خطب ومحاضرات
بر الوالدين [1]
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اتبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعــد:
يا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، اتقوا الله تعالى بمراقبة أمره، وفعل كل ما أمر، اتقوا الله تعالى بالبعد عما عنه نهى وزجر.
معاشر المؤمنين: يقول الله جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً [الإسراء:23-25].
معاشر المؤمنين: إن الله جل وعلا أمر عباده بتوحيده وعبادته، وقرن ذلك ببر الوالدين كما قرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى، حيث يقول في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] فحق الوالدين والبر بهما عظيم جداً، وحسبكم أن يكون في أوائل الأعمال المحبوبة إلى الله جل وعلا، فقد روى البخاري (أنه صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) فانظروا كيف قدم البر بهما على الجهاد في سبيله.
ومن محض حق الوالدين الذي ينبغي ألا يتساهل به أحد منا معاشر الأحباب، هو ألا نكون سبباً لأن نعرضهما أو نتعرض لهما بالإساءة والعقوق، أو أن نعرضهما للسب والشتيمة، فإن ذلك من الكبائر التي ثبتت في السنة النبوية، ولقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله! وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم! يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه) ومن المؤسف حقاً أن تسمع شتيمة الرجل لأم الرجل وأبيه في كثير من الأحيان على ألسنة البعض هداهم الله إلى التوفيق والسداد.
معاشر المؤمنين: إن الإنسان مهما كان في خصومة مع غيره من الناس ينبغي ألا يتعرض لوالديه بسب أو شتيمة، والكثير من الناس إذا تشاجر مع رجل آخر بدأ بشتيمة أمه وأبيه، فيقول: فعل الله بأمك، وفعل الله بأبيك، أو يابن الفاعل .. ويابن الفاعلة .. وأمه وأبوه قد يكونان في القبور، فيكون بذلك قد سب مسلماً في قبره، وعدوه أو خصمه الذي يتشاجر معه أمامه لم يتعرض لشيء من هذا -ولا ينبغي أن يتعرض باللعن أو الشتيمة على خصمه- ولكن المصيبة إن تعدت من هذا الخصم إلى والديه.
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت) رواه البخاري ومسلم والترمذي .
والأحاديث في الزجر عن عقوق الوالدين وأن ذلك من الكبائر كثيرة جداً -يا عباد الله- ويكفي أن نعلم أن عقوقهما كبيرة تكون سبباً لحرمان المسلم من التوفيق وتكفير السيئات؛ لأن الله جل وعلا يقول: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً [النساء:31] فكيف تكفر سيئات من أصر على عقوق والديه، أو شتم أمه وأباه متناسياً حقوقهما عياذاً بالله من ذلك؟!
وحقيقة العقوق -يا معاشر المؤمنين- هو مخالفة الوالدين في كل شأن لهما، فلا يجوز لمسلم أن يخالف أمر والديه، بل تجب طاعتهما أياً كانت الظروف، بل لا يجوز تأخير قضاء حوائجهما التي طلبت على الفور إلا بإذنهما أن تقضى بعد الفراغ أو بعد فراغ الابن من حاجته.
فاحذروا -يا عباد الله- كل الحذر من مخالفة أمرهما والتهاون به، ولو كان الواحد منشغلاً بأجل الأعمال وأزكاها، روى البخاري في الأدب المفرد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تكلم مولود من الناس في المهد إلا عيسى بن مريم وصاحب وفي ذلك الزمان كان راعي البقر يأوي إلى أسفل صومعة جريج ، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي؛ فولدت منه بعد أن زنى بها، فأتي بالمرأة إلى الملك فقال لها: ممن حملت وولدت؟ قالت: من جريج، قال الملك: أصاحب الصومعة؟ قالت: نعم. قال: اهدموا صومعته وائتوني به، فضربوا صومعته بالفئوس حتى وقعت، ثم جعلوا يده إلى عنقه بحبلٍ، ثم انطلق به، فمر على المومسات فرآهن فتبسم وهو يذكر دعوة أمه يوم أن قالت: لا أماتك الله حتى تنظر في وجوه المومسات، فرأى المومسات وهن ينظرن إليه في الناس، فقال له الملك: ما تزعم هذه؟ قال جريج: وما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك، فقال جريج لها: أنت تزعمين ذلك؟ قالت: نعم. قال: أين هذا الصغير، قالوا: هو ذا في حجرها. فأقبل عليه العابد فقال: من أبوك؟ فقال الصغير: راعي البقر، فقال الملك: أنجعل صومعتك من ذهب؟ قال: لا. قال: أمن فضة؟ قال: لا. قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت، قال الملك: فما الذي تبسمت له؟ قال جريج: أمراً عرفته، أدركتني دعوة أمي حين كنت في صلاتي يوم أن لم أجبها .. ثم أخبرهم بقصته
وخلاصة الأمر من هذه القصة يا عباد الله! أهمية اتباع أمر الوالدين فيما ليس بمعصية الله، وتوقي سخطهما ودعوتهما على الابن، فإن دعوة الوالد لا ترد، لذا فأوصيكم ونفسي -يا عباد الله- أن تطلبوا من آبائكم وأمهاتكم أن يخصوكم بالدعاء فيما يخصون به أنفسهم، لأن دعوة الوالد لولده مستجابة بمشيئة الله جل وعلا.
