خطب ومحاضرات
وسائل المنصرين
الحلقة مفرغة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].
{من محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]
طالما دمغ أهل الكتاب أهل الإسلام بكل نقيصة، ورموهم بكل عظيمة، وما تركوا عيباً ولا عاراً إلاََََََََََََََّ وألصقوه بهم، وأخرجوا أنفسهم منه أبرياء، وهم الذئاب في جلود الضأن، وهذا واحد من بني جلدتهم، أنطقه الله الذي أنطق كل شيء.
رشيد سليم الخوري -الشاعر القروي اللبناني- يقول في "ديوانه" وهو يتكلم عن بني قومه من النصارى-:
وكيف ألومُ في وطني الزمانا ومنا ذله لا من سوانا |
ألسنا قد أهناه فهانا وقلنا: كن فرنسياً فكانا |
إذاً فليهننا ليل المراد |
رضينا للتعصب أن نهونا فأغمضنا على الضيم الجفونا |
نقول: المسلمون المسلمونا فنلعنهم ونحن الخائنونا |
نبيع بدرهم مجد البلاد |
بربك قل متى لبنان ثارا ليدرك من علوج الروم ثارا |
متى ابتدرت إلى السيف النصارى لتغسل بالدم المسفوح عارا |
وتدرك مرة شرف الجهاد |
هذا هو الدرس الخامس والستون، وهذه هي ليلة الإثنين: الخامس من شهر صفر/ من سنة (1413هـ)
وبالمناسبة فعنوان هذا الدرس هو: وسائل المنصرين.
* مصطلح التنصير يقصد به: ذلك الجهد الكنسي الذي يقوم به الدعاة من النصارى في الدعوة والعمل، والذي يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية؛ سواء الشعوب المسلمة، أو الشعوب الوثنية، أو غيرها.
أو يهدفون إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه، أو إلى تثبيت النصارى على ملتهم، ودعوتهم إلى مزيد من التدين.
- إذاً- فالتنصير، مأخوذ من النصرانية، -أي: الدعوة إلى النصرانية-.
* والنصرانية: هي الاسم الشرعي للديانة التي جاء بها عيسى عليه السلام، أو هو الاسم الذي سمي به أتباع عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ [المائدة:14]. وإن لم يكن هذا الاسم أتى أصلاً إلا من قولهم هم، فالمهم أنه عرف بهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعون يستخدمونه في حقهم.
وهو أولى من استخدام لفظ المسيحية والذي كثيراً ما يطلق على النصارى؛ وذلك لأن المسيحية هي نسبة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو منهم بريء؛ إذ قد خالفوا أمره، وغيروا منهجه، وتركوا هديه ودينه وسنته، قال الله عز وجل: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران:68] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم} كما في البخاري.
تنصير لا تبشير
ومن الخطأ استخدام لفظة (تبشير) الذي كثيراً ما يقال عن التنصير؛ وذلك لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً؛ ذلك أن لفظة (تبشير) من صفات النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الفتح:8]. وهكذا من سار على دينه فهو المبشر حقاً، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى إلى اليمن كما في "الصحيحين" قال: {بشرا ولا تنفرا}.
فالتبشير: هو اسم على دعوة المسلم الحق، وليس على دعوة النصراني بحال.
وقد استخدم لفظة (تبشير) جماعة كثيرون من الكتاب المسلمين، وقصدوا به النشاط النصراني في الدعوة إلى النصرانية، مثل ما كتب: عمر فروخ وخالدي في كتابهما المشهور الكبير المفيد "التبشير والاستعمار في البلاد العربية"، ومثلهم أيضاً: إبراهيم الجبهان "ما يجب أن يعرفه المسلم عن النصرانية والتبشير"، ومثله: مصطفى غزال، إلى غيرهم من الكتاب الذين يجري على ألسنتهم لفظ التبشير، والأولى أن يقال: التنصير لا التبشير.
* ولماذا اختار النصارى لدعوتهم لفظ التبشير؟
أولاً: لأنهم متفنون في التضليل الإعلامي، كما سيتضح لكم جلياً الآن أو بعد فترة.
وثانياً: لأنهم أخذوا هذا من كلمة يزعمون أنها جاءت في الكتاب -في الإنجيل- يقول الرب: -زعموا- "أجمل الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام "
التبشير النصراني اسم يخالف الواقع
يزعمون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قال لهم وعلمهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك الرداء فأعطه القميص".
