الروض المربع - كتاب الصلاة [79]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد: ‏

منهجية مقترحة في سير دروس الروض

رغب بعض الإخوة أن يكون شرحنا على شرح الروض ثلاثة أيام: السبت والأحد فيما نحن عليه، ويوم الإثنين في المعاملات المالية، نبدأ من باب البيع من كتاب الروض، فسنستفيد أننا سنسير على طريقتين: طريقة العبادات، وطريقة المعاملات، فاستحسنت هذه الطريقة، لكن عقد الدرس عقد شراكة لا بد فيه من رضا الطرفين، فما رأيكم: نجعل يوم الإثنين من الأسبوع القادم في المعاملات المالية، ونجعل السبت والأحد فيما نحن عليه؟

فإذا كنتم ترون أن هذا جيد استعنا بالله سبحانه وتعالى، وبدأنا من الأسبوع القادم يوم الإثنين في المعاملات، وإذا انتهينا من كتاب القواعد الأصولية لـابن اللحام جعلنا الإثنين والثلاثاء في المعاملات المالية، فيكون درس الروض أربعة أيام حتى ننتهي بإذن الله.

ويستفيد الطالب حتى إذا تخرج من الجامعة يكون قد حصل على شيء ليس بالقليل في قسم المعاملات، خاصة أن المعاملات المالية في الغالب لن يكون الخلاف فيها والنقاش مثل العبادات؛ لأن العبادات مبنية على التوقيف، والمعاملات مبنية على الحل، والقواعد فيها أسهل، وتقرير القواعد أسهل من ضبط الأدلة، وكل مسألة في العبادات لا بد أن تسدل لها، فإذا كنتم ترون هذا استعنا بالله، وتوكلنا عليه، وسألناه المدد، نبدأ إن شاء الله.

نحن لا نود أن تكون المسألة مسألة إكراه ملجأ أو إكراه غير ملجأ، أحببنا التوفيق، وكل واحد له أن يؤيد أو لا يؤيد وهذه ورقة سوف تدار عليكم كل واحد يكتب اسمه وهل هو موافق أم لا؟ هذه نقطة.

النقطة الثانية: رغب بعض الإخوة أن يكون هناك معرفة ببحث المسائل الفقهية، كيف نبحث المسألة الفقهية؟ وكيف نعرف أن الحديث صحيح أم ضعيف؟ وكيفية التعامل مع كتب الفقهاء؟ يقول: فلو كان هناك جلسات لمعرفة هذا لكان طيباً.

لكن أنا أحببت أيضاً أن يكون بيني والذين يحضرون معي الدرس علاقة علمية حتى خارج الدرس، فأنا عندي اقتراح أن يكون هناك تواصل علمي، بمعنى: أني أضع منهجية قد استفدتها في حياتي، منهجية تأصيل طالب العلم في كل فن أربعة كتب، كل واحد يقول: أنا أبدأ بالفن المعين، أعطيه الكتاب، وبعد شهر يكون هناك اجتماع مثلاً يوم خميس يحدث فيه مناقشة ما وصل إليه، أو الاتصال فيما بيني وبينه، وأسأله: هل قرأت أم لا؟ وإلى أين وصلت؟ وأسأله أسئلة في نفس الكتاب أنظر مدى إدراك الطالب وفهمه للكتاب.

والطالب بهذه الطريقة يستطيع أن يستفيد فائدة كبيرة جداً جداً.

أولاً: أنه مشى على منهجية معينة، ثانياً: وجد من يتواصل معه، ولا مانع أن يكون فيما بين كل طالب وطالب، أو يكون هناك مجموعة بسيطة يتواصلون فيما بينهم، فإذا رأيتم ذلك إن شاء الله سأكتب أسماءكم، وأرقام كل واحد منكم حتى نتواصل.

أنا أرى أن هذه الطريقة جيدة جداً وفيها فائدة كبيرة جداً، ولن يستطع أحد أن يكون طالب علم متمكن إلا إذا سار على منهجية معينة، وطريقة مرتبة.

منهجية مقترحة في طلب العلم

كنت في أيام الكلية وبعد الكلية قد وضعت لي جدولاً مثل جدول الدراسة، قسمت الجدول سبعة أيام من السبت إلى الجمعة، وجعلت الفترة الأولى من الفجر -والفجر يقصد به إلى الظهر- ثم الفترة الثانية الظهر، والفترة الثالثة العصر، والفترة الرابعة المغرب، والفترة الخامسة العشاء، وجعلت كل الأيام بهذه الطريقة، وقسمت الفنون كلها على هذا الأمر.

