نداءات الرحمن لأهل الإيمان 31


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم، اللهم آمين.

وهذا هو [ النداء الثلاثون ] إذ قد مضى تسعة وعشرون نداء، وقد افتتحنا الدراسة أول رمضان، وغبنا يوماً [ في وجوب الوضوء وبيان كيفيته، ووجوب الغسل من الجنابة، وبيان نواقض الوضوء وكيفية التيمم ] وهذا نداء واحد اشتمل على شطر الإيمان؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان )، أي: نصفه.

قال: [ الآية (6) من سورة المائدة ] وهيا نتغنى ساعة بهذا النداء.

[ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:6] ] وهذا النداء طويل، ونحن أطول أعماراً منه إن شاء الله. وأهل القرية وأهل المسجد يستطيعون أن يواصلوا القراءة نصف ساعة أو ساعة حتى يحفظوه، ولكن بحكم أننا مع زوار غير ثابتين فها نحن نعلمهم الكيفية فقط، وإلا ما ينبغي أن ننتقل إلى نداء آخر حتى نحفظ النداء السابق، ونعلمه ونعمل به، والجائزة المعدة لمن تعلم وعمل وعلِّم أنه من علم وعمل بما علم وعلَّمه دعي في السماء عظيماً. فعظماء الناس في السماء هم الذين تعلموا كيف يعبدون الله وعبدوه وعلموا عبادته لغيره، فهؤلاء يدعون في السماء بعظماء الرجال.

والآن مع [ الشرح: اعلم أيها القارئ الكريم! ] لهذه النداءات [ والمستمع ] لهذه النداءات [ المستفيد ] وقراءتها والاستماع إليها واجبة، وعي ما أقول: لا يعقل أن يناديك مولاك وسيدك ومن مصيرك بيديه، والذي يحيي ويميت، وبيده كل شيء وأنت لا تسمع نداءه، وقد تقول: ما سمعت النداء، ونقول: إنه مكتوب ومسجل ومدون وموضوع بين يديك. ثم إذا سمعت النداء فيجب أن تعرف الذي يريده منك، فتفهم المراد من هذا النداء، وتعلم وتعرف إن كان أمراً أو نهياً. ثم بعد ذلك تعمل بما أمرك، وتنته عما نهاك، وإلا فأنت لست عبده، وأنت ضده، فكن عبد الله، ولن تظفر بحبه ورضاه إلا بطاعته الصادقة؛ لأن هذه الطاعة كل أمرها أنها تزكي نفسك وتطهرها، فإذا زكت النفس وطابت وطهرت رضيها الله وقبلها.

وقلنا: المستمع المستفيد لأن المسلمين ليسوا كلهم يقرأ ويكتب، فالذي يقرأ ينبغي أن يقرأ هذه النداءات، قراءة جد؛ ليعرف ما أراد الله منه وما طلب إليه، والذي لا يحسن القراءة يجلس إلى من يقرأ ويقول: اقرأ علي نداء من نداءات ربي، حتى يحتويها كلها، وهي تسعون نداء، فيعرف شرع الله بكامله، ويخرج من ظلمة الجهل والعياذ بالله.

وجوب الوضوء على من أراد مناجاة الرب تبارك وتعالى بالوقوف بين يديه وذكره وتلاوة آياته

اعلم [ أن هذا النداء الإلهي العظيم قد اشتمل على علوم ومعارف ضرورية ] أي: لابد منها [ للمؤمنين ] فقد احتوى على الطهارة بكاملها، الوضوء والغسل والتيمم، وبين فوائد ذلك [ فاحفظه وافهمه واعمل بما فيه؛ فإنه ما وجهه الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين إلا ليطهرهم به، فإذا طهروا رضي ] الله [ عنهم وأرضاهم، وجعل الجنة مأواهم ] وليس هناك لهو ولا لعب ولا عبث، فهو لا ينادي لا لشيء.