ولكن رأينا أن هؤلاء الذين يتشبثون بعيسى ابن مريم يمارسون ألوان الوحشية باسم السلام، ويمارسون ألوان الحرب باسم التبشير، ورأيناهم ينشرون السلام كما ينشر المطر بإذن ربه الخضرة والنماء، رأيناهم ينشرون السلام في فيتنام حيث الجثث والجماجم والأشلاء، ورأيناهم ينشرون السلام في حربين عالميتين خلال أقل من نصف قرن أتت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل، ولا زالت آثارها إلى اليوم ماثلة للعيان، ورأيناهم ينشرون السلام خلال تينك الحربين في اليابان في هيروشيما وناجازاكي، ورأيناهم ينشرون السلام في لبنان الذي لم يكد يبقى فيه حجر على حجر.
ورأيناهم ينشرون السلام اليوم في يوغسلافيا؛ حيث العبرات تقطع قلوب الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل، وحيث ألوان الاعتداءات الوحشية التي يعجب الإنسان كيف استطاع بشر أن يجرؤ عليها!، وكيف يتحملها ضمير إلا أن يكون ضمير الشيطان وأوليائه، ورأيناهم ينشرون السلام قريباً منا هنا في العراق؛ فلم يرحموا أنات الثكالى، واليتامى، والفقراء، والجياع، والعطاش، وتحالفوا مع الشيطان الآخر حزب البعث العلماني في إحكام القبضة على هذا الشعب المسلم؛ فلا ماء، ولا قوت، ولا طعام، ولا إغاثة، ولا غذاء، ولا علاج، باسم الحصار الاقتصادي.
هذا هو السلام الذي ينادون به.
هذا السلام الذي نادت معابدكم أم تلك مجزرة يخزى لها البشر |
الأولى بكل الأنبياء هم الذين اتبعوهم، وأحيوا سنتهم، وكان دينهم جميعاً التوحيد.
ومن الخطأ استخدام لفظة (تبشير) الذي كثيراً ما يقال عن التنصير؛ وذلك لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً؛ ذلك أن لفظة (تبشير) من صفات النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الفتح:8]. وهكذا من سار على دينه فهو المبشر حقاً، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى إلى اليمن كما في "الصحيحين" قال: {بشرا ولا تنفرا}.
فالتبشير: هو اسم على دعوة المسلم الحق، وليس على دعوة النصراني بحال.
وقد استخدم لفظة (تبشير) جماعة كثيرون من الكتاب المسلمين، وقصدوا به النشاط النصراني في الدعوة إلى النصرانية، مثل ما كتب: عمر فروخ وخالدي في كتابهما المشهور الكبير المفيد "التبشير والاستعمار في البلاد العربية"، ومثلهم أيضاً: إبراهيم الجبهان "ما يجب أن يعرفه المسلم عن النصرانية والتبشير"، ومثله: مصطفى غزال، إلى غيرهم من الكتاب الذين يجري على ألسنتهم لفظ التبشير، والأولى أن يقال: التنصير لا التبشير.
* ولماذا اختار النصارى لدعوتهم لفظ التبشير؟
أولاً: لأنهم متفنون في التضليل الإعلامي، كما سيتضح لكم جلياً الآن أو بعد فترة.
وثانياً: لأنهم أخذوا هذا من كلمة يزعمون أنها جاءت في الكتاب -في الإنجيل- يقول الرب: -زعموا- "أجمل الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام "
الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام هم حملة الدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:10].
يزعمون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قال لهم وعلمهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك الرداء فأعطه القميص".
ولكن رأينا أن هؤلاء الذين يتشبثون بعيسى ابن مريم يمارسون ألوان الوحشية باسم السلام، ويمارسون ألوان الحرب باسم التبشير، ورأيناهم ينشرون السلام كما ينشر المطر بإذن ربه الخضرة والنماء، رأيناهم ينشرون السلام في فيتنام حيث الجثث والجماجم والأشلاء، ورأيناهم ينشرون السلام في حربين عالميتين خلال أقل من نصف قرن أتت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل، ولا زالت آثارها إلى اليوم ماثلة للعيان، ورأيناهم ينشرون السلام خلال تينك الحربين في اليابان في هيروشيما وناجازاكي، ورأيناهم ينشرون السلام في لبنان الذي لم يكد يبقى فيه حجر على حجر.
