خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/122"> الشيخ عبد الرحيم الطحان . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/122?sub=8335"> معاملة الإنسان لنفسه
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
معاملة الإنسان لنفسه [2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
النفس الثالثة: هي النفس الأمارة الخبيثة المنكوسة، وهي التي فسدت فيها القوة العلمية، فجحدت الحق وأنكرته وما عرفته، وفسدت فيها القوة العملية، فأعرضت عن العمل الصالح، وابتليت بكل عمل خبيث طالح: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي [يوسف:53]، أصحاب هذه النفس هم الذين عناهم الله جل وعلا بقوله: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل:14]، يعرف الحق لكنه يعاند ويجادل ليدحض الحق، ثم بعد ذلك لا يتبعه ولا يسير عليه في حياته.
ولما كان الغالب على نفوس أكثر الناس وصف النفس الأمارة، أحط النفوس وأخبثها، صار لفظ النفس عند كثير من الوعاظ وأئمة الشريعة يطلق ويراد منه الذم، فيقولون: عنده نفس، أي: صاحب فساد وخبث وهوى، والسبب في هذا أن أكثر النفوس نفوس أمارة خبيثة شريرة، فأكثر النفوس تصاب بالغفلة والغضب والشبهة، فعندما يطلق بعض علماء الوعظ وعلماء الشريعة المطهرة لفظ النفس يقصدون بها هذه النفس الخبيثة الأمارة، فيقولون: عنده نفس وما شاكل هذا، أي: عنده نفس لا زال فيها الرعونات والآفات، فسدت فيها القوة العلمية والقوة العملية.
عباد الله! إذا فسد في الإنسان القوة العلمية والعملية، فإنه ينحرف عن عبادة رب العالمين إلى عبادة اللاعلميين، وإلى عبادة الشياطين، فلا بد من عبادة، فإذا انحرفت عن عبادة الله ستعبد أحقر خلق الله، وعجب لأمر الناس في هذا الوقت كيف أنفوا من العبادة لله، وما أنفوا من العبادة لمخلوق مثلهم! إذا انحرفت عن عبادة الرحمن ستعبد الشيطان من إنس أو جان، شئت أم أبيت، فيا من ابتليت بهذه النفس الخبيثة الشريرة! طهر نفسك من آفاتها ورعوناتها، وصن نفسك عن الامتهان والحقارة، وزكها بشريعة الله جل وعلا لتكتسب معنى الحرية حقاً، ولتكون عبداً لله صدقاً، إذا لم تعبد الله ستعبد غيره من خلق الله ممن غضب الله عليهم، كما هو حال الناس في هذا الوقت.
نماذج لأصحاب النفوس الأمارة بالسوء الضالة المضلة
قد أفسدوا في الأرض باسم صلاحها إذ بدلوا أحكامه بنظام
أصحاب نفوس أمارة خبيثة شريرة: علماء نفس، علماء نقص، علماء فلسفة، يحرفون شريعة الله تحت ستار: الدراسات الفسيولوجية، وأبحاث نفسية، ليس واحد منهم يعرف آية قرآنية، ولا يؤمن بالله، ولا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما قادتهم وأئمتهم في ذلك العلم الوخيم من غضب الله عليه من عباده أجمعين، فتراهم يقولون: قال فرويد ، قال إبلر ، قال هيجل ، سبحان ربي العظيم! أنفتم أن تستدلوا بآيات القرآن وما راق لكم هذا، وهان عليكم أن تأخذوا بأقوال اليهود الملعونين، بأقوال فرويد ، بأقوال إبلر ، بأقوال الملعون هيجل ؟! ما بقي نظريات في التربية وعلم نفس إلا لهؤلاء، صعاليك البشر، حثالتهم الذين هم عار على البشرية، يهدم الإنسان دينه بأقوال كفرة تحت مسمى الدراسات الفسيولوجية، تحت ستار علم الفن، تنشر الفتن ويحارب الله جل وعلا في هذا الوقت! وقد وقفت على كتاب اسمه الموجز في تاريخ الفن العام لـأبي الصلاح الأيسي ، لو جرد هذا الكتاب مما فيه من ضلال وزيغ وهراء، فلا قيمة له ولا وزن ولا اعتبار، في هذا الكتاب الذي هو بين يدي أبناء المسلمين صور لذكور وإناث عراة، ليس على أبدانهم ما يستر العورة المغلظة، وفي إحدى الصور -ونظرت إليها بعيني وهي عندي- وضع صورة لامرأة عارية ورجل عار، وكتب عليه: تمثال للحب، يتعانقان، والله ما على بدن واحد منهما خرقة تستر السوءة، تحت ستار علم الفن تنشر الفتن، جميع العلوم إذا لم تخدم علم الشريعة المطهرة، ولم تؤخذ منها فلا خير فيها.