[ وإليك بيان ما تضمنه هذا النداء من علوم معرفتها ضرورية ] لازمة [ لكل مؤمن ومؤمنة.

أولاً: وجوب الوضوء على من أراد مناجاة الرب تبارك وتعالى بالوقوف بين يديه وذكره وتلاوة آياته، والركوع والسجود له سبحانه وتعالى ] فمن أراد أن يتكلم مع الله كلاماً خاصاً سرياً يناجيه فيه فيجب أن يتوضأ، وإلا لم تصح له المناجاة، وإذا أردت أن تتصل بذي العرش وتتكلم معه وينصب وجهه لك وينظر إليك ويسمعك فلا بد وأن تكون طاهراً.

بيان كيفية الوضوء

قال: [ ثانياً: بيان كيفية الوضوء وهي: غسل الكفين ] وإذا ضرب أحدكم أخاه بكفه فإنه يفهم الكف، وأما في الوضوء فلا يفهم الكف، والواحد كف، والاثنان كفان [ ثلاثاً ] أي: ثلاث مرات [ ثم المضمضة ] فيمضمض الماء ويمصه في فمه [ ثلاثاً ] ويبصق به في كل مرة [ ثم الاستنشاق ] وهو جذب الماء بهواء الأنف حتى يطلع إلى خيشومه [ والاستنثار ] حتى يسقط كله [ ثلاثاً، ثم غسل الوجه ثلاثاً ] قبل اليدين [ وحده طولاً من منبت الشعر المعتاد في الجبهة ] أي: فوق الجبهة [ إلى منتهى الذقن ] وإن طال [ وعرضاً من وتد الأذن اليمنى إلى وتد الإذن اليسرى ] هذا هو الوجه، فيغسله ثلاث مرات، فيأخذ الماء ويغسل الوجه مرة وثانية وثالثة [ ثم غسل اليدين ] الكفين مع الذراعين [ إلى المرفقين ] والمرفق هذا الذي ترتفق عليه وتتكئ عليه، ويدخل العظم هذا الذي تجلس عليه وترتفق عليه؛ لأن إلى بمعنى مع هنا، فغسلهما مع المرفقين أحوط لدين الله [ ثلاثاً، يبدأ باليمنى ] ثم اليسرى [ ثم يسمح الرأس مع الأذنين مرة واحدة ] فيبل يديه ويكفي ويمسح رأسه مع أذنيه مرة واحدة، وإن شاء جدد الماء لأذنيه ومسح، وكان ابن عمر يفعل ذلك؛ رغبة في الأجر واحتياطاً، وإلا يمسح رأسه مع أذنيه ويجزئه ذلك [ ثم يغسل الرجلين إلى الكعبين ] أي: مع الكعبين، وإلى هنا بمعنى مع [ يبدأ باليمنى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ( كان يحب التيامن في كل شيء ) ] في الأكل .. في الشرب .. في المشي .. في القول .. في كل شيء، فضلاً عن الوضوء وغيره [ إلا في الدخول إلى المرحاض فإنه يقدم رجله اليسرى ] فلينتبه الداخل للكنيف وللمرحاض ولبيت القذر، ولا يقدم رجله اليمنى، بل يؤخرها، ويبدأ أولاً باليسرى؛ لعزة اليمنى وطهارتها ومكانتها، فلا يرمي بها في المكان السيئ أولاً؛ تشريفاً لها، وعند الخروج يعكس ويعجل، فيقدم اليمنى ويؤخر اليسرى، وقد عرف هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضت عليه القرون، ثم جاء اليمينيون واليساريون في العالم، وسمعنا باليساريين، وهم دائماً في المؤخرة. عليهم لاعائن الله. فلنفهم هذا ولنعمل به، وقد عشنا قروناً نعلم ولا نعمل، ولا يهمنا هذا، وإنما نفهم فقط.

