أرشيف المقالات

النادريات من العشاريات للسيوطي

مدة قراءة المادة : 26 دقائق .
النَّادِرِيَّات مِنَ العُشَارِيَّات
للعلامة الجلال عبد الرحمن بن أبي بكر السُّيُوطي
(ت911)
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
 
أما بعد:
فهذه رسالة صغيرة في الأحاديث الثلاثة العشاريات، التي هي أعلى ما وقع للجلال السيوطي رحمه الله من الحديث المُسْنَد بالسند المتماسك، فبيه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة رواة، ساقها من معجم الطبراني الصغير[1]، وأفردها في هذه الرسالة مع مقدمة لطيفة، فهي تنتظم في سلك رسائل الأحاديث العوالي، وكَتَب في ذلك جماعةٌ من المحدِّثين والمسندين.
 
وللسيوطي رسائل أخرى في الأحاديث العشاريات[2]، واخترتُ إخراج هذه لأنها أنظف ما وقفت عليه منها من جهة ضعف السند، وإلا فرأيتُ إحداها في الأزهرية فيها أحاديث المتروكين والكذابين مدَّعي التعمير، والله المستعان.
 
• وترجمة الجلال السيوطي (849-911) مشتهرة، والدراسات والكتابات عنه كثيرة، بل إنه ترجم لنفسه في كتابَيْه: التحدث بنعمة الله، وحُسن المحاضرة، وكتب فهرسة خاصة لتصانيفه الكثيرة، وكان رحمه الله آية في كثرة التصنيف وجمع النقول وتلخيصها، محققاً في عدة فنون، مشاركاً في سواها، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
 
النسخ المعتمدة:
اعتمدت في إخراج النادريات على نسخة بخط محدِّث وقته حسن بن علي العُجيمي (ت1113)، محفوظة في المكتبة العامرة لشيخنا المشارك الوجيه محمد زهير بن مصطفى الشاويش حفظه الله ورعاه، وهي ضمن مجموع لطيف تكرَّم بإطلاعي عليه، وتصويره لي، أوله النادريات، ثم العشرة العوالي للنور أحمد بن عبد الله الطاووسي من آخر جزئه المسمى خزانة اللآلي من الأحاديث العوالي، ثم إجازة مطولة من العجيمي لأحمد بن أحمد الحَرَسْتي الشامي[3]، وكلها بخط العجيمي سنة 1074، وضَبَط بالشكل بعض ما قد يُشكل، وعلى المجموع تعليقات بخط محدّث وقته الإمام محمد ناصر الدين الألباني[4].
 
والنسخة متقنة إجمالاً، فاتخذتها أصلاً.
 
والنسخة الثانية: ما نقله أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي المغربي (ت1090) في آخر فهرسته اقتفاء الأثر (214-217) حيث نقلها بالكامل.
 
ويُمكن اعتبار نسخة ثالثة ملفقة، حيث أسند أولها عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية (1/216)، ونقل الخطبة في فهرس الفهارس (2/686)، وبعضها قريبه محمد بن جعفر الكتاني في الرسالة المستطرفة (66)، ومن قبله محمد الكزبري في ثبته (187)، وابن عابدين في عقود اللآلي (315 البشائر)، وأما الأحاديث فبمراجعة مصدرها -وهو معجم الطبراني الصغير- ومن روى عنه من طريقه.
 
إسنادي إلى الرسالة:
يسّر الله لي قراءتها على عدد من شيوخي الأجلاء الكرام، وهم: محمد زهير الشاويش، وصبحي السامرائي، كلاهما في منزل الأول بالحازمية معاً، وعبد الله العقيل في منزله بالرياض، ومحمد بن عبد العلي الأعظمي، وعبد الوكيل الهاشمي مجتمعان في الكويت، وعبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني في منزله بفَاس، وعائشة، وكَنْزَة ابنتا محمد المهدي الكتاني مجتمعتان في منزلهما بسَلَا، وإدريس بن محمد بن جعفر الكتاني، ومحمد عبد الرحمن بن الزمزمي الكتاني، ونزهة بنت عبد الرحمن الكتاني، في منزل كلٍّ منهم بالرباط، بارك الله في حياتهم، بأسانيدهم المتشعبة للسيوطي، وأكتفي هنا بالآتي:
• قرأتُ على شيخنا أبي بكر زهير بن مصطفى الشاويش الحسيني-صاحب المخطوط-، أنبأنا بدر الدين بن يوسف الحسني، عن أبيه وإبراهيم السقا، كلاهما عن محمد الأمير الصغير، عن محمد الأمير الكبير، عن علي السقاط، عن محمد بن عبد السلام البناني.
(ح).
 
