خطب ومحاضرات
بر الوالدين [2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعــد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى فهي وصية الله لكم في محكم كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
معاشر المؤمنين: لا شك أن حق الوالدين عظيم بما عظّم الله، وقرن طاعتهما بطاعته، وثنى بالشكر لهما بعد الشكر له، وحسبكم أن عصيانهما من الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى النار والهلاك إن لم يتب من العقوق والقطيعة، ولقد مر بنا ما وقع فيه كثير من الناس وبالأخص بعض الشباب الذين قدموا طاعة الزوجات على الأمهات، وجعلوا حوائج الوالدين بعد الفراغ من حاجاتهم وحاجات أصدقائهم، فترى الرجل له الولدان والثلاثة يقف على قارعة الطريق صباحاً أو مساء في انتظار لمحتسب يوصله إلى قصده وأولاده على فرشهم، لم يشاءوا أن يقطعوا لذيذ النوم من أجل والدهم، وكثيراً ما نرى المرأة تلتمس من جيرانها وممن حولها مساعدتها في الوصول إلى منزل قريب أو لمناسبة معينة، وأولادها في المنـزل يتحاسبون كلٌ يقول لأخيه: أنت تذهب بها.
فيا للحسرة والأسف على شاب بذل فيه والداه الجهد الجهيد، وفي نهاية الأمر لا ينفعهم في أدنى الحوائج، فاحذروا معاشر المسلمين عقوق الوالدين؛ فإن ذلك سبب للشقاء في الدنيا والخزي والعذاب في الآخرة، جاء في الحديث الذي يرويه النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بعطائه) .. (وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والمترجلة) رواه الحاكم وصححه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أربع حق على الله ألا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه) فإياكم والعقوق، والزموا البر والصلة، واعلموا أن الوالد أوسط أبواب الجنة، فحافظوا على ذلك الباب إن شئتم أو دعوه، وجاء في الحديث عن ابن عباس : (ما من مسلم له والدان مسلمان يصلح إليهما محتسباً إلا فتح الله له بابين من الجنة، وإن كان واحداً فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه، قال: وإن ظلماه).
اعلموا -معاشر المسلمين- أن من الآباء والأمهات من يتعنتون أولادهم في حق طاعتهم تعنتاً شديداً، يصل في بعض الأحيان إلى أمر الوالدين أو أمر أحدهما ولدهما أن يطلق زوجته، أو أن يفارق جلساءه الصالحين وأصدقاءه وألا يخالطهم أبداً، فهذا معاشر الآباء تشدد في باب الطاعة والبر، فما المصلحة لأب أو أم كرها زوجة ابنهما لغير سبب فأمراه بطلاقها، أيريدون أن يتجنوا على تلك الزوجة الضعيفة المسكينة، حتى إذا طلقت عاشت دهرها أيماً لا زوج لها، وقد يجران البلاء والشقاء لولدهما في الحصول على زوجة جديدة قد توافقه وقد لا توافقه، وقد كان قرير العين بزوجته الأولى راضياً بها.
وينبغي للشاب المسلم إذا وقع في مثل هذا أن يحتسب الجهد في إقناع والديه لبقاء زوجته عنده وعدم طلاقها، وتأكيد حق والديه على زوجته بمضاعفة البذل والخدمة والعناية.
أما تشدد بعض الأباء -هداهم الله- على أبنائهم في مجالسة الصالحين والأخيار من الأصدقاء؛ فإنهم بتشددهم هذا؛ يفتحون المجال لهم لمجالسة الأشرار والسيئين والفاسدين، فالنفس لابد لها من صاحب، إما أن يكون جليساً صالحاً أو جليساً سيئاً، وقد يتشدد الأب على ولده في هذا النوع من المجالسة خوفاً عليه ولا شك، فالحل عند ذلك لا يكون بقطع الابن عن أصدقائه وجلسائه الصالحين، بل الصواب هو متابعة الابن والتأكد من ذهابه مع أصدقائه الصالحين وسؤاله عما يدور بينهم في مجالسهم، سؤال تلطف واستفادة متبادلة، لا سؤال تحقيق وامتحان، وعند ذلك يطمئن الأب إلى ذهاب ولده وإيابه.
وبهذه المناسبة أكرر النصح والدعوة إلى الشباب عامة وللأخيار الصالحين منهم خاصة، أن يضاعفوا البذل والعطاء والبر والإحسان بوالديهم، فإن الجميع ولا شك مقصر في هذا الباب تقصيراً عظيماً.