[ هذا مضمون ] ومفاد [ قوله تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6] ] أي: واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين [ أما غسل الكفين ثلاثاً والمضمضة والاستنشاق والاستنثار فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ففي الآية: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ [المائدة:6]، أي: قمتم لتصلوا أو تطوفوا أو تقرءوا القرآن، فإن كنتم محدثين فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم غسل الفم والأنف ومسح الأذنين، ونحن مأمورون بطاعة الله وطاعة رسوله، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]. والرسول مبين للمجمل للقرآن، كما قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]. فمن رفض السنة كفر وخرج من الإسلام، ولا حظ له فيه وإن صام الدهر وصلى الحياة كلها، ولابد من الإيمان برسول الله واتباع سنته، فبيان الشريعة والله متوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أنزل الله القرآن كالتوراة كتاباً واحداً وتركه بين العالم فوالله لما عرفوا كيف يعبدون الله، بل لا بد من رسول يبين، ولهذا ثلاثة وعشرين سنة والقرآن ينزل، والأحكام تتوالى، والرسول يطبق ويعلم، ولما تمت الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] رحل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبضه الله إليه. فلو قائل: من أين لكم أن تغسلوا أفواهكم وأنوفكم والقرآن صريح، وليس فيه غسل أنف ولا أذن ولا فم؟ فلا نقل: صح، عندك حق. وقد جاءني شيعي في الحلقة أيام كنا داخل المسجد، وقال: أنتم تحرفون كلام الله، وتعطفون المنصوب على المجرور في قوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ [المائدة:6]. ولا تقولوا: ( وأرجلِكم)، فتعطفون على المجرور؛ لأنهم لا يغسلون أرجلهم أبداً، فقلت له: عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة عشر سنين، وكان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة، وكان يغسل رجليه لكل صلاة، فما بالكم؟ أأنتم أعلم أم رسول الله؟ فإن قال: نحن أعلم كفر، وإذا قال: رسول الله أعلم فيجب أن يغسل رجله. ثم هناك القراءة السبعية المشهورة وهي بالنصب، وَأَرْجُلَكُمْ ، وهي معطوفة على الوجه، فالغسل يكون لليدين والرجلين والوجه، وليس للرأس، والأحق بالغسل الرجلين وليس الرأس؛ لأن الرأس مغطى دائماً، والرجل يمشي بها في المزابل والطرق، فهي أولى بالغسل. فسكت، ولو كانوا يسألون لعلموا، ولكن الإصرار على الباطل يهلك صاحبه، وهو لا يدري.

ومع هذه القراءة الضعيفة بالجر فقد بين الرسول أنها تكون عندما يكون على رجليك ساتراً من الغبار والتراب والأذى، وسواء كان من الخشب أو كان جلداً، فإذا كان على رجليك ساتراً يقيك التراب والوسخ وجئت تتوضأ فيجوز أن تمسح على رجليك بدون أن تكشف عنهما؛ لأنها نظيفة ومغسولة، وقد لبست عليها الجورب أو الشراب كما يقولون أو الخف. ويكفينا بيان رسول الله عشر سنين، فلا نخالف أمة الإسلام كاملة انتصاراً لمذهبنا، فليس بهذا يدخل الإنسان الجنة.

وقراءة الجر هذه استعملت في المسح على الخفين، وقد كان عليه الصلاة والسلام يتوضأ في عرفات، فلما وصل إلى رجليه أراد من يصب الماء عليه أن ينزع خفيه، فقال: ( لا، دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين ). ومسح هكذا، فإذا توضأ المؤمن ولبس شرابه أو خفه فإذا انتقض وضوؤه لم يحتج إلى أن يعيد غسل رجليه؛ لأنهما مغسولتان محفوظتان، ولا تراب ولا وسخ فيهما، ومن تسهيل الله وتيسيره أن يمسح فقط عليهما.

