التهاون بترك أمور الشريعة


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرجو بها النجاة يوم القيامة، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

معاشر المؤمنين: تعلمون أنه كلما ابتعد المسلمون عن السنن فإن البدع تقترب منهم بحسب ما ابتعدوا عن دينهم، وما تركوا أمراً حسناً إلا وحل محله أمر قبيح، وهكذا النفوس إن لم تنشغل بالطاعات انشغلت بالمعاصي، وإن من الأفكار السامة الخبيثة التي حلت في قلوب بعض المسلمين المغترين ببريق الحضارة دون معرفة لحقيقة خوائها الروحي، وما تنطوي عليه من ألوان الدمار الاجتماعي والاقتصادي والتسلط السياسي، فكرة خبيثة يرددها بعض الناس ومن الشباب على وجه الأخص، تلكم هي فكرة تقسيم أمور الشريعة وأحكامها إلى قشور ولباب، ومظاهر وحقائق، وتراهم يبنون على هذا تهاونهم بترك أوامر الشريعة وتساهلهم بها بحجة أن الأهم والأعظم أكبر من هذا، وقضية الدين هي العقيدة والإيمان الذي هو في القلب، وأن الشريعة سمحة ميسرة، فلو جادلت أحدهم بالتي هي أحسن أَجْلَبَ عليك بِخَيْلِهِ ورَجِلِهِ، بأحاديث أو بكلام يظنه من الحديث ويفهمه فهماً سقيماً، ويضعه في غير مواضعه، فيقول لك: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وإذا ناصحته أو دعوته أشار بيده إلى قلبه، وقال: التقوى هاهنا، التقوى هاهنا. وقد تراه حليقاً مسبلاً، متهاوناً بالصلاة مع الجماعة، مداهناً في أمر دينه، أو متساهلاً في أكل الربا، أو نيل المال بالباطل، ولو دار بينك وبينه حوار وأقمت الحجة عليه بوجوب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأصول والفروع.. في العقائد والأحكام لانفض النقاش بينك وبينه، متهماً لك بالسطحية والقشورية وعدم الغور في أصول الشريعة أو إدراك مقاصدها.

وهكذا يا عباد الله! تنقض عرى الإسلام وأحكامه عروة عروة، وكثير منهم يردد من حيث لا يدري أو من حيث يدري تلك الحجج الواهية والأفكار السقيمة التي استوردها من أعدائه جهلاً وغفلة، وصدرها الأعداء إليه حقداً وحسداً ومكيدة، تقول لأحدهم: صل مع جماعة المسلمين، وإياك والربا، أو وفِّر لحيتك وارفع إزارك، أو تنكر عليه صوراً يعلقها في بيته، أو تماثيل مجسمة وأصناماً لأشخاص أو أفراد في مجلسه، أو تحذره من سماع الأغاني الماجنة، أو تنهاه عن شرب الدخان ومجالسة جلساء السوء، ومع ذلك تراه غارقاً في كل هذه المعاصي والمنكرات، ويرد عليك مرة أخرى بكل جرأة قائلاً: لا تكن سطحياً متشدداً أو معقداً، الأمر أهم من ذلك، القضية قضية عقيدة ، القضية قضية أمة.. إلى آخر هذا الكلام الذي لم يدرك حقيقته، ولو أدرك حقيقته لانبعث سلوكه طيباً سليماً من هذه العقيدة التي يدعو أن القضية إليها، والأدهى والأمَرّ من ذلك -يا عباد الله- أن ترى بعض أولئك راضياً عن نفسه، ويجعلها في عداد الصالحين رغم تلك المنكرات التي يرتكبها، ويزيده ضلالاً ووبالاً أنه يشعر بالرضا عن نفسه.. لماذا؟ لأنه يقارن نفسه بأولئك الذين يشربون الخمر ويسرقون ويرتشون، فيرى نفسه أحسن حالاً منهم، وقد نسي المسكين أنهم إنما وقعوا في الكبائر والفواحش يوم أن تهاونوا بالصغائر وأصروا عليها.

أيها الأحبة في الله: لا يخفاكم أن الذين يدعون هذا الأمر ويتساهلون ببعض أمور الدين بحجة أن التقوى هاهنا، أو أن الشريعة سمحة ميسرة، لا شك أنهم هم المحجوجون بقولهم وما يرددونه بأن مقتضى الإيمان والتصديق العمل والتطبيق، وثمار التقوى التي في القلوب العمل بالمأمور وترك المحظور، والدين كلٌ لا يتجزأ، وليس في الدين قشور ولباب، ويوم أن نصغي لقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [البقرة:208] يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: هذا أمر من الله لعباده المؤمنين به، المصدقين برسوله، أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره، ومعنى قوله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة:208] أي: في الإسلام جميعاً كما قال ابن عباس.