ورأيناهم ينشرون السلام اليوم في يوغسلافيا؛ حيث العبرات تقطع قلوب الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل، وحيث ألوان الاعتداءات الوحشية التي يعجب الإنسان كيف استطاع بشر أن يجرؤ عليها!، وكيف يتحملها ضمير إلا أن يكون ضمير الشيطان وأوليائه، ورأيناهم ينشرون السلام قريباً منا هنا في العراق؛ فلم يرحموا أنات الثكالى، واليتامى، والفقراء، والجياع، والعطاش، وتحالفوا مع الشيطان الآخر حزب البعث العلماني في إحكام القبضة على هذا الشعب المسلم؛ فلا ماء، ولا قوت، ولا طعام، ولا إغاثة، ولا غذاء، ولا علاج، باسم الحصار الاقتصادي.
هذا هو السلام الذي ينادون به.
هذا السلام الذي نادت معابدكم أم تلك مجزرة يخزى لها البشر |
نعالج هذا الموضوع لخمسة أسباب:
أولاً: لأن التنصير خطر يهدد المسلمين منذ زمن بعيد، وهو اليوم يمد يديه، ويكشر عن أنيابه، ويفتل سواعده لحرب ضروس مع العقيدة الإسلامية، فكان لا بد من أن تدق طبول الخطر ليسمع من لم يسمع، ويعرف من لم يعرف؛خاصة إذا علمنا أن التنصير اليوم يتلصص بأساليب ووسائل ماكرة خبيثة، هي أحياناً أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، ويرضى ولو باليسير من العمل، فإذا لم يستطع أن ينصر المسلم رضي بدون ذلك مما تحقرون من أعمالكم.
ثانياً: لأنه لا بد أن يقاوم المسلمون هذا الخطر، ويكثفوا الجهود لحربه في كل مكان.
ثالثاً: من أجل مزيد من الجهاد الذي تبذلونه، ويبذله المسلمون في الدعوة إلى الله عزوجل.
إيه! هذا صنيع أهل الباطل على باطلهم، فكيف يكون صنيعكم أنتم على حقكم؟!! وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ [النساء:104].
ولا يوجد وسيلة في الدفاع أحسن من الهجوم، إذاً فينبغي أن نرفع شعار الدعوة إلى الله تعالى في أوساط النصارى، ولنعتبر هذا على الأقل من الوسائل لإيقاف المد التنصيري أو تهدئته.
رابعاً: أن طرق مثل هذا الموضوع حرصاً على تعديل الصورة في نفوس المسلمين.
وليس التنصير هو الخطر الوحيد الذي يهددنا، فثمة أخطار كثيرة من داخلنا ومن خارجنا، والتنصير ذاته لن يبلغ فينا مبلغه إلا إذا وجد فينا تربة خصبة تنبت فيها جراثيمه وبذرته، والله تعالى يقول: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120] ويقول سبحانه: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
ولكن التنصير خطر على كل حال، ونحن حين نتحدث عنه نأمل ونطمع أن يكون هذا الحديث مساهماً في تعديل الصورة في نفوس المسلمين العاديين، والمثقفين، وطلبة العلم، بل والعلماء، أي: أن يدرج في قائمة اهتماماتهم خطراً جديداً اسمه: (التنصير) وأنه خطر مدجج يستهدف أصول العقيدة الإسلامية لدى مسلمين في مناطق نائية وبعيدة، وأطفال، وصغار، ونساء؛ بل ولدى المسلمين في العواصم والمدن الكبرى، وفي حوزات الإسلام، وعواصمه العظام.
إن من السذاجة أن تتصور أن الناس يملكون مناعة ضد التنصير، قد تكون أنت تملك بعض المناعة، لكن من السذاجة أن تتصور أن 1000 مليون مسلم حسب الإحصائية، أو أن (40%) أو (30%) من هذا الرقم يملكون مناعة ضد هذا الخطر، وسوف يتبين لك إن كنت ممن يظن هذا الظن أنه ظن في غير محله.