الأمر بالغسل من الجنابة

قال: [ ثالثاً: الأمر بالغسل من الجنابة؛ لقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، أي: اغتسلوا ] ومن قال: لا فقد كفر؛ لأنه يرد على الله [ والجنب هو من جامع امرأته فأدخل ذكره في فرجها ] وغاب رأس الذكر في فرجها والتقى الختانان، أي: موضع الختان من الرجل والمرأة [ ولو لم ينزل منه ماء ] فقد وجب الغسل، وأصبح جنباً، وهي جنب [ ومثله من احتلم في منامه ] فرأى نفسه يأتي امرأة [ فخرج منه المني ] وجب الغسل؛ لأنه جنب [ فهذا هو الجنب ] فإن رأى نفسه يجامع ولم يخرج ماء فلا غسل عليه؛ لأنه ليس بجنب [ رجلاً كان أو امرأة ] فالمرأة تحتلم كما يحتلم الرجل؛ لأنه منام، فإذا احتلمت وأفرزت الماء ووجدته في ثيابها وجب الغسل، وإن لم تر الماء لا غسل عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الماء من الماء ). هذا في الاحتلام.

[ والاغتسال هو أن يغسل ] المؤمن أو المؤمنة [ كفيه ثلاثاً ] أي: ثلاث مرات، فيغسل كفيه بأن يصب عليهما الماء، ولا يغمسها في الماء رأساً، وبالأدب تعرف هذا [ ناوياً الغسل الواجب عليه ] وهذه النية لابد منها، فأنا أريد أن أغتسل لأن الله أمرني، ولأنني جنب لا يحل لي أن أناجي ربي أو أمس مصحف حتى أغتسل، فينوي هذه النية ويبدأ بسم الله؛ ليرفع ذلك الحدث الأكبر [ ثم يغسل قبله ودبره ] أي: مخرج البول ومخرج الغائط [ وما حولهما ] حتى لا يعود يمس الذكر فينتقض وضوؤه، فيغسل فرجيه وما حولهما من جسمه [ ثم يتوضأ وضوءه للصلاة كما تقدم بيانه آنفاً ] وقد بدأنا بالوضوء [ ثم يخلل أصول شعره بالماء؛ حتى لا يضره الماء البارد فيزكم ] وخاصة في البلاد الباردة وأيام الشتاء، فقبل أن يغسل رأسه يغمس يديه في الماء، ويصب عليهما ماء، ثم يخلل أصول الشعر، وإن كان الشعر ليس قوياً فلا بد أن يمس البشرة الماء؛ حتى تستأنس، ولا تتضرر من صب الماء عليها، فيصاب بالزكام، وهذا لم يعلمنا إياه الدكتور فلان، بل هذا تعليم رسول الله، ولو يجتمع أطباء العالم كلهم على أن ينقضوا هذه التي علمناها رسول الله والله ما نجحوا، ولا استطاعوا أن يردوها، فرسول الله علمه الله العليم الحكيم، وعلم الدكاترة أمثالهم، وقد يصيبون وقد يخطئون، وأما إذا قال الله أو أمر رسول الله فقد انتهى الكلام، فكلام الله ورسوله يقينيات، وقد مضى 1400 سنة ونيف ولم يستطع علماء الدنيا أن ينقضوا قاعدة من قواعد الإسلام، وأن يقولوا: إنها لا تنفع في أي مجال من مجالات الحياة، وإن كانوا يغطون ويلفون ويدورون وينتقدون، ولكن عملياً والله ما كان ولن يكون، وما تكالبوا عليه وأبطلوه ورموه إلا لأنه واجههم بالحقائق التي لا يستطيعون ردها، فقالوا: اقتلوه واستريحوا، فقتلوا الإسلام.

