الصبر عند الابتلاء


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح ا­­­­لأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد..

فيا عباد الله: اتقوا الله وتوبوا إليه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]

يا نفس توبي قبل     ألا تستطيعي أن تتوبي

واستغفري لذنوبـك     الرحمن غفار الذنوب

إن المنايا كالرياح     عليك دائمة الهبوب

اتقوا الله حق تقاته قبل أن يخطفكم الأجل أو يفجعكم الوجل.

عباد الله: يقول الله جل وعلا: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157].

معاشر المؤمنين: إن هذه الدنيا قد جبلها الله وخلقها وطبعها على البلايا، وعلى الفتن والكدر، حتى لا يطمئن العباد إليها، فإذا نغصت صحتهم بسقم اشتاقوا إلى جنةٍ لا أمراض فيها، وإذا كدر اجتماعهم بفراق اشتاقوا إلى جنةٍ لا فراق فيها، وإذا تكدر عيشهم بخوف أو فزع اشتاقوا إلى دارٍ لا وجل ولا فزع فيها، وإذا كدر عزهم بذل أو غناهم بفقر اشتاقوا إلى دارٍ لا يمسهم فيها نصب ولا هم فيها يحزنون.

أيها المؤمنون: إن من أراد السعادة الكاملة في الدنيا، طلب المستحيل بأصنافه وأنواعه، وكيف تراد السعادة من دارٍ جعلها الله سجن المؤمنين وجنة الكافرين؟ كما في الحديث الصحيح: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر).

مرَّ أحد السلف رضوان الله عليهم بيهودي حداد فاعترض اليهودي طريق ذاك العالم، فقال: نبيكم يقول: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فكيف تكون الدنيا سجناً لك، وأنت على هذا الخيل وتلبس هذه الحلة والناس من حولك؟ وكيف تكون جنة لي وأنا حداد بين الكير والنفخ والنار؟! قال: نعم. هي سجن لنا لأننا ينتظرنا من النعيم أضعاف أضعاف ما نحن فيه، وهي جنة لكم؛ لأن من مات كافراً ينتظره من الشقاء والعذاب أضعاف أضعاف ما هو فيه.

وبالجملة فليس في الدنيا نعيم لا ينقطع.

طبعت على كدر وأنت تريدها     صفواً من الأقذاء والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها     متطلبٌ في الماء جذوة نار

فاقضوا مآربكم عجالى إنما     أعماركم سفر من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا     أن تسترد فإنهن عوارِ

أيها الأحبة: قد جعل الله في هذه الدنيا ألواناً وأنواعاً من البلاء، وما من بلاء قل أو كثر صغر أو كبر إلا وهو بقضاء الله وقدره مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22] فهذا مبتلى بزوجة نغصت عليه حياته، وهذا مبتلى بأولاد يعقونه، وهذا مبتلى بأقارب يصلهم فيقطعونه، ويبذل لهم فيحسدونه، ويعطيهم فلا يشكرونه، وذاك مبتلى بعلة في بدنه علة في الرأس أو في القلب أو في الجوف أو في الأطراف، أو في أي موضع من بدنه، وذاك مبتلى بعلة في ماله، ترددت تجارته بين كساد وخسارة أو جائحة وحريق، وآخر مبتلى بفقد الأبناء، كلما ولد له مولود وعاش أياماً ودب على الأرض يخطو، وعاش كأنما تمشي فراشة على وردة قلبه إذ به يموت بين عينيه، وآخر مبتلى بالحل والترحال والتشريد والطرد، وآخر .. وآخر .. وآخر .. كل هذه أنواع من البلاء وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ [البقرة:155] ولم يبتل العباد بالخوف كله، أو بالجوع كله، أو بنقص المال كله، أو بنقص الأنفس كلها، أو بنقص الثمرات كلها؛ لأن العباد لا يطيقون البلاء كله، وإنما يبتلون بشيء وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ [الزمر:8] لو نزل الضر كله، لهلك العبد ولم يطق، ولكن يناله شيء، يناله مس يسير من هذا.

هي حكمة بالغة فما تغن النذر هي حكمة بالغة؛ لأن الله جل وعلا حكيم عليم، يُبتلى العباد بهذا وبأشكاله وأضربه وأنواعه، وكل هذا يهون إلا أن تكون البلية في الدين.