فهناك مسلمون يتنصرون، وتقام احتفالات أحياناً بتنصر 800 مسلم في يوم واحد، وهناك من لا يتنصرون فعلاً ويغيرون أسماءهم من عبدالله إلى جورج أو جوزف، ولكنهم يتأثرون فيصبح التنصر منهم قاب قوسين أو أدنى، ليسوا أعداء للنصارى، ولا يكرهون النصرانية، ولا يعتقدون أنها باطل، ولا يرون أن النصراني من أهل النار، وهؤلاء قد لا يكونوا أصبحوا نصارى بالمقياس النصراني ذاته ولكنهم حملوا الجرثومة، فإذا تنصر ولده أو تنصرت بنته، قال: هذه حرية شخصية، وما دام والمسألة قابلة للأخذ والرد فلماذا أنا أضغط على ولدي، أو أضغط على بنتي، أو أقف في وجهه!!
والنصارى أطول منك نفساً، وأبعد منك نظراً في بعض الأحيان.
وقد لا يوجد هذا ولا ذاك، ويبقى المسلم مسلماً مؤمناً بأصول الدين، مكفراً للنصارى، معتبراً أنهم من أهل النار، ولكن هذا الجهد التنصيري المكثف الموجه إليه هو شخصياً ولَّد عنده فتوراً في الحماس.
ولا شك أن هذا مشاهد، فالذين يعايشون النصارى من غير المتحمسين للإسلام؛ بل من المسلمين العاديين كثرت الطرق عليهم مما يولد عندهم فتوراً تجاه الدعوة، وعدم حماس لحمل رسالة الإسلام.
فلابد أن ندرج في قائمة اهتمامات أهل الإسلام خطراً جديداً اسمه: التنصير.
نوجه هذا الكلام لمن يشتغلون بالمعارك الصغيرة، معركة على قضية سهلة لا تقدم ولا تأخر، ولا يترتب عليها هدى أو ضلال، أو حق أو باطل، وإنما فيها راجح ومرجوح.
خامساً: أن هذا هو دعوة للتائهين من المسلمين، إلى الشباب الذي يلهث وراء الكرة، ووراء الفن، ووراء الفيلم، ووراء المسلسل، ووراء الأغنية، ووراء المرأة، نقول لهؤلاء: هذا جهد عدوكم، فأفيقوا قبل أن يغرقكم الطوفان ويبتلعكم الموج وأنتم لا تشعرون.
من أين استقيتُ هذه المعلومات التي سوف أقدمها لكم -الآن- وعبر أسابيع تالية -أيضاً-؟
هناك عشرات الكتب -على كل حال- تتكلم عن هذا الموضوع، ولكني وجدت نفسي منهمكاً في مطالعة ما يزيد على (1500) وثيقة تنصيرية وصلتني، ولم أنته بعد إلا من شيء منها، وأنا على يقين أن هذه الوثائق التي أملكها هي مجرد نماذج قليلة وناقصة لبعض جوانب الموضوع؛ إذ أنه لم يكن هناك جهد لاستكمال الموضوع واستجماعه، إنما هي النماذج والوسائل والوثائق التي وصلتني من الإخوة بجهودهم الشخصية.
ولا يفوتني أن أشكر من ساعدوني من الإخوة الشباب في توفير الوثائق حول هذا الموضوع بجهودهم الذاتية، سواء عن طريق المراسلة أو عن طريق الفاكس، أو بواسطة الزيارة وإرسال بعض المظاريف، والأوراق، والمجلات، والأشرطة وغيرها، فأقول لهم: جزيتم خيراً، وقد قمتم ببعض واجبكم تجاه دينكم وتجاه فضح هذا المخطط.
كما أشكر مجموعة من المؤسسات والهيئات الإسلامية، وعلى رأسها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكذلك لجنة مسلمي أفريقيا، فقد واصلوني وراسلوني بمجموعة كبيرة من الأوراق، والوثائق، والمنشورات، والحقائق التي أشكرهم عليها شكراً كثيراً، ولهم مني الدعاء في ظهر الغيب، وليعذرني هؤلاء وأولئك على أني أقتصر في شكرهم على هذه الكلمات التي قد يسمعونها، وربما لا يسعفني الوقت أن أكتب لهم شكراً خطياً وأبعث به إليهم، فليعذروني على ذلك، جزاكم وجزاهم الله خير الجزاء، وبارك الله تعالى في جهودكم وجهودهم.
