أربعون وسيلة لاستغلال رمضان


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أحبتي في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نلتقي في يوم الإثنين الموافق للسابع والعشرين من الشهر الثامن لعام (1414هـ) ومع موضوع بعنوان: ثلاثون وسيلة لاستغلال رمضان، ولعل هذه الوسائل ازدادت بعد الإعلان وتواصل الإخوة بارك الله فيهم جميعاً، فأصبح العنوان: (أربعون وسيلة لاستغلال رمضان) ولعلنا لا نخرج من هذا المكان إلا وقد زيدت هذه الوسائل وهذه الأفكار من قبلكم -إن شاء الله- باقتراحاتكم وآرائكم إلى الخمسين أو فوق ذلك.

وهذه الوسائل هي عبارة عن جمع عدد من التوجيهات والأفكار والمقترحات لاستغلال رمضان، ولابد لهذه الوسائل من شرطين حتى تكون الوسيلة صحيحة:

أولاً: أن تكون وسيلةً مشروعةً، أي: مباحة.

وثانياً: أن تؤدي هذه الوسيلة الغرض المطلوب والمقصود منها.

أما أسباب اختيار الموضوع، فمن هذه الأسباب:

أولاً: كيف نستغل رمضان؟ وماذا نفعل في رمضان؟

سؤال نسمعه كثيراً من الحريصين والحريصات، ومن بعض أئمة المساجد، ووجود هذا السؤال من المبشرات، فتبقى الإجابة، ومن هذه الإجابة هي جمع هذه الوسائل.

سبب ثانٍ: تضييع ليالي رمضان باللهو والسهر، ونهاره بالنوم والكسل، فذكر هذه الوسائل وحصرها توجيهات لمثل هؤلاء، وتشجيعاً لاستغلال رمضان.

وسبب ثالث: وهو ترشيداً لهذه الصحوة المباركة، وتوجيهاً لطاقاتها للعمل والعبادة والدعوة إلى الله من خلال هذه الأفكار والوسائل.

وسبب رابع: يمر على الإنسان رمضان تلو رمضان، وهكذا تمر الرمضانات بدون رصد للأعمال والمواضيع والمشاريع، وبدون تدارك للأخطاء والتقصير، مما يجعلنا في كل رمضان يأتي نبدأ من جديد، ولا شك أن هذا مضيعة للأوقات والأعمار، فكان هذا الرصد لهذه الوسائل .

سبب خامس: لو لم يكن في شهر الصوم إلا أنه أحد أركان الإسلام التي لا يتم إسلام المرء إلا بها، ثم أيضاً أنه العمل -أي: الصيام- الذي اختصه الله سبحانه لنفسه من بين عمل ابن آدم كله، ثم أيضاً فيه ليلة هي أفضل من ألف شهر، وأنه الشهر الذي اختصه الله بنزول القرآن، وأنه شهر المغفرة ومحو الذنوب والسيئات، لو لم يكن في هذا الشهر إلا هذه الأمور لكفاه شرفاً ومنزلة، ولكفانا حرصاً وإصراراً على استغلال أيامه وساعاته وكل لحظة من لحظاته.

وهذا الاستغلال منطلق من سنته صلى الله عليه وآله وسلم، فاسمع لـابن القيم رحمه الله تعالى وهو يقول في زاد المعاد في الجزء الثاني صفحة [32]: (فصل: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً؛ ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة..) إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.

إذاً: فاستغلال هذا الشهر المبارك، بل أقول: استغلال كل لحظة من لحظاته وساعة من ساعاته هو أمر وسنة نبوية، كان صلى الله عليه وآله وسلم يحرص عليها كل الحرص وكان يحث أصحابه.

هذه الأسباب الخمسة وغيرها جعلتني أختار مثل هذا الموضوع.

وهذه الوسائل -كما ذكرت- هي أربعون وسيلة، وقد قسمت هذه الوسائل إلى أقسام، منها ما هو توجيهات وأفكار عامة، ومنها ما هو وسائل وتوجيهات لأئمة المساجد، ومنها توجيهات وأفكار للجادين فقط، ومنها توجيهات وأفكار في الاهتمام بالقرآن، ومنها توجيهات للمرأة، ومنها وسائل وأفكار للصغار.