إذا كانت بلية المرء في دينه ومعتقده، وإذا كانت بلية المرء في إقباله على الله وفي صلاته وعبادته فذاك الخطر كل الخطر، والمصيبة كل المصيبة؛ لأن المصائب بأنواعها ربما تهون إلا مصيبة الدين.

وكل كسرٍ فإن الله يجبره     وما لكسر قناة الدين جبران

من كل شيء إذا ضيعته عوضٌ     وما من الله إن ضيعته عوض

أيها الأحبة: إذا تقرر هذا فلنعلم أن الدنيا بلاء بأنواعها.

إنما الدنيا بلاء     ليس للدنيا ثبوت

إنما الدنيا كبيت     نسجته العنكبوت

كل من فيها لعمـري     عن قريب سيموت

إن ما يكفيك فيـها     أيها الراغب قوت

فقد يكون الابتلاء حتى بظاهر ما يسر العبد به من زيادة النعم، وقد يكون استدراجاً ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ [القلم:17] ابتلوا بنعمة ونعيم، وقد يكون الابتلاء باليسر والعسر، والمنشط والمكره، والحبيب والبغيض، قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168] وقد يبتلون بما يؤمرون به فهل يعملونه ويقيمونه ويبتلون بما ينهون عنه؟ هل يرعوون وينزجرون عن فعله؟ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31] قال ابن كثير في التفسير: "أي لنختبرنكم بالأوامر والنواهي".

أيها الأحبة: إن العبد يبتلى يوم أن يسمع "حي على الصلاة" "حي على الفلاح" فيسقط كثير من الناس في معركة الفراش والوسادة أمام داعي التوحيد، ويبتلى العبد أمام دريهمات من المال فترمي به نفسه في أحضان الحرام، ويستعجل أرزاقاً كانت قد كتبت له بالحلال، يستعجلها بالحرام، ويبتلى العبد في أحوال كثيرة بصورة أو فلم أو ملهاة أو عزف أو طرب، فربما فشل في هذا الامتحان اليسير.

إن العباد يبتلون بالأوامر والنواهي الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2] من هو أحسنكم في فعل الواجب والقيام به؟ ومن هو أصبركم على ترك المعصية؟ ومن هو أقدركم على تركها والتجافي والبعد عنها؟ إن العبد يبتلى في كل شيء، في كل أمر بطاعة يبتلى، وفي كل زجر عن معصية يبتلى.

ابتلاؤنا على قدر إيماننا، وكان الأوائل يبتلون بأنواع البلاء كالجبال لصلابة دينهم، وقدم سابقتهم، وثبوت خطاهم في الدين، كلما كان الرجل صلباً في دينه كانت درجة الابتلاء والامتحان عليه أعظم، فابتلاء كثير منا بصوت أو صورة أو حالة أو موقف يسير يسير جداً، فسرعان ما ينهزم، هذا يبتلى بأولاده يصارعونه: نريد طبقاً يستقبل البث، نريد ما يسمى بالدش، نريد .. ونريد .. ونريد .. فيسقط أمامهم، ويهزم في معركتهم فيقدم لهم ما يشتهون في معصية الله.

وذاك يبتلى من أماني وأهواء أهله -زوجه- فيقرهم على ما يسخط الله، وذاك يبتلى بقليل وكثير وصغير وكبير ومع ذلك لا يصمد أمام الابتلاء إلا يسيراً أو قليلاً، ثم يكون كجبل من الشمع أو جبل من الثلج يذوب عند أدنى حرارة من الابتلاء.

وكان الأوائل يبتلون بالأمور العظيمة والكبيرة.

وإذا كانت النفوس كباراً     تعبت في مرادها الأجسام

ابتلي الشيخ/ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب المحدث العالم الأصولي الفقيه النحرير البارع المعروف، حفيد إمام الدعوة، وليس أول من ابتلي وإنما نضرب الأمثلة من التاريخ القريب حتى لا يقول أحد: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:134] فيستدل خطأً بهذه الآية على أن أخلاق الأوائل تنعدم في الأواخر.

