معاملة الإنسان لنفسه [4]


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قيماً، وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وهو اللطيف الخبير، اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله أنت رب الطيبين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وخالق الخلق أجمعين، ورازقهم، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3].

وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، فجزاه الله عنا أفضل ما جزى به نبياً عن أمته، ورضي الله عن أصحابه الطيبين، وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]، أما بعد:

الحق الثاني: يجب على كل مسلم ومسلمة ذكر وأنثى، أن يحافظ على طبيعة بدنه التي خلقه عليها رب العالمين، فالله جل وعلا خلقنا بكيفية من الكيفيات، فينبغي أن يحافظ على هذه الكيفية التي خلقنا عليها، ولا يجوز أن نعبث بخلق الله، ولا يجوز أن نغير خلق الله جل وعلا، وعليه فيحرم أن يتشبه الرجال بالنساء، وأن يتشبه النساء بالرجال، كما يحرم أيضاً أن يتشبه المسلمون بالكافرين في طبيعة البدن، وفي صورة البدن، وفي شكله، فنحن بدننا له طبيعة نحافظ عليها، وأولئك غيروا طبيعة أبدانهم كما سيأتي معنا، فلا يجوز أن نتشبه بهم.

تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال

أما الصورة الأولى وهي تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فقد أشار إليها نبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الكثيرة، ففي مسند الإمام أحمد وصحيح البخاري ، والحديث مروي في سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال )، فلا يجوز أن تتشبه في طبيعة بدنك في زي في شكل تشابه به شكل المرأة، كما سيأتينا تفصيل هذا في بعض الصور.

قال الإمام الطبري : هذا اللعن في حق من تشبه من النساء بالرجال، ومن الرجال بالنساء في اللباس والزينة. فلبدنك إذا كنت رجلاً نوع معين من اللباس، وهكذا المرأة، ولك نوع معين من الزينة، وهكذا المرأة، فإذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في شيء من هذا فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر : وهكذا إذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في المشي، وفي الكلام. فالمرأة لها طبيعة معينة في كلامها، وهكذا أنت، فإذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في كلامه أو مشيه فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

وورد في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل ).

وفي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني عن رجل من هذيل كان يجالس عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين، فمرت امرأة تحمل قوساً وهي تمشي مشية الرجال، فقال عبد الله بن عمرو: من هذه؟ فقالوا له: أم سعيد بنت أبي جهل ، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس منا من تشبه من الرجال بالنساء، ولا من تشبه من النساء بالرجال )، وهذه تمشي مشية الرجال فلا يجوز ذلك. والحديث رجاله ثقات كما قال الهيثمي في المجمع إلا الرجل الهذلي الذي كان يجالس عبد الله بن عمرو فهو مجهول، قال الشيخ أحمد شاكر عليه رحمة الله: ومع ذلك فالإسناد صحيح؛ لأنه تابعي جهل حاله، ثم هو ذكر في الرواية: أنه كان يجالس عبد الله بن عمرو، فهو تابعي كبير القدر ليس نكرة من الناس، قال الهيثمي في المجمع: وقد رواه الطبراني بإسقاط الهذلي، أي: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعليه فإسناد الطبراني في معجمه الكبير رجاله ثقات في جميع الإسناد.

تحريم التشبه بالكافرين والفاسقين

الصورة الثانية التي يحرم علينا أن نتشبه بها: أن نتشبه بغير أهل ملتنا ممن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى، فلا يجوز أن نتشبه في أبداننا بشكل أبدانهم، فلنا طبيعة تميزنا عنهم، كما أن لنا اعتقاداً يميزنا عنهم، ونحن نختلف عنهم في جميع الأمور في الظاهر والباطن وفي جميع أشكال الحياة، وقد قرر نبينا صلى الله عليه وسلم هذا في أحاديث كثيرة، وبين لنا أنه يجب علينا أن يتميز المسلم في شكل بدنه عن الكافر الذي غضب الله عليه، ففي مسند الإمام أحمد ، ومحل الشاهد من الحديث مروي في سنن أبي داود ، والحديث قال عنه الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: إنه مروي بإسناد جيد، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده حسن، وله شاهد مرسل في مصنف ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبل باللفظ المذكور في مسند الإمام أحمد ، وقال الشيخ أحمد شاكر عليهم رحمة الله جميعاً: إسناد الحديث صحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ).