دراسة علم الاجتماع ينشر من ورائها كل بلاء من أصحاب النفوس الأمارة، لا يوجد واحد منهم يحسن قراءة القرآن ولا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، هل هذا سيؤسس للحياة الاجتماعية؟! دينهم مملوء بالآفات الرديئة والوساوس الشيطانية تحت ستار علم الأدب، ينشر من خلاله الدعارة والفجور والفسق، والتشبيب بنساء المسلمين، والترنم بالخمر والمخدرات تحت ستار علم الأدب، قصيدة معتولة، وقصيدة عصماء، يهجو فيها رب الأرض والسماء، كما قال اللعين المعري : ما هجوت في شعري أحداً، قالوا: صدقت، ما هجوت أحداً من البشر، ولكنك هجوت الله ورسله فقط، شعرك وجهته لهذا تحت ستار الأدب، يحارب الرب سبحانه وتعالى.
كذلك تحت ستار الإعلام، الصحف التي تتطاير في هذا الزمان من مجلات، والله الذي لا إله إلا هو! إن الإنسان يستحي من الكلام عما فيها فضلاً عن النظر إلى الموجود فيها، تحت الإعلام والترفيه على الناس، أصحاب النفوس الأمارة الشريرة الخبيثة، ولعل بعض المجلات تباع ولا بثمن الورق فارغاً، لنشر الدعارة ونشر الفسق، والشاب إذا رأى هذه الصورة بعد ذلك سيهيم هنا وهناك، وإذا ما تيسر له أن يزني بابنة الجيران سيزني بأخته! فتحت ستار اسم الإعلام والترفيه عن الناس ينشرون هذه القاذورات، وهذا الحرام الذي حرمه علينا ذو الجلال والإكرام.
إخوتي الكرام! هؤلاء كان في نيتي أن أتناول كل واحد منهم بشيء من التفصيل، ولكن الوقت قصير، ولكنه يلزم عليّ ويتحتم أن آخذ واحداً منهم لنقف عنده وقفة، لا سيما وقد جرى ضجيج حول القاذورات التي صرح بها في بعض الأمكنة.
إخوتي الكرام! كأن علم النفس في هذا الوقت صار غايته كما يقول الشيخ الصالح محمد محمد حسين في كتابه حصوننا مهددة من الداخل، والرجل كان عميداً لكلية اللغة العربية في جامعة الإسكندرية، وإذا تكلم كلاماً فهو يتكلم كلام خبير واع بصير بهذه الأمور، يقول: كأن علم النفس في هذا الوقت وسيلته وغايته الأولى هي تبرير الجرائم وتزييف الحقائق، اسمعوا إلى ما يقوله الشقي عبد العزيز القرشي في صفحة (436) في كتابه أسس الصحة النفسية، وكنت سميت هذا الكتاب بأسس الأسقام النفسية، ليس في الكتاب آية ولا حديث، ويزيد حجمه على خمسمائة صفحة، يريد أن يبحث في الصحة النفسية لا في صحة البدن من طعام وشراب، إنما كيف توجه هذه القوة المفسرة.
يذكر لنا عن إحدى معالجاته لشاب فشل في الزواج والاتصال بزوجته، يبحث عن السبب، يقول: إن السبب يعود إلى العرف الخاطئ المنتشر في البلاد، فهذا الولد وهذا الشاب عندما كان صبياً أراد أن يجرب عضوه التناسلي مع الأعضاء التناسلية لبنات الجيران، يقول: ومثل هذا ما ينبغي أن يفسر على أنه شذوذ أو قلة حياء. سبحان الله! ما كنت أظن أنه سيأتي على الناس زمن يقال: إن الزنا ليس بقلة حياء، يقول: فلما فعل هذا في صغره، وهو في سن الطفولة، وفي سن الصبا عنفه أخواه ولاماه وحقراه، فصار عنده عقدة نفسية، فكان هذا الولد يزاول العادة السرية ويخرج المني بواسطة العبث بيده بعضوه وذكره، وبعد أن تزوج كلما أراد أن يتصل بزوجته هذه العقدة النفسية تحول دون ذلك، فما يستطيع أن يجامع زوجته، يقول: وقد صاحبه في الكبر أيضاً تدين خاطئ، والتدين الخاطئ هو الالتزام بدين الله، أراد أن يلتزم، وهو من أسرة مسلمة، وعاشر النساء، فما استطاع أن يتصل بزوجته، يقول: ولذلك ما ينبغي أن يفسر عمل الأولاد هذا أنه من باب الشذوذ والعيب، إنما هذا من باب حب الاستطلاع.