•وقرأت على الشيخين عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، وإدريس بن محمد بن جعفر الكتاني، بروايتهما معاً عن والدَيهما عبد الحي وابن جعفر، كلاهما عن فالح الظاهري، عن محمد علي السنوسي، عن ابن عبد السلام الناصري، عن أبي العلاء العراقي، عن أبي الحسن الحريشي، بروايته والبناني عن أبي سالم العياشي، قال: حدثنا شيخنا شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي الحنفي المصري سماعاً ومناولة وإجازة، عن إبراهيم العلقمي، [عن أخيه الشمس محمد][5]، عن السيوطي.
 
• وقرأت على شيخنا عبد الله العقيل، عن محدّث الحرمين عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي، عن أحمد بن عبد الله الجيلي، عن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، عن محمد بن محمود بن محمد العُنّابي الجزائري الأثري، عن جده، عن عمه مصطفى بن رمضان العُنّابي، عن محمد بن شَقْرُون التلمساني، عن علي الأُجْهوري المالكي، عن عمر بن أُلْجاي، عن السيوطي.
 
• وأنبأنا عالياً محضار وعلوية وعبد الرحمن الحبشيون، مشافهة من الأولَين ومكاتبة من الثالث، ثلاثتهم عن أبي النصر محمد بن عبد القادر الخطيب، عن عبد الرحمن الكزبري، عن أحمد بن عبيد العطار ومصطفى الرحمتي، كلاهما عن صالح الجِينيني، عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي البعلي، عن النجم محمد الغزي، عن أبيه البدر محمد الغزي، عن السيوطي.
 
• ووقعت لي أحاديث الجزء أعلى بدرجة، وذلك برواية الكزبري عن محمد مرتضى الزبيدي، عن أحمد بن سابق الزعبلي، عن محمد بن العلاء البابلي، عن الشمس محمد بن أحمد الرملي، عن زكريا الأنصاري، عن ابن مقبل -شيخ السيوطي- وعدد من أهل طبقته.
 
وبهذا يكون بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم 18 راوياً بالسند المتماسك المتصل، ولله الحمد.
 
• • •

وتم نسخُ أكثر النادريات في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وأتممته في الطائرة بينها وبين الكويت، عصر الجمعة 5/3/1431، ثم فرغتُ من المقابلة والتعليق في منزلي بالرياض ليلة الجمعة 9/5/1431، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
 
وكتبه أفقر العباد
أبو عمر محمد زياد بن عمر التُّكْلَة

 
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السُّيُوطي الشافعي رحمه الله تعالى ونفع به:
الحمد لله على منِّهِ المترادفِ معَ قُصورِنا عن شُكْرِه، والصلاةُ والسلامُ على محمد وعلى آله وذوي نَصْرِه.
 
وبعد:
فإن الإسناد العالي سنَّةٌ محبُوبَة، وللقُرْبِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم نِسْبَةٌ مطلوبة، ولذلك اعتنى أهلُ الحديث بتخريج عواليهم وأعلاها، وأرفعها في الدرجة فأَسْناها[6]، فخَرَّجوا الثلاثيات، ثم الرباعيات، ثم الخماسيات، ثم السداسيات، ثم السباعيات، ثم الثمانيات، وكلها قبل السبعمائة، وخرَّجوا بعد السبعمائة: التساعيات، والعشاريات، وممن خرَّجها قبل الثمانمائة حافظُ العصر شيخُ شيوخنا زينُ الدين أبو الفضل عبدُ الرحيم بنُ الحسين العِراقي، ووقعتْ بعده العشاريات الكثيرة لجماعة، منهم: حافظُ العصر شيخُ الإسلام الشهاب ابن حَجَر.
 