والحديث رواه الطبراني في الأوسط بلفظ: ( ومن تشبه بقوم فهو منهم )، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، ورواه الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهودي الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى الإشارة بالأكف )، وهذا بدأ كثير من همج المسلمين في هذا الوقت الذين ينتسبون إلى الإسلام، وليس عندهم من الانتساب إليه إلا الاسم، حتى التحية تحية الإسلام فقدوها، عندما يريد أن يحيي بعضهم بعضاً عند الانصراف يقول: باي باي، ويشير بالأكف، وبالأصابع، وبألفاظ الأعاجم الذين غضب الله عليهم، أما أن نقول: السلام عليكم، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك، وذاك يرد السلام ويقول: زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث ما توجهت، فهذا ذهب مع المسلمين الذين كانوا يتميزون عن الكافرين في جميع أشكالهم ظاهراً وباطناً.

ولذلك أثر عن علي رضي الله عنه أنه قال: من تزيا بزي قوم فهو منهم، وقال الحسن البصري عليه رحمة الله: قلما رجل تشبه بقوم إلا كان منهم. وكان سلفنا يقولون: أول النسك الزي، أي: أول علامة لسلوك طريق الآخرة أن يتميز شكلك عن اليهود والنصارى، وعن الفسقة الذين غضب الله عليهم، أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه. هذا كلام السلف، فلك نوع من اللباس يميزك عن لباس من غضب الله عليهم، ومن ضلوا.

ضرورة تميز المسلم في لباسه وزيه

إخوتي الكرام! انظروا لهذه الأمور التي كان سلفنا يعطونها ما تستحق، وصارت في هذا الوقت عندنا من الأمور التافهات، وعند أعدائنا من الأمور العظيمات، يخبرني بعض إخواننا من صالحي أهل المغرب: أنه ذهب في زيارة إلى أسبانيا، إلى بلاد الأندلس التي كانت مسلمة قبل خمسة قرون، وحولت المساجد فيها إلى كنائس، يخبرني هذا الأخ المبارك أنه كان مع جمع معه، وأرادوا أن يدخلوا مسجد قرطبة الذي تخرج فيه أئمتنا الذين نأخذ منهم ديننا، وعلى واحد منهم عمامة، يقول: لما أردنا أن ندخل هذا المسجد الذي حول إلى كنيسة أسرع القسس والرهبان إلى هذا المتعمم، وقالوا: ما يمكن أن تدخل المسجد بعمامتك. سبحان ربي العظيم! هذا لباس ما قدره؟ له قدر كبير، هذا يميز المسلم عن غيره، فقال لهم باللسان المغربي: هذا المسجد ديارنا، يعني: حقنا ولنا، وليست كنيستكم، فتدافع معهم، فدخل بعمامته، فلما شرع في الصلاة يقول: أحضروا النواقيس والموسيقى، وبدءوا يقرعون بها بشدة ليشوشوا على هؤلاء الإخوة صلاتهم. ونحن نقول في هذا الوقت للمسلم: تزيا بزي المسلمين، فيقول: الأصل هو القلب، دعك من الظاهر، الظاهر إذا كان في أي صورة فلا حرج.. لا يمكن هذا يا عبد الله! إذا تشبهت بصورته فقلبك على شاكلته؛ لأن أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه.. سبحان الله! في مسجد المسلمين يثور حماس القسس والرهبان لأجل عمامة على الرأس! نعم يثورون.

وكنت ذكرت في إحدى المحاضرات أن بعض من يحملون شهادات طويلة عريضة، وقد أفضوا إلى ما قدموا، ونسأل الله أن يحسن ختامنا، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقاه، عندما اجتمع مع الملعون النصراني أخذ قبعة هذا النصراني، ووضعها هذا الشيخ الضال على رأسه في اجتماع علني! وأخذ العمة ليضعها على رأس النصراني فطرحها! سبحان الله! وصلت السذاجة والضلال والتفاهة بنا أننا نضع برنيطة النصراني على رءوسنا في مجمع علني، وعندما نقدم له عمتنا ليلبسها فيأبى! نعم، هم يعلمون ما وراء هذا اللباس؛ لأنه يخشى إذا ستر رأسه بستار المسلمين أن يتأثر قلبه بدينهم من حيث لا يشعر؛ لأن أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه، ونحن لما رق ديننا رقت ثيابنا، فلا نبالي إن لبسنا لباس اليهود أو النصاري.

