حُسن المعاشرة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهو الذي يخاطب عباده كافة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

معاشر المؤمنين! يقول الله جلَّ وعَلا في محكم كتابه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].

هذه الآية يا عباد الله نص واضح جلي في أصول العلاقات الزوجية التي يجب أن تقوم على المودة والرحمة كما بيَّن سبحانه وتعالى أن من حكمته العليمة بما يصلح للنفوس وما ينفعها أن جعل الزواج سكناً وأمناً واستقراراً واطمئناناً، وأي شيء أبلغ من قوله جلَّ وعَلا: لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]؟!

والذي نراه في زماننا هذا في أحوال بعض المتزوجين هو انعكاس مفهوم هذه الآية، وحدوث ما يخالفها، فبدلاً من أن ترى السكَن والمودة والرحمة في حياتهم الزوجية تجد السباب والشتائم والنكد والحسرة! فلماذا يحدث هذا كله، والله جلَّ وعَلا يقول: لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]؟!

أليس السكَن يؤوي الإنسان ويستره، وهو ملاذه بعد تعبه، ومستقره بعد مشقته وسفره؟!

فلماذا لا نرى جميع هذه الأمور في كثير من الزيجات، وفي كثير من الزوجات التي خلقها الله لنا لنسكن إليها؟! وهل قامت المودة والرحمة فيما بيننا أم لا؟!

علينا يا عباد الله قبل أن نجيب على هذه الأسئلة أن نتزن في تحديد الإجابة عليها، بعد تعيين مصدر القلق والنزاع في الحياة الزوجية!

فهل السبب من الرجال أم هو من النساء؟ أم هو سبب مشترك بينهم؟

وقبل أن نسترسل في هذا الموضوع يجب أن يعلم الجميع أننا لا نعني أن كل واحد يعيش في مشاكل زوجية، ولكن من الملموس أن بعض المسلمين يعيشون الحسرة والنكد من تلك المشاكل.

حتى إن بعضهم ليضطر أن يأتي الحرام، والحلال قريب منه في داره.

حتى إن بعضهم ليضطر أن يسافر بعيداً فراقاً عن زوجةٍ تكون مصدر نكد وحسرة. ويا تُرى هل هو السبب أم هي؟!

فمن كان من أولئك -عافانا الله وإياهم وستر علينا وعليهم- فليجتهد ما استطاع في حل مشكلته، ومحاولة الوصول بها إلى بر الأمان، وموقع الاستقرار.

ومن كان آمناً مطمئناً، فليحمد الله وليرْعَ نعمته، وليُسْدِ النصيحة لإخوانه الذين يراهم على تلك الحال.

فهناك من النساء من يشكين سوء معاملة الأزواج، وهذا أمر قد حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث بلغه أن بعض الصحابة يضربون أزواجهم، فقال صلى الله عليه وسلم: (وما أولئك خياركم).

وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وكان صلى الله عليه وسلم خير قدوة وأسوة في تطبيق أسس العلاقات الزوجية على حد سامٍ من المعاملة الحُسنى لأهله وأزواجه، فكانت قوامته على أزواجه على أتم العدل والقسط.

وتذكروا يا عباد الله أنكم يوم عقدتم مواثيق النكاح قبل دخولكم بأزواجكم، أنكم استحللتم فروجهن بما في كتاب الله من القيام بجميع الحقوق الزوجية، من التربية، والنصيحة، والنفقة، والسُّكنى، والمعاملة الطيبة، والإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، ذلك العقد والميثاق الذي دخل به الرجل على زوجته مشهود عليه من قبل الله جلَّ وعَلا، ثم عاقِدُه وشهوده المؤمنون، فكيف يسوغ لمؤمن أن يظلم نفسه بظلم أهله وزوجه!

ونحن اليوم يا عباد الله نرى وابلاً كثيفاً من الرسائل والكتابات، ترسل بها بعض النساء إلى برامج التوجيه الاجتماعي، عبر وسائل الإعلام المختلفة، يشتكين فيها سوء معاملة الأزواج، والظلم الذي لا يوجد له أي تفسير، أضف إلى ذلك ما نراه في المحاكم الشرعية التي نراها تمتلئ بخصوص فض النزاعات الزوجية وإنهائها بالخُلع أو الطلاق، عافانا الله وإياكم من ذلك.