ابتلي أمام الأتراك -أمام العثمانيين- قالوا له: أنت تكفر من يدعو الأضرحة أو يستغيث بالقبر أو يتوسل بهذا القبر ليدفع بصاحبه بلاءً حل أو يرجو به نعمة فقدت؟ قال: نعم. من دعا غير الله كفر، ومن طلب النصرة من غير الله كفر، ومن توكل على غير الله في نصرة كفر، فما كان منهم إلا أن امتحنوه فأوثقوه وما رجع، وعذبوه وما رجع، ثم وضعوه في فوهة المنجنيق وأطلقوا قذائف المنجنيق حتى تطاير لحمه وعظمه وأشلاؤه ودماؤه وهو يموت من أجل لا إله إلا الله، من أجل كلمة التوحيد، ابتلاء على قدر جبال الإيمان.

ثم ابتلي أبوه مرة أخرى، فجاء الباشا، وقال: يا شيخ! قتلنا ولدك، فقال الشيخ/ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: لو لم تقتلوه لمات في ساعته في مكانه، فثبت أمام هذا النوع العظيم من الابتلاء بفقد الولد الصالح العالم.

وآخرون يبتلون بأمور عظيمة، يبتلون فيصبرون، ويمتحنون فيثبتون، بل إن بعضهم قدم نفسه حتى يرفع شيئاً من البلاء عن الناس، من يقرأ التاريخ يعلم أن الدولة السعودية الأولى قام زعيمها وإمامها لما حاصره الأتراك وضربوه ضرباً شديداً في الدرعية، ولم يبق معه من القوة على القدرة بالمقاومة شيئاً يستطيعه، خرج إليهم فقال: ما تريدون؟ قالوا: نريدك أنت، قال: نعم. أسلمكم نفسي بشرط: ألا تغتصبوا امرأة من أهل الدرعية، وألا تعترضوا لشرفها أو عفتها، وألا تنتهكوا الناس في دورهم، وألا تأخذوا من قوتهم وأرزاقهم، فلما قبلوا العرض سلم نفسه صابراً على هذا الابتلاء، فذهب به إلى مصر ثم إلى الأستانة فقتل هناك رحمه الله. ابتلاء عظيم يقدم فيه الرجال، يرون الموت وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [آل عمران:143] يقدمون على الموت طائعين مختارين راضين غير مكرهين.

خرجنا إلى الموت شم الأنوف     كما تخرج الأسد من غابها

نمر على شفرات السيوف     ونأت المنية من بابها

ونعلم أن القضا واقع     وأن الأمور بأسبابها

ستعلم أمتنا أننا     ركبنا الخطوب حناناً بها

فإن نلق حتفاً فيا حبذا     المنايا تجيء لخطابها

وكم حيةٍ تنطوي حولنا     فننسل من بين أنيابها

أيها الأحبة: يبتلى أهل القلوب الكبيرة والعقول الكبيرة بدرجة إيمانهم، وكلما كان الرجل صامداً صلباً في دينه كان بلاؤه أعظم، وعلى كل حال فالابتلاء لكل العباد، لا تغبطنَّ ملكاً في ملكه، ولا أميراً في إمارته، ولا وزيراً في وزارته، ولا رئيساً في رئاسته، ولا غنياً في غناه، ولا ذا ولد فيما أوتي، ولا بعيد أو قريب في حال، فإن جميع العباد في كدر لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4].

من ذا الذي قد نال راحة عمره     فيما مضى من عسره أو يسره

يلقى الغني لحفظه ما قد حوى     أضعاف ما يلقى الفقير لفقره

وأبو العيال أبو الهموم وحسرة     الرجل العقيم كمينةٌ في صدره

ولقد حسست الطير في أوكارها     فرأيت منها ما يصاد بوكره

أو ما ترى الملك العظيم بجنده     رهن الهموم على جلالة قدره

فتراه يمشي والهاً في نفسه     همٌ تضيق به جوانب صدره

ولرب طالب راحةٍ في نومـه     جاءته أحلام فهام بأمره

والوحش يأتي حتفه في بره          والحوت يأتي موته في بحره

كيف التخلص يا أخي مما نرى     صبراً على حلو القضاء ومره

فالواقع أن الناس جميعاً في بلاء، فمستقل ومستكثر ولو رأيت ذا نعمة، فهو في بلاء.