فلا بد أن يكون للمسلم شخصية تميزه عن غيره في كل شيء، هذا البدن له حق عليك إذا كنت من أهل لا إله إلا الله، فميز هذا البدن عمن غضب عليهم ربك سبحانه وتعالى، وإلا سيخاصمك هذا البدن أمام الله سبحانه وتعالى.

عباد الله! أذكر لكم قصة من هذه الحوادث المريرة: عندما كنت في الثانوية الشرعية، وأنا في الثالثة المتوسط الإعدادي، وما وضعت العمة على رأسي إلا في الأولى ثانوي، وكنت في مرحلة الإعدادي ألبس طاقية نسميها (عرقية)، وفوقها منديل وهو الذي يسمى بلسان أهل البلاد (غترة)، وكان هذا لباسي في مرحلة المتوسط، وكانت المدرسة في أول أمرها على صلاح واستقامة، ولما وصلت إلى آخر المرحلة المتوسطة حصل فيها من الفساد ما حصل، مع أنها بنيت بمال المسلمين، وينفق عليها من الوقف الذي وقفه آباؤنا وأجدادنا فلا ينفق عليها من خزينة الدولة، على كل حال: لما سيطر على هذه المدرسة من سيطر على غيرها وحصل التغير فيها، بينما كنت أتمشى وأتجول في باحة المدرسة، وإذا بالمراقب يناديني من خلفي بأصوات منكرة، فلما اقترب مني، قلت: ماذا تريد؟ قال: سبحان الله! أنت طالب مدرسة، وتلبس هذا المنديل على رأسك كأنك أجير خمارة! سبحان الله العظيم! وهو والله ليس بينه وبين الذئب فرق في الصورة، والقلوب عند الله بعد ذلك، فقلت: أجير الخمارة في شكلك المنحوس، لا في هذا الشكل المكرم المعظم المبارك، أجير الخمارة ليس هذا شكله، أجير الخمارة شكله شكل اليهود والنصارى، وحصل بيني وبينه من المشادة حتى حجز بيننا الطلاب وانتهى الأمر.

سبحان الله! أعداء الله يغتاضون عندما يرون زي الإسلام علينا، فلماذا لا نحافظ على زينا الذي يميزنا عن غيرنا؟ هذا البدن له طبيعة، إذا كنا ننتمي إلى دين ينبغي أن تظهر طبيعة الدين على شكلنا، بحيث من رآنا يقول: هذا مسلم، وهذا نصراني، أما أن الإنسان إذا نظر إلى حال المسلمين في بلاد المسلمين في هذه الأيام لا يميزهم عن أشكال النصارى واليهود، هذا لا يجوز أبداً، وهذا من تغيير خلق الله كما سيأتينا.

وجوب إعفاء الرجال لحاهم والنساء شعورهن

إخوتي الكرام! وعند هذا البحث أحب أن أفصل الكلام على أمر عظيم، ليت التفريط وقع فيه في جانب العمل فقط لكان الأمر يسيراً، ولما تكلمت فيه وأطلت، إنما أهمل العمل في هذا الأمر، وأهمل أيضاً العلم بحيث صار غريباً في دين الله، وصار من يتصف به ينبذ بالشذوذ، وينبذ بالتأخر، وينبذ بالتنطع والتشدد، هذا الأمر ينبغي أن أفصل الكلام عليه لنعرف حكم الله فيه، وأنا عندما أقوله أرجو الثواب بوصوله إلى غير أهالي هذه البلاد أكثر مما أرجوه من الثواب في انتشاره بين أهالي هذه البلاد؛ لأن التفريط في تلك البلاد وقع فيه بكثرة، وصارت الأحوال فيه مريرة، ولذلك أحب أن أفصل الكلام عليه، وإذا طال الكلام عليه فأرجو أن تتحملوا وأن تصبروا في سماعه؛ لأن لنا إخواناً يتمنون سماع كلمة في هذا الأمر ليثبتوا قلوبهم أمام الدعوات الضالة المضلة حول هذا الأمر من قبل علماء السوء في هذا الوقت.