واعلموا معاشر المؤمنين: أن ما ذكرناه من الآيات والأحاديث غير وافٍ في شأن الوالدين، ولعلنا أن نتمه في مناسبة قادمة وإنما أحببنا أن ننبه على أهمية طاعتهما والمسارعة بتحقيق ما أمرا به، أياً كان المسلم منشغلاً بأي عمل جليل من الأعمال إلا أن يكون الأمر معصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان:14-15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله؛ الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شي، وهو الباطن فليس دونه شيء، وبيده مقاليد كل شيء، جل عن الشبيه والند والمثيل والنظير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله، وعظيم سلطانه، كل ذلك تعظيماً لشأنه.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وسلم الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
معاشر المؤمنين: اعلموا أن الله جل وعلا أمركم بالتقوى وخلقكم لعبادته، فإن الله ما خلقكم ليستكثر بكم من قلة، وما خلقكم ليستعز بكم من ضعف، وإنما خلقكم لعبادته، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فاعرفوا حقيقة ما وجدتم له، وأنيبوا إلى ربكم وتوبوا إليه، واتقوا الله تعالى حق التقوى، وتذكروا أن وجوهكم وأجسامكم على وهج النار لا تقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى.
واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار عياذاً بالله.
معاشر الأحباب: إن من المسلمين هداهم الله من تهاون بحق والديه تهاوناً وصل به إلى إكرام زوجته على حساب أمه، ومنهم من وصل به الأمر إلى أن يفضل رغبة زوجته، وأن يقضي حاجتها قبل حوائج أمه، بل إن منهم من يحب أن يقضي حاجة أدنى زملائه قبل أن يقضي حوائج والديه، أفنسيت أنها حملتك وهناً على وهن تسعة أشهر في بطنها، ولو حملت شيئاً أقل من ذلك على كتفك خارج جسمك لذقت به ذرعاً ولو يوماً أو بعض يوم؟
فما شأنك بمن حملتك، وتوحمت بك، وسهرت الليالي والأيام لأجلك، وبعد أن وضعتك سرت بوجودك حياً سليماً معافى، ثم أخذت تميط الأذى عنك وتنظفك، وترضعك من خالص ثديها، ومن لين درها، وأنت بعد ذلك تقابلها بالإساءة والعقوق، لا والله ما هذا بحق الوالدين ولا هذا بحق الآباء والأمهات.
وتأكدوا -معاشر الشباب- أن الواحد منكم لن يدرك حق والديه إلا بعد أن يرزق بمولود صغير ليعلم كيف يمشي هذا المولود على لحم قلبه، وإن وقع ذلك الطفل على الأرض فكأنما الذي وقع أحشاؤه أو وقع قلبه، وليس الذي وقع هو ولده، من شدة شفقة الوالد على ولده.
إذاً: فاعلموا أن في قلوب أمهاتكم وآبائكم من هذا الشعور ما الله به عليم وإن كنتم لا تدركونه، وإن كنتم لا تحسونه، ولذا فإن حق الوالد عظيم، وجزاؤه على الله إن شاء الله جنات النعيم.
معاشر المسلمين: إياكم أن تقدموا الزوجات على الأمهات! وهذا من البلايا التي حلت في هذا الزمان، فإن الكثير من الناس لا يبالي أن يخرج بزوجته في أي وقت سواء كانت أمه في حاجتها أو لا، ولا يبالي أن يرضي زوجته بما شاءت من اللباس والذهب وغير ذلك دون مراعاة لخاطر أمه، ودون مراعاة لما بذلته في سببه، ودون مراعاة لما بذلته لأجله، فينبغي إن كنت تتودد لزوجتك أن تتودد أضعاف أضعاف ذلك لأمك؛ فإن لها حقاً عظيماً، وينبغي ألا يكون الإنسان متساهلاً لدرجة أن البعض يسمع كلام زوجته في أمه، ويسمع كلام زوجته في أبيه، فيضطره ذلك إلى الخروج من المنزل وهجران والديه وتركهما وهما في أشد الحاجة إليه.