ومن العجيب يا عباد الله: أنك ترى كثيراً من المشاكل الزوجية تصدر من رجال تعرفهم بحُسن السيرة والسلوك، والتواضع ولين الجانب، والأدب الرفيع في المعاملة والأخلاق مع الناس خارج منازلهم، لكن إذا دخل أحدهم بيته؛ انقلب على حد زعمه أسداً هصوراً، يأمر وينهى، يُرعِد ويزمجر، نقول له: أليس أهلك وزوجك هم أحق بِحُسن معاملتك ورعايتك؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون!

إليكم يا عباد الله بعض الأمثلة الواقعة في سوء المعاملات الزوجية، وظلم بعض المسلمين لأزواجهم -هدانا الله وإياهم إلى سبيل السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية- بعضهم تراه يفتتح دخوله في بيته بالسب والشتيمة لزوجته إذا دخل وحده أو كان معه ضيف أو صديق: أحضِري كذا، وأعدِّي كذا، ولماذا هذا الشيء لم يكن كذا؟! وقد نسي أن زوجته ربَّة منـزله، ومربية أطفاله، وامرأة كهذه ظروفها وأحوالها مليئة بالعمل المستمر في إعداد الطعام، وتنسيق المنـزل، وتنظيف الأطفال، فكيف تُلامُ مسكينةٌ بتأخيرٍ بسيط قد لا يُذكر في إعداد طعام، أو تنفيذ أي أمر من الأمور.

ولا يظن أحدٌ أن هذا الكلام معناه: أن يَسمح الرجل لامَرْأَته بعصيانه، أو أن يُسمح للمرأة بعصيان زوجها، أو عدم المسارعة في تلبية حاجته، بل المقصود من ذلك هو: معرفة حال الزوجة وظروفها، ومعذرتها في ذلك.

وترى البعض الآخر يقيم الدنيا ويقعدها عند حدوث خطأ بسيط من زوجته، أو أحد أطفاله، فيصب جامَ غضبه وحرارةَ لومه على زوجته سِباباً أو شَتْماً أو غضباً، وإني لأعرف أسرة تتكون من أب وأم وأربعة أولاد، طلق الأب زوجته لأجل سِبابٍ ثار بينهم حول لباس الطفل الصغير من العائلة، فأي عقول يعيش بها بعض المسلمين هذا الزمان؟!

ونقول لكل إنسان رأى في بيته أو من زوجته ما يغضبه دونما يدخل في الأعراض والأخلاق، نقول له: يا أخي المسلم! هل تظن أن صيحاتك الغاضبة على زوجتك تصلح حالها؟! لا والله، بل إن تلك الصيحات مما يزيد الطين بِلَّة، ويورث في نفس المرأة الكراهية لزوجها، والتصميم على العناد، ثم إن ذلك السيل المتتابع من الألفاظ النابية لا يرد ما فات، ولا يُرْجِعُ ما حدث، فالأولى بكل واحد منا عندما يدرك خطأً من زوجته أن يستدعيها بأسلوب المربي، فيبيِّن لها خطأ ما حدث، ويدعوها إلى عدم العودة إليه مرة أخرى، وتدارك ذلك فيما استقبَل من الزمان.

المشاكل الزوجية متعددة الجوانب والظروف، ولو ذهبنا نحصيها لأخذ ذلك الكثير من وقتنا، فحسبنا أن نشير إلى أهم ما يحدث منها في مجتمعنا ولو في فُرَص قادمة إن شاء الله.

معاشر المؤمنين: لا تنسوا أن علاقتكم بزوجاتكم هي علاقة نفسية قبل أن تكون مادية؛ لأن الله جلَّ وعَلا يقول: خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21] والسكن: في النفس والروح، والعلاقات النفسية لا بد أن تقوم وتدوم في الغالب على مستوىً لا يصل إلى حد البغضاء والكراهية؛ لأن ذلك باب وسبيل إلى النهاية السيئة، وهي الطلاق، أو الفراق، ولقد قال الشاعر:

إن النفوس إذا تنافر ودُّها     مثل الزجاجة كسرُها لا يُجبَرُ

إن النساء في حقيقة الأمر يُرِدْنَ قوامة من الرجال، يُرِدْنَ مودة ورحمة وقدوة وتربية قبل أن يطلبن المال والذهب وغير ذلك، وكم من امرأة كرهت زوجها، وطلبت طلاقها منه، وهو قد يعطيها الذهب والمال والحرير؛ لأنها تريد قبل المال وغيره، تريد مودة ورحمة، ولهذا الحديثِ بقيةٌ في فرصة قادمة إن شاء الله. وتذكروا قول الله جلَّ وعَلا: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) متفق عليه. وفي رواية في الصحيحين : (المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عوج) وفي رواية لـمسلم : (إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعتَ بها؛ استمتعتَ بها وفيها عوج، وإن ذهبتَ تقيمها كسرتها، وكسرُها طلاقها).