عباد الله! هذا الأمر الذي سأتكلم عنه هو: لحية الرجال، وشعور النساء، ما هدي الإسلام في شعر اللحية؟ في الشعر الذي ينبت على الذقن والخدين؟ وما هدي الإسلام في الشعر الذي ينبت على رأس المرأة؟ يقول الله جل وعلا في كتابه في سورة الإسراء: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء:70]، ذكر أئمتنا في كتب التفسير صوراً متعددة لهذا التكريم تدور على أمور أربعة: كرم الله بني آدم بإرسال الرسل، وهذه أعظم كرامة لنا، ولولا الرسل لكنا كالبهائم، وكرم الله بني آدم بأن منحهم العقول ليفهموا ما أتى به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، ويعرفوا مراد الله، وكرم الله بني آدم بأن سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، وكرم الله بني آدم في صورتهم فخلقهم في أحسن تقويم، ويدخل في هذا كما أثر عن عدد من السلف: كرم الله الرجال باللحاء، والنساء بالذوائب، أي: بالشعر الطويل المظفور الذي يصبح ذوائب خلف المرأة على ظهرها، هذا من تكريم الله للمرأة، وشعر اللحية من تكريم الله للرجل.

أمر الشيطان لبني آدم بتغيير خلق الله ومن ذلك حلق اللحى وشعور النساء

وهذا التكريم الذي كرمنا به بصوره الأربع، وقف الشيطان أمامه ليصدنا عنه، كما قال الله جل وعلا في سورة النساء: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا [النساء:117]، إن يدعون من دونه إلا إناثاً، أي: أصناماً تسمى بهذا الوصف وصف الإناث، وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا [النساء:117-119].

وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، وتغيير خلق الله هنا في الأمور الأربعة المتقدمة الأول: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119]، أي: دين الله وتوحيده، وهو الذي خلقوا من أجله، فأرسل الله الرسل، وأنزل الكتب لنعبده، فحرف الشيطان هذا الأمر، وغيرنا عنه، الثاني: ولآمرنهم فليغيرن الجبلة التي خلقوا عليها، والتي أعطاهم الله إياها، فيزيلوا دينهم بمسكرات ومخدرات، ويعبثوا بعد ذلك في أبدانهم، فيحلقوا اللحى، والنساء تقص الذوائب، ويتعاطين الوشم وغير ذلك.

الثالث: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119]، أي: ما سخره لهم ربنا جل وعلا من النعم في السماوات والأرض، لينتفعوا به وليعتبروا به، فبدءوا يحلون ويحرمون وينسبون ذلك إلى غير الله جل وعلا.

والآية نص صريح في تحريم إزالة الرجل لهيئته التي خلق عليها، أي: في تحريم حلق لحيته، ومن حلق لحيته فقد غير خلقة الله التي خلقه الله عليها، والآية نص صريح في تحريم قص المرأة لشعر رأسها، فإذا قصت شعر رأسها فقد غيرت خلقة الله التي خلقها الله جل وعلا عليها، ولذلك سأفصل الكلام في هذه المسألة في شعور الرجال التي تنبت على الذقون وهي اللحى، وفي شعور النساء التي تنبت على الرءوس.

أما الصورة الأولى وهي تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فقد أشار إليها نبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الكثيرة، ففي مسند الإمام أحمد وصحيح البخاري ، والحديث مروي في سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال )، فلا يجوز أن تتشبه في طبيعة بدنك في زي في شكل تشابه به شكل المرأة، كما سيأتينا تفصيل هذا في بعض الصور.

