تفسير سورة الفتح [15-16]


الحلقة مفرغة

قال الله جل جلاله: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح:15].

وعد الله أهل الحديبية بمغانم؛ لأنهم عادوا بلا غنائم ولا مكاسب بينة واضحة، فوعدهم بحرب خيبر وأخذ المغانم منهم، وانفرادهم بها جزاء قتالهم وعهدهم ووجودهم وخروجهم لمعاهدة الحديبية حيث كان النصر المبين، فعندما سمع المخلفون ذلك قالوا: نريد أن نكون معكم (ذرونا نتبعكم)، فيريدون أن يشاركوا أهل الحديبية في حرب خيبر وكسب مغانمها، وهم واثقون بأنهم منتصرون لا محالة، ولكن الله أبعدهم عن ذلك وأمر نبيه ألا يقبل أحداً منهم.

فقوله تعالى: إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا [الفتح:15] أي: إذا انطلقتم وذهبتم وحاربتم لتأخذوا مغانم أهل خيبر وقد انتصرتم عليهم.

وهذه السورة نزلت في الطريق بين مكة والمدينة ولم يكن شيء من ذلك بعد ولكنه سيكون، والله وعد أهل الحديبية بتلك المغانم فطمع هؤلاء المخلفون بأن يكونوا معهم، وأن يكسبوا كسبهم، ويغنموا غنائمهم، لكن الله أمر رسوله بألا يذهب أحد منهم معهم؛ لأنهم رفضوا أن يحضروا معاهدة الحديبية، ثم تعللوا بعلل كاذبة منافقة فقالوا: شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح:11].

فهؤلاء المنافقون كذبة لم يكن لهم عذر، ولم يطلبوا الاستغفار من رسول الله وهم يريدون التوبة والاستغفار، ولكنه كلام قالته الألسن وأنكرته القلوب، فلم يكونوا صادقين.

وقوله تعالى: ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ [الفتح:15] أي: اتركونا نتبعكم في هذه الغزوة.

وقوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15]، وكلام الله كان قولاً ووحياً لرسوله في ألا يدع هؤلاء يذهبون معه للحرب والقتال، وإذا ذهبوا فلن يكسبوا غنائم، ولن يأخذوا ما يأخذه المحارب المجاهد الصابر.

وقوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15] أي: يريدون تغييره ومعصيته وخلافه، وهيهات هيهات أن يمكنوا من ذلك.

قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ [الفتح:15] أي: لا ندعكم ولا نذركم تتبعوننا، فقد أمرنا ألا نقبلكم؛ لأنكم لم تحضروا معنا معاهدة الحديبية، ولن يقبل قولكم.

قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا [الفتح:15] أي: فسيقول هؤلاء المخلفون من الأعراب للمؤمنين من الأصحاب: بل حسدتمونا في هذا الخير.

تعريف الحسد والغيرة

والحسد: تمني زوال النعمة عن الغير حصلت عليها أم لم تحصل، والغيرة: تمني أن يكون عندك ما عند الآخر، فالغيرة معروفة وفيها يتنافس العقلاء والمؤمنون، والحسد قبيح وهو صفة من صفات المنافقين وصفة من صفات المبغضين الحاقدين.

فقوله تعالى: فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا [الفتح:15] أي: سيجيبكم هؤلاء الأعراب بأنكم حسدتموهم، ولم تريدوا لهم الخير بأن طردتموهم من أن يكونوا شركاء في هذه الغنائم، وما ذلك إلا حسد منكم.

قال الله تعالى: بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح:15] أي: ليس عندهم شيء يحسدون عليه فهم كذبة منافقون، ولكنهم قليلاً ما يفهمون، فلا يفقهون ديناً ولا فهماً ولا علماً، وإنما قالوا ذلك لجهلهم بحقائق الأمور، ولعدم إخلاصهم بالإيمان والإيقان.

ومجمع تفسير الآية الكريمة: بأن النبي عليه الصلاة والسلام عندما عزم على الذهاب للعمرة أرسل رسله وبعوثه للقبائل المحيطة بالمدينة مثل قبيلة: أسلم وخزيمة؛ ليعتمروا معه صلى الله عليه وسلم، وليدحضوا الطوائف والقبائل التي تصد رسول الله ومن معه عن الدخول إلى مكة معتمرين،، ليكونوا قد استعدوا لهم بالكثرة وبالجند وبالسلاح، فحضرت قلة من المؤمنين المخلصين، وتخلف الكثرة وتبين أنهم كانوا منافقين.