وجعلت الفجر مراجعة، إما مراجعة القرآن، أو مراجعة الحديث، وجعلت الظهر -مع أني أدرس في الكلية أو أدرس- جعلته للقراءة العامة، إما قراءة في التراجم أو قراءة في السير، وجعلت العصر أربعة أيام في الفقه، وثلاثة أيام في شروح الحديث، وثلاثة أيام في النحو -يعني: إذا قلنا ثلاثة أيام، يعني: ثلاث فترات مقسمة على الأسبوع- وثلاثة أيام في المصطلح، وثلاثة أيام في أصول الفقه، وثلاثة أيام في التفسير، والأيام الباقية أضع فراغات بحيث أزور وأذهب، وللقراءة العامة.

واخترت في كل فن أصول الكتب فيه، فتجد أنك لو ذهبت في رحلة مع الشباب، أو سافرت مع الأهل، إذا رجعت وجدت لك جدولاً، المشكلة عند الطالب أنه أول ما يسافر الإجازة يقول: سأبدأ يوم السبت القادم، وإذا جاء السبت القادم ارتبط، وقال: إن شاء الله أبدأ من يوم الإثنين، ثم يقول: الإثنين وسط الأسبوع ولا صلح سأبدأ من السبت القادم حتى يضيع جدوله، لكن بهذه الطريقة لو سافر الأحد وجاء الثلاثاء سيجد له جدولاً، ولو ذهب الثلاثاء وجاء الجمعة سيجد له جدولاً، فيعرف أين يبدأ وأين ينتهي.

وبهذه الطريقة ستجد أنك حصلت شيئاً كثيراً، وإذا انتهيت من كتاب الحديث انتقلت إلى كتاب آخر، فإذا انتهيت مثلاً من شرح البلوغ انتقلت إلى فتح الباري لـابن رجب ، فإذا انتهيت منه انتقلت إلى الإحكام لـابن دقيق العيد وأنت تقيد الفوائد.

وطريقة القراءة أيضاً لها فن، وليس العبرة بالانتهاء بل العبرة بأن تكون قراءتك قراءة نقدية، لا تسلم لكل إمام، لا تدير عقلك لفلان أو علان، ولكن اعتمد على الدليل، وموطن الاستدلال. فإذا كنت تقرأ في كتاب مثل الروض، وقرأت في فتح الباري مسألة غريبة رجعت إلى الروض، ثم راجعت المسألة من عدة كتب كالتمهيد لـابن عبد البر وهكذا، وهذه الطريقة تجعل طالب العلم محققاً، ولذلك هناك فرق بين المحقق وغيره.

فهذه الطريقة تجعل طالب العلم يستحضر العلم والمسائل، وأقوال أهل العلم بل يكون العلم بين عينيه.

ولهذا هناك فرق بين أن تقول: المسألة ذكرها فلان، وذكرها فلان، وذكرها فلان، وبين أن تقول: المسألة الأقرب فيها قول كذا في حين أن قول فلان به كذا، فتكون قراءتك قراءة نقدية، تعرف أين مدار كل مسألة وفي أي كتاب، وهذه الطريقة تجعل طالب العلم بإذن الله بعد سبع سنوات أو عشر سنوات -وليست بطويلة- بإذن الله متمكناً في العلم، ولهذا كلما كان طالب العلم متمكناً في علمه، مستحضراً العلم عند أدائه فبإذن الله يكون إماماً.

ودعنا نقول: إن هذا البرنامج يصنع إماماً ليس في الفقه فقط، بل إماماً عاماً، ولا تستصغر نفسك؛ لأن استصغار النفس هي المشكلة، ولا تكبر نفسك، ولكن قل بقول القائل: اللهم اجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً، يعني: أنك متواضع مع الخلق، لكنك في نفس الوقت كبيراً.

نفس عصام سودت عصاماً

وعلمته المكر والإقداما

وصيرته ملكاً هماماً

ودائماً طالب العلم إذا لم يكن مرتباً؛ فإنه يتعب نفسه ويتعب مطيته، وأنا أقول: طالب العلم مثل الهاردسك، إذا اشتغل سنة وما نظف ولا رتب فإنه يتعب، كذلك طالب العلم إذا لم يكن مرتباً تجده يتعب، والعلم واحد، وما يدري ما السبب، فنقول: نظف ذهنك واضبط أمورك، تجد أنك بإذن الله توفق للخير.

وعود نفسك طريقة الاستحضار عند الاستدلال، يعني: تقول: الدليل قوله صلى الله عليه وسلم كذا، وفي حال تذكر الدليل استحضر هل هناك دليل آخر آية أو نص فقهي أو كلام للأئمة؟ إذا بدأت تعود نفسك في كل مسألة أن تبحث عنها فإن ذهنك سيتعود على البحث، لكن إذا قلنا لك: ما الدليل؟ قلت: قال صلى الله عليه وسلم كذا، قلنا: هل هناك دليل آخر؟ قلت: يكفي هذا الدليل.

