أرشيف المقالات

ليس في الجهاد فتنة! - أبو فهر المسلم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
ليس في الجهاد فتنة، فاحْذَر أن تكون أنت المَفتون!
إلى مَن يَتعلَّل بتَرك الجهاد؛ طلبًا للسلامةِ من الفتنة !
إلى مَن يَتعلَّل بالقعود عن الجهاد؛ لجهادِ النَّفس أولًا وإصلاحِها!
إلى مَن يَتعلَّل بالتخلّف عن الجهاد؛ للخِلاف الواقع بين المُجاهدين!
قال ابنُ تيمية رحمه الله:
"ولمَّا كان في الجهاد في سبيل الله، من الابتلاء والمِحن؛ ما يُعرَّض به المرء للفتنة؛ صار في الناس مَن يتعلَّل، لتَرك ما وجَب عليه من ذلك؛ بأنه يطلب السلامةَ من الفتنة، كما قال عن المنافقين: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}!
وقد ذُكر في التفسير :
أنها نزلَت في الجد بن قيس، لما أمرَه النبي ُّ بالتجَهّز لغزو الروم، فقال:
"يا رسول الله: إني رجلٌ لا أصبر عن النساء ، وإني أخاف الفتنةَ بنساء بني الأصفر، فائذن لي ولا تَفتنِّي!"
فأنزل اللهُ تعالى فيه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}، يقول: "إنه طلب القعودَ ليَسلم من فتنة النساء ، فلا يَفتتن بهن"!

فيَحتاج إلى الاحتراز من المحظور، ومجاهدة نفسِه عنه؛ فيتعذب بذلك! أو يُواقعه فيأثَم فهذا وجه قوله: {وَلَا تَفْتِنِّي}! قال الله تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}.
يقول:
"ثمن إعراضِه عن الجهاد الواجب، ونُكوله عنه، وضعف إيمانه، ومرض قلبه الذي زيَّن له تركَ الجهاد؛ فتنةٌ عظيمة قد سَقط فيها!"
فكيف يَطلب التخلُّص من فتنةٍ صغيرةٍ لم تُصبه، بوقوعه في فتنةٍ عظيمةٍ قد أصابته؟! والله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}!
فمَن ترك القتال الذي أمَر الله به؛ لئلا تكون فتنة؛ فهو في الفتنة ساقط! بما وقَع فيه من رَيبِ قلبه، ومرضِ فؤاده، وتَرْكِه ما أمَر اللهُ به من الجهاد!
وهذه حالُ كثيرٍ من المُتدينين! يَتركون ما يَجب عليهم من أمرٍ ونهيٍ، وجهادٍ يكونُ به الدينُ كلُّه لله، وتكون كلمةُ الله هي العليا؛ لئلا يُفتنوا بجنس الشهوات! وهم قد وقعوا في الفتنة، التي هي أعظم مما زعَموا أنهم فرُّوا منه! وإنما الواجبُ عليهم؛ القيامُ بالواجب، وترك المحظور"
(انظر: الاستقامة ، ومجموع الفتاوى ).
قلتُ:
فالجهاد خيرٌ كلّه، وبركةٌ كلّه، وفضلُه عظيم، وأجرُه كريم، والمفتون حقًّا من أحجَم، لا من أقدَم! ومَغبونٌ خاسر من صدَّ عنه لظنٍّ يظنّه، ومضارّ يتوقعها كيقين! ويَنسخ بغلَطه وظنّه وشكّه وفتنته؛ المُحكم المُتيقّن من شرع الله وحُكمه! وهل يُشرّع الله لخير خلقه، وأمّته التي اصطفاها؛ إلَّا خير الأمور وأطيبها وأزكاها؟! {ولَو أنهم فعَلوا ما يُوعَظون بهِ لكان خيرًا لهُم وأشدَّ تثبيتًا}.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١