شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب آداب قضاء الحاجة - حديث 105-108


الحلقة مفرغة

الحمد لله ونستغفره ونتوب إليه، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

أما اليوم فعندنا أربعة أحاديث، أخذنا في الدرس الماضي حديث جابر رضي الله عنه: ( إذا تغوط الرجلان ).. إلى أخره.

وذكرنا أن فيه اضطراباً حيث جاء بعدة روايات، أما رواية جابر التي ذكرها المصنف، فإن صح أنها موجودة في الكتب فتكون وجهاً ثالثاً يدل على اضطراب الإسناد فعلاً، إن صح أنها موجودة في الكتب.

وهكذا نقول في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى الغائط فليستتر ).

تخريج الحديث ودرجته

يقول المصنف: رواه أبو داود، فإن الموجود في سنن أبي داود المطبوعة، والذي عزاه إليه أهل العلم كـالمجد بن تيمية في المنتقى، وابن الأثير في جامع الأصول، والمصنف نفسه في تلخيص الحبير، والزيلعي في نصب الراية، والشوكاني وغيرهم، أنهم عزوا هذا الحديث لـأبي داود وغيره من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، وليس من رواية عائشة .

وهو حديث طويل فيه: أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج )، فهذا الحديث بطوله هو من رواية أبي هريرة لا من رواية عائشة، وقد رواه أبو داود في سننه، رواه أيضاً ابن ماجه في سننه في كتاب الطب مختصراً، مقتصراً فيه على ذكر الاكتحال فحسب، ورواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم.

ومدار الحديث على الحصين الحبرانيعن أبي سعيد عن أبي هريرة، مدار الحديث على الحصين الحبراني -بضم الحاء- عن أبي سعيد عن أبي هريرة، والحديث له علل منها:

الحصين هذا فإنه مجهول.

ومنها أبو سعيد الراوي عن أبي هريرة، فإنه أيضاً مجهول أيضاً.

وغلط بعضهم فظنوا أن أبا سعيد هذا صحابي، الراوي عن أبي هريرة، وسموه أبا سعيد الخير، أو أبا سعد الخير، حتى أبو داود قال في سننه عقب سياق هذا الحديث، قال: أبو سعد الخير صحابي، والصواب: التفريق بين أبي سعد الخير فإنه صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث، ونص على صحبته العلماء، كـالبخاري، وأبي حاتم، والبغوى، وابن قانع، وابن حبان، وابن حجر، وجماعة من أهل العلم، هذا أبو سعد الخير .

أما الرجل الذي في إسناد هذا الحديث فهو أبو سعيد الحبراني وهو مجهول، ولا يثبت له صحبة، كما نص عليه العلماء، منهم ابن حجر في التلخيص، وأيضاً في التهذيب وغيرهم.

وقد غلط بعضهم فأدخلوا هذا في هذا، وهذا غير صحيح، ولعله تحرف ونقص الاسم، فبدلاً من كونه الحبراني سقطت الألف والنون في آخره، وظن بعضهم أن فوق الحاء نقطة فقرأها الخير، والواقع الحبراني.

العلة الثالثة: أن في إسناد الحديث احتمال الاضطراب، أي أن الحديث يحتمل أن يكون مضطرباً كما أشار إليه أبو داود والدارقطني وغيرهما.

إذاً: هذا الحديث ليس موجوداً -والله أعلم- في أبي داود عن عائشة، وإنما هو عن أبي هريرة، ومع ذلك فإن فيه عللاً منها: جهالة الحصين، وجهالة أبي سعيد، ومنها احتمال الاضطراب؛ ولذلك ضعفه بعض أهل العلم كـابن حزم والبيهقي وغيرهما.

وصححه أو حسنه آخرون منهم: ابن حبان، والحاكم، والشوكاني في مواضع، وابن حجر، فإنه وإن سكت عنه في هذا الموضع إلا أنه حسنه كما في فتح الباري .

والحديث فيه من المقال ما سبق، أما من حيث الموضوع المتعلق بالحديث فهو موضوع الاستتار عند الغائط، وقد سبق الكلام عليه في غير موضع.

هذا حديث عائشة الأول.

يقول المصنف: رواه أبو داود، فإن الموجود في سنن أبي داود المطبوعة، والذي عزاه إليه أهل العلم كـالمجد بن تيمية في المنتقى، وابن الأثير في جامع الأصول، والمصنف نفسه في تلخيص الحبير، والزيلعي في نصب الراية، والشوكاني وغيرهم، أنهم عزوا هذا الحديث لـأبي داود وغيره من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، وليس من رواية عائشة .

