شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 323-324


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد.

أما بعد:

الحديث الثاني هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني ).

والمصنف نسبه إلى الأربعة قال: أخرجه الأربعة إلا النسائي، واللفظ لـأبي داود، وصححه الحاكم .

تخريج الحديث

الحديث رواه الأربعة -كما ذكر المصنف رحمه الله- إلا النسائي، ورواه الحاكم في موضعين من مستدركه، وصححه فيهما، ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي في سننه، وقال النووي في المجموع : إسناده جيد، وقال الحافظ ابن حجر وغيره: في إسناد الحديث كامل بن العلاء وهو أبو العلاء أيضاً، وهو مختلف فيه كما يقول الحافظ في التلخيص كامل بن العلاء أبو العلاء وهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون.

وخلاصة الكلام فيما قاله الحافظ ابن حجر في التقريب قال: صدوق يخطئ؛ ولهذا قال الترمذي عقب رواية هذا الحديث: هذا حديث غريب، وهذا يقتضي أن الحديث عند الترمذي رحمه الله ضعيف؛ لأن الغالب أن الترمذي لا يطلق كلمة (غريب) بمفردها إلا على الحديث الضعيف، فإذا قال: هذا حديث غريب، فالغالب أنه عنده معدود في الضعاف.

وهكذا غيره كـأبي نعيم، وكثير من أئمة المحدثين المتقدمين إذا أطلقوا غريباً، فإنما يعنون به الضعيف، وذلك لأن في إسناده كاملاً أبا العلاء وهو كما ذكرت.

وقال الترمذي عقب روايته قال: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن كامل مرسلاً، فأشار أيضاً إلى علة أخرى فيه: وهي أن الحديث رواه بعضهم مرسلاً غير موصول.

وقد صحح الحديث جماعة، ذكرت منهم: الحاكم والذهبي والنووي، فإنه قال: إسناده جيد.

شواهد الحديث

وللحديث شاهد عن حذيفة رضي الله عنه، وفيه أنه وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنها صلاة الليل، ثم قال: ( ثم رفع رأسه من السجود -يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم- فجعل يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي ).

وهذا الحديث حديث حذيفة رواه أبو داود، ورواه الترمذي في الشمائل، وأبو داود الطيالسي، ورواه أحمد في مسنده، والدارمي، وابن خزيمة وغيره.

وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار قال: إسناده حسن، فإن صح ظن شعبة -لا زال الكلام للحافظ ابن حجر - أن الرجل المبهم هو صلة بن زفر فهو صحيح؛ وذلك لأن في سندهم جميعاً: عن رجل عن حذيفة، قال شعبة : أظنه صلة . يعني: هذا الرجل.

يقول ابن حجر : إن صح ظن شعبة أن الرجل المبهم هذا هو صلة بن زفر فالحديث صحيح، وكأنه يقول: وإن لم يصح فالحديث حسن؛ لأنه نص في البداية على أن الحديث حسن، قال: هذا حديث حسن، فإن صح ظن شعبة فالحديث صحيح، وكأنه حسنه لشاهده؛ لأنه يشهد له حديث الباب، الحديث الأول.

ومما يقوي هذين الحديثين أيضاً: أنه لم يرد فيما أعلم -والله تعالى أعلم- في الدعاء في الجلسة بين السجدتين، إلا هذان الدعاءان في حدود ما اطلعت ووقفت عليه.

فمجموع الألفاظ التي وردت، الآن حديث الباب وردت فيه خمسة ألفاظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول -هذا حديث ابن عباس -: ( اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني )، هذه خمسة ألفاظ وردت، لكن الحديث في المصادر التي أشرت إليها قبل قليل فيه زيادة في الألفاظ، يصل مجموعها إلى ثمانية ألفاظ، انفرد كل إمام أو بعض الأئمة بألفاظ لم ترد عند غيرهم.

فمجموع الألفاظ الثمانية هكذا: ( اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني، وانصرني، واجبرني، وارفعني )، ثمانية ألفاظ، وهذه كلها يشرع أن يقولها الإنسان في الجلسة بين السجدتين.

الدعاء في الجلوس بين السجدتين

والحديث فيه: مسألة الدعاء في الجلوس بين السجدتين، وكما قلت: هذا هو الدعاء الوارد، إما أن يقول هذا، أو يقول هذا: ( اللهم اغفر لي ) أو ( رب اغفر لي، رب اغفر لي )، وكان الإمام أحمد يختار الآخر فيقول: (رب اغفر لي رب اغفر لي كثيراً).