وقد مَنَّ الله عَلَيَّ بالإسناد العالي مع تأخر اشتغالي بالحديث، وكون زماني ممَّنْ وقع لهم العشاريات بعيداً غير حديث، فكان أكثر ما يقع لي عالياً أحد عشر، ولا شك في ارتقائه وعُلُوِّه، فإنه إذا لم يقع للحافظ العراقي إلا العُشاري: يكون لنا اثني عَشَريًّا، إذ يكون هو الحادي عشر، والراوي لنا عنه الثاني عشر.
 
وقد فحصتُ بعَوْنِ الله تعالى، فوقع لي أحاديث يسيرة عشارية، فوقعت منِّي موقِعَ الزّلالِ من الصّادي، بل ثلجتُ بها ثلج الضالِّ في المَهْمَهِ ببُزوغِ الهادي، فخَرَّجتُها في هذا الجزء، وسمّيتُه: «النادريات من العُشاريات»، وبالله أعتصم مما يَصِم.
 
الحديث الأول: [7]
أخبرني مُسند الدنيا أبو عبد الله محمد بن مُقبل الحَلَبي كتابةً إليَّ منها في رجب سنة تسعٍ وستين وثمانمائة، عن محمد بن إبراهيم بن أبي عُمر، قال: أنا عليُّ بن أحمد المَقْدِسي، عن أبي القاسم عبد الواحد بن القاسم الصَّيْدَلَاني، قال: أتنا أمُّ إبراهيم فاطمةُ بنتُ عبد الله الجُوْزْدَانِيَّة، وأبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثَّقَفي سماعاً عليهما، قالا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن رِيْذَة، قال: أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبَراني، قال: نا عُبيد الله بن رُماحِس القَيْسي سنة أربع [وسبعين] [8] ومائتين، قال: أخبرنا أبو عَمْرو زيادُ بن طارق، وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة، قال: سمعت أبا جَرْوَل زُهير بنُ صُرَد الجُشَمي يقول:
لمّا أَسَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم[9] هَوَازِن، وذهب يفرِّقُ السَّبْيَ والشّاءَ، فأتيتُه فأنشَأتُ أقولُ هذا الشِّعْر:

أُمْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللهِ فِي كَرَمٍ
فَإِنَّكَ المَرْءُ نَرْجُوهُ ونَنَتْظِرُ

أُمْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ
مُفَرَّقًا شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ

أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافًا عَلَىٰ حَزَنٍ
عَلَىٰ قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمَرُ

إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا
يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ

أُمْنُنْ عَلَىٰ نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا
إذْ فُوْكَ تَمْلَؤُهُ مِنْ مَحْضِها الدِّرَرُ

إذ كنتَ طِفْلاً صَغِيراً كنتَ تَرْضَعُها
وَإِذْ يَزِيْنُكَ ما تَأْتيْ وما تَذَرُ

لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ
وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ

إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ
وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ

فَأَلْبِسِ العَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ
مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ العَفْوَ مُشْتَهَرُ

يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الجِيَادِ بِهِ
عِنْدَ الهِيَاجِ إِذَا ما اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ

إِنَّا نُؤمِّلُ عَفْوًا مِنْكَ تُلْبِسُهُ
هٰذِيْ البَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ

فَاعْفُ عَفَا اللهُ عَمَّا أَنتَ رَاهِبُهُ
يَوْمَ القِيَامَةِ إِذْ يُهْدىٰ لَكَ الظَّفَرُ

 
قال: فَلَمَّا سَمِعَ النبيّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الشِّعْرَ قال: «ما كان لي ولِبَنِيْ عبدِ المُطَّلِب فهو لكم».

وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.
 
وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله[10].
 
الحديث الثاني:
وبه للطبراني[11] قال: أنا [محمد بن] أحمد بن يزيد القَصّاص، قال: نا دينار بن عبد الله مولى أنس، قال: ني أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
«طُوبىٰ لِمَنْ رآني وآمَنَ بي، ومَنْ رَأَى مَنْ رآني، ومَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآني»[12].
 
