خطب ومحاضرات
دليل أعمال الخير
الحلقة مفرغة
الذنوب التي تقع من العبد أصناف منها: صغائر وكبائر، فأما الصغائر فتكفرها الأعمال الصالحة، وأما الكبائر فقد وقع خلاف بين العلماء في تكفيرها بالأعمال الصالحة من دون أن يتوب فاعلها منها.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71] .
أما بعد:
فما أكثر ذكر الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ لقد ذكرهم في القرآن كثيراً جداً، وأمر الله تعالى بالمسارعة في الخيرات وأثنى على أنبيائه في هذا الجانب بأنهم كانوا يسارعون في الخيرات، وأمر بالتنافس فيها وحث على ذلك بقوله : وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26] .
وعمل الخيرات هو المنجِّي يوم القيامة، والحرص على الخير يشغل النفس عن الشر، ومعرفة الأجر في الخير يحث عليه، ويحمِّس إليه، ولذلك اعتنى العلماء بكتابة كتب الترغيب والترهيب في ذكر الترغيب في الأعمال الفاضلات.
ونحتاج -أيها الإحوة- أن نذكر أنفسنا ببعض الأعمال الصالحة، وبأجر هذه الأعمال لكي نتحمَّس إليها، وننشغل بها؛ لأن عليها مدار الفوز والنجاة يوم القيامة.
وهذه الأعمال لا يتم الأجر لصاحبها إلا إذا نوى بها وجه الله تعالى، وإذا عرف ما فيها من الأجر كان ذلك عاملاً مهماً للاحتساب؛ فإنه إذا احتسب الأجر زاد أجره فيها.
فتعالوا -أيها الإخوة- نذكر أنفسنا بطائفة من الأعمال الصالحة؛ نراجع بها مسيرة حياتنا على ضوئها، وننظر في تقصيرنا وتفريطنا، ونحمِّس أنفسنا للعمل بها، لعل الله أن يتغمدنا برحمته، ولا شك أن هذا جزءٌ عظيمٌ من التربية الإيمانية التي ينبغي أن يربي المسلمُ نفسَه عليها.
في هذه الطائفة المختارة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يبين فيها أبواباً عظيمة من الخير:
تعلَّم العلم والدعوة إلى الله
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله) رواه أحمد ومسلم .
يبين -أيها الإخوة- فضل تعليم العلم.
فاعقدوا يا طلبة العلم المجالسَ للناس، واقرءوا عليهم الكتب المناسبة لحالهم؛ في تفسير القرآن الكريم، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، كـرياض الصالحين ومختصري الشيخين رحمهما الله تعالى، وكذلك يُقرأ عليهم ما ينفعهم في عباداتهم ومعاملاتهم من الفتاوى الفقهية الموثوقة، بحيث أنه يخرج من المسجد وقد استفاد علماً جزيلاً.
فيكون لك يا طالب العلم مثل أجره عندما يطبِّق، بالإضافة إلى أجر التعليم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أيُّما داعٍ دعا إلى هدىً فاتُّبع، فإن له مثل أجور مَن اتبعه ولا ينقُص مِن أجورهم شيئاً) رواه ابن ماجة ، وهو حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من استسنَّ خيراً فاستُنَّ به -كأن أحيا سنة ماتت بين الناس- كان له أجره كاملاً، ومن أجور من استن به ولا ينتقص من أجورهم شيئاً) رواه ابن ماجة ، وهو حديث صحيح.
فهنيئاً للدعاة إلى الله سبحانه وتعالى الذين يدْعون الناس إلى الهدى، ويدلونهم على الخير، ويفتح الله بهم مغاليق القلوب، والذين يكتب الله على أيديهم هداية البشر.
يا عبد الله: يا من قعد به الشيطان، يا من فتر، يا من تكاسل عن تبليغ الدعوة وعن القيام بها! انظر في هذا الأجر، كل إنسانٍ تدعوه إلى الله، وتدله على الخير، وتزيل عنه غبار الغفلة، وصدأ قلبه يكون لك من الأجر مثلما عمل طيلة حياته بعد أن كنت سبباً في هدايته.
فلماذا التقاعس عن الدعوة إلى الله؟!