ويقول في السلسلة التي أشرف عليها وطبعت بواسطة مؤسسة فرنسيين الأمريكية، سلسلة دراسات فسيولوجية يشرف عليها هذا الشقي في بلاد المسلمين، تطبعها مؤسسة أمريكية فرنسية، يتكلم عن الاستمناء، وعن قذف الماء عندما يعبث الإنسان بعضوه.
يقول: إن هذا لا يعتبر غير طبيعي، ولا يستدعي تهديد الفاعل، ولا يتطلب محاضرات خلقية تلقى على الناس للحذر من العادة السرية. وهذا الهوس الذي يهوس به هذا الأحمق عدو نفسه، قاله بعض أساتذة علم النفس في محاضرة علنية، وقال: إن الاستمناء لا غضاضة فيه ولا حرج ولا عيب، ولا شذوذ ولا نقص.. ثم صرح عن نفسه الدنسة النجسة الخبيثة الوقحة أنه يفعل هذا في نفسه في الأسبوع مرتين، وهذا في محاضرة علنية، وعلى التعبيرات الاصطلاحية الحديثة هو في درجة دكتور!
وهذه الضلالات بدأت تقذف الآن في كل مكان حتى وصل الحد ببعض الجامعات أن قامت فتاة في بعض البلاد وقالت: لا زلتم تعتبرون إزالة البكارة عيباً، أنا أزلت بكارتي عن طريق اتصالي بصديقي، أنتم لا زلتم تعتبرون هذا عيباً! وأن المرأة ينبغي أن تحافظ على البكارة، لا زلتم تحافظون على هذه التقاليد البالية!
ما كنا نظن وما كان يخطر ببال أحد أن الزنا سيصبح فضيلة، وأن بقاء البكارة في المرأة سيكون رذيلة، هذا ما كنا نظنه إلا بعد أن انتشرت هذه السموم، صاحب مقام في الدنيا مرموق، ولعله عند الله في أسفل السافلين، يقول: إنه يفعل تلك العادة القذرة في نفسه في الأسبوع مرتين، يا دنس النفس ويا خبيث النفس! إذا ابتليت بهذا فاستر على نفسك لعل الله يتوب عليك، أما أن تتبجح بأنك تفعل هذا في الأسبوع مرتين فهذا هو الانحطاط والتردي.
إخوتي الكرام! عند بحث النفس الأمارة كانت نيتي أن أذكر أصنافاً كثيرة من أصحاب النفوس الأمارة شقيت بهم أممهم وقومهم، وألهوهم في هذا الوقت، وفسدت بهم الأرض، ولكن الوقت لا يتسع لتفصيل الكلام على كل صنف من أصحاب النفوس الأمارة الذين انحرفوا عن شريعة الله، وعكفوا على شريعة الشيطان، أصحاب سياسات مسوسة لا يعرفون الله جل وعلا في الحياة، همهم الخديعة والكذب والتزوير والدجل، واستيراد أنظمة من شرق أو غرب.