الحديث الثالث:
وبه إلى الطبراني قال: أنا جعفر بن حُميد بن عبد الكريم بن فَرُّوخ بن دِيْزَج[13] بن بِلال بن سعد الأَنْصارِيِّ الدِّمَشْقي، قال: ني جدّي لأمّي عمر بن أبان بن مُفَضّل المَدَني، قال:
أراني أنس بن مالك الوُضوء، فأخذ[14] رَكْوَةً فوضعها عن[15] يَسَاره، وصَبَّ علىٰ يده اليُمنىٰ، فغَسَلَها ثلاثاً، ثم أدار الرَّكْوَة على يده اليُمنىٰ، فتوضَّأَ[16] ثلاثاً ثلاثاً، ومَسَحَ برأسه[17] ثلاثاً، وأَخَذَ ماءً جَديداً لسِماخِهِ[18] فمَسَحَ سِماخَهُ، فقلتُ له: قد مَسَحْتَ أُذُنَيْكَ؟! فقال: يا غُلام إنهما من الرأس، ليس هُما من الوَجْه.
ثم قال: يا غُلام هل رَأَيْتَ -أو[19] فَهِمْتَ- أو أُعيدُ عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت.
 
قال: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ[20].

انتهى.


[1] قال المؤلف في تدريب الراوي (2/162): «وأعلى ما يقع لنا ولأضرابنا في هذا الزمان من الأحاديث الصحاح المتصلة بالسماع ما بيننا وبين النبي صلى الله عليه و سلم فيه اثنا عشر رجلاً، وبالإجازة في الطريق أحد عشر، وذلك كثير، وبضعفٍ يسيرٍ غير واهٍ عشرة، ولم يقع لنا بذلك إلا أحاديث قليلة جدًّا في معجم الطبراني الصغير».
ثم ساق الحديثين الأول والثالث في هذا الجزء، وفيهما ضعف، والأول منجبرٌ بشاهده، وأما الحديث الثاني ففيه متهم.
وقال عصريه خاتمة الحفاظ السخاوي في فتح المغيث (3/355 -356 المنهاج): «وتقع لي العشاريات بالسند المتماسك من المعجم الصغير للطبراني وغيره، ولا يكون في الدنيا الآن أقل من هذه العدد، وكذا وقعت العشاريات لشيخي [يعني ابن حجر] بالأسانيد المتماسكة، ولشيوخه بالأسانيد الصحيحة ونحوها».

[2] انظر فهرس الفهارس للكتاني (2/688)، فقد ذكر ثلاثةً أخرى غير جزئه النادريات، وأفاد فيه (2/689 و810) أن الشهاب أحمد العجمي المصري قام بشرح غريبها والكلام على أسانيدها.

[3] ورأيت أحمد الحرستي أجاز لرمضان بن موسى العُطيفي الدمشقي بعض ما جاء في المجموع مما أجازه العجيمي، كما في مجموعة إجازات العطيفي (52/أ -لايبزيج)، وفيه تصريح العطيفي نقله من خط العجيمي.

[4] منها تعليقه في أحاديث النهروالي عن أبي الدنيا المعمر المغربي، فقال: «كذبه النقّادون، انظر اللسان 4/134».
ومنها على مستنكراً روايةً للنهروالي: «عن الخضر عن النبي صلى الله عليه وسلم؟».

[5] سقطت الواسطة في اقتفاء الأثر للعياشي، وإثباتها لازم.

[6] في اقتفاء الأثر (215): «وأسناها» بالواو.
وانظر جملة من الكتب المصنفة للعوالي في فتح المغيث للسخاوي (3/356 المنهاج).

[7] كتب الإمام الألباني بخطه على الهامش: «هو في عشاريات ابن حجر أيضاً».

[8] سقط من الأصل، ومن اقتفاء الأثر أيضاً، والتصويب من معجم الطبراني ومصادر التخريج.

[9] زاد في اقتفاء الأثر (216): « حُنينٍ، يوم».