وقال مجاهد: أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر، أما دعوى أولئك الغافلين بقولهم: إن الدين والإيمان في القلب، لو سلَّمنا بهذا القول -أن الإيمان في القلب- على إطلاقه لجعلنا فرعون وأبا لهب وغيرهما من الطواغيت في عداد المؤمنين؛ لأنهم يؤمنون بالله، ويوقنون بوجوده وتصرفه في الكون، ولكنهم ضلوا وأضلوا يوم أن تكبروا وتجافوا عن عبادة الله والانقياد له، إذاً فلا يكفي في الإيمان أن يدعيه الإنسان دعوى من دون تطبيق وبرهان صادق على دعواه.

ثم إن الحس والملاحظة يشهدان بالارتباط الوثيق بين الظاهر والباطن، فمن صلحت سريرته استقامت علانيته، ومن ساءت وحادت عن جادة الصواب علانيته كان ذلك دليلاً على فساد باطنه، وهذا أمر ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة في كثير من كتبه حول كلامه عن هذا الموضوع، وفي اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم بين ذلك رحمه الله بقوله: والأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب بالقلب شعوراً وأحوالاً.

فالمشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].

أسأل الله أن يجنبنا وإياكم التساهل بأمور دينه وأحكام شريعته، وأن يجعلنا من الذين يمسِّكون بالكتاب ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فإن جسومكم ووجوهكم على وهج النار لا تقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعملوا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المؤمنين: إن التساهل بأمور شريعة الإسلام وقولنا لبعض الأمور: هذا أمر يسير، وهذا أمر ليس من القضايا الأساسية، وهذا أمرٌ من سماحة الإسلام ويسره قد يتهاون به أو قد يجعله في ضمن الأمور المعذور عنها، جهلاً وفهماً خاطئاً من القائلين بهذا الكلام، إن هذا يجر إلى سقوط عرى الإسلام عروة عروة، وما وقع الناس في المصائب العظمى والبلايا الكبرى إلا يوم أن تركوا شيئاً من هذه الأمور، وتهاونوا واستساغوا ترك الواحدة بعد الأخرى، حتى وقعوا في الأمور العظمى وتساهلوا بالأمور الكبرى، ومن ثم ترى الواحد منهم قد أفلت جانباً كبيراً من جانب الدين بحجة اليسر والسهولة والمسامحة، وإن كثيراً من المسلمين ليفهمون سماحة الدين ويسر الشريعة فهماً سيئاً خاطئاً؛ بعض الناس يظن أن سماحة الدين ويسر الشريعة إنما هي أن يترك الإنسان شيئاً من المأمورات، أو أن يتهاون بفعل بعض المحظورات أو أي شيء من هذه الأمور، كلا والله. ما أنزلت الشريعة وما أنزل القرآن إلا ليعمل به، إلا ليطبق جملة، وليتقي الله سبحانه وتعالى في فعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، أما ترك بعض الأمور بحجة أن الشريعة سمحة ويسيره، فهذا جهل لا حد له.

إن يسر الشريعة وسماحة الدين يرد في أمور: كقصر الرباعية حال السفر، وكالأكل من الميتة حال المخمصة، وكاستعمال التراب حينما يتعذر استخدام الماء، هذا مما يدل على يسر الشريعة، أما أن يتساهل الإنسان بأمور الدين ويظن أن هذا من يسر الشريعة فهذا جهل عظيم، قال مفتي المملكة الراحل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة، وأعلى منازله في الجنة، ونور ضريحه: إن يسر الشريعة وسماحتها.. أي: أن مفردات الشريعة جاءت على السهولة كقصر الرباعية ونحو هذا، هذا معنى يسر الشريعة -ليس معناه ترك الواجبات، أو فعل المحرمات- بل يجب القيام بما أمر الله به من إقامة الحدود، فإن بعض الجهلة يظنون ويجعلون هذا تشديداً، وهذا من خداع الشيطان وما ابتلوا به، فإن ذلك قد بُين في الأحاديث وقد تبين معنى يسر الشريعة.. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى: عندما يتضايق الحال كالرخص الشرعية كأكل الميتة حال المخمصة. انتهى كلامه رحمه الله رحمة واسعة.