قد أفسدوا في الأرض باسم صلاحها إذ بدلوا أحكامه بنظام
أصحاب نفوس أمارة خبيثة شريرة: علماء نفس، علماء نقص، علماء فلسفة، يحرفون شريعة الله تحت ستار: الدراسات الفسيولوجية، وأبحاث نفسية، ليس واحد منهم يعرف آية قرآنية، ولا يؤمن بالله، ولا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما قادتهم وأئمتهم في ذلك العلم الوخيم من غضب الله عليه من عباده أجمعين، فتراهم يقولون: قال فرويد ، قال إبلر ، قال هيجل ، سبحان ربي العظيم! أنفتم أن تستدلوا بآيات القرآن وما راق لكم هذا، وهان عليكم أن تأخذوا بأقوال اليهود الملعونين، بأقوال فرويد ، بأقوال إبلر ، بأقوال الملعون هيجل ؟! ما بقي نظريات في التربية وعلم نفس إلا لهؤلاء، صعاليك البشر، حثالتهم الذين هم عار على البشرية، يهدم الإنسان دينه بأقوال كفرة تحت مسمى الدراسات الفسيولوجية، تحت ستار علم الفن، تنشر الفتن ويحارب الله جل وعلا في هذا الوقت! وقد وقفت على كتاب اسمه الموجز في تاريخ الفن العام لـأبي الصلاح الأيسي ، لو جرد هذا الكتاب مما فيه من ضلال وزيغ وهراء، فلا قيمة له ولا وزن ولا اعتبار، في هذا الكتاب الذي هو بين يدي أبناء المسلمين صور لذكور وإناث عراة، ليس على أبدانهم ما يستر العورة المغلظة، وفي إحدى الصور -ونظرت إليها بعيني وهي عندي- وضع صورة لامرأة عارية ورجل عار، وكتب عليه: تمثال للحب، يتعانقان، والله ما على بدن واحد منهما خرقة تستر السوءة، تحت ستار علم الفن تنشر الفتن، جميع العلوم إذا لم تخدم علم الشريعة المطهرة، ولم تؤخذ منها فلا خير فيها.
دراسة علم الاجتماع ينشر من ورائها كل بلاء من أصحاب النفوس الأمارة، لا يوجد واحد منهم يحسن قراءة القرآن ولا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، هل هذا سيؤسس للحياة الاجتماعية؟! دينهم مملوء بالآفات الرديئة والوساوس الشيطانية تحت ستار علم الأدب، ينشر من خلاله الدعارة والفجور والفسق، والتشبيب بنساء المسلمين، والترنم بالخمر والمخدرات تحت ستار علم الأدب، قصيدة معتولة، وقصيدة عصماء، يهجو فيها رب الأرض والسماء، كما قال اللعين المعري : ما هجوت في شعري أحداً، قالوا: صدقت، ما هجوت أحداً من البشر، ولكنك هجوت الله ورسله فقط، شعرك وجهته لهذا تحت ستار الأدب، يحارب الرب سبحانه وتعالى.
كذلك تحت ستار الإعلام، الصحف التي تتطاير في هذا الزمان من مجلات، والله الذي لا إله إلا هو! إن الإنسان يستحي من الكلام عما فيها فضلاً عن النظر إلى الموجود فيها، تحت الإعلام والترفيه على الناس، أصحاب النفوس الأمارة الشريرة الخبيثة، ولعل بعض المجلات تباع ولا بثمن الورق فارغاً، لنشر الدعارة ونشر الفسق، والشاب إذا رأى هذه الصورة بعد ذلك سيهيم هنا وهناك، وإذا ما تيسر له أن يزني بابنة الجيران سيزني بأخته! فتحت ستار اسم الإعلام والترفيه عن الناس ينشرون هذه القاذورات، وهذا الحرام الذي حرمه علينا ذو الجلال والإكرام.
إخوتي الكرام! هؤلاء كان في نيتي أن أتناول كل واحد منهم بشيء من التفصيل، ولكن الوقت قصير، ولكنه يلزم عليّ ويتحتم أن آخذ واحداً منهم لنقف عنده وقفة، لا سيما وقد جرى ضجيج حول القاذورات التي صرح بها في بعض الأمكنة.
إخوتي الكرام! كأن علم النفس في هذا الوقت صار غايته كما يقول الشيخ الصالح محمد محمد حسين في كتابه حصوننا مهددة من الداخل، والرجل كان عميداً لكلية اللغة العربية في جامعة الإسكندرية، وإذا تكلم كلاماً فهو يتكلم كلام خبير واع بصير بهذه الأمور، يقول: كأن علم النفس في هذا الوقت وسيلته وغايته الأولى هي تبرير الجرائم وتزييف الحقائق، اسمعوا إلى ما يقوله الشقي عبد العزيز القرشي في صفحة (436) في كتابه أسس الصحة النفسية، وكنت سميت هذا الكتاب بأسس الأسقام النفسية، ليس في الكتاب آية ولا حديث، ويزيد حجمه على خمسمائة صفحة، يريد أن يبحث في الصحة النفسية لا في صحة البدن من طعام وشراب، إنما كيف توجه هذه القوة المفسرة.