وهو حديث طويل فيه: أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج )، فهذا الحديث بطوله هو من رواية أبي هريرة لا من رواية عائشة، وقد رواه أبو داود في سننه، رواه أيضاً ابن ماجه في سننه في كتاب الطب مختصراً، مقتصراً فيه على ذكر الاكتحال فحسب، ورواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم.

ومدار الحديث على الحصين الحبرانيعن أبي سعيد عن أبي هريرة، مدار الحديث على الحصين الحبراني -بضم الحاء- عن أبي سعيد عن أبي هريرة، والحديث له علل منها:

الحصين هذا فإنه مجهول.

ومنها أبو سعيد الراوي عن أبي هريرة، فإنه أيضاً مجهول أيضاً.

وغلط بعضهم فظنوا أن أبا سعيد هذا صحابي، الراوي عن أبي هريرة، وسموه أبا سعيد الخير، أو أبا سعد الخير، حتى أبو داود قال في سننه عقب سياق هذا الحديث، قال: أبو سعد الخير صحابي، والصواب: التفريق بين أبي سعد الخير فإنه صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث، ونص على صحبته العلماء، كـالبخاري، وأبي حاتم، والبغوى، وابن قانع، وابن حبان، وابن حجر، وجماعة من أهل العلم، هذا أبو سعد الخير .

أما الرجل الذي في إسناد هذا الحديث فهو أبو سعيد الحبراني وهو مجهول، ولا يثبت له صحبة، كما نص عليه العلماء، منهم ابن حجر في التلخيص، وأيضاً في التهذيب وغيرهم.

وقد غلط بعضهم فأدخلوا هذا في هذا، وهذا غير صحيح، ولعله تحرف ونقص الاسم، فبدلاً من كونه الحبراني سقطت الألف والنون في آخره، وظن بعضهم أن فوق الحاء نقطة فقرأها الخير، والواقع الحبراني.

العلة الثالثة: أن في إسناد الحديث احتمال الاضطراب، أي أن الحديث يحتمل أن يكون مضطرباً كما أشار إليه أبو داود والدارقطني وغيرهما.

إذاً: هذا الحديث ليس موجوداً -والله أعلم- في أبي داود عن عائشة، وإنما هو عن أبي هريرة، ومع ذلك فإن فيه عللاً منها: جهالة الحصين، وجهالة أبي سعيد، ومنها احتمال الاضطراب؛ ولذلك ضعفه بعض أهل العلم كـابن حزم والبيهقي وغيرهما.

وصححه أو حسنه آخرون منهم: ابن حبان، والحاكم، والشوكاني في مواضع، وابن حجر، فإنه وإن سكت عنه في هذا الموضع إلا أنه حسنه كما في فتح الباري .

والحديث فيه من المقال ما سبق، أما من حيث الموضوع المتعلق بالحديث فهو موضوع الاستتار عند الغائط، وقد سبق الكلام عليه في غير موضع.

هذا حديث عائشة الأول.

أما حديثها الثاني فهو: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك)، والمصنف عزا هذا الحديث للخمسة، وهم أصحاب السنن وأحمد، وقد رواه أيضاً غيرهم ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وابن السني، وابن الجارود، والدارمي، وسواهم.

وأشار المصنف إلى أنه صححه أبو حاتم والحاكم، ويضاف إليهم ابن حبان أيضاً، وابن الجارود، وابن خزيمة، والنووي، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم.

فالحديث صحيح لا إشكال في صحته، وفيه أدب أن الإنسان إذا خرج من البيت المعد للخلاء، فإنه يقول: غفرانك، ويدخل في ذلك ما إذا قام عن المكان الذي قضى فيه حاجته، كما لو كان في صحراء أو غيرها، وسبقت الإشارة إلى هذا.

مناسبة قول: (غفرانك) عند الخروج من الخلاء

وما هي مناسبة قول: (غفرانك) عند الخروج من الخلاء؟ ذكر أهل العلم لذلك مناسبتين:

الأولى: أنه في حال قضاء الحاجة لا يذكر الله عز وجل، لتلبسه بهذه الحال التي لا يذكر اسم الله عليها وفي أثنائها؛ ولذلك فإنه يستغفر من تقصيره في الذكر حيث لا يذكر الله على تلك الحال.

