شرح سنن أبي داود [308]


الحلقة مفرغة

شرح حديث (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في كراهية السير في أول الليل.

حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تعيث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء) قال أبو داود : الفواشي: ما يفشو من كل شيء ].

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: باب في كراهية السير في أول الليل.

يعني: عند غروب الشمس، والمقصود من ذلك كون الإنسان يبدأ بالسير عند غروب الشمس، وأما إذا كان السير من قبل الغروب وهو مواصل للسير فلا يلزمه أن ينزل، وإنما المقصود بالحديث أنه إذا غربت الشمس فلا ترسل الفواشي، وهو كل ما يفشو ويظهر من الدواب والبهائم.

كذلك الصبيان كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمقصود من هذا أن أبا داود رحمه الله أخذ من عمومه أن السير أيضاً يكون كذلك، وهذا فيما يبدو إذا كان نازلاً أو كان يمشي في ذلك الوقت أو يبدأ السير في ذلك الوقت، أما كون الإنسان مستمراً مواصلاً للسير فلا يلزمه أن ينزل، وإنما يواصل السير.

أورد أبو داود حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ..).

والفواشي قال أبو داود : هو كل ما يفشو ويظهر، يعني: ينتشر، ويدخل في ذلك الدواب.

قوله: [ (حتى تذهب فحمة العشاء) ].

والمراد بالفحمة: شدة الظلام، بحيث يظهر الليل ويشتد الظلام، فهذا هو المقصود بالوقت الذي يترك الانتشار فيه حتى مجيء ذلك الوقت، فإن الشياطين تعيث فساداً في ذلك الوقت، فإذا ذهب ذلك الوقت فلا بأس من الانتشار وإرسال الفواشي.

[ قال أبو داود : الفواشي: ما يفشو من كل شيء ].

يعني: ما يظهر وينتشر، فيدخل في ذلك الدواب والصبيان.

ولا تحدد هذه الفترة ما بين المغرب إلى العشاء، وإنما تحدد قبل ذلك.

تراجم رجال إسناد حديث (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس...)

قوله: [ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني ].

أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني ، ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي .

[ حدثنا زهير ].

زهير بن معاوية ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ حدثنا أبو الزبير ].

أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن جابر ].

جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، الصحابي الجليل، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإسناد من الأسانيد العالية عند أبي داود ، فهو من الرباعيات التي هي أعلى الأسانيد عند أبي داود .

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في كراهية السير في أول الليل.

حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تعيث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء) قال أبو داود : الفواشي: ما يفشو من كل شيء ].

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: باب في كراهية السير في أول الليل.

يعني: عند غروب الشمس، والمقصود من ذلك كون الإنسان يبدأ بالسير عند غروب الشمس، وأما إذا كان السير من قبل الغروب وهو مواصل للسير فلا يلزمه أن ينزل، وإنما المقصود بالحديث أنه إذا غربت الشمس فلا ترسل الفواشي، وهو كل ما يفشو ويظهر من الدواب والبهائم.

كذلك الصبيان كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمقصود من هذا أن أبا داود رحمه الله أخذ من عمومه أن السير أيضاً يكون كذلك، وهذا فيما يبدو إذا كان نازلاً أو كان يمشي في ذلك الوقت أو يبدأ السير في ذلك الوقت، أما كون الإنسان مستمراً مواصلاً للسير فلا يلزمه أن ينزل، وإنما يواصل السير.

أورد أبو داود حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ..).

والفواشي قال أبو داود : هو كل ما يفشو ويظهر، يعني: ينتشر، ويدخل في ذلك الدواب.

قوله: [ (حتى تذهب فحمة العشاء) ].

والمراد بالفحمة: شدة الظلام، بحيث يظهر الليل ويشتد الظلام، فهذا هو المقصود بالوقت الذي يترك الانتشار فيه حتى مجيء ذلك الوقت، فإن الشياطين تعيث فساداً في ذلك الوقت، فإذا ذهب ذلك الوقت فلا بأس من الانتشار وإرسال الفواشي.

[ قال أبو داود : الفواشي: ما يفشو من كل شيء ].

يعني: ما يظهر وينتشر، فيدخل في ذلك الدواب والصبيان.

ولا تحدد هذه الفترة ما بين المغرب إلى العشاء، وإنما تحدد قبل ذلك.

قوله: [ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني ].

أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني ، ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي .

[ حدثنا زهير ].

زهير بن معاوية ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ حدثنا أبو الزبير ].

أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن جابر ].

جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، الصحابي الجليل، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإسناد من الأسانيد العالية عند أبي داود ، فهو من الرباعيات التي هي أعلى الأسانيد عند أبي داود .