وعن عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وذَكَرَ النساء، فوعظ فيهن فقال: (يعْمَد أحدُكم فيجلد امرأته جلد البعير، فلعله يضاجعها من آخر يومه).

معاشر المؤمنين: اتقوا الله تعالى في زوجاتكم، وما ولاَّكم الله.

اللهم حبِّب إلينا أهلنا، وحبِّب أهلينا إلينا، واجمع بين الجميع على طاعتِك ورحمتِك مودَّتِك، واجعلنا من الذين آمنوا واتبعتهم ذريتُهم بإيمان، ولا تلتنا وإياهم من أعمالنا شيئاً، إنك أنت الغفور الرحيم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله الواحد بلا شريك، والعزيز بلا نصير، والعليم بلا ظهير، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه، وعظيم سلطانه، فهو الذي أنشأنا من العدم، وهدانا إلى الإسلام، ومنَّ علينا بسائر النعم، أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، ورزقنا الأمن والأمان في أوطاننا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلَّ عن الشبيه وعن الندِّ وعن المثيل وعن النظير، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلَّى الله عليه وعلى أزواجه وآله وصحبه، وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

عباد الله! إن كثيراً من المسلمين -هداهم الله- ممن يلجئون في حال التفاهم مع زوجاتهم بأسلوب الأوامر أو الكلمات النابية أو الألفاظ التي تشتمل على السب والشتيمة، إنهم بذلك يجرئون زوجاتهم عليهم، ويجعلون زوجاتهم لا يقيم لهم قدراً في كلامهم، أما لو أن الإنسان احترم نفسه، وقدَّر ما يقول من الكلام لوجد أن زوجته لَتُقَدِّر أعظم التقدير هذه العبارات التي يكفي منها أقل القليل فيما يدل على اللوم بعيداً عن السباب والشتيمة والألفاظ النابية.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تضربوا إماء الله) ونحب أن نقف هنا، فإن بعض المسلمين لا يعرفون أسلوب التفاهم مع الزوجات إلا بالضرب، ألا وإن الضرب لا يجوز للنساء إلا أن يأتين بأمر منكر، ألا وإن الضرب لا يجوز للنساء قاطبة. (لا تضربوا إماء الله، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذَئِرْنَ النساء -أي: تجرَّأن النساء على أزواجهن- فرخَّص صلى الله عليه وسلم في ضربهن، فطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكين أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أولئك بخياركم) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

ونحن يوم أن نقول: لا يجوز ضرب النساء؛ هو ذلك الضرب الذي يكون فيه ضرر بالمرأة.

وعلى أية حال: فإن الضرب ليس بأسلوب للتربية، أما وإن الضرب الذي يجوز للمرأة في حال منكر، أو في حال عناد مستمر بشيء قليل؛ لأن المرأة ضعيفة جداً.

وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم.

ألا فأحسنوا متاعكم، وأصلحوا زوجاتكم، واستوصوا بهن خيراً؛ لتستمتعوا بهنَّ في هذه الحياة الدنيا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً -أي: لا يُبْغِض مؤمنٌ مؤمنةً- إن كَرَِه منها خُلُقاً رَضِي منها آخر. أو قال: غيره) رواه مسلم.