قال الإمام الطبري : هذا اللعن في حق من تشبه من النساء بالرجال، ومن الرجال بالنساء في اللباس والزينة. فلبدنك إذا كنت رجلاً نوع معين من اللباس، وهكذا المرأة، ولك نوع معين من الزينة، وهكذا المرأة، فإذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في شيء من هذا فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر : وهكذا إذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في المشي، وفي الكلام. فالمرأة لها طبيعة معينة في كلامها، وهكذا أنت، فإذا تشبه أحد الصنفين بالآخر في كلامه أو مشيه فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

وورد في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل ).

وفي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني عن رجل من هذيل كان يجالس عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين، فمرت امرأة تحمل قوساً وهي تمشي مشية الرجال، فقال عبد الله بن عمرو: من هذه؟ فقالوا له: أم سعيد بنت أبي جهل ، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس منا من تشبه من الرجال بالنساء، ولا من تشبه من النساء بالرجال )، وهذه تمشي مشية الرجال فلا يجوز ذلك. والحديث رجاله ثقات كما قال الهيثمي في المجمع إلا الرجل الهذلي الذي كان يجالس عبد الله بن عمرو فهو مجهول، قال الشيخ أحمد شاكر عليه رحمة الله: ومع ذلك فالإسناد صحيح؛ لأنه تابعي جهل حاله، ثم هو ذكر في الرواية: أنه كان يجالس عبد الله بن عمرو، فهو تابعي كبير القدر ليس نكرة من الناس، قال الهيثمي في المجمع: وقد رواه الطبراني بإسقاط الهذلي، أي: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعليه فإسناد الطبراني في معجمه الكبير رجاله ثقات في جميع الإسناد.

الصورة الثانية التي يحرم علينا أن نتشبه بها: أن نتشبه بغير أهل ملتنا ممن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى، فلا يجوز أن نتشبه في أبداننا بشكل أبدانهم، فلنا طبيعة تميزنا عنهم، كما أن لنا اعتقاداً يميزنا عنهم، ونحن نختلف عنهم في جميع الأمور في الظاهر والباطن وفي جميع أشكال الحياة، وقد قرر نبينا صلى الله عليه وسلم هذا في أحاديث كثيرة، وبين لنا أنه يجب علينا أن يتميز المسلم في شكل بدنه عن الكافر الذي غضب الله عليه، ففي مسند الإمام أحمد ، ومحل الشاهد من الحديث مروي في سنن أبي داود ، والحديث قال عنه الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: إنه مروي بإسناد جيد، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده حسن، وله شاهد مرسل في مصنف ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبل باللفظ المذكور في مسند الإمام أحمد ، وقال الشيخ أحمد شاكر عليهم رحمة الله جميعاً: إسناد الحديث صحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ).

والحديث رواه الطبراني في الأوسط بلفظ: ( ومن تشبه بقوم فهو منهم )، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، ورواه الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهودي الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى الإشارة بالأكف )، وهذا بدأ كثير من همج المسلمين في هذا الوقت الذين ينتسبون إلى الإسلام، وليس عندهم من الانتساب إليه إلا الاسم، حتى التحية تحية الإسلام فقدوها، عندما يريد أن يحيي بعضهم بعضاً عند الانصراف يقول: باي باي، ويشير بالأكف، وبالأصابع، وبألفاظ الأعاجم الذين غضب الله عليهم، أما أن نقول: السلام عليكم، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك، وذاك يرد السلام ويقول: زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث ما توجهت، فهذا ذهب مع المسلمين الذين كانوا يتميزون عن الكافرين في جميع أشكالهم ظاهراً وباطناً.

ولذلك أثر عن علي رضي الله عنه أنه قال: من تزيا بزي قوم فهو منهم، وقال الحسن البصري عليه رحمة الله: قلما رجل تشبه بقوم إلا كان منهم. وكان سلفنا يقولون: أول النسك الزي، أي: أول علامة لسلوك طريق الآخرة أن يتميز شكلك عن اليهود والنصارى، وعن الفسقة الذين غضب الله عليهم، أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه. هذا كلام السلف، فلك نوع من اللباس يميزك عن لباس من غضب الله عليهم، ومن ضلوا.