ولماذا لا نتعامل مع هؤلاء الذين أصابتهم الغفلة ونصبر على أذاهم؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في المؤمن وهو الداعية الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم؟ لأي شيء؟ ليعلمهم، ويهديهم سبل السلام بإذن ربهم.
فقوموا إلى الدعوة إلى الله يرحمكم الله، وإياكم والتخاذل عن هذا الواجب المهم! فما انتشرت المنكرات إلا لما ضُيِّعت هذه الفريضة العظيمة؛ فريضة الدعوة إلى الله عزوجل.
وقال عليه الصلاة والسلام: (لأن أقعد مع قومٍ يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعةً من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قومٍ يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة) حديث حسن.
فضل عقد مجالس الذكر التي تزيد الإيمان، وفيها العلم النافع بعد الفجر، وبعد العصر، وسائر اليوم والليلة.
قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قومٌ على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفوراً لكم) حديث صحيح.
وقال: (ما جلس قوم يذكرون الله فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبُدِّلت سيئاتكم حسنات) حديث صحيح.
حفظ القرآن الكريم
فهذا الذي جمع القرآن في صدره يكون حفظه له من أسباب وقايته من النار.
وقال عليه الصلاة والسلام: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربِّ! حَلِّه، فيُلْبَس تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ! زِدْه، فيُلْبَس حلة الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ! ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) .
فهنيئاً لمن حفظ، وهنيئاً لمن أكثر التلاوة.
التبكير إلى الصلاة
صلى لله أربعين صلاة في جماعة متوالية، يدرك التكبيرة الأولى، يعني: يكون قائماً في الصف عندما يقول الإمام في تكبيرة الإحرام: الله أكبر، ما هي النتيجة؟
تحصل له براءتان:
- براءة من النار.
- وبراءة من النفاق.
شيء يفيد في الدنيا وينفع يوم القيامة، وآخر لا شك في فائدته يوم القيامة.
وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا تطهَّر الرجل، ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة -ينتظر الصلاة بعد الطهارة- كَتَـب له كاتبه -الملَك الموكَّل- بكل خطوةٍ يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويُكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه) رواه الإمام أحمد ، وهو حديث صحيح.
فهذا الأجر لمن بكَّر، ولمن انتظر بعدما تطهَّر.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فقال بعد فراغه من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك -كالدعاء الذي يقال في كفارة المجلس- كتب في رَقٍّ، ثم جُعِل في طابع، فلم يُكْسَر إلى يوم القيامة) حديث صحيح.
يُخْتَم عليه، ويُجْعَل في ظرفٍ، فلا يُفَك إلا يوم القيامة؛ ليجازي الله به صاحبه.
وقال عليه الصلاة والسلام في يوم الجمعة: ( ورجل حضرها بإنصات وسكون، ولم يتخطَّ رقبة مسلم ) وما أكثر الذين يتخطون رقاب المسلمين فيؤذونهم بعدما جاءوا متأخرين، وليست هناك فراغات تجعل مَن أمامهم مفرطاً بعدم سدِّها، أو مكان ينفذون منه، فيتخطون الرقاب.
وقال في شأن الذي لا يتخطى: ((ورجل حضرها بإنصات وسكون، ولم يتخطَّ رقبة مسلم، ولم يؤذِ أحداً) وما أكثر الذين يؤذون حين يسدون بسياراتهم على مَن هو موجود ينتظر ويتأخر، ويشتري وينتهي ليخرج بعد ذلك بشيء من الدعوات عليه، أو المسبات واللعنات؛ وهو يستحقها.
وقال صلى الله عليه وسلم في شأن السواك بالليل: (إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليَسْتَك؛ فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملكٌ فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيءٌ إلا دخل فم الملَك) حديث صحيح.
الجهاد في سبيل الله
وقال: (لَقِيام رجل في الصف في سبيل الله عزوجل ساعةً أفضل من عبادة ستين سنة) .
وقال: (موقف ساعة في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود) .