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت     ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

أيها الأحبة في الله: إن واقع المؤمنين يعلمون أن الله لم يقدر قدراً وإن كان في ظاهره مصيبة إلا وهذا القدر مشتمل على تمام العدل؛ لأن الله لا يظلم، ومشتمل على تمام الحكمة؛ لأن الله لا يقدر عبثاً، ومشتمل على تمام الرحمة؛ لأن رحمة الله وسعت كل شيء؛ ولأن رحمته سبقت غضبه، ففي كل حال ليس في الدنيا لذة إلا وهي مشوبة بالكدر، فما تظنه في الدنيا شراب فهو سراب، وعمارة الدنيا وإن حسنت صورتها خراب، وما جمعت فيها فهو للذهاب، ومن خاض الغمر -الغمر هو: الماء الكثير- لم يخل من بلل، ومن دخل بين الصفين لم يخل من وجل، فالعجب كل العجب ممن يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللسع؟! وأعجب منه من يطلب من المطبوع على الضر النفع!

مرارة الدنيا على ما ينال العبد فيها إذا صبر واحتسب ورضي، فهي حلاوة في الآخرة، وليعلم المسلم أن مرارة الدنيا بعينها قد تكون حلاوة في الآخرة، ولأن ينتقل المرء من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة فذاك خير ولا شك؛ دل على ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا بن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال: يا بن آدم! هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس ولا رأيت شيئاً قط).

إذاً: فما ينال العبد في هذه الدنيا من مرارة المصائب هو بإذن الله معوضٌ في الآخرة بخير عوض إن كان من الصابرين المحتسبين.

ثم إن العباد مساكين يطغون عند الغنى كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6-7] فلو مرت حياته من غير منغصات لأصابه من الكبر والعجب وقسوة القلب ما قد يكون سبباً لهلاكه، ولكن الله يبتليه إذا رأى منه بعداً لكي يرجع، وإذا رأى منه ذنباً كي يستغفر، وإذا رأى منه ضلالاً كي يئوب ويتوب، ولكي يسمع تضرعه وأنينه وشكواه ولجوءه إلى ربه ومولاه، فسبحان من جعل الرحمة في كل شيء حتى في المصيبة والبلاء، فمقام المحنة تتفاوت عقول الناس فيه، فمنهم من يرى بثاقب البصر والبصيرة، وبصادق العقل واللب يرى أن في المحنة منحة، ويرى أن في البلاء هدية فيصبر ويحتسب؛ وحينئذٍ يتفاوت الرجال في عقولهم وتقديرهم لما يمر بهم، تتفاوت حقائق الرجال، فمنهم من لا يصبر ويؤثر حلاوة فانية على لذة باقية، يؤثر حلاوة منقطعة على لذة دائمة، ولكن منهم من يتلذذ بشيء من المر أو من الصبر على المصيبة حتى يلقى الله موفور الأجر قد أجزل له الثواب.

قال ابن الجوزي رحمه الله: رأيت جمهور الناس إذا طرقهم المرض أو غيره من المصائب اشتغلوا تارة بالجزع، وتارة بالشكوى، وتارة بالتداوي، إلى أن يشتد عليهم فيشغلهم اشتداد المصيبة عن الالتفات إلى المصالح الواجبة من الوصية قبل حلول الموت، أو فعل الخير أو التأهب.. فكم ممن له ذنوب لا يتوب منها! وكم ممن عنده ودائع لا يردها! وكم ممن عليه دين أو حلت زكاة في ذمته أو في ذمته مظلمة لا يخطر له دفعها وبذلها وتداركها.

قال بعض السلف : رأيت جمهور الناس ينزعجون لنزول البلاء انزعاجاً يزيد على الحد، كأنهم ما علموا أن الدنيا على ذا وضعت، وهل ينتظر الصحيح إلا السقم؟ وهل ينتظر الكبير إلا الهرم؟ وهل ينتظر للموجود سوى العدم؟

على ذا مضى الناس اجتماعٌ وفرقةٌ     وميتٌ ومولودٌ وبشرٌ وأحزان

ولكن حقيقة الأمر تنكشف يوم ينكشف الغطاء، فإذا وقف الناس يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الترمذي بسند حسن عن جابر رضي الله عنه قال: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب يودون لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض) مما يرون من كرامة الله لأهل الابتلاء، فمن كان مبتلى، فليحمد الله، وليرجع الأمر إلى الله مردداً إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156].