وقد انتابتني حيرة شديدة وأنا أطالع هذه الأوراق فما أدري ما آخذ منها وما أدع!، ولذلك رأيت أن من المناسب، خاصة وأن هناك طلباً من عدد من الإخوة أن يجّزأ الموضوع على فترات، فرأيت أن من المناسب أن يخصص أكثر من موضوع، فسأتحدث إليكم في الأسبوع القادم وأقول لكم: التنصير يجتاح العالم الإسلامي، هذا في الأسبوع القادم، وفي أسبوع آخر سوف أتحدث عن التنصير في منطقة الخليج العربي بالذات؛ لخطورة الأمر وما فيه من الوثائق والحقائق المذهلة التي قد لا تتصورونها.
ومع ذلك فالموضوع أكبر من محاضرة أو محاضرتين أو ثلاث؛ ولهذا أجد أن سرد بعض المصادر -الآن- قد يفيد في تغطية الموضوع في جوانب قد لا نملك -نحن- أن نتكلم عنها في كثير ولا في قليل، وأيضاً أذكر هذه المصادر حتى يعلم الجميع أن الحديث إنما هو من وثائق، وحقائق، ومعلومات هي في الغالب مستقاة من مصادر رسمية، أو مصادر تنصيرية محايدة، أو أنها متعاطفة مع النصارى.
الكتب التي تناقش النصارى
الكتب المعاصرة عن نشاط المنصرين
من تلك الكتب على سبيل المثال، وإلا فهي تعد بالمئات:
من أخطرها كتاب الزحف إلى مكة للدكتور خالد نعيم؛ وهو أستاذ في جامعة الأزهر فيما أذكر، وهذا الكتاب مطبوع وقد نشر على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية، وهو كتاب وثائقي مهم، ومنها كتاب حقائق ووثائق عن التنصير في العالم الإسلامي للدكتور عبد الودود شلبي، وله كتاب آخر أيضاً اسمه أيها المسلمون أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية، ومنها: كتاب "التنصير في القرن الأفريقي ومقاومته" للسيد أحمد يحي، وهناك كتب غيرها كثيرة.
كتب تعالج الجانب العسكري والسياسي
الكتب التي تدون محاضر المؤتمرات
المهم, هذا المؤتمر الذي عقد عام (1978) في كلورادو، وحضره أكثر من (150) منصر من أنحاء العالم، واستمر أياماً، وقدم فيه أكثر من (40) دراسة ميدانية وثائقية مقارنة من أخطر ما يكون، وخرجوا بتوصيات علمية غريبة، نشر على رغم التحفظ عليه في أكثر من (1000) صفحة في أمريكا، ومهمة هذا المؤتمر كانت هي: التخطيط لتنصير المسلمين جميعاً، وكان عددهم آنذاك -فيما أذكر- أكثر من (720) مليون حسب الإحصائيات الرسمية.
فكان المؤتمر يهدف إلى تحويلهم إلى نصارى، ومن أجل ذلك عقد المؤتمر، وقد قام الأستاذ عبد الرزاق ديار بكرلي، بدراسة هذه الوثائق دراسة جيدة، وطبعت هذه الدراسة -أيضاً- في كتاب اسمه تنصير المسلمين، وهو بحث في أخطر استراتيجية طرحها مؤتمر كلورادو، ونشر هذا الكتاب -أيضاً- على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية، وطبع في الرياض في أحد دور النشر.
من الكتب -أيضاً- التي تفضح بعض خطط المنصرين في مؤتمراتهم كتاب اسمه سبعمائة خطة لتنصير العالم وهذا الكتاب رشح على أنه أهم وأخطر كتاب نصراني لعام 1988م قبل نحو أربع سنوات، تكلم عن (700) خطة لتنصير العالم، ودرسها خطة خطة، وإيجابياتها وسلبياتها، وخلص على أن ما يزيد على (400) خطة منها فاشلة، و(300) خطة منها قابلة للنجاح مع بعض التعديلات، وصفا له نحو (120) خطة رأى ضرورة التركيز عليها والعناية بها
الكتيبان والمطويات والنشرات وغيرها
وإذا ذكر عيسى فالنصارى يقولون: يسوع، لكنهم في كتبهم يقولون: عيسى إذا كان الكتاب مخصصاً للمسلمين، من أجل أن تأنس القلوب بذلك وترتاح له.