وقال: (حُرِّم على عينين أن تنالهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر) لا تحرس المحاربين فقط، وإنما تحرس الإسلام؛ فعين رقيبٍ، وعين منافحٍ عن الدين ينظر ماذا يكتبون ليرد عليهم، وماذا يعملون ليفضحهم، ويقوم بحراسة الإسلام، فعينه لا تمسها النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أيكم خَلَفَ الخارج في أهله وماله بخيرٍ كان له مثل نصف أجر الخارج) قال: خَلَفَه في أهله وماله بخيرٍ؛ لأن بعضهم لا يخلُف الغائب بخير، فاشترط لمن يخلُفُه بخير أن يكون له ذلك.
الصدقة وإنظار المعسر
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة) هذا أجر القرض، فما هو أجر إنظار المعسر؟!
قال عليه الصلاة والسلام: (مَن أنْظَرَ معسراً، أو وضع عنه؛ أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) .
وقال: (مَن أنْظَرَ معسراً فله بكل يومٍ مثله صدقة) إذا حلَّ الدَّين فأنْظَرَه فله بكل يومٍ مثله صدقة، وكلما ازداد إنظاراً -كلما أجَّل أجلاً بعد أجل- ازداد الأجر.
المهم: أن يحتسب ذلك، لا أن يُنْظِرَه مكرهاً لأنه لا حل عنده.
صلاة الجنازة واتباعها
وهناك مِن عباد الله مَن يغشون المساجد التي تكثُر فيها الجنائز في صلاة العصر وغيرها لا يدري مَن هو الميت، يقصد أن يصلِّي على ميتٍ، ويتبع جنازته، وهو لا يدري مَن هو، كل ذلك رغبة فيما عند الله وفي موعود الله.
وقال عليه الصلاة والسلام: (مَن صلى على جنازة فله قيراط، ومَن انتظرها حتى توضَع في اللحد فله قيراطان؛ والقيراطان مثل الجبلين العظيمين) .
سجدة التلاوة التي يسجدها كثير من الناس ينبغي إمعان الأجر فيها واحتسابه، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا قرأ ابن آدم السجود فسجد اعتزله الشيطان يبكي، يقول: يا ويله! أُمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمِرْتُ بالسجود فعصيتُ فلي النار) رواه مسلم رحمه الله.
وفي شأن البنات، والذين يتأففون من البنات، وفي البنات ابتلاءٌ ولا شك، ومن ذاق عرف، قال عليه الصلاة والسلام: (مَن كان له ثلاث بناتٍ فصَبَر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جِذَته -يعني: من ماله، وما أعطاه الله- كنَّ له حجاباً من النار يوم القيامة) رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح.
الصبر على البنات له شأن عظيم؛ لأن تربية البنات في هذا الزمان أمرٌ جلل وخطير للغاية، ولذلك قال: (فصبر عليهن) .
وإذا شبت -يا عبد الله- ووخَطَكَ الشيب في طاعة الله فأبشر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل شاب في سبيل الله فهو له نور) .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن شاب في ذكره وطاعته.
اللهم اجعل مبدأنا على طاعتك، ومنتهانا على دينك والثبات عليه يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إفشاء السلام
أشهد أن لا إله إلا هو الحي القيوم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، لا يموت، والجن والإنس يموتون، خلق السموات بغير عمد، وخلق الأرض فذلَّلها لعباده، سبحانه ما أكرمه! وأشهد أن محمداً رسول الله، والرحمة المهداة، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: ومن أبواب الخير:
إفشاء السلام والابتداء به، حتى كان بعض السلف يغشَون الناس لا لشيء إلا لأجل إفشاء السلام.
قال صلى الله عليه وسلم: (السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقومٍ فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه ...) وما أكثر الذين يهملون اليوم، ولا يردون السلام، وترفع السَّمَّاعة لتلقي السلام على شخص أو موظف ليقول لك: نعم، وهلا، ونحو ذلك من الألفاظ التي ليس فيها شيء من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بوجوب رد السلام (... فإن لم يردوا عليه رد عليه مَن هو خير منهم وأطيب) من هو الذي يرد عليه إذاً؟! ملائكة الله عزوجل. حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: (زار رجلٌ أخاً له في قرية، فأرصد الله له ملكاً على مدرجته، فقال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تردها؟ قال: لا. إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك: أن الله أحبك كما أحببته) .
فهنيئاً لمن يزور شخصاً قَرُب أو بَعُد في الله ومحبةً في الله، لا لشيء من الدنيا.