يذكر لنا عن إحدى معالجاته لشاب فشل في الزواج والاتصال بزوجته، يبحث عن السبب، يقول: إن السبب يعود إلى العرف الخاطئ المنتشر في البلاد، فهذا الولد وهذا الشاب عندما كان صبياً أراد أن يجرب عضوه التناسلي مع الأعضاء التناسلية لبنات الجيران، يقول: ومثل هذا ما ينبغي أن يفسر على أنه شذوذ أو قلة حياء. سبحان الله! ما كنت أظن أنه سيأتي على الناس زمن يقال: إن الزنا ليس بقلة حياء، يقول: فلما فعل هذا في صغره، وهو في سن الطفولة، وفي سن الصبا عنفه أخواه ولاماه وحقراه، فصار عنده عقدة نفسية، فكان هذا الولد يزاول العادة السرية ويخرج المني بواسطة العبث بيده بعضوه وذكره، وبعد أن تزوج كلما أراد أن يتصل بزوجته هذه العقدة النفسية تحول دون ذلك، فما يستطيع أن يجامع زوجته، يقول: وقد صاحبه في الكبر أيضاً تدين خاطئ، والتدين الخاطئ هو الالتزام بدين الله، أراد أن يلتزم، وهو من أسرة مسلمة، وعاشر النساء، فما استطاع أن يتصل بزوجته، يقول: ولذلك ما ينبغي أن يفسر عمل الأولاد هذا أنه من باب الشذوذ والعيب، إنما هذا من باب حب الاستطلاع.
ويقول في السلسلة التي أشرف عليها وطبعت بواسطة مؤسسة فرنسيين الأمريكية، سلسلة دراسات فسيولوجية يشرف عليها هذا الشقي في بلاد المسلمين، تطبعها مؤسسة أمريكية فرنسية، يتكلم عن الاستمناء، وعن قذف الماء عندما يعبث الإنسان بعضوه.
يقول: إن هذا لا يعتبر غير طبيعي، ولا يستدعي تهديد الفاعل، ولا يتطلب محاضرات خلقية تلقى على الناس للحذر من العادة السرية. وهذا الهوس الذي يهوس به هذا الأحمق عدو نفسه، قاله بعض أساتذة علم النفس في محاضرة علنية، وقال: إن الاستمناء لا غضاضة فيه ولا حرج ولا عيب، ولا شذوذ ولا نقص.. ثم صرح عن نفسه الدنسة النجسة الخبيثة الوقحة أنه يفعل هذا في نفسه في الأسبوع مرتين، وهذا في محاضرة علنية، وعلى التعبيرات الاصطلاحية الحديثة هو في درجة دكتور!
وهذه الضلالات بدأت تقذف الآن في كل مكان حتى وصل الحد ببعض الجامعات أن قامت فتاة في بعض البلاد وقالت: لا زلتم تعتبرون إزالة البكارة عيباً، أنا أزلت بكارتي عن طريق اتصالي بصديقي، أنتم لا زلتم تعتبرون هذا عيباً! وأن المرأة ينبغي أن تحافظ على البكارة، لا زلتم تحافظون على هذه التقاليد البالية!
ما كنا نظن وما كان يخطر ببال أحد أن الزنا سيصبح فضيلة، وأن بقاء البكارة في المرأة سيكون رذيلة، هذا ما كنا نظنه إلا بعد أن انتشرت هذه السموم، صاحب مقام في الدنيا مرموق، ولعله عند الله في أسفل السافلين، يقول: إنه يفعل تلك العادة القذرة في نفسه في الأسبوع مرتين، يا دنس النفس ويا خبيث النفس! إذا ابتليت بهذا فاستر على نفسك لعل الله يتوب عليك، أما أن تتبجح بأنك تفعل هذا في الأسبوع مرتين فهذا هو الانحطاط والتردي.
إخوتي الكرام! وتحقيقاً للأمر على التمام، وطلباً لتنفيذ ورغبات كثير من إخواني الطلاب في الحديث عن هذا الأمر المتعلق بتزكية النفس ودنسها، أحب أن أتكلم على حكم الاستمناء على وجه الاختصار، ليكون شبابنا في درجة الأبرار، وليحذروا وساوس علماء علم النفس الفجار، وليراقبوا العزيز الغفار، آناء الليل وأطراف النهار.
