صحف ألمانية وإسبانية تعيد رسوم الإساءة لنبينا عليه الصلاة والسلام
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
أعادت صحف ألمانية وإسبانية بعد صحيفة فرنسية نشر رسوم كاريكاتيرية دانماركية تسيء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأعلنت أن حرية الصحافة أهم من الاحتجاجات والمقاطعة التي أثارتها الرسوم في العالم الإسلامي.
وقالت صحيفة دي فيلت الألمانية التي نشرت الرسوم "لا حصانة لأحد من التهكم في الغرب". كما نشرت صحيفة سويسرية ناطقة بالألمانية رسمين منها، وفي إسبانيا نشرت صحيفتان هما " إيه.بي سي" والـ"بيريوديكو" هذه الرسوم. وفي هذا السياق دافعت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن نشر الرسوم، وقال أمينها العام روبير مينار "قد تبدو هذه المبادرة استفزازية, لكن أساسها مبرر بالكامل ولا تستحق في أي حال من الأحوال الاعتذار من أي كان". واتسم رد فعل الخارجية الفرنسية بالتحفظ لإعادة نشر صحيفة فرانس سوار الرسوم المسيئة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام .
وقالت في بيان إن باريس تدين كل ما يسيء إلى الأفراد في إيمانهم أو معتقداتهم الدينية, إلا أنها أشارت أيضا إلى تمسكها بحرية التعبير "في روح من التسامح واحترام الأديان". وأكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال مؤتمر صحفي بأنقرة أمس أن مبادئ حرية الصحافة التي تدافع عنها السلطات الفرنسية في أنحاء العالم لن يتم التشكيك فيها، غير أنه أضاف أن هذا المبدأ يجب أن يمارس في إطار أجواء من التسامح. وندد رئيس مجلس مسلمي فرنسا دليل أبو بكر بنشر الرسوم بوصفه "استفزاز صريح لملايين المسلمين في فرنسا". إقالة مدير الصحيفةالتداعيات التي رافقت نشر "فرانس سوار" الفرنسية للرسوم أدت لإقالة رئيس ومدير تحرير الصحيفة جاك لوفران. وقال مالك الصحيفة رجل الأعمال الفرنسي المصري رامي لكح إن إقالة لوفران هي "للإعراب بشكل قوي عن احترامه للمبادئ والقناعات الشخصية لكل إنسان".
وأضاف "أننا نقدم اعتذارنا للجالية المسلمة ولجميع الأشخاص الذي صدمتهم أو حقرتهم هذه الرسوم". وتعاني الصحيفة منذ أكتوبر الأول 2005 من مشاكل قضائية وتبحث عن ممولين وهبط توزيعها اليومي إلى 45 ألف نسخة. وكانت الرسوم الكاريكاتيرية قد نشرت في 30 سبتمبر الماضي في صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية وقبلها قامت صحيفة "مجازينت" النرويجية وهي مطبوعة دينية نصرانية بنشر هذه الرسوم. الغضب العامنشر الرسوم وإعادة نشرها في أماكن أخرى أثار ردود فعل واسعة في أنحاء العالم الإسلامي تمثلت في موجة احتجاجات رسمية وشعبية. ففي اليمن تظاهر آلاف من اليمنيات احتجاجا على تلك الإساءة، وقمن بتسليم رسالة إلى ممثل الأمم المتحدة في اليمن وحذرن من أن هذه الرسوم لن تؤدي إلا إلى "تفاقم -ما يسمى- صراع الحضارات". وفي دمشق -التي استدعت سفيرها في كوبنهاغن للتشاور- أخليت السفارة الدانماركية بعد تلقيها تحذيرا بوجود قنبلة.
كما استدعت طهران السفير الدانماركي وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة. وفي روسيا وصفت بطريركية النصارى الأرثوذكس نشر الرسوم بأنه خطير جدا لأنه "يسيء إلى المشاعر الدينية الضاربة بجذورها في الروح البشرية".
كما أدان ذلك مجلس الإفتاء حيث يوجد بروسيا 23 مليون مسلم. وقد أدانت الحملة العالمية لمقاومة العدوان التابعة للمركز العربي للدراسات والأبحاث في قطر تصريحات المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون التي حذر فيها من مقاطعة البضائع الدانماركية، ووصفت تصريحاته بأنها تصعيد مباشر "وإمعان في إهانة الإسلام وأهله".