وعن عمر بن الأحوص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه، وذَكرَ ووَعَظَ، ثم قال: (ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هُنَّ عَوان عندكم -أي: أسيرات بين أيديكم- ليس تملكون منهنَّ شيئاً غير ذلك، إلاَّ أن يأتين بفاحشة مبيِّنة، فإن فعلن؛ فاهجروهن في المضاجع، واضربوهنَّ ضرباً غير مبرِّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً، ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهن: أن لا يوطِئْنَ فُرُشَكم مَن تكرهون, ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهنَّ عليكم: أن تحسنوا إليهنَّ في كسوتهنَّ وطعامهنَّ) رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن معاوية بن حيدة قال: قلت: (يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت) حديث حسن رواه أبو داود ، وقال: معنى لا تقبِّح، أي: لا تقل: قبَّح الله وجهكِ. فما الحال برجل يُذيقها ويمسها ألوان السباب والشتيمة، وإن البعض ليصل به الأمر إلى أن يلعنها، أو يلعن والديها، وأن يسبها بأقذع الألفاظ والعبارات، فما ذنبها حتى تنال اللعنة؟! وما ذنب والديها في هذا الأمر؟! وقد تعود اللعنة على المتلفظ بها، عياذاً بالله من هذه الحال.

ألا وإنه ليس كل خطأ من الرجال في أمور العلاقات الزوجية؛ ولكن جانباً كبيراً منهم، وجانباً آخر من النساء.

نسأل الله جلَّ وعَلا أن يوفق الجميع، وأن يمنَّ على الجميع بالسعادة والسداد والتوفيق والأمن والطمأنينة.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، الذين يريدون بهذه المجتمعات الآمنة المطمئنة فُرْقةً ومشاكل، عبر ما يُعرض في تلك الأفلام من المشاكل، وعبر ما يُعرض من أمور تجرئ النساء على أزواجهنَّ، وعبر ما يُعرض من أمور تجعل المرأة تتحدى زوجها؛ لأنها تشبَّعت بفكرة رأتها في فيلم أو مسلسل أو غيره، فأخذت تخاطب زوجها بما شربته وبما تملأتْ به من هذا المشهد.

نسألك يا حي يا قيوم إن أرادوا بذلك سوءاً في أزواجنا ومجتمعاتنا وبيوتنا نسألك اللهم أن ترينا فيهم عجائب قدرتك، اللهم من أراد بنا وببيوتنا ونسائنا سوءاً؛ فأَدِر عليه دائرة السَّوء، اللهم أهلك سمعه وعقله وبصره.

اللهم من أراد بولاة أمورنا فتنة، وأراد بهم مكيدة، وأراد بعلمائنا فتنة، وبشبابنا ضلالاً، وبنسائنا تبرجاً وسفوراً، اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه، يا سميع الدعاء!

اللهم اختم بشهادة أن لا إله إلا الله آجالنا، واقرن بالعافية غدوَّنا وآصالَنا، واجعل إلى جناتك مصيرنا ومآلنا.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً سحاً غدقاً نافعاً غير ضار، اللهم اسقِ العباد، والبهائم، والبلاد.

اللهم إنا خلقٌ من خلقك، وعبيدٌ من عبيدك، فلا تحرمنا بذنوبنا فضلك، ولا تمنعنا بمعاصينا رحمتك.

اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولجميع المسلمين.

اللهم اجعل لكل مسلم من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلوىً عافية، ومن كل فاحشة أمناً، ومن كل فتنة عصمة.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مأسوراً إلا فككت أسره، ولا حيران إلا دللته.

اللهم اهدِ شباب المسلمين، اللهم اهدِ شباب المسلمين، اللهم اهدِ شباب المسلمين، اللهم اهدهم للبر بوالدِيهم، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً، اللهم وفقهم لحضور الصلاة مع الجماعة في المساجد، اللهم وفقهم لما تحبه وترضاه، اللهم وفقهم في دراستهم، اللهم وفقهم فيما هم مقبلين عليه من الامتحان، اللهم لا تخيِّب تعبهم، ولا تخيِّبهم فيما أمَّلوا، برحمتك ومنِّك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وعافهم، واعفُ عنهم، وأكرم نزلهم، ووسِّع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلِّم على صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، نبينا محمد، وعلى الأئمة الخلفاء، الأربعة الحنفاء: أبي بكر، وعمر وعثمان، وعلي، وعن بقية العشرة، وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنِّك وكرمك، يا أرحم الراحمين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة اسٌتمع
أهمية الوقت في حياة المسلم 2802 استماع
حقوق ولاة الأمر 2664 استماع
المعوقون يتكلمون [2] 2652 استماع
توديع العام المنصرم 2647 استماع
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] 2552 استماع
من هنا نبدأ 2495 استماع
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] 2461 استماع
أنواع الجلساء 2460 استماع
الغفلة في حياة الناس 2437 استماع
إلى الله المشتكى 2436 استماع