بل تجد في هذه الكتب على الغلاف صورة لعربي، أو خليجي بالشماغ والعقال وثيابه المعروفة، وربما تجد صورة بلباس الأمراء لطفل صغير يحمل الصليب، أو يحمل الإنجيل في يده على غلاف الكتاب.
وشأن هذه الأشياء غريب جداً، فهناك كميات بمئات الألوف في هذه البلاد فضلاً عن غيرها من البلاد النائية، أو البلاد التي يستهدفها التنصير مباشرة.
وقبل قليل أخبرني الشيخ سعيد بن زعير؛ الأستاذ في كلية الدعوة، أنه وصله ألف نسخة من كتيب بحجم أصابع اليد في البريد من أجل أن يقوم جزاه الله خيراً بتوزيعه على الناس، من كتب النصارى، حتى المشايخ يرسلون إليهم كتب ورسائل وطرود من المصادر، وسأتحدث على كل حال عن هذه النقطة مستقبلاً بتفصيل أكثر.
تقارير صحفية عن نشاط المنصرين
وثائق حول النشاط التنصيري
هذه بعض المصادر وغيرها كثير.
أولاً: الكتب التي تناقش دين النصارى، وهذه مصادر عامة: من خلال الكتاب والسنة والرد عليهم، وتثليب ماهم فيه، وبيان مذاهبهم وأقسامهم إلى غير ذلك، ومن أشهرها كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لـابن تيمية رحمه الله، وكذلك كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى للإمام ابن القيم رحمه الله، ومن الكتب المعاصرة كتاب محاضرات في النصرانية للشيخ محمد أبو زهرة، وكتاب "أضواء على المسيحية" لـشلبي، فضلاً عن كتب "الملل والنحل" وهي كثيرة، فضلاً عن كتب التفسير التي تتكلم عن النصارى من خلال تناول الآيات القرآنية في سورة البقرة وآل عمران والنساء وغيرها.
ومن المصادر: الكتب التي تتحدث عن نشاط المنصرين، والجمعيات التنصيرية، وأساليب دعاة النصرانية، سواء على سبيل الإجمال، أو على سبيل التفصيل في بلد معين، أو في بلدان، أو قارات بأكملها.
من تلك الكتب على سبيل المثال، وإلا فهي تعد بالمئات:
من أخطرها كتاب الزحف إلى مكة للدكتور خالد نعيم؛ وهو أستاذ في جامعة الأزهر فيما أذكر، وهذا الكتاب مطبوع وقد نشر على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية، وهو كتاب وثائقي مهم، ومنها كتاب حقائق ووثائق عن التنصير في العالم الإسلامي للدكتور عبد الودود شلبي، وله كتاب آخر أيضاً اسمه أيها المسلمون أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية، ومنها: كتاب "التنصير في القرن الأفريقي ومقاومته" للسيد أحمد يحي، وهناك كتب غيرها كثيرة.
من المصادر: الكتب التي تعالج الجانب السياسي، أو العسكري للتنصير، وهي كثيرة جداً، وزادت أضعافاً مضاعفة في حرب الخليج التي ينظر إليه كثير من المنصرين، ومن النصارى ولو لم يكونوا دعاة على أنها ترسيخ للنصرانية وفتح أبواب وآفاق جديدة لها في العالم الإسلامي، وفي منطقة الخليج والعراق خاصة، ومن هذه الكتب مثلاً، وهي -أيضاً- كثيرة بالمئات، بعضها موجود يباع وبعضها لا يباع، كتاب المسيحية والحرب للدكتور رفيق حبيب، ومثل: كتاب "النبوءة والسياسة"، "الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى حرب نووية"، "التبشير الإستعمار في البلاد العربية" وهو: كتاب لـعمر فروخ خالدي قديم لكن فيه معلومات مفيدة.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5157 استماع |
حديث الهجرة | 5026 استماع |
تلك الرسل | 4157 استماع |
الصومال الجريح | 4148 استماع |
مصير المترفين | 4126 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4054 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3979 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3932 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3874 استماع |
العالم الشرعي بين الواقع والمثال | 3836 استماع |