العلة الثانية: هي الإشارة إلى تقصير الإنسان في القيام بشكر نعم الله عز وجل، من تهيئة الطعام والشراب، وتيسيره له وأكله وهضمه وانتفاع الجسم به، ثم خروج ما لا ينفع منه بيسر وسهولة دون كلفة أو مشقة، فيحمد الإنسان ربه على ذلك، ثم يعترف بتقصيره في القيام بحمد هذه النعمة، فيقول: غفرانك، يعني: على التقصير في الحمد.

ولا مانع من إرادة العلتين معاً وإرادة غيرهما مما يصلح لمثل هذا، وقوله: (غفرانك) مصدر منصوب، فإما أن يكون مفعولاً به، يعني: يا ربي أطلب غفرانك، فيكون مفعولاً به لفعل محذوف، وإما أن يكون مفعولاً مطلقاً، يعني: أغفر غفرانك، وهذا أدب فيما يتعلق بالخروج.

وما هي مناسبة قول: (غفرانك) عند الخروج من الخلاء؟ ذكر أهل العلم لذلك مناسبتين:

الأولى: أنه في حال قضاء الحاجة لا يذكر الله عز وجل، لتلبسه بهذه الحال التي لا يذكر اسم الله عليها وفي أثنائها؛ ولذلك فإنه يستغفر من تقصيره في الذكر حيث لا يذكر الله على تلك الحال.

العلة الثانية: هي الإشارة إلى تقصير الإنسان في القيام بشكر نعم الله عز وجل، من تهيئة الطعام والشراب، وتيسيره له وأكله وهضمه وانتفاع الجسم به، ثم خروج ما لا ينفع منه بيسر وسهولة دون كلفة أو مشقة، فيحمد الإنسان ربه على ذلك، ثم يعترف بتقصيره في القيام بحمد هذه النعمة، فيقول: غفرانك، يعني: على التقصير في الحمد.

ولا مانع من إرادة العلتين معاً وإرادة غيرهما مما يصلح لمثل هذا، وقوله: (غفرانك) مصدر منصوب، فإما أن يكون مفعولاً به، يعني: يا ربي أطلب غفرانك، فيكون مفعولاً به لفعل محذوف، وإما أن يكون مفعولاً مطلقاً، يعني: أغفر غفرانك، وهذا أدب فيما يتعلق بالخروج.

وقد ورد غير ما في الحديث السابق من الآداب أو من الأدعية، من ذلك:

حديث أنس مرفوعاً أنه كان يقول إذا خرج: ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ).

تخريج الحديث

وهذا الحديث رواه ابن ماجه، يعني: انفرد به ابن ماجه، فهو من أفراد ابن ماجه، وقد أشار ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد إلى أن غالب ما انفرد به ابن ماجه ضعيف، وهذا سيأتي إن شاء الله ضمن الفوائد في زاد المعاد في موضعه، وإن كان غير مسلم على إطلاقه، إنما هو أشار إلى أنه الغالب، وقد يكون ذلك وقد لا يكون الغالب، لكن كثير مما انفرد به ابن ماجه ضعيف.

وإذا أردنا أن نعرف شيئاً عن هذا الحديث وهو من أفراد ابن ماجه، فهل تعرفون كتاباً يمكن أن نستفيد منه في هذا؟ ما أريد أحداً يذكر كتباً معاصرة، ككتاب صحيح ابن ماجه وضعيف ابن ماجه للألباني، لكن من الكتب القديمة، يعني الكتب المعاصرة طيبة ومفيدة، لكن قصدي أن الجميع يعرفونها لأنها متداولة، فهل هناك كتاب آخر يستفاد منه غير كتابي الشيخ الألباني؟

معرفة الحديث هذا، ما دام عرفنا أنه انفرد به ابن ماجه، هل هناك كتاب يعيننا على معرفة حكمه؟

يوجد كتاب للإمام البوصيري اسمه مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، جمع فيه الأحاديث التي انفرد بها ابن ماجه عن بقية الكتب الستة، وهذا منها؛ لأنه انفرد به؛ ولذلك قال البوصيري عقب روايته لهذا الحديث أعني حديث أنس عقب سياقه له، ذكر أن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، هكذا يقول: في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، ولا يصح بهذا اللفظ شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هذا كلام البوصيري عن حديث أنس الذي فيه: ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ).

والحديث وإن كان ضعفه البوصيري وأشار إلى علته، وهي علة صحيحة، إلا أن بعض أهل العلم حسنه أو صححه، فقد حسنه الحافظ ابن حجر كما في نتائج الأفكار، وصححه الشوكاني كما في السيل الجرار، ولعل تحسين ابن حجر له لكثرة شواهده التي سوف أذكرها أو أذكر شيئاً منها.