الاستمناء حرام، وهو كبيرة، وفاعله ملعون، وقد دل على تحريمه ستة أمور معتبرة:
الآيات الدالة على تحريم الاستمناء
الدلالة الأولى: الآيات التي تأمر بحفظ الفرج، كقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30-31]، فيجب على كل من الذكر والأنثى أن يحفظ فرجه، وأن لا يستعمله إلا فيما أحل الله له، والذي أحله الله للإنسان من ذكر أو أنثى أن يستعمل فرجه فيه بينه في سورتين في سورة المؤمنون والمعارج، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المعارج:29-30]، والآية نص صريح لا يختلف فيه اثنان في تحرم الاستمناء؛ لأن الله جل وعلا أطلق الأمر بحفظ الفرج، وما أباح استعماله إلا في أمرين: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30]، ثم قال: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ [المعارج:30]، زوجتك أو سريتك، أي: أمتك، ما عدا هذا لا يحل لك أن تستعمل فرجك فيه، فلا يحل للذكر أن يعبث بفرجه ليتلذذ ويخرج الماء، ولا يحل للمرأة أن تفعل ذلك أيضاً.
والآية الثانية في سورة النور، وفيها يقول العزيز الغفور: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]، والآية نص صريح في تحرم الاستمناء وغيره من أنواع البلاء من زنا ولواط وسحاق وفعل الفاحشة بالبهائم؛ لأن الله جل وعلا أمر من لم يحصل زوجة يتصل بها اتصالاً شرعياً أن يطلب لنفسه العفة، فهذا أزكى له وخير، وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا [النور:33]، فبذلك تحصل له الزكاة والطهارة، ومن يستعفف يعفه الله، يقول القرود الخريبيون أتباع خريب: إذا ما استمنى الإنسان وغض بصره وضبط فرجه يصاب بعقد نفسية، سبحان الله! الزكاة صارت عقداً، الزكاة صارت عقداً وضيقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله! فهاتان دلالتان في كتاب الله يحرمان الاستمناء.
الأحاديث الدالة على تحريم الاستمناء
النص الأول: ما ثبت في كتب السنة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )، وفي الحديث دلالتان كما قرر هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري عليه رحمة ربنا الباري، دلالتان على تحريم الاستمناء:
الدلالة الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد من عجز عن النكاح إلى الصوم، فلو كان الاستمناء جائزاً لأرشده إليه.
الدلالة الثانية: أن الصوم أشق على النفس من الاستمناء، فلو كان الاستمناء جائزاً لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأسهل والأخف، وأمرنا بالأصعب والأشد.
النص الثاني: تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بلعنة الله لمن يعبث بذكره حتى يخرج الماء والمني، روى ابن أبي الدنيا والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وروى البيهقي في شعب الإيمان، والحسن بن عرفة في جزئه المشهور عن أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين، والحديث في كل من الروايتين ضعيف ويتقوى الحديث بشواهده الكثيرة مع تقوية كل طريق بالطريق الآخر، وقد نص الشيخ عبد الله الصديق الغماري على أن الحديث في درجة الحسن لتعدد طرقه ولكثرة شواهده، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبعة لا ينظر الله إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، ويدخلهم النار مع الداخلين: الفاعل والمفعول به )، وهو اللوطي، ( والناكح يده )، وهو المستمني الذي يعبث بعضوه ليفتح الماء، ( وناكح البهيمة، وناكح المرأة في دبرها، والزاني بحليلة جاره، والمؤذي جاره حتى يلعنوه )، هؤلاء ستة، واختلفت الروايات في السابع، فورد في بعض الروايات: ( مدمن الخمر )، وفي بعضها: ( الضارب والديه حتى يستغيثا )، وفي بعضها: ( الجامع بين المرأة وابنتها في النكاح )، يتزوج الأم وبنتها، وكل هذه المذكورات كبائر بالإجماع، ومنها: (الناكح يده)، فهو كبقية الأمور الستة، فهاتان دلالتان في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم تحرمان ذلك الفعل.
فتاوى السلف والعلماء بحرمة الاستمناء
ثبوت ضرر الاستمناء على النفس والبدن
إذاً: هذا ما يتعلق بثبوت الضرر.