وتنبيهات قبل أن أبدأ بعرض هذه الوسائل:

أولاً: سيكون العرض بالاختصار الشديد في طرح الأفكار والتوجيهات بقدر الإمكان، فأكتفي في بعض الأحيان بذكر المضمون فقط لوضوح الفكرة ولضيق الوقت، فلعلكم -بارك الله فيكم- تعذروننا في سرد هذه الأفكار والتوجيهات، والقصد منها المعرفة والبيان، أما التفصيل فلا شك أن كل فكرة وتوجيه يحتاج إلى درس خاص، وإذا كانت الأفكار أربعين فكرة أو وسيلة، فلو أعطينا كل وسيلة أو فكرة دقيقتين فقط، لرأيتم كيف سيذهب علينا الوقت بدون أن نشعر.

التنبيه الثاني: من هذه التوجيهات ومن هذه الوسائل ما هو مكرر ومعلوم ومشهور، لكن ذكرها من باب التذكير والإرشاد ولتكامل الموضوع، ثم للتأكيد عليها في هذا الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الحسنات.

تنبيه ثالث: هذه الوسائل والأفكار هي للنشر ويجوز فيها الزيادة والنقصان، فحقوق الطبع والنشر فيها ليست محفوظةً، بل هي وقف لله تعالى، فعلى كل داع للخير أن ينشرها ويذكر بها، والدال على الخير كفاعله.

نتوجه الآن لهذه الوسائل:

توجيهات وأفكار ووسائل عامة، أي: للناس عامة:

تفطير الصائمين

أول هذه الوسائل: هل تحب أن تصوم رمضان مرتين؟

الإجابة تكمن في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحيهما، والحديث قال عنه الترمذي : حسن صحيح، وهو صحيح كما قال.

ولهذا -أي: لهذا الأجر- ولصيام رمضان مرتين كما فهم من تفطير الصائمين صور، من هذه الصور:

تفطير الصائمين من المسلمين في الخارج.. فهل تصدق يا أخي الحبيب! أن عشرة ريالات تفطر صائماً في اليوم الواحد؟ إذاً ففي الشهر ثلاثمائة ريال، فإذا أردت أن تصوم رمضان مرتين فعليك أن تدفع ثلاثمائة ريال وتنال أجر تفطير صائم.

ثم صورة أخرى: تفطير الجاليات المسلمة الموجودة في البلد أو المدينة من خلال مساجد الأحياء، وهذه مشهورة في كثير من مساجد وأحياء هذه المدينة، ولكننا نريد المزيد، ونريد أيضاً التخطيط والتنظيم، فلو رافق هذا التفطير التوجيه والإرشاد، وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة؛ لكان هذا شيئاً جيداً يضاف إلى هذا الإفطار وإلى هذا العمل العبادي.

ثم أيضاً لو قامت مكاتب دعوة الجاليات مشكورةً بتبني هذه الفكرة، أقصد بتبنيها عموماً بتخطيط وتنظيم مجدول، يشرف عليها المكتب في جميع مساجد أحياء المدينة، وأيضاً يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة، ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التي تناسب لغة أولئك القوم، ولا شك أن هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد وبكثرة بجميع اللغات .

ثم أيضاً صورة ثالثة: قد يكون التفطير للأقارب والأسر والجيران، وفي هذا صيام -كما ذكرنا- لرمضان مرتين، وفيه صلة رحم وبر.

الإحسان والتصدق

الوسيلة الثانية: يكثر المحسنون والمتصدقون في هذا الشهر، والقلوب مهيئة بجميع أبواب الخير، وفي رمضان خاصةً تكثر المناسبات، خاصةً في الإفطار لكثير من الأسر، وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرةً من الرجال والنساء.. فلم لا يستغل هذا الجمع؟ كيف؟

يستغل بالبذل والعطاء، ولجمع الصدقات من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء، ولا شك أن هذا باب عظيم لو جرب لكثير من الأسر والعوائل لوجدنا خيراً كثيراً.