ووعد الله المؤمنين بأنهم سيقاتلون أهل خيبر؛ لأنهم غدروا ونكثوا العهد، فقد ألّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القبائل من أهل الجزيرة يريدون قتاله وغلبته، وهيهات.. هيهات أن يتم لهم ما يريدون، ولكن المخلفين عندما سمعوا بأن هؤلاء سيذهبون لقتال خيبر - وكانت خيبر غنية بالأموال وبالإبل وبالزراعة - طمعوا في الحضور؛ ليكسبوا من هذه الغنائم.

وهم لم يحضروا من قبل معاهدة الحديبية؛ ظناً منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لا يعودون لأهلهم سالمين، فعندما كبتوا وعاد النبي صلى الله عليه وسلم سالماً منصوراً نصراً عزيزاً مؤزراً، طمعوا في حضور معركة خيبر؛ ليأخذوا من غنائمها ومن أموالها، ولكن الله منعهم من أن يشاركوا نبيهم، وسيجيبون بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأن الحسد هو الذي منعكم من أن تقبلوا حضورنا ووجودنا في غزوة خيبر؛ لكي لا نشرككم في الغنائم.

فسخّف الله عقولهم وفهمهم، وقال: بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح:15] أي: بل كان فكرهم وفهمهم واطلاعهم قليلاً، ولم يكن منهم إلا القلة المؤمنة المخلصة هي التي تفهم، وأما الكثرة المنافقة فقد كانت تهرف بما لا تعرف.

والحسد: تمني زوال النعمة عن الغير حصلت عليها أم لم تحصل، والغيرة: تمني أن يكون عندك ما عند الآخر، فالغيرة معروفة وفيها يتنافس العقلاء والمؤمنون، والحسد قبيح وهو صفة من صفات المنافقين وصفة من صفات المبغضين الحاقدين.

فقوله تعالى: فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا [الفتح:15] أي: سيجيبكم هؤلاء الأعراب بأنكم حسدتموهم، ولم تريدوا لهم الخير بأن طردتموهم من أن يكونوا شركاء في هذه الغنائم، وما ذلك إلا حسد منكم.

قال الله تعالى: بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح:15] أي: ليس عندهم شيء يحسدون عليه فهم كذبة منافقون، ولكنهم قليلاً ما يفهمون، فلا يفقهون ديناً ولا فهماً ولا علماً، وإنما قالوا ذلك لجهلهم بحقائق الأمور، ولعدم إخلاصهم بالإيمان والإيقان.

ومجمع تفسير الآية الكريمة: بأن النبي عليه الصلاة والسلام عندما عزم على الذهاب للعمرة أرسل رسله وبعوثه للقبائل المحيطة بالمدينة مثل قبيلة: أسلم وخزيمة؛ ليعتمروا معه صلى الله عليه وسلم، وليدحضوا الطوائف والقبائل التي تصد رسول الله ومن معه عن الدخول إلى مكة معتمرين،، ليكونوا قد استعدوا لهم بالكثرة وبالجند وبالسلاح، فحضرت قلة من المؤمنين المخلصين، وتخلف الكثرة وتبين أنهم كانوا منافقين.

ووعد الله المؤمنين بأنهم سيقاتلون أهل خيبر؛ لأنهم غدروا ونكثوا العهد، فقد ألّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القبائل من أهل الجزيرة يريدون قتاله وغلبته، وهيهات.. هيهات أن يتم لهم ما يريدون، ولكن المخلفين عندما سمعوا بأن هؤلاء سيذهبون لقتال خيبر - وكانت خيبر غنية بالأموال وبالإبل وبالزراعة - طمعوا في الحضور؛ ليكسبوا من هذه الغنائم.

وهم لم يحضروا من قبل معاهدة الحديبية؛ ظناً منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لا يعودون لأهلهم سالمين، فعندما كبتوا وعاد النبي صلى الله عليه وسلم سالماً منصوراً نصراً عزيزاً مؤزراً، طمعوا في حضور معركة خيبر؛ ليأخذوا من غنائمها ومن أموالها، ولكن الله منعهم من أن يشاركوا نبيهم، وسيجيبون بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأن الحسد هو الذي منعكم من أن تقبلوا حضورنا ووجودنا في غزوة خيبر؛ لكي لا نشرككم في الغنائم.

فسخّف الله عقولهم وفهمهم، وقال: بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح:15] أي: بل كان فكرهم وفهمهم واطلاعهم قليلاً، ولم يكن منهم إلا القلة المؤمنة المخلصة هي التي تفهم، وأما الكثرة المنافقة فقد كانت تهرف بما لا تعرف.