أبواب مختلفة من الخير
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحد ينصر مسلماً في موطنٍِ يُنْتَقص فيه مِن عرضه ويُنْتَهك فيه مِن حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيها نُصْرَته) يعني: يوم القيامة.
وقال: (مَن ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار) حديث صحيح.
فما أكثر الذين يقعون في الأعراض! وما أقل الذين يدافعون!
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن امرئٍ مسلمٍ يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلُّون عليه -يدعون له بالمغفرة والرحمة- في أي ساعات النهار كان حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان حتى يصبح، وله خريف في الجنة على قدر طول طريقه) كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قَطَعَها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس) وفي رواية: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأُنَحَيَنَّ هذا عن المسلمين، لا يؤذيهم، فأُدْخِل الجنة) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن رفع حجراً عن طريقٍ كُتِبَ له حسنة، ومَن كانت له حسنة دخل الجنة) حديث حسن.
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن راكب يخلو في مسيره بالله وذكره ...) إذا كنت مسافراً فاستمعت للقرآن الكريم، أو قرأته، أو ذكرت الله تعالى في طريقك، يؤنسك ذكره عزوجل، وسماع كتابه (ما مِن راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا كان رَدِفَه ملَك) معه ملَك من ملائكة الله عزوجل.
وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة يحبهم الله: ... وذكر منهم: والرجل يكون له الجار يؤذيه -وما أكثر المؤذين في هذا الزمن!- فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موتٌ أو ضعنٌ) أحدهما ينتقل، أو يموت، هذا يحبه الله تعالى.
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن كَظَمَ غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء) كثيرةٌ هي تلك الأحداث التي تثير الأعصاب، وتُخرج الإنسان عن طوره، ولكن مَن ملَكَ نفسه عند الغضب وكَظَمَ غيظه من رجل أثار حفيظته، واعتدى على شيء شخصي في حقه، فالله تعالى يثيبه يوم القيامة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن قَتَل وَزَغاً في أول ضربة ...) ذلك الحيوان الذي كان ينفخ على إبراهيم الخليل (مَن قَتَلَ وَزَغاً في أول ضربة كتب له مائة حسنة، ومَن قَتَلَها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، وإن قَتَلَها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، أي: أقل) حديث صحيح، رواه الإمام أحمد ومسلم . ولذلك كانت عائشة رضي الله عنها تتخذ رُمْحاً لقتل الأوزاغ.
وهذه الأشجار التي يغرسها الناس عشوائياً بسببٍ أو بدون سبب أو تقليداً للآخرين، نادراً من يحتسب فيها الأجر التالي:
قال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن مسلم يزرع زرعاً، أو يغرس غرساً، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كانت له به صدقة) .
أيها الإخوة: هذه طائفة من أبواب الخير مما ذكره العلماء رحمهم الله تعالى في كتب الترغيب، لعل الله تعالى أن ينفعنا بذكرها واستعراضها، فنتذكرها ونتدبرها ونُقْبِل عليها.
نسأله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يفعلون الخيرات، ويتركون المنكرات، ويحبون المساكين.
اللهم ارفع درجاتنا، واغفر خطيئاتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالخير عاملين، ولسنة نبيك متبعين.
اللهم اجعل خروجنا من هذه الدنيا على شهادة التوحيد (لا إله إلا الله).
اللهم إنا نسألك أن تغفر لأمواتنا وأموات المسلمين.
اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، واقضِ ديوننا، واستر عيوبنا، وأهلك عدونا.
اللهم إنا نسألك أن تجعل فرج المسلمين قريباً.
اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، فإنه لا يكشف البأس والكرب إلا أنت يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
استمع المزيد من الشيخ محمد صالح المنجد - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
اقتضاء العلم العمل | 3615 استماع |
التوسم والفراسة | 3614 استماع |
مجزرة بيت حانون | 3543 استماع |
الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة [2،1] | 3500 استماع |
اليهودية والإرهابي | 3429 استماع |
إن أكرمكم عند الله أتقاكم | 3429 استماع |
حتى يستجاب لك | 3396 استماع |
المحفزات إلى عمل الخيرات | 3376 استماع |
ازدد فقهاً بفروض الشريعة | 3350 استماع |
الزينة والجمال | 3339 استماع |