وقد جربه -كما أشرت في بعض الدروس- أحد الشباب ونجح نجاحاً باهراً مع أسرته، فجمع أموالاً، نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

فلعل هذا الأمر أن يجرب، فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان وفي كل صقع من أصقاع المعمورة حالة يرثى لها، وإن كان هناك كثير من المبشرات ولله الحمد والمنة، ولكننا أيضاً نريد أن نشعر بالجسد الواحد، وأن نقف مع المسلمين وقفةً صادقةً؛ لنكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك المثل في (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

ولا بأس أن يكتب حتى تتجه النية للمتصدق على هذه الصناديق، إما للفقراء والمساكين في الداخل، أو يكتب عليها -أيضاً- للمسلمين في الخارج، أو ما شابه ذلك.

استغلال آخر كل أسبوع من رمضان

الوسيلة الثالثة: استغلال آخر كل أسبوع من رمضان، فرمضان أربعة أسابيع، نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية، نريد منهم في نهاية كل أسبوع من أسابيع رمضان أن يتجهوا للقرى والهجر لتوزيع الإعانات وإطعام الطعام والقيام على المساكين في تلك القرى والهجر، وتوعية أهلها عبر الكلمات وخطب الجمع، وتوزيع الأشرطة والرسائل.

نتمنى حقيقةً أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية، ومن شباب الإسلام، وممن تعلق قلبه بالجنان؛ ألا يترك أسبوعاً من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات الشباب محملون بكل خير، ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة، ورتب له من قبل مكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية؛ لرأينا شبابنا أفواجاً، فإننا نحسن الظن كثيراً ولله الحمد والمنة بهم، وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم.

ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر المبارك، فلا نريد الخمول والكسل، والجلوس بين الأولاد والأزواج، وترك هذا الأمر العظيم، وندع كثيراً من المسلمين ومن أهل البادية في جهل عظيم.

زيارة أماكن تجمع الشباب من قبل الدعاة

الوسيلة الرابعة -وهي من الاقتراحات العامة-: الزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة وتجمعات الشباب، والجلوس معهم، وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم، فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة! بل ويتهمونكم بالتقصير، بل وأنكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله، كما ذكر ذلك كثير منهم، ويعتذرون بالخجل والحياء منكم، وإلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال كثير منهم أيضاً.

و أتمنى كذلك لو قامت مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلان عن مثل هذا المشروع قبل رمضان، وتسجيل الأسماء وترتيب جدول للزيارات، ويكون ذلك -كما ذكرت- قبل دخول شهر رمضان.

إبعاد الأهل عن وسائل الإعلام

وسيلة خامسة: -وهي من التوجيهات العامة أيضاً-: إذا كنت ممن ابتلي ببعض وسائل الإعلام في بيته، فلماذا لا تفكر يا أخي الحبيب! ويا ولي الأمر! لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والابتعاد عنها وعزلها؟ وذلك بالترغيب، وبالكلمة الطيبة، وبالتذكير بعظمة هذه الأيام، على الأقل خلال هذا الشهر، ولعلها -إن شاء الله- أن تكون بداية الهداية، ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس، وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة، فمتى إذن؟ خاصةً وأن النفوس -كما ذكرنا- مهيئة والشياطين مصفدة.

فحاول يا أخي الحبيب! واستعن بالله تعالى، وكن صادقاً من قلبك، ستجد -إن شاء الله- العون وستجد الإجابة والإعانة من الأهل والأولاد، بل وستجد -إن شاء الله- الإعانة ممن يكونون حولك من أهل الحي، فعلَّنا نرى هذه صفة مميزة؛ خاصة وأننا نرى في شهر رمضان تخطيط أعداء الإسلام لأولادنا ونسائنا، لا أعلق ولكني أقول: انظروا إلى البرامج المنشورة في وسائل الإعلام هذه الأيام؛ أقصد برامج شهر رمضان؛ فسوف تجدون عجباً.