قال: [ ثم يغسل رأسه مع أذنيه ثلاثاً ] أي: ثلاث مرات، وظاهر الأذن وباطنها سواء، وإن شاء غسل رأسه ثم غسل بعد ذلك أذنيه، فالأمر واسع، فيفعل حسب طاقته [ ثم يغسل شقه الأيمن من رأسه ] وأذنيه داخلة في الرأس، فيغسل هذا الشق [ إلى قدمه ] الظاهر والباطن [ ثم ] الشق الآخر [ الأيسر كذلك ] فيبدأ من أذنه إلى قدمه [ وعليه ] وجوباً [ أن يتتبع الأماكن التي ينبو عنها الماء، كتحت الإبطين ] ولكل منا إبطان [ وتحت الركبتين ] لأنك إذا جلست لم ينغسل ما تحت الركبتين، إلا إذا رفعت رجلك وغسلت [ وكذا السرة ] أيضاً؛ وبعض الناس لهم سرر كبيرة، أو فيها تجاعيد، فيحاول أن يوصل الماء إليها، لا أن يدخل الماء في السرة، ويجري عملية. فالأماكن التي لا يصل إليها الماء تتبعها أثناء الغسل؛ لأن تحت كل شعرة جنابة، وهذا قاله علي بن أبي طالب واسألوا الأطباء، فإنهم يقولون: إن الإفرازات التي يفرزها المحتلم أو المجامع تخرج من كل جزئيات جسمه، وليس من ذكره فقط، فذاك الانفعال من جسمه كله، فتحت كل شعرة جنابة [ كما يخلل أصابع يديه ورجليه حال الوضوء ] فلما يأخذ في الوضوء يخلل أصابع اليدين والرجلين لابد؛ لأن هذا غسل من جنابة، بخلاف الوضوء، فممكن أن لا يخلل أصابع رجليه، لكن الغسل لابد منه.

وقد عرفنا الوضوء والغسل من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]. هذا الوضوء. ثم قال: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]. والرسول بين لنا. فالله قال: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]. وكيفية التطهير بينها الرسول؛، لأن القرآن لو كان يفسر كل شيء لما حفظ وحمل، ولكن تولى بيانه رسول الله بإذن الله عز وجل، فلهذا قلت لكم: الذين يرفضون السنة كفروا، ولا حظ لهم في الإسلام، ولن يسلموا أبداً حتى يؤمنوا برسول الله، ويتابعوه فيما جاء به؛ ومن عول على القرآن وحده أصيب في عقله، ولو أخذ بالقرآن وحده والله ما اهتدى، وقد بينت لكم: أنه لو أنزل الله القرآن جملة واحدة في كتاب ولم يوجد رسول لما عرف الناس كيف يعبدون الله، وهناك الآن كتب كتبها العلماء واختلف العلماء فيها، وكل واحد يؤولها تأويلاً، فكيف إذاً بالقرآن إذا لم يكن قد فسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟

بيان نواقض الوضوء

قال: [ رابعاً: نواقض الوضوء أو موجباته ] والفقهاء يقولون: نواقض الوضوء، أو موجبات الوضوء، والكل صحيح، أي: ما ينقض الوضوء ينتقض الوضوء به، وما يوجبه كذلك، وسمه موجبات الوضوء أو نواقض الوضوء، فإذا أصبح العبد غير متوضئ فهناك ما يوجب عليه الوضوء إذا أراد أن يناجي ربه، أو أراد أن يطوف ببيت مولاه، أو أراد أن يقرأ كتابه، ففي هذه الحال لابد وأن يتوضأ، وقد وجب الوضوء عليه، وإذا توضأ فهناك ما ينقض الوضوء، كما إذا بال أو تغوط، فهنا ينتقض ويبطل بسبب، وهذا السبب إن شئت سمه ناقضاً أو موجباً، إذا حدث وجب الوضوء [ الدال عليها قوله تعالى: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [المائدة:6] ] فهذا الجزء من الآية دال على نواقض الوضوء. فقوله: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [المائدة:6] أي: تغوط وجاء، ومعنى تغوط: ذهب إلى الغوط، والغوط هو المكان المنخفض من الأرض، فلا يطلع الإنسان على الجبل ويري الناس عروته، بل لا بد أن يبحث عن مكان منخفض مستور ويتغوط [ إذ المجيء من الغائط معناه: أنه تبول وتغوط ] ويدخل في هذا الفساء والضراط، كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيهما رائحة كريهة كالتغوط، وهما الخارج من السبيلين، فسبيل البول والمذي والمني الذكر، وسبيل الدبر هو الخرء والفساء والضراط. قال: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [المائدة:6]. وهذا التعبير الإلهي تعبير عال سام فوق ما تتصور في البيان والفصاحة والبلاغة، فلم يقل: أو خرأ أحدكم أو بال، بل قال: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [المائدة:6]. وإن لم تعرف المعنى فاسأل الرسول أو العالمين. فهذا القرآن الكريم عجب. فهو يعلمنا أرفع الآداب وأسماها، وهذا القرآن تقرأه البنت أمام أبيها ولا تستحي، فالبنت الحيية التي لا مثال لها في الحياء تستطيع أن تقرأ القرآن على أبيها، فليس فيه كلام بذيء أبداً، أو تنقبض منه النفس أو تشمئز؛ لأنه كلام الله.