إخوتي الكرام! انظروا لهذه الأمور التي كان سلفنا يعطونها ما تستحق، وصارت في هذا الوقت عندنا من الأمور التافهات، وعند أعدائنا من الأمور العظيمات، يخبرني بعض إخواننا من صالحي أهل المغرب: أنه ذهب في زيارة إلى أسبانيا، إلى بلاد الأندلس التي كانت مسلمة قبل خمسة قرون، وحولت المساجد فيها إلى كنائس، يخبرني هذا الأخ المبارك أنه كان مع جمع معه، وأرادوا أن يدخلوا مسجد قرطبة الذي تخرج فيه أئمتنا الذين نأخذ منهم ديننا، وعلى واحد منهم عمامة، يقول: لما أردنا أن ندخل هذا المسجد الذي حول إلى كنيسة أسرع القسس والرهبان إلى هذا المتعمم، وقالوا: ما يمكن أن تدخل المسجد بعمامتك. سبحان ربي العظيم! هذا لباس ما قدره؟ له قدر كبير، هذا يميز المسلم عن غيره، فقال لهم باللسان المغربي: هذا المسجد ديارنا، يعني: حقنا ولنا، وليست كنيستكم، فتدافع معهم، فدخل بعمامته، فلما شرع في الصلاة يقول: أحضروا النواقيس والموسيقى، وبدءوا يقرعون بها بشدة ليشوشوا على هؤلاء الإخوة صلاتهم. ونحن نقول في هذا الوقت للمسلم: تزيا بزي المسلمين، فيقول: الأصل هو القلب، دعك من الظاهر، الظاهر إذا كان في أي صورة فلا حرج.. لا يمكن هذا يا عبد الله! إذا تشبهت بصورته فقلبك على شاكلته؛ لأن أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه.. سبحان الله! في مسجد المسلمين يثور حماس القسس والرهبان لأجل عمامة على الرأس! نعم يثورون.

وكنت ذكرت في إحدى المحاضرات أن بعض من يحملون شهادات طويلة عريضة، وقد أفضوا إلى ما قدموا، ونسأل الله أن يحسن ختامنا، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقاه، عندما اجتمع مع الملعون النصراني أخذ قبعة هذا النصراني، ووضعها هذا الشيخ الضال على رأسه في اجتماع علني! وأخذ العمة ليضعها على رأس النصراني فطرحها! سبحان الله! وصلت السذاجة والضلال والتفاهة بنا أننا نضع برنيطة النصراني على رءوسنا في مجمع علني، وعندما نقدم له عمتنا ليلبسها فيأبى! نعم، هم يعلمون ما وراء هذا اللباس؛ لأنه يخشى إذا ستر رأسه بستار المسلمين أن يتأثر قلبه بدينهم من حيث لا يشعر؛ لأن أول النسك الزي، ومن رق ثوبه رق دينه، ونحن لما رق ديننا رقت ثيابنا، فلا نبالي إن لبسنا لباس اليهود أو النصاري.

فلا بد أن يكون للمسلم شخصية تميزه عن غيره في كل شيء، هذا البدن له حق عليك إذا كنت من أهل لا إله إلا الله، فميز هذا البدن عمن غضب عليهم ربك سبحانه وتعالى، وإلا سيخاصمك هذا البدن أمام الله سبحانه وتعالى.

عباد الله! أذكر لكم قصة من هذه الحوادث المريرة: عندما كنت في الثانوية الشرعية، وأنا في الثالثة المتوسط الإعدادي، وما وضعت العمة على رأسي إلا في الأولى ثانوي، وكنت في مرحلة الإعدادي ألبس طاقية نسميها (عرقية)، وفوقها منديل وهو الذي يسمى بلسان أهل البلاد (غترة)، وكان هذا لباسي في مرحلة المتوسط، وكانت المدرسة في أول أمرها على صلاح واستقامة، ولما وصلت إلى آخر المرحلة المتوسطة حصل فيها من الفساد ما حصل، مع أنها بنيت بمال المسلمين، وينفق عليها من الوقف الذي وقفه آباؤنا وأجدادنا فلا ينفق عليها من خزينة الدولة، على كل حال: لما سيطر على هذه المدرسة من سيطر على غيرها وحصل التغير فيها، بينما كنت أتمشى وأتجول في باحة المدرسة، وإذا بالمراقب يناديني من خلفي بأصوات منكرة، فلما اقترب مني، قلت: ماذا تريد؟ قال: سبحان الله! أنت طالب مدرسة، وتلبس هذا المنديل على رأسك كأنك أجير خمارة! سبحان الله العظيم! وهو والله ليس بينه وبين الذئب فرق في الصورة، والقلوب عند الله بعد ذلك، فقلت: أجير الخمارة في شكلك المنحوس، لا في هذا الشكل المكرم المعظم المبارك، أجير الخمارة ليس هذا شكله، أجير الخمارة شكله شكل اليهود والنصارى، وحصل بيني وبينه من المشادة حتى حجز بيننا الطلاب وانتهى الأمر.