اعلموا أن للأم النصيب الأوفى والدرجة العظمى في مقام البر وحسن الصلة، ففي الحديث الصحيح أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال:ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أبوك) ولا عجب أن تنال الأم هذا النصيب من البر والصلة ولها حق كبير وكثير، وما نقدمه لها يسير، وقيل بالنسبة لما قدمته لنا:
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي لها من جواها أنة وزفير |
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة فمن غصص منها الفؤاد يطير |
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها وما حجرها إلا لديك سرير |
وتفديك مما تشتكيه بنفسها فمن ثديها شرب لديك نمير |
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها حنواً وإشفاقاً وأنت صغير |
فآه لذي عقل ويتبع الهوى وآه لأعمى القلب وهو بصير |
فدونك فارغب في عميم دعائها فأنت لما تدعو إليه فقير |
وذكر أن أبا الأسود الدؤلي تخاصم مع امرأته إلى القاضي في غلامها منه، أيهما أحق بحضانته، فقالت المرأة: أنا أحق به؛ لأنني حملته تسعة أشهر ثم وضعته ثم أرضعته إلى أن ترعرع بين أحضاني كما ترى، فقال أبو الأسود: أيها القاضي: حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه، فإن كان لها بعض الحق فيه؛ فلي الحق كله أو جله، قال القاضي: أجيبـي أيتها المرأة، قالت: لئن حمله خفاً فقد حملته ثقلاً، ولئن وضعه شهوة فقد وضعته كرهاً، فنظر القاضي إلى أبي الأسود وقال له: ادفع إلى المرأة غلامها ودعني من سجعك.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن امرأة قالت: (يا رسول الله! إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري لها حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أن ينـزعه مني بعد أن طلقني، فقال: أنتِ أحق به ما لم تنكحي) أي: ما لم تتزوجي، رواه أحمد وأبو داود.
يقول الإمام القرطبي : إن من الإحسان للوالدين والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد) رواه مسلم.
وروى البخاري : (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان، فقال صلى الله عليه وسلم: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما).
ولا شك أن بكاء الوالدين لما يجره الولد لهما من العقوق كما جاء ذلك في الحديث، ومن الحديث الذي سبق ينبغي لمن أبكى والديه أو أغضبهما أن يتوب إلى الله، وأن يسعى جاهداً لإرضائهما، وأن يسعى جاهداً لأن يرضيا عنه، ولرد الابتسامة إلى وجوههما بفعل يرون منه ندمه وأسفه على ما فرط في حقهما، وذلك بهدية تليق بمقامهما، والدعاء لهما، والتلفظ واللباقة في معاملتهما.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم التواب الرحيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله منشئ السحاب، وهازم الأحزاب، ومنزل الكتاب، وخالق خلقه من تراب، أحمده سبحانه حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه وعن المثيل وعن الند والتظير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أزواجه وآله وصحبه، ومن اتبع أثره، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعــد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن كل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار عياذاً بالله.
معاشر الأحباب: إن أناساً يعيشون في قطيعة الرحم ويعيشون في عقوق لوالديهم، فهل يأمنون أن يخطفهم هاذم اللذات ومفرق الجماعات وهم على حال كهذه، فأي مصير لهم وأي مصيبة عند سكرات موتهم إن فارقوا هذه الدنيا على حادث أو فجاءة أو أي قدر من الأقدار، وآباؤهم في سخط عظيم عليهم.
وإن رجلاً كهذا قد لا يؤمن عليه من سوء الخاتمة، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت، فقال: يا رسول الله! شاب يجود بنفسه، فقيل له: قل لا إله إلا الله فلم يستطع أن يقولها، فقال صلى الله عليه وسلم: أكان يصلي؟ قال: نعم، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه، فدخل على الشاب، فقال له: قل لا إله إلا الله. فقال: لا أستطيع. قال: لم؟ قالوا: كان يعق والدته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحية أمه؟ قالوا: نعم. قال: ادعوها، فدعوها فجاءت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهذا ابنكِ؟ قالت: نعم. فقال لها: أخبريني لو أُججت نار عظيمة، فقيل لكِ: إن شفعت له صلينا عليه، وإلا حرقناه في هذه النار هل كنت تشفعين له؟ قالت: يا رسول الله! إذاً أشفع. قال: فأشهدي الله وأشهديني أنكِ قد رضيتِ عنه. قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام! قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فقالها: ففاضت روحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذ ابنك من النار).