وقال الترمذي عقب روايته حديث الباب، قال: هكذا روي عن علي رضي الله عنه، ثم قال: وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق، يرون هذا جائزاً في المكتوبة والتطوع، يرون هذا جائزاً يعني: مشروعاً أو ماضياً في المكتوبة والتطوع.

الحديث رواه الأربعة -كما ذكر المصنف رحمه الله- إلا النسائي، ورواه الحاكم في موضعين من مستدركه، وصححه فيهما، ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي في سننه، وقال النووي في المجموع : إسناده جيد، وقال الحافظ ابن حجر وغيره: في إسناد الحديث كامل بن العلاء وهو أبو العلاء أيضاً، وهو مختلف فيه كما يقول الحافظ في التلخيص كامل بن العلاء أبو العلاء وهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون.

وخلاصة الكلام فيما قاله الحافظ ابن حجر في التقريب قال: صدوق يخطئ؛ ولهذا قال الترمذي عقب رواية هذا الحديث: هذا حديث غريب، وهذا يقتضي أن الحديث عند الترمذي رحمه الله ضعيف؛ لأن الغالب أن الترمذي لا يطلق كلمة (غريب) بمفردها إلا على الحديث الضعيف، فإذا قال: هذا حديث غريب، فالغالب أنه عنده معدود في الضعاف.

وهكذا غيره كـأبي نعيم، وكثير من أئمة المحدثين المتقدمين إذا أطلقوا غريباً، فإنما يعنون به الضعيف، وذلك لأن في إسناده كاملاً أبا العلاء وهو كما ذكرت.

وقال الترمذي عقب روايته قال: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن كامل مرسلاً، فأشار أيضاً إلى علة أخرى فيه: وهي أن الحديث رواه بعضهم مرسلاً غير موصول.

وقد صحح الحديث جماعة، ذكرت منهم: الحاكم والذهبي والنووي، فإنه قال: إسناده جيد.

وللحديث شاهد عن حذيفة رضي الله عنه، وفيه أنه وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنها صلاة الليل، ثم قال: ( ثم رفع رأسه من السجود -يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم- فجعل يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي ).

وهذا الحديث حديث حذيفة رواه أبو داود، ورواه الترمذي في الشمائل، وأبو داود الطيالسي، ورواه أحمد في مسنده، والدارمي، وابن خزيمة وغيره.

وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار قال: إسناده حسن، فإن صح ظن شعبة -لا زال الكلام للحافظ ابن حجر - أن الرجل المبهم هو صلة بن زفر فهو صحيح؛ وذلك لأن في سندهم جميعاً: عن رجل عن حذيفة، قال شعبة : أظنه صلة . يعني: هذا الرجل.

يقول ابن حجر : إن صح ظن شعبة أن الرجل المبهم هذا هو صلة بن زفر فالحديث صحيح، وكأنه يقول: وإن لم يصح فالحديث حسن؛ لأنه نص في البداية على أن الحديث حسن، قال: هذا حديث حسن، فإن صح ظن شعبة فالحديث صحيح، وكأنه حسنه لشاهده؛ لأنه يشهد له حديث الباب، الحديث الأول.

ومما يقوي هذين الحديثين أيضاً: أنه لم يرد فيما أعلم -والله تعالى أعلم- في الدعاء في الجلسة بين السجدتين، إلا هذان الدعاءان في حدود ما اطلعت ووقفت عليه.

فمجموع الألفاظ التي وردت، الآن حديث الباب وردت فيه خمسة ألفاظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول -هذا حديث ابن عباس -: ( اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني )، هذه خمسة ألفاظ وردت، لكن الحديث في المصادر التي أشرت إليها قبل قليل فيه زيادة في الألفاظ، يصل مجموعها إلى ثمانية ألفاظ، انفرد كل إمام أو بعض الأئمة بألفاظ لم ترد عند غيرهم.

فمجموع الألفاظ الثمانية هكذا: ( اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني، وانصرني، واجبرني، وارفعني )، ثمانية ألفاظ، وهذه كلها يشرع أن يقولها الإنسان في الجلسة بين السجدتين.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4764 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4399 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4214 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4095 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4046 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4022 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3972 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3918 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3898 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3878 استماع