سبحان الله! أعداء الله يغتاضون عندما يرون زي الإسلام علينا، فلماذا لا نحافظ على زينا الذي يميزنا عن غيرنا؟ هذا البدن له طبيعة، إذا كنا ننتمي إلى دين ينبغي أن تظهر طبيعة الدين على شكلنا، بحيث من رآنا يقول: هذا مسلم، وهذا نصراني، أما أن الإنسان إذا نظر إلى حال المسلمين في بلاد المسلمين في هذه الأيام لا يميزهم عن أشكال النصارى واليهود، هذا لا يجوز أبداً، وهذا من تغيير خلق الله كما سيأتينا.

إخوتي الكرام! وعند هذا البحث أحب أن أفصل الكلام على أمر عظيم، ليت التفريط وقع فيه في جانب العمل فقط لكان الأمر يسيراً، ولما تكلمت فيه وأطلت، إنما أهمل العمل في هذا الأمر، وأهمل أيضاً العلم بحيث صار غريباً في دين الله، وصار من يتصف به ينبذ بالشذوذ، وينبذ بالتأخر، وينبذ بالتنطع والتشدد، هذا الأمر ينبغي أن أفصل الكلام عليه لنعرف حكم الله فيه، وأنا عندما أقوله أرجو الثواب بوصوله إلى غير أهالي هذه البلاد أكثر مما أرجوه من الثواب في انتشاره بين أهالي هذه البلاد؛ لأن التفريط في تلك البلاد وقع فيه بكثرة، وصارت الأحوال فيه مريرة، ولذلك أحب أن أفصل الكلام عليه، وإذا طال الكلام عليه فأرجو أن تتحملوا وأن تصبروا في سماعه؛ لأن لنا إخواناً يتمنون سماع كلمة في هذا الأمر ليثبتوا قلوبهم أمام الدعوات الضالة المضلة حول هذا الأمر من قبل علماء السوء في هذا الوقت.

عباد الله! هذا الأمر الذي سأتكلم عنه هو: لحية الرجال، وشعور النساء، ما هدي الإسلام في شعر اللحية؟ في الشعر الذي ينبت على الذقن والخدين؟ وما هدي الإسلام في الشعر الذي ينبت على رأس المرأة؟ يقول الله جل وعلا في كتابه في سورة الإسراء: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء:70]، ذكر أئمتنا في كتب التفسير صوراً متعددة لهذا التكريم تدور على أمور أربعة: كرم الله بني آدم بإرسال الرسل، وهذه أعظم كرامة لنا، ولولا الرسل لكنا كالبهائم، وكرم الله بني آدم بأن منحهم العقول ليفهموا ما أتى به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، ويعرفوا مراد الله، وكرم الله بني آدم بأن سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، وكرم الله بني آدم في صورتهم فخلقهم في أحسن تقويم، ويدخل في هذا كما أثر عن عدد من السلف: كرم الله الرجال باللحاء، والنساء بالذوائب، أي: بالشعر الطويل المظفور الذي يصبح ذوائب خلف المرأة على ظهرها، هذا من تكريم الله للمرأة، وشعر اللحية من تكريم الله للرجل.




استمع المزيد من الشيخ عبد الرحيم الطحان - عنوان الحلقة اسٌتمع
معاملة الإنسان لنفسه [1] 3025 استماع
معاملة الإنسان لنفسه [2] 3017 استماع
معاملة الإنسان لنفسه [3] 2239 استماع