وكان هذا الشاب كما ورد في كتب الحديث يؤذي أمه، ويؤثر رضا زوجته على رضاها.
الله الله يا معاشر المسلمين في الوالدين، فإن لها حقاً عظيماً، وإن الجميع مقصرون مفرطون في حقهم، وإن من أدنى الواجب أن يكثر الإنسان الدعاء لهما، وكما جاء في الآية: وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24] أقل الأمر أن لا ينساهم الإنسان في كل صلاة وفي كل دعاء أن يدعو لهم بخالص ما يدعو به لنفسه من الرحمة والمغفرة وهون الحساب ودخول الجنة.
معاشر المسلمين: ومن كان والداه كبيرين، فإنهما أعظم باب لدخوله الجنة، وإنه على خطر عظيم إن ماتا ولم يحسن البر بهما، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغم أنفه! رغم أنفه! رغم أنفه! قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة).
وتأملوا هذه الواقعة أو هذه القصة معاشر المؤمنين، فإن كثيراً من الناس يستكثر ما ينفق على والديه، ويستكثر بقاء والديه في بيته، ويستكثر خدمته وعنايته بهما، وقد نسي ما قدماه، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أبي أخذ مالي، فقال صلى الله عليه وسلم: ائتني بأبيك، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: إن الله يقرئك السلام، ويقول: إذا جاء الشيخ؛ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه، فلما جاء الرجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ما بال ابنك يشكوك! أتريد أخذ ماله؟ فقال الرجل: يا رسول الله! سله هل أنفقت إلا على عماته أو على نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك لم تسمعه أذناك؟ فقال: أفلا محالة يا رسول الله! قال: نعم. فقال: إني يا رسول الله قلت في نفسي: فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ولده، وقال: أتسمع؟ أنت ومالك لأبيك، أنت ومالك لأبيك غذوتك مولوداً وعلتك يافعـاً تعل بما أجني عليك وتنهلُ إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهراً أتململُ كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيناي تهملُ تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت حتم مؤجل فلما بلغت السن والغاية التـي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظـة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضلُ فليتك إذ لم ترعَ حق أبـوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل ُ فأوليتني حق الجـوار ولم تكن عليّ بمال دون مالك تبخلُ
إذاً.. معاشر الأحباب الوالدان لهما حق عظيم، نسأل الله جل وعلى أن يعيننا على القيام بحقهما، وعلى البر بهما، ونسأل الله أن يرضيهما عنا، ونسأله أن يرضى علينا برحمته وبرضاهما عنا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بالمسلمين سوءاً وأراد علماءهم بفتنة، وأراد ولاة أمورهم بمكيدة، اللهم فاجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه، اللهم أرنا فيه يوماً أسود، اللهم أدر عليه دائرة السوء.
اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد أئمتنا لتحكيم كتابك وسنة نبيك، اللهم لا تفرح عليهم عدواً، ولا تشمت بهم حاسداً، وانصرهم بالإسلام وانصر الإسلام بهم، اللهم اختم بالسعادة آجالنا، واغرس بالعافية غدونا وآصالنا، واجعل إلى جناتك مصيرنا ومآلنا، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا حيران إلا دللته، ولا عاقاً إلا إلى البر رددته، ولا قاطع رحم إلا إلى رحمه وصلته برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اجعل ما أنزلته من الخير رحمة بنا، اللهم اجعل ما أنزلته من الخير رحمة بنا من غير استدراج بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين!
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
معاشر المؤمنين: إن الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة لقدسه، وثلث بكم معاشر المؤمنين من جنه وإنسه، فقال جل من قائل عليماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر نبيك محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن العشرة المبشرين بالجنة، وارض اللهم عن أهل الشجرة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أهمية الوقت في حياة المسلم | 2802 استماع |
حقوق ولاة الأمر | 2664 استماع |
المعوقون يتكلمون [2] | 2652 استماع |
توديع العام المنصرم | 2647 استماع |
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] | 2552 استماع |
من هنا نبدأ | 2495 استماع |
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] | 2461 استماع |
أنواع الجلساء | 2460 استماع |
الغفلة في حياة الناس | 2437 استماع |
إلى الله المشتكى | 2436 استماع |