قال: [ فمن بال أو أخرج فضلة الطعام وهي الخرء، أو فساء أو ضراط، أو مس امرأته بشهوة ] وسواء وجد لذة أو ما وجدها فقد انتقض وضوؤه؛ لأنه تعمد، وإن مسها بدون قصد أو احتك بها بدون قصد ووجد لذة بطل الوضوء، وأما إذا مسها أو احتك بها ولا قصد ولا وجد فلا وضوء عليه، لا واجباً ولا مستحباً [ فإن كان متوضئاً فقد انتقض وضوؤه ] وانحل وبطل [ وإن كان غير متوضئ وجب عليه الوضوء للصلاة أو الطواف أو مس المصحف ] وأما ذكر الله أو تلاوة كتاب الله فنتلوه بدون وضوء، وأما مس المصحف الكامل الخالي من كلام الناس الجامع لكتاب الله فلا تمسه إلا وأنت متوضئ؛ لقوله تعالى: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة:79]. فإن كان فيه من كلام الناس تفسير فلا بأس، وإن كان مجزأً أنصافاً .. أرباعاً .. أثماناً فلا بأس؛ لأنه ليس كاملاً، والآية تقول: فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة:78-79]. ولا تلتفت إلى خلافات الناس.

[ ومن نواقض الوضوء: النوم الثقيل الذي لا يشعر صاحبه بخروج فساء منه أو ضراط، وأكل لحم الجزور، ومس الذكر بباطن الكف ].

وجوب التيمم لمن لم يجد الماء أو وجده واحتاج إليه أو منعه مانع من استعماله

قال: [ خامساً: وجوب التيمم لمن لم يجد الماء للغسل أو الوضوء ] أي: إن لم يجد ماء يغتسل به وهو جنب، أو يتوضأ به وهو منتقض الوضوء [ أو وجده ] أي: الماء [ ولكن حاجته إليه ماسة ] شديدة [ كالشرب أو الطبخ، لاسيما في حال السفر ] ولهذا ذكر تعالى السفر فقال: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ [المائدة:6]. إذا الغالب في انعدام الماء يكون في السفر، ولا يكون في المدينة أو في القرية؛ إذ الآبار موجودة والعيون، وإنما ينعدم الماء في الغالب في السفر، ولهذا قال: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً [المائدة:6]. فانتبهوا لهذه النكتة، وهي: أنه نص على السفر؛ لأن الغالب في السفر لا يوجد ماء، وإنما صحار وبرار وقفار، ولكن داخل المدينة إن لم تجد ماء في بيتك فإنك تجده عند جارك، وإن لم تجده في بئرك أنت أو في بئر بستانك فتجده في بئر أخيك، وأما انعدام الماء فأغلب ما يكون في الأسفار [ أو وجده ولكن يمنع من استعماله خوف المرض أو زيادته ] أي: المرض [ أو عدم البرء منه ] أو تأخر الشفاء؛ لأن الجراحات هذا شأنها، فإذا كان في جو بارد فلو استعمل الماء البارد فإنه يهلك، فيتيمم، وإن لم يكن الجو بارداً ولكن فيه جراحات ثخينة ودماء لو يتوضأ عليها فإنها تنتفخ تتورم من جديد فيتيمم، وكذلك لو تأخر برؤه لو توضأ أو تضرر من استعماله فربه أرحم به منه، ففي هذه الحال يتيمم.

