت أنظر من بالباب، وما السبب الذي حدا ذلك الطارق إلى فقد الصواب ...!!
فوقفت قرب الباب أسأل بصوت مرتاب : من بالباب ؟!
فأجابني صوت ضعيف منخفض وبشدة : افتحي فنحن الشرطة ...!!
فتعجبت من ذلك المزاح، فقد توقعت إجابة أشبه بالصياح ...!!
وجاءت من المطبخ معلمة القرآن: وسألت من الطارق، وعن جوابه ما كان ؟!!
فقلت لها : ذلك شخص يمزح بغير خفة، يطرق بشدة ثم يجيب علينا متصنعا الرقة ...!!
ثم وليتُ عن الباب تاركة لها معرفة ما يحدث وما الأسباب ...!!
فلما أعادت السؤال، كان الجواب: شرطة افتحن في الحال ...!!
فنظرتْ من فرجة صغيرة بالباب، فإذا شرطي بكامل الثياب ...!!
قالت بثبات: نحن نسوة محجبات فضلا :
أمهلونا بعض الوقت نستعد فيه إلى ذلك الأمر ...!!
فأجابها الصوت: لا ضير أختي لا ضير ...!!
و ............يتبع