Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

صفة الوضوء وفضله


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6].

وثبت في الصحيحين من حديث عثمان رضي الله تعالى عنه (أنه دعا بإناء فأفرغ على يديه فغسلهما ثلاثاً، ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، أي: مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث بهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه).

فالطهارة ورفع الحدث شرط من شروط صحة الصلاة، وفي الحديث: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) كما ثبت ذلك في الصحيحين.

والطهارة من الحدث واجبة على كل مسلم ومسلمة إذا أراد أن يصلي، وهذه الطهارة لها فضل عظيم ولها أجر كبير، مع أنها شرط لصحة الصلاة، وكذلك أيضاً لها أحكام وآداب ينبغي للمسلم أن يعنى بها.

أما فضلها فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء)، والغرة: هي البياض الذي يكون في جبهة الفرس، والتحجيل: هو البياض الذي يكون في يديه ورجليه، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم النور الذي يكون للمتوضئ يوم القيامة ببياض وجه الفرس وبياض يديه ورجليه.

وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرج من رجليه كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فخرج نقياً من الذنوب).

وفي حديث عمر المخرج في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية).

فهذا فضل عظيم وأجر كبير، يحصل للمسلم بهذا الوضوء طهارتان: طهارة حسية: وهي تطهير هذه الأعضاء بالماء، وطهارة معنوية: وهي تطهير المسلم من الذنوب والخطايا، فلله الحمد والشكر على ما شرع لنا من أحكام، وسن لنا من شرائع.

هذا الوضوء لا بد أن يستتم أحكامه وشرائطه، وقد بين الله عز وجل في كتابه وبين نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته أحكامه وشرائطه.

الركن الأول: غسل الوجه

قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة:6]، هذا هو الركن الأول من أركان الوضوء وهو غسل الوجه، فيجب على المسلم أن يغسل جميع وجهه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً.

ومن غسل الوجه: المضمضة والاستنشاق، إذ الفم والأنف من الوجه، فيجب على المسلم أن يتمضمض بأن يدخل الماء في فمه وأن يديره أدنى إدارة، ويجب عليه أيضاً أن يستنشق، وذلك بأن يدخل الماء إلى داخل أنفه، فإذا تمكن أن يجذب الماء بالنفس إلى داخل الأنف فذاك، وإذا لم يتمكن فإنه يبل إصبعه أو شيئاً آخر ويدخله إلى داخل الأنف، ذكره النووي رحمه الله.

ويدل على وجوب المضمضة والاستنشاق ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً ثم لينتثر).

وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأت فمضمض)، والذين وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من اثنين وعشرين صحابياً لم يذكر أحد منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخل بالمضمضة والاستنشاق، مع أن الله سبحانه وتعالى أمر بغسل الوجه، ومن الوجه الفم والأنف، فعلينا أن نتنبه لهذه المسألة؛ لأنك تجد كثيراً من المتوضئين من الرجال والنساء يخلون بهذين الفرضين وخصوصاً ما يتعلق بالاستنشاق وتطهير الأنف.

وإذا استيقظ المسلم من نومه فإن الاستنشاق يتأكد في حقه، فقد ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)، والخياشيم هي أعلى الأنف، ومعنى بيتوتة الشيطان على الخياشيم قال بعض العلماء: هو ما ينعقد داخل الأنف من أذى، وقال بعض العلماء: هو على حقيقته، والله أعلم بكيفيته.

الركن الثاني: غسل اليدين إلى المرفقين

أما الركن الثاني من أركان الوضوء: فبينه الله عز وجل بقوله: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6].

فيجب على المسلم أن يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى ما بعد مرفقيه، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (أنه توضأ فغسل يديه حتى أشرع في العضد، وغسل رجليه حتى أشرع في الساق، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ).

ومما يلحظ على بعض المتوضئين والمتطهرين أنه يترك غسل مرفقيه، وقد يكون هناك بقع من الجسم لم يصبها الماء، وقد ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ويل للأعقاب من النار)، والعقب هو مؤخر القدم، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن المتوضئ قد يغفل عن مؤخر قدمه فلا يصيبه الماء، وقد أمر الله عز وجل بغسل هذه الأعضاء الأربعة كاملة.

الركن الثالث: مسح الرأس

وأما الركن الثالث فبينه الله عز وجل بقوله: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ [المائدة:6].