ما هذا بجزاء الإحسان، وما هذا بجزاء التربية، وما هذا بجزاء العطف والحنان، إذاً: فالتفتوا لذلك يا عباد الله!
ومن الشباب -هداهم الله- من إذا زاد الريال في يده، ورأى رغبة زوجته في مفارقة أمه وأبيه من غير سبب وجيه أو شرعي يفضي إلى ترك والديه، انشغل بزوجته وبأقارب زوجته وترك أمه وأباه، فهل هذا من العدل والإنصاف؟! وهل من حق الوالدين أن تتركهما في أشد الحاجة إليك وتذهب إلى هنا أو هناك؟!
إذاً: فالتفتوا لذلك معاشر الشباب! ومن كان في نفسه أن يخرج من بيت أمه وأبيه فلا يخرج إلا بعذر وجيه شرعي، وبعد أن يستسمح والديه وإن استطاع أن يكون مستقلاً بقربهما حتى إذا دعت حاجة أحدهما إليه انطلق مسارعاً لتلبيتها في أي ساعة من ليل أو نهار.
ومن الشباب هداهم الله من يبلغ به الأمر إلى مقاطعة والده بسبب أمه أو مقاطعة أمه بسبب والده، فلقد عرفنا الكثير منهم هداهم الله يهجر والده لأن أمه غضبت يوم أن تزوج أبوه زوجة ثانية أو ثالثة، فقالت له: لا تذهب إلى أبيك أو لا تفعل له كذا.. أو لا تقضي حاجته، وهذا لا يجوز؛ لأن أباك له عليك حق عظيم، ولأمك عليك حق عظيم، ولا يمنع غضب أحدهما أن تقضي حاجة الآخر.
إذاً: فالتفتوا لذلك معاشر الأحباب! وفقنا الله وإياكم إلى البر بهما، وفقنا الله وإياكم إلى نيل رضاهما، ونسأل الله جل وعلا أن يرضيهما عنا وأن يجازيهما عما بذلا فينا جنات النعيم والفردوس الأعلى، ونسأل الله جل وعلا ألا يميتهما بعد عمر طويل وعمل صالح إلا وهما عنا في حالة الرضا وقرارة العين، والشعور ببذل الجهد لأجل البر والصلة تجاههما، أسأل الله جل علا أن يغفر لنا ولكم، وأن يغفر لنا ولوالدينا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وعطل كيد الزنادقة والملحدين.
اللهم من أراد المسلمين بسوء، وأراد علماءهم بمكيدة، وأراد ولاة أمورهم بفتنة، وأراد شبابهم بضلال، وأراد نساءهم وبناتهم بتبرج وسفور، اللهم فاجعل كيده في نحره، وأدر عليه دائرة السوء، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء!
اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهدهم لكتابك وسنة نبيك، اللهم أعزهم بالإسلام، وأعز الإسلام بهم، اللهم اجمع شملهم، ووحد كلمتهم، ولا تفرح عليهم عدواً، ولا تشمت بهم حاسداً.
اللهم اختم بالسعادة آجالنا، واقرن بالعافية غدونا وآصالنا، واجعل إلى جناتك مصيرنا ومآلنا، اللهم اجعل لكل مسلم من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلوىً عافية، ومن كل فاحشة أمناً، ومن كل فتنة عصمة، اللهم سخر لنا ملائكة السماء برحمتك، وسخر لنا جنود الأرض بقدرتك.
اللهم يا حي يا قيوم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك.. أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً سحاً غدقاً نافعاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم لا تحرمنا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تحرمنا بمعاصينا رحمتك، اللهم إنا خلقٌ من خلقك، وعبيد من عبيدك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، اللهم فارحمنا وكن لنا ولا تكن علينا، وأعطنا ولا تحرمنا، وانصرنا ولا تعن علينا، بقدرتك يا جبار السماوات والأرض!
اللهم لا تجعل لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مأسوراً إلا فككت أسره، ولا حيران إلا دللته، ولا عاقاً إلا رددته بالبر لوالديه، ولا قاطعاً إلا رددته للصلة.. برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم اغفر لنا ولموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، والأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم التواب الرحيم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أهمية الوقت في حياة المسلم | 2802 استماع |
حقوق ولاة الأمر | 2664 استماع |
المعوقون يتكلمون [2] | 2652 استماع |
توديع العام المنصرم | 2647 استماع |
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] | 2552 استماع |
من هنا نبدأ | 2495 استماع |
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] | 2461 استماع |
أنواع الجلساء | 2460 استماع |
الغفلة في حياة الناس | 2437 استماع |
إلى الله المشتكى | 2436 استماع |