خطب ومحاضرات
الخطر القاتل
الحلقة مفرغة
السرقة هي أخذ المال المحرز على وجه التخفي، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، وتثبت السرقة إما باعتراف الرجل نفسه أنه سرق أو يشهد عدلان على أنه سرق، ويشترط في وجوب القطع أن يكون السارق عاقلاً بالغاً مكلفاً ولا يكون السارق والداً لصاحب المال المسروق أو ولداً له، ولا زوجاً أو زوجة، وألا يكون للسارق شبهة ملك في المال المسروق، وأن يكون المال المسروق: مباحاً، بالغاً ربع دينار فما فوق، في حرز، ولا تكون السرقة على جهة الخلسة أو الغصب.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهي وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131] ويقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
أيها الأحبة في الله: يقول الله جل وعلا: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ظهرت الفاحشة في قومٍ حتى أعلنوا بها، إلا ابتلاهم الله بالأوجاع والطواعين التي لم تكن في أسلافهم).
أيها الأحبة: نقول هذا الحديث تمهيداً أو مقدمةً لما هو حدث الأسبوع، حيث إن منظمات الصحة العالمية قد جعلت يوماً مضى في الأسبوع المنصرم هو يوماً عالمياً لمكافحة مرض الإيدز، والعجب -يا عباد الله- أن تلك الأمم التي فتحت فنادقها، وشركات السياحة فيها، وشواطئها، وأماكن اللهو والدعارة فيها، هي التي تدعو إلى ذلك، فسبحان الله العلي العظيم عما يصفون ويفعلون من التناقض والعجب العجاب فيه!!
أيها الأحبة: لا شك أنكم تعلمون أننا في زمنٍ تيسرت فيه سبل الفواحش، وتنوعت فيه أسباب الفاحشة، وتعددت فيه مظاهر الفساد، وكل هذا والله لبعد الأمم عن كتاب الله وسنة نبيه، وصدق الله جل وعلا حيث يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] أولئك الذين يظن بهم ضعاف الناس، وجهلة الخلق، وغوغاء الشعوب، يظنون أنهم أهل الحرية، وأهل الانفتاح، وأهل التقدم والمدنية، أولئك والله يعيشون أمراضاً لا حصر لها، وأنواعاً من البلاء لا يحصيها إلا الله، وما ذاك إلا لبعدهم وإصرارهم وصدهم عن كتاب الله وسنة نبيه، فهم ينهون وينئون عن شرع الله، فحسبهم ما أصابهم في الدنيا ولهم من الله في الآخرة عذابٌ عظيم.
أما ذلك المرض الذي توافرت فيه جهود منظمات الصحة العالمية، لكي تجعل يوماً مضى في الأسبوع المنصرم لمكافحة الإيدز وما أدراك ما الإيدز.
تقول نشرة أصدرتها وزارة الداخلية ممثلة في مستشفى قوى الأمن بـالرياض : إن سبب مرض الإيدز هو فيروسٌ صغيرٌ جداً، وتذكروا قول الله جل وعلا: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [المدثر:31] أتظنون أن الله يعجزه عن الخلق شيء، لا. والله إن الله جل وعلا بأمره وبإرادته وبمشيئته لو شاء أن يهلك الخلق بأدنى فيروسٍ صغير لا تراه حتى أجهزتهم ومكبراتهم وميكروسكوباتهم، أو ما ملكوه من وسائل التنظير والتكبير، فسبحان الذي لا يعجزه شيء!
تلك الأمم التي ملكت أنواع المدمرات، وأصناف الطائرات، وأدق المخترعات، وأبدع المكتشفات، ومع ذلك عجزوا أن يجدوا علاجاً لفيروسٍ لا يرى بالعين المجردة، إن الفيروس أصغر بمرات كثيرة من المكروب، فسبحان الله العلي العظيم! كيف هانوا على الله حتى أهلكهم بأدنى وبأصغر جندٍ من جنوده فلا تأمنوا مكر الله! ولا تأمنوا عقوبة الله جل وعلا بأممٍ عاندت شرعه، وأصرت على محاربة دينه ودعاة شرعه.