قال بعض السلف: ثلاثة تمتحن بها عقول الرجال: كثرة المال، والمصيبة، والولاية.

وقال عوف بن عبد الله: الخير الذي لا شر معه: الشكر مع العافية، والصبر مع المصيبة.

وقال شريح : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات وأشكره إذ لم تكن أعظم مما هي، وأن رزقني الصبر عليها، ووفقني إلى الاسترجاع عندها، ولم يجعل مصيبتي في ديني.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد..

فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة؛ وكل بدعة في الدين ضلالة؛ وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المؤمنين: نداء نوجهه إلى كل سقيم على فراش السقم، وإلى كل مريض على مرقد المرض، وإلى كل مبتلى ببلية في بدنه أو في غير ذلك، نقول له: اسمع ما بشرت به وما ينتظرك من الفضل والثواب إن كنت صابراً محتسباً!

فأول ذلك: أن البلاء قد يكون من دلائل صلابة العبد في دينه، وأن الله ربما أحبه فابتلاه في الدنيا لتكفر ذنوبه وخطاياه فيقدم على ربه طاهراً مطهراً، فعن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) رواه البخاري. فلا تجزع يوم أن ترى قريباً من أقاربك أو ذوي رحمك أو عصبتك أو من جيرانك أو المسلمين مريضاً وإن طالت به أشهر المرض وسنينه، فإن الله جل وعلا يكفر من ذنوبه بكل لحظة يرقد فيها على علته وسقمه.

وعن فاطمة رضي الله عنها قالت: (أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نسائه، فإذا سقاء- يعني: قربة- معلق نحوه صلى الله عليه وسلم، يقطر ماء السقاء على النبي صلى الله عليه وسلم من شدة ما يجد من حرِّ الحمى، قلنا: يا رسول الله! لو دعوت الله لشفاك؟ قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) رواه الإمام أحمد بسند صحيح.

وتقول عائشة رضي الله عنها: [كان صلى الله عليه وسلم رجلاً مسقاماً] أي: كثيراً ما يطرقه السقم وكثيراً ما ينزل به المرض، وربما وصف له الدواء فتداوى.

ثم إن هذه المصائب هي بقدر الله وقدر الله خير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يذكره عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألونني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله! وممَّ تضحك؟ قال: أضحك عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه الإمام أحمد.

والمرض يكفر الذنوب كما في حديث أم العلاء يوم أن كانت مريضة فزارها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا أم العلاء ! أبشري فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة) رواه أبو داود بسند صحيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته) رواه مسلم والوصب: هو المرض، والنصب: التعب، والهم: من أمر المستقبل، والحزن: على أمرٍ قد مضى.

سبحان الله! حتى الهموم التي تحل بذهن العبد وخاطره يكفر الله بها من ذنوبه وسيئاته، لك الحمد يا ربنا على هذا الدين العظيم الذي ما ترك لنا شيئاً في سراء أو ضراء إلا وفتح فيه باباً إلى الرضا والمثوبة والجنة، حتى الهم لو اشتغلت بأمر سكنى أولادك أو نفقة زوجتك أو أهمك أمر بناتك، أو أهمك أمر من الأمور الدنيوية المباحة، فإن هذا الهم تكون مأجوراً عليه، فما بالك بمن أهمه حال المسلمين في البوسنة، أو حال المسلمين في كشمير، أو حالهم في الفليبين، أو حالهم في فلسطين، أو حالهم في أي بقعة من البقاع؟ الهم لمصلحة الشخص فيه تكفير للسيئات، فما بالك بالهم الذي هو لأجل الدين وأبناء الدين؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنزل المعونة من السماء على قدر المئونة، وينزل الصبر على قدر المصيبة) رواه البزار والحديث صحيح، والمئونة: القوت، ومن نعم الله أن الله يوطئ للمصيبة في قلب العبد شيئاً من الرضا وشيئاً من الاحتساب وشيئاً من الصبر، حتى إذا نزلت المصيبة، نزلت هينة على العبد، فلا يفوته حظه فيها من الاسترجاع والفوز والأجر العظيم عند صبره عليها لكي يصبر في أول وهلة تطرقه المصيبة (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