الاستمناء وسيلة إلى الزنا
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
يا عبد الله! إذا دخلت بيتك وأرخيت سترك، وأردت أن تعبث بذكرك، يناديك الله من فوق عرشه: أجعلتني أهون الناظرين إليك؟! استحيت من أبيك وأمك ومن إخوانك وأخواتك وأصحابك وما استحييت من نظر الحق إليك! الذي يراك في جميع أحوالك، فاستحضر عظمة الله -يا عبد الله- لتقلع عن هذه الرعونات، وعن هذه الآفات والبليات.
لا يحصل للمستمني مقصوده ولن يهدأ إلا بالزواج أو التوبة إلى الله
فيا من ابتليت بهذه النفس الخبيثة الشريرة! طهر نفسك من ذلك، وإلا فستصاب بزيغ في عينيك من النظر، ومع ذلك نفسه لا زال فيها الشره، وفيها الكلَب، وفيها التطلع إلى هذا، وهو معذور؛ لأنه ما أروى شهوته عن طريق ما أحل الله له، ولأنه عندما لم يحصل هذا الطريق ما ربط قلبه بالله سبحانه وتعالى، ولذلك قال الإمام ابن تيمية : هذه هي رشوة الشيطان، يغريه في معصية ليقوده منها إلى معاصٍ.
يقول أحدهم: استمنِ لتكثر شهوتك، فعندما يستمني تزداد شهوته، أي عاقل يحرض شباب الدين؟!
وعندما يتكلم صعلوك بمثل هذا الكلام، ويخالف ما قرره ربنا الرحمن، يضرب على رأسه بالأحذية والنعال، يحرض شبابنا على الرذيلة ليستمنوا، ثم بعد ذلك يزنون أو يلوطون، هكذا تريد أيها الأستاذ الخبيث؟! تريد أن يقع شبابنا في اللواط؛ لئلا يصابوا بعقد نفسية! تريد أن يزني شبابنا بمحارمهم لئلا يصابوا بكبت جنس وكبت نفسي وعقد! أسأل الله أن يكبتكم في نار جهنم، وأسأل الله أن يعقد على قلوبكم، وأن ييسر من يعقد على أفواهكم في هذه الحياة، لتستريح الأمة من شركم وضركم وبلائكم ونذالتكم وسفالتكم.
عباد الله! يقول الإمام ابن العربي في أحكام القرآن عند استعراض أحكام الاستمناء: وعامة العلماء على تحريمه، وهو الحق الذي ينبغي أن لا يدان الله إلا به، وهي معصية أحدثها الشيطان حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تقل، ولو قام دليل على إباحتها لكان صاحب المروءة يعرض عنها لدناءتها. سبحان الله! أيها الأستاذ! لا دين ولا مروءة، انسلخت من الدين لا شك في ذلك، إنما ما بقي عندك مروءة ولا حياء من رب العالمين، ولا من عباده أجمعين، لو قام دليل على إباحتها لكان صاحب المروءة يعرض عنها لدناءتها، هذه خصلة جاهلية كان الجاهلون يتمدحون بها ويفتخرون، يقول قائلهم:
إذا خلوت بواد لا أنيس به فاجلد عميرة لا عار ولا حرج
وعميرة كنية للذكر، أي: العب بعضوك لتقذف الماء، يريد أن يعيد حياة الجاهلية تحت ستار دراسات فسيولوجية، سبحان ربي العظيم،! والله إن الجاهلية الأولى مع شناعتها أخف من جاهليتنا الحاضرة، سلسلة دراسات أبحاث فسيولوجية، علم نفس الطفولة، أنت ستربي الطفولة، وتعرف نفوسهم، وأنت تجهل نفسك أيها الحقير! ولا تستطيع أن تقرأ آية من كتاب ربك العزيز الكبير! أنت ستبحث في علم نفس الطفولة! أسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يبصرنا بعواقب أمورنا، وأن يحفظنا من شياطين الإنس والجن.
أخي أيها الشاب! استحضر في كل مكان تكون فيه: الله شاهدي، الله ناظري، الله معي، استحضر هذا أيها الشاب! ودعك من هوس علماء النفس، فوالله لن يجروا إليك إلا النقص، وإلا الشقاء والتعاسة، اعكف على كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وقل: حسبي الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وسوف تصاب بطهارة ويأتيك حلاوة تشعر بلذتها، وبطمأنينتها، ويذهب عنك نزغات الشيطان، وهذه الشهوة العارمة التي إذا استعملتها في غير ما أحل الرحمن جلبت عليك الخزي والعار في الدنيا والآخرة.