أيها الأحبة: تقول هذه النشرة التي أصدرها مستشفى قوى الأمن بـالرياض: إن سبب مرض الإيدز هو فيروسٌ، وينتقل هذا الفيروس عن طريق الإبر الملوثة، وحقن المخدرات، فليعلم الذين يتهاونون بالمخدرات ابتداءً بمقدماتها، من أنواع العطور أو الكولونيات أو نحو ذلك، فليعموا أن نهاية المطاف، وأن غاية المصير هي المصيبة والطامة الكبرى التي لا علاج لها على الإطلاق.
وينتقل هذا الفيروس أيضاً عن طريق الاتصالات الجنسية الغير المشروعة، وينتقل فيروس الإيدز عن طريق اللواط -عافانا الله وإياكم- ويمكن أن تنقل هذا الفيروس أمٌ مصابةٌ إلى وليدها، وإننا والله نقول: يا مصيبة بعض الفتيات وبعض الزوجات وبعض النساء من أزواجٍ لا يخافون الله جل وعلا! ولا يراقبونه حينما يسافرون إلى الخارج! فأيما جنبٍ وجدوه ناموا معه! وأيما فراش ووجدوه مريحاً التحفوا به! وأيما فاحشة وجدوها وقعوا بها! فما حال امرأة يعود ذلك الزوج النتن الذي حمل بأصناف هذا الفيروس، الذي حمل هذا الوباء، يعود إلى بلاده لكي يضاجع زوجته فينقل إليها هذا المرض الخبيث! إنها مصيبة وطامة وبلية عظيمة، فتنبهوا -يا عباد الله- تنبهوا يا أولياء الأمور! تنبهوا يا من لكم ولاية على البنات والفتيات! لا تزوجوهن إلا من عرف منه الصلاح والاستقامة والطهر والعفاف.
وينتقل هذا الفيروس عن طريق نقل الدم الملوث، ويؤدي في نهاية الأمر وخاتمة المطاف، يؤدي هذا المرض بصاحبه إلى الهلاك بعد انهيار مقاومة المريض، وتحطم جهاز المناعة؛ فإذا تحطم جهاز المناعة في البدن لا تسل عن جيوش الميكروبات، ولا تسل عن أنواع الفيروسات التي تهاجم البدن، ولا يجد البدن بعد ذلك قوة أن يدافعها أو أن يصدها، ثم بعد ذلك يأتيه الموت رويداً رويداً، يوماً بعد يوم، ساعة بعد ساعة، لحظة بعد لحظة، دقيقة بعد دقيقة، بدلاً من أن يموت مرة واحدة يموت مرات عديدة، وينال آلاماً عظيمة؛ جزاءً بما جنت يداه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33].
بينت تلك النشرة أن أكثر الناس عرضة للإصابة بالإيدز هم الشواذ جنسياً، والزناة، والذين يتعاطون الخمور والمخدرات والمسكرات، والذين يعاشرون البغايا والمومسات.
فيا عباد الله: كم من أولئك الذين يتقلبون في أحضان الفاجرات والكافرات في دول الشرق والغرب في دول الكفر، كم ينقلون! وكم ينشرون! وكم يوزعون أذناباً وإنتاجاً لهذا الفيروس حينما يعودون إلى دولهم وبلدانهم!
أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا وإياكم من الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار عياذاً بالله من ذلك.
