الأسباب المعينة على التخلق بخلق الرَّحْمَة
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
قال السعدي: "فلا يزال العبد يتعرف الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف الجليل، ويجتهد في التحقق به، حتى يمتلئ قلبه من الرَّحْمَة، والحنان على الخلق.
ويا حبذا هذا الخلق الفاضل، والوصف الجليل الكامل، وهذه الرَّحْمَة التي في القلوب ، تظهر آثارها على الجوارح واللسان، في السعي في إيصال البر، والخير، والمنافع إلى النَّاس، وإزالة الأضرار والمكارة عنهم" (بهجة قلوب الأبرار).
وهاك أخي الكريم بعض الأسباب المعينة على التخلق بهذا الخلق الكريم والسجيَّة العظيمة:
1- القراءة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتدبر في معالمها، والتأسِّي به في مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم.
2- مجالسة الرحماء ومخالطتهم، والابتعاد عن ذوي الغلظة والفظاظة، فالمرء يكتسب من جلسائه طباعهم وأخلاقهم.
3- تربية الأبناء على هذا الخلق العظيم، ومحاولة غرسه في قلوبهم، ومتى نشأ الناشئ على الرَّحْمَة ثبتت في قلبه وأصبحت سجيَّة له بإذن الله.
4- معرفة جزاء الرحماء وثوابهم، وأنهم هم الجديرون برحمة الله دون غيرهم، ومعرفة عقوبة الله لأصحاب القلوب القاسية؛ فإنَّ هذا مما يدفع للتخلق بصفة الرحمة، ويردع عن القسوة.
5- معرفة الآثار المترتبة على التحلي بهذا الخلق، والثمار التي يجنيها الرحماء في الدنيا قبل الآخرة.
6- الاختلاط بالضعفاء، والمساكين، وذوي الحاجة؛ فإنَّه ممَّا يرقِّق القلب ، ويدعو إلى الرَّحْمَة والشفقة بهؤلاء وغيرهم.