ليحذر المسلم كل الحذر أن يتكلم عند المصيبة بشيء يحبط به أجره أو يسخط به ربه مما يشبه التظلم والشكوى والجزع، فإن الله عدل لا يجور، وأفعاله كلها حكمة وعلى مقتضى المصالح أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].. لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23] وهو الفعال لما يريد، فالحذر الحذر أن تأتي وساوس الشيطان على العبد، فربما تذكر أحوالاً، أو سخط بكلام، أو جزع بدعاء لا يليق، ثم يكون حاله كحال من كره لقاء ربه، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء ربه كره الله لقاءه، فالواجب على العبد ألا يقول عند المصيبة إلا ما يرضي ربه، وربما كان سخطه هذا سبباً إلى جزع أبنائه وبناته وذويه من حوله، فيقولون ما لا يليق، والملائكة تؤمن على حاله، وتؤمن على حال من حوله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإن من الأسباب التي يدفع بها البلاء أن يحرص العبد إذا رأى مبتلى أن يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً. فمن قالها لم يصبه ذلك البلاء كما في الحديث الحسن عند الترمذي.

وإن من آداب قول هذا إذا زرت مريضاً مبتلى ألا تشخص ببنانك إليه وتقف عن وجهه، فتقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وإنما تقولها يوم أن تخرج من عنده، أو تسرها في نفسك حتى لا يعتقد المريض أنها شماتة، وحتى لا يصيبه شيء من الإحباط أو عدم الفأل والأمل في شفاء حاله.

وكذلك الحذر الحذر من الشماتة، فإن الشماتة بالناس سبب في الوقوع فيما وقعوا فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله، فمن شمت بأخيه، فربما عافاه الله وابتلاه، وقال القائل:

إذا ما الدهر جر على أناسٍ     حوادثه أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا     سيلقى الشامتون كما لقينا

وكم رأينا أناساً من رجال ونساء، نساء شمتن بنساء فحل بهن ما حل بالمشموت بهن، ورجال شمتوا بآخرين فحل بهم ما حل بالمشموت بهم، فالعبد لا يشمت، ولا يفرح على مصيبة أخيه، بل واجبه الدعاء له، وواجبه إخلاص النصيحة، ووصيته بالصبر عند هذا، واعلموا أن الدعاء بإذن الله ينفع مما نزل وما لم ينزل من البلاء كما في حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) هذا إذا حرص العبد على توفر شروط الدعاء وبذل أسباب قبوله بإذن الله.

فعلى كل حال:

اصبر لكل مصيبة وتجلد     واعلم بأن المرء غير مخلد

أوما ترى أن المصائب جمةٌ     وترى المنية للعباد بمرصد

من لم يصب ممن ترى بمصيبـةٍ     هذا سبيل لست فيه بأوحد

فإذا ذكرت مصيبة ومصابها     فاذكر مصابك بالنبي محمد

إن من حلت به مصيبة فتذكر مصيبة المسلمين في فاجعتهم بموت نبيهم صلى الله عليه وسلم كان ذلك مهوناً عليه ما يرى، فإذا تذكرت حال الأمة وقد مات نبيها وحصل لها ما حصل بعد موته؛ علمت أن كل مصيبة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم تهون كما في الحديث (من عظمت مصيبته عليه فليتذكر مصيبة المسلمين فيَّ) فإن المسلمين لم يصابوا بمصيبة- كما تعلمون أيها الأحبة- كقدر مصابهم بموت المصطفى صلى الله عليه وسلم.

والواجب على العبد أن يسترجع في كل حال حتى لو انكسر في يده كأس، أو انكفأ قدر، أو انشق ثوب، أو زلت به قدم أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى يصبر عند الصدمة الأولى، فإنما الصبر الذي عليه الأجر عند الصدمة الأولى، والذي يصبر عند الصدمة الأولى فلا محالة سيصبر في اليوم الخامس أو العاشر أو الأسبوع الأول أو الثاني.