أما تصحيح الشوكاني فلا أدري ما وجهه، لأنه قال: إسناده صحيح، وهذا فيه نظر.

شواهد الحديث

ولحديث أنس هذا شواهد:

منها: حديث أبي ذر رضي الله عنه عند النسائي، وابن السني في عمل اليوم والليلة وغيرهما وهو ضعيف، ومنها حديث عن عائشة رضي الله عنها في خبر نوح عليه السلام، وأنه كان يقول ذلك أو نحواً منه إذا خرج، وهو عند المعمري في اليوم والليلة، والبيهقي في الشعب، والخرائطي في الشكر وغيرهم، وهو ضعيف أيضاً.

ومنها حديث آخر عن أنس بلفظ مختلف: ( الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره ) عند ابن السني وهو ضعيف، ومنها حديث عن طاوس وهو مرسل ضعيف أيضاً، لكن مجموع هذه الأحاديث لعله يشهد ويقوي حديث أنس الذي فيه: ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني )، خاصة وأن هذا الحديث لم ينفرد أو يستقل ببيان حكم جديد، وإنما هو في مشروعية ذكر عقب الخروج من الخلاء، وهو ذكر لا شيء فيه، فيه حمد لله عز وجل على إخراج هذا الأذى وعلى العافية، وهو مناسب أيضاً.

فالقول بحسنه لشواهده كما ذهب إليه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار قول إن شاء الله وجيه، ولا بأس أن يحافظ الإنسان على هذا الدعاء ويقوله بعد قوله: (غفرانك)، هذا ما يتعلق بحديثها الآخر أيضاً.

أما الشوكاني فالذي أذكر أنه قال: إسناده صحيح، ثم إنه للشواهد يمكن أن يرتقي للحسن، لأن كل شواهده ضعيفة، فيمكن أن يرتقي للحسن، لكن أن يصح فهذا فيه نظر.

أما حديث عائشة الأول الذي هو ( من أتى الغائط فليستتر )، هذا لم يذكره ابن حجر في التلخيص ولا في غيره من تخريجاته الأخرى التي وقفت عليها.

وهذا الحديث رواه ابن ماجه، يعني: انفرد به ابن ماجه، فهو من أفراد ابن ماجه، وقد أشار ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد إلى أن غالب ما انفرد به ابن ماجه ضعيف، وهذا سيأتي إن شاء الله ضمن الفوائد في زاد المعاد في موضعه، وإن كان غير مسلم على إطلاقه، إنما هو أشار إلى أنه الغالب، وقد يكون ذلك وقد لا يكون الغالب، لكن كثير مما انفرد به ابن ماجه ضعيف.

وإذا أردنا أن نعرف شيئاً عن هذا الحديث وهو من أفراد ابن ماجه، فهل تعرفون كتاباً يمكن أن نستفيد منه في هذا؟ ما أريد أحداً يذكر كتباً معاصرة، ككتاب صحيح ابن ماجه وضعيف ابن ماجه للألباني، لكن من الكتب القديمة، يعني الكتب المعاصرة طيبة ومفيدة، لكن قصدي أن الجميع يعرفونها لأنها متداولة، فهل هناك كتاب آخر يستفاد منه غير كتابي الشيخ الألباني؟

معرفة الحديث هذا، ما دام عرفنا أنه انفرد به ابن ماجه، هل هناك كتاب يعيننا على معرفة حكمه؟

يوجد كتاب للإمام البوصيري اسمه مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، جمع فيه الأحاديث التي انفرد بها ابن ماجه عن بقية الكتب الستة، وهذا منها؛ لأنه انفرد به؛ ولذلك قال البوصيري عقب روايته لهذا الحديث أعني حديث أنس عقب سياقه له، ذكر أن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، هكذا يقول: في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، ولا يصح بهذا اللفظ شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هذا كلام البوصيري عن حديث أنس الذي فيه: ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ).

والحديث وإن كان ضعفه البوصيري وأشار إلى علته، وهي علة صحيحة، إلا أن بعض أهل العلم حسنه أو صححه، فقد حسنه الحافظ ابن حجر كما في نتائج الأفكار، وصححه الشوكاني كما في السيل الجرار، ولعل تحسين ابن حجر له لكثرة شواهده التي سوف أذكرها أو أذكر شيئاً منها.

أما تصحيح الشوكاني فلا أدري ما وجهه، لأنه قال: إسناده صحيح، وهذا فيه نظر.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4762 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4399 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4214 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4095 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4046 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4020 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3972 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3918 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3898 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3878 استماع