بيان كيفية التيمم

قال: [ سادساً: كيفية التيمم: وهي أن يضرب كفيه قائلاً: بسم الله، على التراب، فإن لم يجد ] التراب وليس كل أرض فيها تراب [ فعلى الأرض أو الحجارة ] أو السبخة، ونقدم أولاً التراب فقط، فإن لم يوجد فسطح الأرض كله صالح للتيمم حتى الحجارة [ ثم ] بعد ضربه الأرض [ يمسح وجهه مرة واحدة، ثم يضرب كفيه أيضاً مرة أخرى ويمسح يديه إلى المرفقين ] وهذا مذهب مالك ، وهو عمل ابن عمر ، وهو مذهب الشافعي والجمهور [ وإن اكتفى ] عبد الله أو أمة الله [ بكفيه أجزأه ذلك؛ لحديث عمار بن ياسر ] رضي الله عنهما [ إذ قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنما يكفيك أن تفعل هكذا، ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجهه ) ] هذه هي الرخصة التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم لـعمار بن ياسر . والقصة في البخاري ، وهي: أنهم ( كانوا في سفر جهاد فاحتلم عمار

، فلما احتلم تجرد من ثيابه وتمرغ في التراب بكامله، فنقلوا القضية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عمار

! إنما كان يكفيك أن تفعل هكذا، وعلمه كيف يتيمم
). وما عاب عليه ولا شنع كما نشنع. صلى الله عليه وسلم، بل قال: ( إنما يكفيك يا عمار

! أن تقول هكذا، وضرب الأرض ومسح وجهه وكفيه
). هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي والله كافية مجزئة كاملة، ولا تتحير. وأنا أرجح مسح الذراعين لمن عندهم ثياب واسعة، وأما الذي يلبس ملابس ثقيلة في بلاد باردة ويحتاج إلى ينزع ثيابه حتى يمسح ذراعيه فلا يكلف نفسه هذا، فعنده الرخصة، فليكتف بوجهه وكفيه، ولا بأس بعدم نزع الثياب عندنا، وإن لم يكن هناك كلفة فيأخذ بالأحوط، ولكن لا ينزع الثياب اللاصقة بجسده كأنه يتوضأ؛ فهذا فيه تعب ومشقة، فلا نترك الرخصة ونحن في حاجة إليها، ونحن لا نتركها، ولكن قد يجيء فقيه ما عرف الطريق بعد ويقول: باطل تيممك، فقد غشوك. وهكذا.

وقد عرفنا التيمم بالكيفيتين؛ حتى ما تلوم الآخر وتعيبه، فمن اكتفى بوجهه وكفيه فقد أصاب، ومن مسح ذراعيه فلا تلمه، ولا تشذ عن جماعة المسلمين، فكل هذا وارد عن الصحابة.

