أرشيف المقالات

مقام العبودية في شهر الصوم - شيماء علي جمال الدين

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]؛ إنّ مقامك بين يدي الله هو غاية الغايات وسماء المقامات، فكل مقام للعبد مع ربّه لا يصح إلّا لو أظلّته العبودية؛ فالعبودية مُبتدأ كل شيءٍ ومُنتهاه والغاية الكُبرى.
مقام الشُكر لا يكون إلّامع العُبودية لتكون عبدًا شكورًا، عبدًا صبورًا، عبدًا خاشِعًا، وغير ذلك من مقامات العُبودية.
يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» (رواه البخاري ).
ومع قدوم شهر الرحمات والركات وإجابة الدعوات؛ احجز مكانك في الصف الأول لفريضة العبودية، ولا ترض عن الصف الأوّل بديلًا وأنت على يقين أنّ إمامك سيّد الخلق أجمعين؛ إنّما هو عبد الله ورسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
عندما تتزيّن الأرض لضيوف الرحمن، ملائكة مقربين وعبادًا صالحين، في عُرسٍ رمضاني، ترى فيه قلبك قد أعيته الذنوب وروحك ضلّت عن كل الدروب فتَنَسَمَت في الأُفْق طوق نجاة قد لاح هلاله فاشرأبت له الأعناق وتعلّقت به الأبصار وخفقت له القلوب في الصُدور.
فاذا سمعت القادم يهتف بِك: هاؤم !! هلمّوا عباد الله !!!
فصرخت بكل ما لديك بصوتِ يكاد لا يُسمع إلّا كأزيز المِرجَل، وهتف قلبك مُنيبًا: لبّيك وسعديك والخير كله في يديك.
في مقام العبودية حيث تسكن روحك في موضع الذُل لله سُبحانه، تعرُج منك روحًك وصولًا إليه لتسير في رِحابه وتدور في ملكوته لا همّ لها إلّا رضاه..
وحسب العبد أن يرضى عنه سيّده.
اللهمّ رضاك والجنّة.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١