واعلموا يا عباد الله: أن دين المرء هو ما يملكه ويقدمه يوم القيامة، فمن تساهل بدينه أقبل على ربه ضعيفاً فقيراً إلى الحسنات قد أثقل كاهله، وحمل عبئاً عظيماً من الأوزار والسيئات، وإنه ينبغي للإنسان أن يحتاط لدينه، وأن يعلم أن الأمور مقيدة محسوبة مسجلة عليه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، ويقول جل وعلا: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8]، ويقول سبحانه: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49] فإن من تساهل بأمر دينه فإنما ذلك على حساب نقص حسناته وزيادة أوزاره وسيئاته، فاتقوا الله يا عباد الله واحتاطوا لدينكم.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) فأصلحوا مضغ قلوبكم يا عباد الله! وانتبهوا لأنفسكم، وحاسبوا وراقبوا أنفسكم وأعمالكم، فغداً تقدمون على الله جل وعلا إن شاء الله بأعمال يسركم أن تروها في الموازين بمن الله عليكم وفضله، وتوفيقه إياكم في فعل الواجبات، وترك المحرمات، والعناية بأمر الدين والشريعة، لا التساهل بها.

اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان.

عباد الله: نسيت أن أنقل وأزف إليكم بشارة عظيمة محبوبة إلى نفوسكم، أذكركم قبلها بما كان منكم جزاكم الله خير الجزاء من تبرعكم ودعمكم، وبذل أموالكم لإخوانكم المجاهدين، والدعاء لهم في صلواتكم، والقنوت لهم أياماً معدودة في الصلوات، أبشركم بأن عدوهم قد أخزاه الله فانسحب من تلك الموقعة خاسئاً ذليلاً، مهزوماً منكسراً، قد خسر في ذلك عدداً من الطائرات والناقلات والدبابات، وقُتل منهم جمع كثير لا يحصيه إلا الله، كان هذا الانسحاب يوم الخميس أو الجمعة الماضية فالحمد لله رب العالمين، وبهذا دلالة عظيمة على أن الله جل وعلا لا يرد عباده خائبين ولا يردهم محرومين.

انظروا يا عباد الله: يوم أن لجأ المسلمون إلى ربهم ثم قنتوا لإخوانهم وألحوا في الدعاء لهم في صلاة تشهدها ملائكة الليل والنهار، وبذلوا سبباً يدل على المشاركة، ويدل على حب الجهاد بالمال والنفس وغير ذلك، استجاب الله ذلك، والله جل وعلا قادر بكلمة (كن) فقط على هزيمة الكفار، ولكن ليبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً، فالحمد لله على هذه الحال، ونسأل الله أن يكلل نصرهم وفوزهم بعز أولئك المجاهدين واستلامهم سلطة بلادهم، وأن يطرد الشيوعيين من أرضهم إنه جواد كريم، وبالإجابة جدير، وعلى كل شيء قدير.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم اهد إمام المسلمين، اللهم وفق إمام المسلمين، اللهم مسك إمام المسلمين بكتابك وسنة نبيك، اللهم أصلح بطانته، اللهم اجمع شمله وإخوانه وأعوانه على الحق يا رب العالمين، اللهم لا تفرح عليهم عدواً، ولا تشمت بهم حاسداً، اللهم ربنا أصلحهم على كتابك وسنة نبيك، فإن بصلاحهم صلاحنا، وبفوزهم فوزنا، وبنصرهم نصرنا يا رب العالمين.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، ولا أسيراً إلا فككته.

اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم من كان حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً اللهم جازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم نور عليه ضريحه، وافسح عليه قبره، وافتح له أبواباً إلى الجنة.

إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن بقية العشرة، وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً، سحاً طبقاً، نافعاً مجللاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم لا غنى لنا عن فضلك ورحمتك، فلا تمنعنا بمعاصينا فضلك، ولا تحرمنا بذنوبنا رحمتك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة اسٌتمع
أهمية الوقت في حياة المسلم 2802 استماع
حقوق ولاة الأمر 2664 استماع
المعوقون يتكلمون [2] 2652 استماع
توديع العام المنصرم 2647 استماع
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] 2552 استماع
من هنا نبدأ 2495 استماع
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] 2461 استماع
أنواع الجلساء 2460 استماع
إلى الله المشتكى 2436 استماع
الغفلة في حياة الناس 2436 استماع