[10] تصحفت في مطبوعة اقتفاء الأثر (217) إلى «ولرسول».
تخريج الحديث:
أسنده شيخ شيوخنا عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية (1/216) من طريق الجزء.
ورواه المصنف في تدريب الراوي (2/162) بمثله.
وهو في المعجم الصغير للطبراني (2/236 عبد الرحمن عثمان، ورقم 661 الروض الداني)ـ وقال: لم يروه عن زهير بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله.
ورواه الطبراني أيضاً في الأوسط (5/45)، والكبير (5/369 رقم 5310)، وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/239)، ومعرفة الصحابة (3068).
ومن طريق الطبراني رواه: الخطيب في تاريخه (7/105)، وابن عساكر في الأربعين البلدانية (31)، وفي المعجم (1247)، وابن المستوفي في تاريخ إربل (1/149)، والضياء في المختارة (كما في اللسان 4/100 والأربعين المتباينة 22 وتدريب الراوي 2/163) وفي جزء عوالي الأسانيد (52)، والشجري في الأمالي (2/20)، والنجيب الحراني في الثمانيات، ومؤنسة خاتون في السباعيات، وفي الثمانيات (ذكر ذلك العراقي)، وابن سيد الناس في عيون الأثر (2/223)، وفي منح المدح (107)، وأبو حيان في البحر المحيط (5/27)، والعراقي آخر الأربعين العشارية (233)، وابنه أبو زرعة في أماليه (كما يستفاد من فهرسة عبد الرحمن الثعالبي 55 وثبت البلوي 299)، وابن حجر في التغليق (5/475)، وفي العشرة العشارية (1)، واللسان (4/101)، وأحمد بن علي البلوي في ثبته (295)، والصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/391)، والقطب النهروالي في ثبته (31)، والرُّباعي آخر فتح الغفار (4/2233)، وكثير من المتأخرين، منهم شيخنا عبد الله العقيل في فتح الجليل (505 بتخريجي).
ورواه ابن منده -ومن طريقه ابن حجر في اللسان (4/102)- عن ابن الأعرابي -وهو في المعجم (2019)- ومحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي.
وابن قانع في معجم الصحابة (1/238) -ومن طريقه ابن حجر في اللسان (4/102)-: عن عبد الله بن علي الخواص.
ورواه أبو منصور الباوردي في معرفة الصحابة (كما في اللسان) والرازي في السداسيات (منه أيضاً) -ومن طريقه أبو حيان والسبكي في الطبقات (1/243) وابن حجر في الأربعين المتباينة (22)- من طريق أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم.
ورواه أبو علي بن السكن في ترجمة زهير بن صرد (كما في اللسان) عن أحمد بن القاسم البزاز، وجعفر بن أحمد بن مشكان، ومحمد بن عبد الله الطائي الحمصي.
ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/239) -وعنه الخطيب (7/105) وابن حجر في اللسان- والتنوخي في الفرج بعد الشدة (1/162) من طريق أبي النجم بدر الكبير.
وأبو أحمد الحاكم في الكنى (كما في اللسان): عن أبي بكر محمد بن حمدون بن خالد.
والرافعي في التدوين (2/168) من طريق إبراهيم بن محمد بن عبيد الشهرزوري.
وابن عساكر في السباعيات (من اللسان): من طريق الحسن بن زيد الجعفري.
ورواه أيضاً محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وأحمد بن زكريا (كما في اللسان).
كلهم عن ابن رماحس به.
قال ابن منده، وابن عساكر، وابن حجر: غريب.
قلت: سنده صالح للاعتبار، فزياد بن طارق مجهول كما قال الباوردي.
(من التغليق واللسان).
وقال ابن السكن: إسناده مجهول.
(اللسان).
وقال أبو زرعة العراقي: لا بأس بإسناده، فإنه ليس فيه متهم بالكذب، وقد أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه المختارة من الأحاديث مما ليس في الصحيحين أو أحدهما، وقد رواه عن عبيد الله بن رماحس جماعة من الثقات، وفي طرقهم كلهم التصريح بسماع زياد بن طارق له من زهير بن صرد.
ثم ذكر علة ذكرها الذهبي للحديث، وهي أن ابن عبد البر أورده فجعله عن ابن رماحس، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صرد بن زهير، عن أبيه، عن جده، ثم ردّه بأن كافة الرواة رووه عن ابن رماحس عن زياد عن زهير، ووافقه ابن حجر، وزاد بأن ابن عبد البر لم يُسنده أصلاً ليُنظر في قوة مخالفته، ثم إن له أوهاماً في الاستيعاب، ووافقه الألباني.
قلت: وأظن السهو نشأ من اشتباهه بسند شاهده:
فرواه ابن إسحاق في المغازي (3/488 تهذيب ابن هشام): حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بالقصة مطولة، باختصار في الأبيات.
رواه من طريقه: ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (383)،وابن زنجويه في الأموال (485)، والطبري في التاريخ (2/173)، والطبراني في الكبير (5/270 رقم 5711)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3069)، والبيهقي في الدلائل (5/194)، والتنوخي، وابن المستوفي (1/147)، وابن حجر في التغليق (3/473)، والعشرة العشارية (1)، وغيرهم.
وسنده جيد.
وقواه ابن حجر بشاهده هذا في الفتح (8/34)، والعشرة العشارية (1) والأربعين المتباينة (22)، والإصابة (2/573)، والأمالي، وكذلك الألباني في الصحيحة (3252).