وأيضاً أتمنى أن تفكر كثيراً بأن تتوقف في هذا الشهر المبارك عن شراء المجلات والجرائد، حتى ولو كانت مباحة، فإن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، ومن سار على نهجهم كانوا يهجرون حلق التحديث والتعليم؛ ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة ولقيام الليل.. أفلا نستطيع أن نهجر الجرائد والمجلات خلال هذا الشهر فقط؟

استغلال أفضل الأوقات للدعاء

الوسيلة السادسة: أوقات الإفطار وقبل الأذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية، هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى، وهي من أوقات الاستجابة كما تعلمون، والعبد صائم مقبل على الله منكسرة نفسه، ومع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات؛ خاصةً الأسر عند الاجتماع على الإفطار، بالحديث وبالذهاب والإياب وتجهيز وجبات الإفطار.

فلماذا لا نتذاكر -أيها الأحبة- بفضل استغلال هذه اللحظات والحرص عليها، برفع الأيدي والأكف والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى؟

راقب هذه اللحظات وستجد الغفلة العجيبة من كثير من الناس، والعجيب -أيضاً- أننا نرى التجمعات والجلسات في الطرقات وعند الأبواب من بعض الشباب، بل أقول: أيضاً من بعض الآباء، وإذا مررت بأحد الشوارع فانظر يمنةً ويسرةً ستجد تلك التجمعات، وتستمر وللأسف هذه التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان.. سبحان الله! هذه اللحظات الغالية، أوقات الدعاء والاستجابة والتفرغ يغفل عنها أهل التوحيد، وكلنا بحاجة إلى الله جل وعلا وسؤاله سبحانه وتعالى، والموفق من وفقه الله تعالى.

بر الوالدين والقرب منهما

الوسيلة السابعة: بر الوالدين والقرب منهما في هذا الشهر، وقضاء حوائجهما وطاعتهما، ومحاولة الإفطار معهما، فبعض الشباب تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه، ولا يجلس مع والديه أو يفطر معهما إلا قليلاً، ولا شك أن برهما من أعظم القربات والعبادات إلى الله تعالى، كيف لا وقد قرن سبحانه وتعالى حقهما بتوحيده وعدم الإشراك به جل وعلا؟ومن صور التقصير -أيضاً- في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك، أنك قد تجد الفتاة تكثر من النوم في النهار والسهر في الليل، أو حتى في الخروج، أو نقول: حتى في قراءة القرآن، والأم لوحدها في المطبخ لإعداد الوجبات للفطور والسحور، وربما لو أن الأم أمرت أو نهت تلك الفتاة، لوجدت أن تلك الفتاة صاحت وانهالت على أمها بالكلام، ونغفل عن هذه العبادة العظيمة التي يجب أن نحرص عليها لاستغلال هذا الشهر المبارك، ولا شك أن الأجر مضاعف في هذا الشهر، فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله.

النوم المبكر لاستغلال الأوقات الفاضلة

الوسيلة الثامنة: النوم في ليالي رمضان يعين كثيراً على استغلال كثير من الأوقات الفاضلة؛ كبعد صلاة الفجر مثلاً، أو قبل السحر، ونحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تهجر، بعد أن كانت في رمضانات مضت تمتلئ بالتالين والذاكرين، مما يشجع كثيراً من الناس على المكث بعد صلاة الفجر في المسجد مع الناس، لكننا نرى المساجد في مثل هذا الوقت وهي شبه خاوية، لسرعة خروج المصلين، ولو أن الإنسان نام شيئاً في ليالي رمضان لكسب الكثير من الأوقات، ولأحيا هذه السنة المباركة في الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس.

مجاهدة النفس على ترك المعاصي

الوسيلة التاسعة -وما زلنا في التوجيهات والأفكار والوسائل العامة-: إذا كنت ممن ابتلي بمعصية أو فتنة، واعتادت عليها النفس وألفتها، وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً؛ فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمصابرة، ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة، فالشياطين مصفدة، والنفس منكسرة، والروح متأثرة، والناس من حولك صيام قيام، إذاً فالأجواء والظروف كلها مهيئة للابتعاد وهجر هذه الفتنة وهذه المعصية.

فمثلاً: التدخين، فرمضان فرصة عظيمة للمدخنين في هجر وترك التدخين وتدريب النفس على الابتعاد عنه، وكذلك العادة السرية التي يشكو منها كثير من الشباب، وكذلك مشاهدة الحرام، أو الغيبة، أو النجوى، أو استماع الغناء، أو بذاءة اللسان، أو غيرها من الابتلاءات، نسأل الله جل وعلا أن يحفظنا وإياكم، وأن يعين أصحابها على هجرها وتركها.

