خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/929"> الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/929?sub=63710"> أمثال القرآن
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
من سورة البقرة [3]
الحلقة مفرغة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
أسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
في الآية الرابعة عشرة بعد المائتين من سورة البقرة يقول ربنا جل جلاله: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].
سبب نزول هذه الآية
هذه الآية قال عنها أهل التفسير: نزلت في شأن غزوة الأحزاب، فقد استبد بالمسلمين الخوف والجوع والبرد، وحاصرهم الكفار من قريش وتميم وغطفان والأحابيش، وتحالف معهم يهود بني قريظة، فنزلت هذه الآية تسلية للمسلمين.
وقال بعضهم: بل نزلت هذه الآية جواباً على رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول، فإنه لما أصيب المسلمون يوم أحد، وقتل سبعون من سراتهم، وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وركبتيه، قال عبد الله ابن سلول للمسلمين: علام تقتلون أنفسكم؟ لو كان محمد نبياً لما تعرضتم للقتل، فأنزل الله عز وجل هذه الآية يبين فيها أن الابتلاء سنة ماضية، وأن المؤمنين في الأمم السالفة قد تعرضوا لمثل هذا.
يقول سبحانه: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ[البقرة:214]، والجنة سلعة الله عز وجل الغالية، وهي لا تمنح من غير بذل، إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ[التوبة:111]، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ[البقرة:214].
المثل هاهنا بمعنى الصفة، أي: ولما يأتكم وصف الذين من قبلكم، كيف كان وصفهم يا ربنا؟ يذكره ربنا في تكملة الآية.
المراد بالبأساء والضراء والفرق بينهما
قال: مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ[البقرة:214]، البأساء ضد النعماء، والضراء ضد السراء.
قيل في الفرق بينهما: بأن البأساء هي ما ينزل بالإنسان من بلاء في خارج نفسه، كأن ينزل به بلاء في ماله، في جاهه، في أهله، أما الضراء فهي ما ينزل بالإنسان من بلاء في نفسه، أو في جسده، من جرح أو قتل، ونحو ذلك.
وهذا المعنى قد تكرر في القرآن، كقول الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ [الأعراف:94]، وقوله سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام:42].
يقول الله عز وجل في هؤلاء الذين من قبلنا: مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا[البقرة:214].
الزلزلة: الحركة الشديدة، واستعيرت هنا لوصف حال قلوبهم، وما نزل بهم من الخوف والرعب، كما قال الله عز وجل عن أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ ... * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً [الأحزاب:9-11].
زلزل المسلمون يوم الأحزاب كما زلزل من كان قبلهم، مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214].
فهذا سؤال يطرحه الإنسان بدافع الضعف البشري، وبدافع استعجال الخير، لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ [فصلت:49]، وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس:11].
وقولهم: مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214]، أي: متى يأتي الفرج؟
جاء الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: (يا نبي الله! نصبح ونمسي في السلاح). يعني دائماً نحن خائفون وجلون، ودائماً في حراسات (نصبح ونمسي في السلاح، فبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يوشك أن يأتي عليكم زمان يسير الراكب فيه من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون ). أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].
هذا الذي يبشر الله به عباده المؤمنين، لكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى لا يعجل لعجلة أحدكم ).
انظروا أيها الإخوة الكرام، قبل تسع سنوات لما غزت الجيوش الصليبية -جيوش اثنتين وأربعين دولة- بلاد الأفغان وجعلت عاليها سافلها، أبادت خضراءها، يرمون بالقنابل، الواحدة تزن طناً، فجروا كل شيء وأهلكوا الحرث والنسل، الآن بعد مضي ثمان سنوات أو تزيد على هذا الغزو الغاشم والعدوان السافر نراهم يبحثون عن المخرج، ولكن هيهات هيهات!
تسع سنوات في عمر الأمم لا تعد شيئاً مذكوراً، لكن الناس لا ينبغي أن يستعجلوا، مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214]، هذا هو الدرس الذي نتعلمه من هذه الآية.
هذه الآية قال عنها أهل التفسير: نزلت في شأن غزوة الأحزاب، فقد استبد بالمسلمين الخوف والجوع والبرد، وحاصرهم الكفار من قريش وتميم وغطفان والأحابيش، وتحالف معهم يهود بني قريظة، فنزلت هذه الآية تسلية للمسلمين.
وقال بعضهم: بل نزلت هذه الآية جواباً على رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول، فإنه لما أصيب المسلمون يوم أحد، وقتل سبعون من سراتهم، وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وركبتيه، قال عبد الله ابن سلول للمسلمين: علام تقتلون أنفسكم؟ لو كان محمد نبياً لما تعرضتم للقتل، فأنزل الله عز وجل هذه الآية يبين فيها أن الابتلاء سنة ماضية، وأن المؤمنين في الأمم السالفة قد تعرضوا لمثل هذا.
يقول سبحانه: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ[البقرة:214]، والجنة سلعة الله عز وجل الغالية، وهي لا تمنح من غير بذل، إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ[التوبة:111]، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ[البقرة:214].
المثل هاهنا بمعنى الصفة، أي: ولما يأتكم وصف الذين من قبلكم، كيف كان وصفهم يا ربنا؟ يذكره ربنا في تكملة الآية.
قال: مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ[البقرة:214]، البأساء ضد النعماء، والضراء ضد السراء.
قيل في الفرق بينهما: بأن البأساء هي ما ينزل بالإنسان من بلاء في خارج نفسه، كأن ينزل به بلاء في ماله، في جاهه، في أهله، أما الضراء فهي ما ينزل بالإنسان من بلاء في نفسه، أو في جسده، من جرح أو قتل، ونحو ذلك.
وهذا المعنى قد تكرر في القرآن، كقول الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ [الأعراف:94]، وقوله سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام:42].
يقول الله عز وجل في هؤلاء الذين من قبلنا: مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا[البقرة:214].
الزلزلة: الحركة الشديدة، واستعيرت هنا لوصف حال قلوبهم، وما نزل بهم من الخوف والرعب، كما قال الله عز وجل عن أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ ... * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً [الأحزاب:9-11].
زلزل المسلمون يوم الأحزاب كما زلزل من كان قبلهم، مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214].
فهذا سؤال يطرحه الإنسان بدافع الضعف البشري، وبدافع استعجال الخير، لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ [فصلت:49]، وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس:11].
وقولهم: مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214]، أي: متى يأتي الفرج؟
جاء الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: (يا نبي الله! نصبح ونمسي في السلاح). يعني دائماً نحن خائفون وجلون، ودائماً في حراسات (نصبح ونمسي في السلاح، فبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يوشك أن يأتي عليكم زمان يسير الراكب فيه من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون ). أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].
هذا الذي يبشر الله به عباده المؤمنين، لكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى لا يعجل لعجلة أحدكم ).
انظروا أيها الإخوة الكرام، قبل تسع سنوات لما غزت الجيوش الصليبية -جيوش اثنتين وأربعين دولة- بلاد الأفغان وجعلت عاليها سافلها، أبادت خضراءها، يرمون بالقنابل، الواحدة تزن طناً، فجروا كل شيء وأهلكوا الحرث والنسل، الآن بعد مضي ثمان سنوات أو تزيد على هذا الغزو الغاشم والعدوان السافر نراهم يبحثون عن المخرج، ولكن هيهات هيهات!
تسع سنوات في عمر الأمم لا تعد شيئاً مذكوراً، لكن الناس لا ينبغي أن يستعجلوا، مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214]، هذا هو الدرس الذي نتعلمه من هذه الآية.