شرح حديث (قلما كان رسول الله يخرج في سفر إلا يوم الخميس)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في أي يوم يستحب السفر.

حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا يوم الخميس) ].

أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي: باب في أي يوم يستحب السفر.

يجوز السفر في جميع الأيام، ولكن الخميس جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يسافر فيه.

قوله: [ (قلما كان رسول الله يخرج في سفر إلا في يوم الخميس) ].

معناه: أن سفره في غير الخميس يكون قليلاً، وسفره في الخميس هو الكثير، والنبي صلى الله عليه وسلم في حجه لم يسافر يوم الخميس، قيل: إنه سافر يوم السبت.

تراجم رجال إسناد حديث (قلما كان رسول الله يخرج في سفر إلا يوم الخميس)

قوله: [ حدثنا سعيد بن منصور ].

سعيد بن منصور ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ حدثنا عبد الله بن المبارك ].

عبد الله بن المبارك المروزي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن يونس بن يزيد ].

يونس بن يزيد الأيلي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن الزهري ].

محمد بن مسلم بين عبيد الله بن شهاب الزهري ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ].

عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن كعب بن مالك ].

كعب بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وتاب الله عليهم، ونزلت فيهم الآية: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التوبة:118] وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في أي يوم يستحب السفر.

حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا يوم الخميس) ].

أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي: باب في أي يوم يستحب السفر.

يجوز السفر في جميع الأيام، ولكن الخميس جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يسافر فيه.

قوله: [ (قلما كان رسول الله يخرج في سفر إلا في يوم الخميس) ].

معناه: أن سفره في غير الخميس يكون قليلاً، وسفره في الخميس هو الكثير، والنبي صلى الله عليه وسلم في حجه لم يسافر يوم الخميس، قيل: إنه سافر يوم السبت.

قوله: [ حدثنا سعيد بن منصور ].

سعيد بن منصور ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ حدثنا عبد الله بن المبارك ].

عبد الله بن المبارك المروزي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن يونس بن يزيد ].

يونس بن يزيد الأيلي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن الزهري ].

محمد بن مسلم بين عبيد الله بن شهاب الزهري ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ].

عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن كعب بن مالك ].

كعب بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وتاب الله عليهم، ونزلت فيهم الآية: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التوبة:118] وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الابتكار في السفر.

حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء حدثنا عمارة بن حديد عن صخر الغامدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار) وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته من أول النهار، فأثرى وكثر ماله.

قال أبو داود : وهو صخر بن وداعة ].

أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي: باب في الابتكار في السفر.

يعني: الذهاب في البكور في أول النهار، وقد أورد أبو داود حديث صخر بن وداعة الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار..) وكان صخر تاجراً فكان يرسل تجارته في أول النهار فأثرى، يعني: صار ثرياً وكثر ماله؛ لأنه أخذ بهذا الحديث الذي هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بالبركة في بكورها.

تراجم رجال إسناد حديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها...)

قوله: [ حدثنا سعيد بن منصور ].

سعيد بن منصور ، مر ذكره.

[ حدثنا هشيم ].

هشيم بن بشير الواسطي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ حدثنا يعلى بن عطاء ].

يعلى بن عطاء ، وهو ثقة أخرج له البخاري في جزء القراءة ومسلم وأصحاب السنن.

[ حدثنا عمارة بن حديد ].

عمارة بن حديد ، وهو مجهول، أخرج له أصحاب السنن.

[ عن صخر الغامدي ].

صخر الغامدي رضي الله عنه، وقد أخرج له أصحاب السنن.

والحديث فيه هذا الرجل المجهول، ولكنه جاء عن عدد من الصحابة، حيث ذكر في الجامع الصغير أنه جاء عن ثمانية من الصحابة منهم صخر هذا، فالحديث له شواهد عن عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجود هذا المجهول في هذا الإسناد لا يؤثر.




استمع المزيد من الشيخ عبد المحسن العباد - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح سنن أبي داود [139] 2887 استماع
شرح سنن أبي داود [462] 2835 استماع
شرح سنن أبي داود [106] 2831 استماع
شرح سنن أبي داود [032] 2728 استماع
شرح سنن أبي داود [482] 2698 استماع
شرح سنن أبي داود [529] 2688 استماع
شرح سنن أبي داود [555] 2677 استماع
شرح سنن أبي داود [177] 2674 استماع
شرح سنن أبي داود [097] 2651 استماع
شرح سنن أبي داود [273] 2643 استماع