[11] في بعض نسخ اقتفاء الأثر: «إلى الطبراني»، والباقي كالأصل.
وسقط «محمد بن» في الأصل وفي الاقتفاء.

[12] تخريج الحديث:
هو في المعجم الصغير للطبراني (2/34 عبد الرحمن عثمان، ورقم 858 الروض الداني)، وكذلك في المعجم الأوسط له (6/171 رقم 6106).
ومن طريقه رواه ابن نقطة في تكملة الإكمال (4/487)، والعراقي في الأربعين العشارية (228)، والبلوي في ثبته (301).
ورواه ابن عدي في الكامل (3/110)، والسِّلَفي في الطيوريات (488)، من طريق دينار به.
ودينار واهٍ جداً، قال الذهبي في الميزان (2/30): ذاك التالف المتهم..
حدّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك.
وله طرق أخرى عن أنس، كلها واهية.
قال ابن عدي (6/361): وهذا الحديث يرويه عن أنس كلُّ طبل وكلُّ مجهول وكل ضعيف.
وقال الذهبي في الميزان (4/210): فكلُّ طبل وكلُّ طير غريب يزعم أنه رواه عن أنس!
وقال العراقي: هذا حديث ضعيف، رواه الطبراني هكذا في معجميه الصغير والأوسط، وقد رواه عن أنس جماعة من الضعفاء المتَّهمين..
وساقهم مع شواهده، وضعّفها.

[13] تحرفت في اقتفاء الأثر (217) إلى: «ديزخ».

[14] في الاقتفاء: «أخذ».

[15] عند الطبراني: «على».

[16] في الأصل: «تهيّأ» وفي الهامش: «خ: فتوضأ»، أي في نسخة، وهو كذلك في الاقتفاء ومعجم الطبراني.

[17] في الاقتفاء: «رأسه».

[18] هكذا في الأصل بالإفراد هنا وبعد قليل، والذي في معجم الطبراني بالتثنية فيهما، وتحرف في مطبوعة الاقتفاء الأثر إلى: «الصماخة».

[19] عند الطبراني: «وفهمت».

[20] تخريج الحديث:
رواه المصنف في تدريب الراوي (2/164) بمثله.
وهو في المعجم الصغير للطبراني (1/116 عبد الرحمن عثمان، ورقم 332 الروض الداني).
ورواه في الأوسط (3/347) مثله.
ورواه من طريقه ابن عساكر (1/775 مختصره)، والرهاوي في الأربعين البلدانية (18)، والضياء في عوالي الأسانيد (25)، وأبو حيان -وعنه السبكي في الطبقات (9/278)-، والذهبي في الميزان (1/405)، والعراقي في الأربعين العشارية (40)، وابن الجزري في الأربعين العوالي (23)، وابن حجر في العشرة العشارية (4)، والبلوي في ثبته (301)، والنهروالي في ثبته (35).
قال الطبراني: لم يرو عمر بن أبان عن أنس حديثاً غير هذا.
وذكر الذهبي أن جعفراً وشيخه لا يُعرفان، وقال: والحديث [ثمانيٌّ لنا] على ضعفه.
وقال السبكي: في إسناده شيخ الطبراني وشيخه عمر بن أبان وهما مجهولان، ولو صح لكان بتصريحه أنهما من الرأس أقوى دليل على ذلك.
قال العراقي: هذا حديث غريب.
وقال ابن حجر: غريب من هذا الوجه، وعمر بن أبان ذكره ابن حبان في الثقات.
قلت:سبقه إلى القول بأنه في الثقات الحافظُ الهيثمي في مجمع الزوائد (1/291)، ولكن الذي في الثقات (5/153) عمر بن أبان بن عثمان بن عفان، وهو غير ذا، ويُعدَّل ما ذكرته في الطبعة الأولى من فتح الجليل (505)، فقد تبعتُ فيه الحافظ ابن حجر.
وأما ابن الجزري فقد أغرب وقوّاه، ورد على الذهبي تضعيفه!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١