رفع الحرج عن الأمة

[ سابعاً: من لطفه تعالى ورحمته وإحسانه إلى عباده المؤمنين أنه لما أمرهم بالوضوء والغسل والتيمم عند انعدام الماء أو عدم القدرة على استعماله لاطفهم ] أي: كلمهم وعلمهم بلطف [ بقوله سبحانه وتعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ [المائدة:6]، أي: عنت ومشقة ] وتعب وإرهاق [ وإنما يريد طهارتكم ظاهراً وباطناً ]، فالذي يتطهر ويتوضأ ويغتسل فقد تطهر في الظاهر وفي الباطن والله، وما إن أطاع الله فتوضأ واغتسل وتيمم إلا انعكس ذلك على باطنه فطهر باطنه، ولا شك في هذا، وقد تقرر أن كل عبادة تقوم بها فحقيقتها أن تزكو نفسك بها وتطيب وتطهر، وليس البدن، فأيما أمر أمَر الله تعالى به فقام به عبد الله انعكس أثره على نفسه بالزكاة والطهر والصفاء، وأيما أمر وأيما شيء نهى الله عنه وخالفه عبد الله فإنه ينتكس بذلك، ويعود على نفسه بالخبث والنتن والعفونة، وحكم الله واضح، فقد قال: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] [ وليتم نعمته عليكم بهدايتكم إلى الإسلام وبيان شرائعه ودعوتكم إلى القيام بها؛ إذ هي مصدر سعادتكم وكمالكم في الدارين، وليعدَّكم بذلك إلى شكره؛ إذ سر الحياة بكاملها هو ذكر الله تعالى وشكره ] وإنما خلق الله الجنة والنار، وخلق الإنس والجن والملائكة لأنه أراد أن يذكر ويشكر، فخلق هذه المخلوقات، فعلة الحياة كلها أن يذكر الله فيها ويشكر، واقرءوا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. وعبادة الله والله ما يخرج منها شيء عن الذكر والشكر، فالمصلي ذاكر، والصائم شاكر، وهكذا، فكل العبادات دائرة على ذكر الله وشكره، وكل من يعبد الله بعبادة لا يذكر الله فيها فإنها والله ما تصح أبداً، ولا يتأثر بها [ وذكره يكون بالقلب واللسان، وشكره يكون بالجوارح والأبدان، فالوضوء والغسل والتيمم من مظاهر الشكر لله تعالى على نعمة الإيجاد والإمداد ] فهو الذي أوجدنا وأمدنا بأسباب الحياة من الهواء والغذاء والماء [فاللهم اجعلنا لك من الذاكرين الشاكرين، وأعنا عليهما، وعلى حسن عبادتك يا رب العالمين! ] آمين.

بيان فضل الوضوء

قال: [ وأخيراً أيها القارئ ] الكريم! أو المستمع المستفيد! [ إليك هذه الجائزة العظيمة ] إذا كنت ترغب في الجوائز، وهي ليست جائزة نوبل [ وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من توضأ فأحسن الوضوء ) ] أي: توضأ كما تعلمتم، هذا معنى أحسنه، فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر [ ( ثم رفع طرفه إلى السماء ) ] وإن كان تحت السقف، والطرف العين [ ( وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) ] فالجائزة [ ( فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) ] ( يدخل من أيها شاء ) ] ولو مات في تلك اللحظة دخل الجنة، وهي تفتح آلياً أوتوماتيكياً، فإذا رفع رأسه وشهد الشهادة تنفتح، والآن أبواب المطارات تنفتح لك قبل ما تشم رائحتك، فلم يبق شك في هذا، ومن قبل كنا نؤمن فقط، وأما الآن فنعرف أن هذا الصوت يتصل آلياً بالملكوت الأعلى وتنفتح أبواب الجنة. وهذه جائزة غالية، وإن شاء الله تأخذون بها، ولا تقولوا: ليس لنا حاجة، فهي ليست ريالاً ولا ديناراً، فكل من توضأ فأحسن الوضوء كما سمعتم، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا وفتحت له أبواب الجنة [ فاذكر هذا واعمله ولا تتركه؛ فإنه كنز ثمين، وخير كثير. والسلام عليك ما واظبت وواصلت ].

والنوم الذي لا يشعر فيه العبد بخروج فساء أو ضراط ناقض للوضوء، ولا بد من الوضوء، إلا النوم الخفيف وهو جالس فلا بأس.

[ وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ] وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 72 4030 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 49 3686 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 68 3673 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 47 3651 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 41 3503 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 91 3477 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 51 3471 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 50 3465 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 60 3422 استماع
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 75 3373 استماع