فإذا غسل المسلم يديه فإنه يجب عليه أن يمسح جميع رأسه، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم -كما ذكر ابن القيم - في حديث صحيح ولا ضعيف أنه اقتصر على مسح بعض الرأس، فيجب على المسلم أن يمسح جميع رأسه من مقدم رأسه إلى قفاه، وكيفما مسح أجزأ، والسنة أن يبدأ بمقدم رأسه إلى قفاه، ثم بعد ذلك يرد يديه إلى المكان الذي بدأ منه، ومما يدخل في مسح الرأس مسح الأذنين، فالأذنان من الرأس، فالله سبحانه وتعالى أمر بمسح الرأس، ويدخل في مسح الرأس الأذنان، وكيفية مسح الأذنين أن يدخل سبابتيه في صماخي الأذنين، وأن يمسح ظاهرهما بإبهاميه.

الركن الرابع: غسل الرجلين إلى الكعبين

وأما الركن الرابع: فبينه الله عز وجل بقوله: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6].

فإذا انتهى من مسح الرأس فإنه يغسل رجليه من أطراف الأصابع إلى ما بعد الكعبين.

الركن الخامس: الترتيب

وأما الركن الخامس: فالترتيب، وذلك بأن يرتب بين هذه الأعضاء كما رتبها الله عز وجل، فيبدأ بوجهه، ثم يديه، ثم رأسه، ثم بعد ذلك برجليه.

الركن السادس: الموالاة

وأما الركن السادس والأخير: فالموالاة، وذلك بأن يوالي بين غسل هذه الأعضاء فلا يؤخر غسل عضو حتى يجف الذي قبله بزمن معتاد، ما لم يكن هناك عذر، فإن كان هناك عذر فإنه لا يضر، ويدل لذلك حديث خالد بن معدان ، (فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً وعلى ظهر قدمه بقعة لم يصبها الماء قدر الدرهم، أي: الدرهم من الفضة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء) رواه أبو داود، وقال الإمام أحمد : إسناده جيد.

هذه أركان الوضوء، وهذه فريضة الوضوء، فحري بالمسلم أن يتقن عبادة ربه، وأن يتعلم أحكام شريعته، وأن يعلمها أهله.

أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم من المتوضئين والمتطهرين، اللهم اجعلنا من التوابين والمتطهرين، فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة:6]، هذا هو الركن الأول من أركان الوضوء وهو غسل الوجه، فيجب على المسلم أن يغسل جميع وجهه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً.

ومن غسل الوجه: المضمضة والاستنشاق، إذ الفم والأنف من الوجه، فيجب على المسلم أن يتمضمض بأن يدخل الماء في فمه وأن يديره أدنى إدارة، ويجب عليه أيضاً أن يستنشق، وذلك بأن يدخل الماء إلى داخل أنفه، فإذا تمكن أن يجذب الماء بالنفس إلى داخل الأنف فذاك، وإذا لم يتمكن فإنه يبل إصبعه أو شيئاً آخر ويدخله إلى داخل الأنف، ذكره النووي رحمه الله.

ويدل على وجوب المضمضة والاستنشاق ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً ثم لينتثر).

وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأت فمضمض)، والذين وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من اثنين وعشرين صحابياً لم يذكر أحد منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخل بالمضمضة والاستنشاق، مع أن الله سبحانه وتعالى أمر بغسل الوجه، ومن الوجه الفم والأنف، فعلينا أن نتنبه لهذه المسألة؛ لأنك تجد كثيراً من المتوضئين من الرجال والنساء يخلون بهذين الفرضين وخصوصاً ما يتعلق بالاستنشاق وتطهير الأنف.

وإذا استيقظ المسلم من نومه فإن الاستنشاق يتأكد في حقه، فقد ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)، والخياشيم هي أعلى الأنف، ومعنى بيتوتة الشيطان على الخياشيم قال بعض العلماء: هو ما ينعقد داخل الأنف من أذى، وقال بعض العلماء: هو على حقيقته، والله أعلم بكيفيته.

أما الركن الثاني من أركان الوضوء: فبينه الله عز وجل بقوله: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6].

فيجب على المسلم أن يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى ما بعد مرفقيه، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (أنه توضأ فغسل يديه حتى أشرع في العضد، وغسل رجليه حتى أشرع في الساق، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ).

ومما يلحظ على بعض المتوضئين والمتطهرين أنه يترك غسل مرفقيه، وقد يكون هناك بقع من الجسم لم يصبها الماء، وقد ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ويل للأعقاب من النار)، والعقب هو مؤخر القدم، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن المتوضئ قد يغفل عن مؤخر قدمه فلا يصيبه الماء، وقد أمر الله عز وجل بغسل هذه الأعضاء الأربعة كاملة.