من لم يصبر صبر الكرام     سلا سلو البهائم

وإني لأعرف رجلاً من أهل هذه المدينة قد ابتلي ببلية ذات يوم: كان متجهاً يريد المغسلة أو دورة المياه، فلم يبصر بعد ذلك شيئاً، وأظلمت الدنيا من حوله، والناس في نهار وضياء، وأصبح لم ير شيئاً، ابتلي فجأة بأن أخذ الله بصره هكذا، فما كان منه إلا أن أكثر من" إنا لله وإنا إليه راجعون" " لا حول ولا قوة إلا بالله" وانزعج الناس من حوله، نذهب بك إلى أسبانيا، نذهب بك إلى بلد كذا، لم يكن حينها في هذه البلاد مستشفيات أو أطباء على درجة في تخصص العيون، فقال: بل ربي يرد علي ما أخذ مني، فلم يمكث أياماً لم تتجاوز السبعة عشر يوماً إلا وهو يرى ما كان حوله كما كان قبل أن يؤخذ بصره.

إذاً: فاسترجاع العبد وصبره على المصيبة من أسباب دفع البلاء عنه، ومن دلائل نجاحه في امتحان الابتلاء الذي مر به، وعلى المسلم أن يخفف على الناس مصابهم يوم أن يراهم في مصيبة (من قال: هلك الناس، فهو أهلكُهم، وفي رواية: أهلَكهم) وهذا في كل حال، فإذا رأيت في الناس مصيبة من غلاء، فهوِّن على الناس ما يرون، وإذا رأيت الناس في مصيبة خوف، فهوِّن على الناس ما يرون، وإذا رأيت الناس في مصيبة كرب، فخفف عليهم ما هم فيه حتى ينبعث الأمل من جديد ويشق التفاؤل طريقه إلى قلوبهم فيمضون أقوياء ذوي عزيمة بإذن الله.

اللهم ادفع عنا أصناف البلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نسألك أن تقدر لنا كل خير وأن تصرف عنا كل شر.

اللهم إنا نشكو إليك ضعف الإيمان ووسوسة الشيطان، وقرناء السوء، وشحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وقلوباً قاسية، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم ثبتنا على دينك إلى أن نلقاك، اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً فجازه اللهم بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.

اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد إمامنا إمام المسلمين، اللهم أصلح بطانته، اللهم متع به على طاعتك واجمع شمله وإخوانه وأعوانه، وقرب له من علمت فيه خيراً له ولأمته، وأبعد عنه من علمت فيه شراً له ولأمته.

اللهم إنا نسألك ونستعين بك على كل من أراد بولاة أمرنا فتنة، وأراد باجتماعنا فرقة، وأراد بشبابنا ضلالة، وأراد بنسائنا تبرجاً وسفوراً، اللهم أبعده عنا، اللهم اجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم انصر المسلمين في طاجكستان، اللهم انصر المجاهدين في طاجكستان، اللهم انصر المسلمين في فلسطين وأرومو وعفر والفليبين وفي مورو وكشمير وفلسطين وسائر البلاد يا رب العالمين.

اللهم اجمع شمل المسلمين في أفغانستان، اللهم أعنهم على إقامة التوحيد، اللهم أعنهم على هدم القبور والأضرحة، اللهم أعنهم على تحقيق التوحيد يا رب العالمين، اللهم مكن لهم بقربهم واجتهادهم في العناية بالتوحيد يا رب العالمين.

اللهم آمنا في ديارنا ولا تفرح علينا عدونا، ولا تشمت بنا حاسداً، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا متزوجاً إلا ذريةً صالحةً وهبته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا أسيراً إلا فككته بمنك وكرمك يا أرحم الرحمين.

اللهم صل على محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة اسٌتمع
أهمية الوقت في حياة المسلم 2802 استماع
حقوق ولاة الأمر 2664 استماع
المعوقون يتكلمون [2] 2652 استماع
توديع العام المنصرم 2647 استماع
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] 2552 استماع
من هنا نبدأ 2495 استماع
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] 2461 استماع
أنواع الجلساء 2460 استماع
الغفلة في حياة الناس 2437 استماع
إلى الله المشتكى 2436 استماع