إذاً: أنت بدأت تعود نفسك يكفي، وهذا لا ينبغي أن تعود حافظتك عليه بل عودها على البحث؛ لأن الذهن يتعود على ما يعوده صاحبه، ولهذا تجدون المسابقات العلمية بعض الناس يمل منها؛ لأنه لم يعود ذهنه البحث فتجده يمل، فإذا قلنا مثلاً: ما الشيء الذي خلقه الله وسأل عنه؟ تجد بعض الناس يقول: أنا ما أحب الأسئلة هذه؛ لأنه ما عود نفسه أن تعود ذهنه البحث والمراجعة والتنقيب.

فهذه الطريقة تجعل طالب العلم بإذن الله إماماً يقتدى به إن صلحت النية وأخلص في الطوية، الآن نشرح كتاب الروض.

رغب بعض الإخوة أن يكون شرحنا على شرح الروض ثلاثة أيام: السبت والأحد فيما نحن عليه، ويوم الإثنين في المعاملات المالية، نبدأ من باب البيع من كتاب الروض، فسنستفيد أننا سنسير على طريقتين: طريقة العبادات، وطريقة المعاملات، فاستحسنت هذه الطريقة، لكن عقد الدرس عقد شراكة لا بد فيه من رضا الطرفين، فما رأيكم: نجعل يوم الإثنين من الأسبوع القادم في المعاملات المالية، ونجعل السبت والأحد فيما نحن عليه؟

فإذا كنتم ترون أن هذا جيد استعنا بالله سبحانه وتعالى، وبدأنا من الأسبوع القادم يوم الإثنين في المعاملات، وإذا انتهينا من كتاب القواعد الأصولية لـابن اللحام جعلنا الإثنين والثلاثاء في المعاملات المالية، فيكون درس الروض أربعة أيام حتى ننتهي بإذن الله.

ويستفيد الطالب حتى إذا تخرج من الجامعة يكون قد حصل على شيء ليس بالقليل في قسم المعاملات، خاصة أن المعاملات المالية في الغالب لن يكون الخلاف فيها والنقاش مثل العبادات؛ لأن العبادات مبنية على التوقيف، والمعاملات مبنية على الحل، والقواعد فيها أسهل، وتقرير القواعد أسهل من ضبط الأدلة، وكل مسألة في العبادات لا بد أن تسدل لها، فإذا كنتم ترون هذا استعنا بالله، وتوكلنا عليه، وسألناه المدد، نبدأ إن شاء الله.

نحن لا نود أن تكون المسألة مسألة إكراه ملجأ أو إكراه غير ملجأ، أحببنا التوفيق، وكل واحد له أن يؤيد أو لا يؤيد وهذه ورقة سوف تدار عليكم كل واحد يكتب اسمه وهل هو موافق أم لا؟ هذه نقطة.

النقطة الثانية: رغب بعض الإخوة أن يكون هناك معرفة ببحث المسائل الفقهية، كيف نبحث المسألة الفقهية؟ وكيف نعرف أن الحديث صحيح أم ضعيف؟ وكيفية التعامل مع كتب الفقهاء؟ يقول: فلو كان هناك جلسات لمعرفة هذا لكان طيباً.

لكن أنا أحببت أيضاً أن يكون بيني والذين يحضرون معي الدرس علاقة علمية حتى خارج الدرس، فأنا عندي اقتراح أن يكون هناك تواصل علمي، بمعنى: أني أضع منهجية قد استفدتها في حياتي، منهجية تأصيل طالب العلم في كل فن أربعة كتب، كل واحد يقول: أنا أبدأ بالفن المعين، أعطيه الكتاب، وبعد شهر يكون هناك اجتماع مثلاً يوم خميس يحدث فيه مناقشة ما وصل إليه، أو الاتصال فيما بيني وبينه، وأسأله: هل قرأت أم لا؟ وإلى أين وصلت؟ وأسأله أسئلة في نفس الكتاب أنظر مدى إدراك الطالب وفهمه للكتاب.

والطالب بهذه الطريقة يستطيع أن يستفيد فائدة كبيرة جداً جداً.

أولاً: أنه مشى على منهجية معينة، ثانياً: وجد من يتواصل معه، ولا مانع أن يكون فيما بين كل طالب وطالب، أو يكون هناك مجموعة بسيطة يتواصلون فيما بينهم، فإذا رأيتم ذلك إن شاء الله سأكتب أسماءكم، وأرقام كل واحد منكم حتى نتواصل.

أنا أرى أن هذه الطريقة جيدة جداً وفيها فائدة كبيرة جداً، ولن يستطع أحد أن يكون طالب علم متمكن إلا إذا سار على منهجية معينة، وطريقة مرتبة.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي - عنوان الحلقة اسٌتمع
الروض المربع - كتاب الجنائز [8] 2630 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [78] 2588 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [42] 2547 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [45] 2544 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [34] 2524 استماع
الروض المربع - كتاب البيع [22] 2452 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [44] 2388 استماع
الروض المربع - كتاب البيع [20] 2374 استماع
الروض المربع - كتاب الطهارة [8] 2358 استماع
الروض المربع - كتاب الصلاة [98] 2356 استماع