أيها الأحبة في الله: العجب والغرابة كل الغرابة أن الدول الأوربية والغربية والشرقية التي تعاني من انتشارٍ ملحوظٍ لفيروس الإيدز في فئاتٍ عديدة وطبقاتٍ مختلفة من شعوبها، وأبناء مجتمعاتها، هي التي تدعو إلى مكافحة هذا المرض، فسبحان الله العلي العظيم! كيف يرخصون ويسمحون بفتح أماكن الدعارة والفساد وبارات الخمور، ثم بعد ذلك يدعون إلى مكافحة هذه الأوبئة، وإلى محاربة هذه الأمراض، فأولئك موقفهم تجاه شعوبهم كقول القائل:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء |
عجباً والله لهم! وأعجب من ذلك بعض ضعفاء البصيرة من المسلمين، الذين يمجدون دول الغرب على ما تدعو إليه من هذه المؤتمرات وتلك الندوات، بأنها الأمم التي تحارب الفيروسات في وقتٍ مبكر، وأنها الأمم التي تحارب المكروبات بطريقة علمية مبتكرة، وبأجهزة دقيقة حساسة، عجباً لأولئك في تطورهم! وعجباً لتلك الدول في واقعها، كيف ذلك الواقع المتناقض والحلول المتناقضة، والانفصام بين القول والعمل! يرخصون بالفساد، ثم بعد ذلك يدعون إلى محاربة ما ينجم عنه، فأولئك مهما طال المغرورون عنهم عجباً واستغراباً بما هم فيه من الحال أو عقد الندوات والمؤتمرات أولئك يصدق علهم قول الشاعر:
بنى مسجداً لله من غير حله فكان بحمد الله غير موفقِ |
كمطعمة الأيتام من كسب عرضها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي |
لهم الويل، ولهم الثبور، وعليهم من الله ما يستحقون، لا يفتحوا أبواب الدعارة، ولا يرخصوا بأماكن البغاء، ولا يقننوا أساليب الفاحشة، ثم بعد ذلك هم في حلٍ ألا يعقدوا المؤتمرات والندوات عن هذا البلاء وعن هذا المرض، وما جناه وما أظهره إلا فعلهم وما كسبته أيديهم.
عباد الله: إن العلاج كل العلاج هو في دين الله جل وعلا، هو في شرع الله، هو في قول الله جل وعلا: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ [المؤمنون:5-6].
إن العلاج كل العلاج والدواء كل الدواء في قوله سبحانه وتعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً [النور:33].
في دولة بريطانيا عقد اجتماعٌ كبير ضم عدداً من الشخصيات واللوردات، وأخذوا يناقشون هذا المرض الذي سرى في الجيل البريطاني، وشباب لندن ، والدول الغربية عامة، ثم قامت امرأة وقالت: إني أقترح عليكم علاجاً، فأرهف القوم أسماعهم، وشخصوا بأبصارهم إليها، قالوا: ما الذي عندك في هذا الحل؟ قالت: العلاج هو الحل السعودي قالوا: وما تعنين بذلك؟ عنت بذلك أن من زنا أن تطبق عليه حدود الله جل وعلا، وأن تمنع أبواب الفساد والدعارة، فالحمد لله -يا عباد الله- أن جعل بلادكم قدوة ونبراساً وقنديلاً ومشعلاً تستضيء به الأمم عامة، وتخرج به من الظلم أممٌ تاهت في دياجير الظلام، وحنادس الظلمة.
فيا عباد الله: اعرفوا قدر بلادكم، وقدر الطهر والعفاف فيها، وحاربوا كل دعوة تدعو إلى هتك حجب الحياء، ونابذوا كل مقولة تدعوا إلى الاختلاط، ونابذوا كل دعوة تسمح أو تتهاون في فتح أي نوعٍ من أنواع الفساد صغُر أو كبُر.
واعلموا -يا عباد الله- أن ما يُحذر منه لا يعني بالضرورة أن ما هو موجود، ولا يعني أيضاً أن الأعداء لا يفكرون في غزو الأمة به، فكونوا على مستوى الفهم، وعلى مستوى الوعي، وعلى مستوى الإدراك لما يريده أعداء الإسلام منكم.
عباد الله: إن دين الله جل وعلا يوم أن شرع حد الزنا أمر قبل ذلك بغض البصر، وأمر قبل ذلك النساء أن يقرن في بيوتهن، وأمر قبل ذلك بالحجاب، وأمر قبل ذلك بالحياء والفضيلة، ثم بعد ذلك يزيد حد الزنا عقوبة لمن تسور جدران الفضيلة، وحجب الحياء، غير مبالٍ بالأبصار، غير مبالٍ بالحجاب، غير مبالٍ بالحياء والطهر والعفاف.
إن شريعة الإسلام يوم أن شرعت حد السرقة، قررت قبل ذلك الأمر بالزكاة، والأمر بالصدقة، وكفالة أفراد المجتمع، وحث الناس على التوسعة لبعضهم البعض، ثم بعد ذلك جاءت العقوبات لمن خالف تلك الحجب، وتسور تلك الجدر.
