أرشيف المقالات

عبد الملك

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
(عبد الملك) ..
هذا الاسم الذي أدفع به عني ذِّلة الأيام.
مردداً له في استسلام تام.
..
فآوي بين داله وألفه أُدثِّر نفسي وأملؤها عزةً وفخراً.
فانحصر بين (أنا مِلك الملك ...
أنا في مُلك الملك)
؛ عبدٌ ذليل مفتقر إليه، عبد لا ينحني إلا إليه، ولا ينطرح على بابٍ سواه.
ولا يُعظّم إلا أياه.

كيف لا وهو ربِّ كل شيء ومليكه.
و أما مُلك أهل الارض فهو مجازاً ..
فالملك له وحده ! يعطي كيفما شاء ويأخد ممن يشاء.
و تدبر قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُم} [الأنعام:94]، وقد روي عن المأمون أنه قال عند موته : "يامن لا يزول ملكه ..
ارحم من زال ملكه".

و تأمل يوم تَكون في الدار الآخرة .
وقد شخصت الأبصار من الأهوال وذُرِفت الدموع من الخوف والرجاء ..
فيقول الملك الجبار: {لمن الملك اليوم} ..
فَتُسلّم مجيباً: {لله الواحد القهار} [غافر:16].
فارفع عنك حِجاب الهون وأقبِل على الملك مستعصماً به دون الخلائق وقل مؤمناً بصوت ينطلق من أعماقك:
أنا عبد الملك ..
ولكم تمنيت إن رزقني الله بمولود أن أسميه "عبدالملك "؛ ليتربى على هذا الوصف.
وليشعر كم هو عزيز وهو عابدٌ متعبدٌ للملك، لا يُذلّ أبداً.
سبحانك يا من لا يفنى ملكه.
_____________
بقلم: هاجر خالد عبدالعزيز 

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