أما الحلول الغربية المتناقضة فهي والله في غاية التناقض، وفي غاية الانفصام، من جهة يفتحون أبواب الدعارة والفساد، ومن جهة يدعون إلى علاج الأوبئة والأمراض، إنها أممٌ تتخبط في ألوان الضلالة، وأصناف الجهالة، ولا حل ولا علاج لكل أمة في هذا الزمان، وفي كل مكان وزمان إلا بكتاب الله وسنة نبيه.
إن الطهر.. إن الحياء.. إن العفاف لهو خير ما يحفظ الإنسان، وبقدر حفظك -أيها الرجل- نفسك يحفظ من دونك، وبقدر بعدك عن الوقوع في حرمات الله جل وعلا، يكون ذلك سبباً لبعد الناس عن أن يجترئوا عليك أو على محارمك وقديماً قال الشافعي رحمه الله:
من يزنِ يُزنَ به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيباً فافهمِ |
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ |
فيا عباد الله: احفظوا بيوتكم، واحفظوا أنفسكم، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، ومكنوا الحياء في بناتكم وأولادكم، ومكنوا الحجاب في نسائكم تسدوا بذلك معروفاً لمن دونكم، وتحفظوا بذلك مجتمعكم.
أيها الأحبة في الله: إن هذا الفيروس قد انتشر انتشاراً عظيماً، وشاع في دول الغرب شيوعاً ذريعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ففي أمريكا وحدها في سنة من السنوات سبعة وعشرون ألف مصاب بهذا الفيروس، مات منهم ستة عشر ألف، ومعدل الوفيات نتيجة هذا الفيروس مائتين وعشرين رجل يموتون أسبوعياً، والدراسات والإحصائيات تقول: إنه خلال أشهرٍ عديدة قادمة سيكون معدل الوفاة من جراء الإصابة بهذا الفيروس ألف شخصٍ يموتون في الأسبوع الواحد.
فانظروا إلى عظم الجريمة، وانظروا إلى هوان الخلق على الله يوم ألا يبالوا بمحارمه، ويوم أن ينتهكوا حدوده فاحفظوا الله يحفظكم، احفظوه جل وعلا في أمره وفي نهيه، احفظوا الله جل وعلا يحفظكم، احفظوا الله في كل آنٍ، وفي كل زمان، وفي كل مكان، تجدوا الله تجاهكم، ومن لم يحفظه الله فلا حافظ له، ومن يضلل الله فلا هادي له.
أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا جميعاً، وأن يحفظ شبابنا، وأن يمنَّ على هذه البلاد بالطهر والعفاف والحياء، وأن يبعد عنها وأن يقهر فيها كل دعوة إلى الاختلاط والتبرج، أو إلى تيسير وسائل الاتصال التي لا تنبغي ولا تليق في مجتمعات المسلمين خاصة، وفي غيرها من المجتمعات عامة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أرادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره، يا سميع الدعاء!
اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم احفظ إمام المسلمين، وإخوانه وأعوانه وثبتهم على الحق يا رب العالمين!
اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم، اللهم سخر لنا ولولاة أمرنا ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِ بلوىً عافية، ومن كل فاحشة أمناً، ومن كل فتنة عصمة.
اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولاهماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، ولا أيماً إلا زوجته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين!
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً اللهم جازه بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفواً وغفراناً.
اللهم انصر عبادك الموحدين، وانصر جندك المجاهدين، اللهم انصر جندك المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان ، وفي فلسطين وفي الفلبين ، وفي سائر أرضك يا رب العالمين!
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً، سحاً طبقاً مجللاً نافعاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، اللهم إنا خلقٌ من خلقك وعبيدٌ من عبيدك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ورحمتك يا رب العالمين!
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أهمية الوقت في حياة المسلم | 2802 استماع |
حقوق ولاة الأمر | 2664 استماع |
المعوقون يتكلمون [2] | 2652 استماع |
توديع العام المنصرم | 2647 استماع |
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] | 2552 استماع |
من هنا نبدأ | 2495 استماع |
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] | 2461 استماع |
أنواع الجلساء | 2460 استماع |
الغفلة في حياة الناس | 2437 استماع |
إلى الله المشتكى | 2436 استماع |