فأقول لك يا أخي الحبيب: استعن بالله سبحانه وتعالى، وكن صاحب عزيمة وهمة عالية، فلا تغلبك تلك الشهوة.. أيجوز أن تكون مسلماً موحداً وتغلبك سيجارة؟! والله إن هذه هي الدناءة، نسأل الله العافية!

ثم أيضاً عليك بالإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى فإنه خير معين، واصبر وصابر واحتسب، وحاسب النفس، وستجد -إن شاء الله- أنك تغلبت على هذه الشهوات المحرمة.

واسمحوا لي -كما ذكرت- بأن أواصل وباختصار وبسرعة لهذه الوسائل وهذه الأفكار، وكما ذكرت أنها بلغت أربعين، لعلنا -إن شاء الله- أن نأتي عليها وبدون أن يضايقنا الوقت.

استعمال السواك

الوسيلة العاشرة: السواك سنة مؤكدة في كل وقت في رمضان لعموم الأدلة، لكنها كغيرها من العبادات في مضاعفة الأجر وطلب الثواب لمناسبة الزمان، وهي من أهم أبواب الخير التي يغفل عنها أيضاً في رمضان.

ومنافع السواك كثيرة، وفيه من الأجر والثواب العظيم، ولكن -كما ذكرنا- يغفل عن هذا الكثير خاصةً من النساء، فإنك لا تكاد ترى أو تسمع هذه السنة بين النساء، وأنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك، وترى قلة وجود السواك بين الأصابع، وقد كانت كثير من الصالحات من الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن، وأيضاً من غيرهن ممن سار على نهج سلفهن يداومن على هذه السنة.ومن الطريف أن علياً بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه دخل يوماً على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد في فيها عوداً من الأراك، فأراد أن يداعبها، والشاهد أنها كانت تستاك رضي الله عنها، وهذه قصة ومثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ومن بناتنا لعلهن -إن شاء الله- أن يقتدين بتلك الصالحات؛ فأراد أن يداعبها رضي الله تعالى عنه، فقال لها هذين البيتين الجميلين وهو يخاطب عود الأراك:

[لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا؟

لو كنت من أهـل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواكا]

و هذه من مداعبة الأزواج لزوجاتهم.ولو قام بعض أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك في هذا الشهر المبارك وتوزيعها على المساجد بين المسلمين خلال هذا الشهر؛ لكان ذلك إحياء لسنة غفل عنها كثير من الناس.

العمرة في رمضان

أيضاً من الوسائل العامة: العمرة في رمضان، فالعمرة في رمضان تعدل حجةً -أي: في ثوابها- ومع ذلك يصر كثير من المسلمين أو من الناس على أن تكون في العشر الأواخر من رمضان، ولا شك أن هذا يضاعف الأجر، إلا أننا بالنظر إلى بعض الأحوال؛ كالغلاء الفاحش في المساكن هناك، ووجود النساء وتبرجهن، والازدحام في الحرم، وكثرة المتسكعين بالأسواق المجاورة للحرم، وأيضاً ازدحام الناس بشدة، كل هذه الظروف تجعلنا نقول: لعلنا أن نحرص على العمرة في أوائل أيام شهر رمضان دفعاً لهذه الأمور، ولا شك أنه من الأنسب، خاصةً إذا نظرنا لهذه الظروف أن تبتعد عن العشر الأواخر في العمرة.

ثم -أيضاً- قضاء العمرة في العشرين الأولى يتيح لك فرصة استغلال العشر الأواخر بالاعتكاف، أو نفع المسلمين، أو القيام على الأهل وحاجاتهم والوالدين والجلوس معهما، أو حتى -كما ذكرنا- في نفع المسلمين في الوقت الذي ارتحل فيه كثير من الدعاة والمصلحين وطلبة العلم عن أحيائهم وتركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد.

إمامة الناس في القرى والهجر ودعوتهم وتوجيههم

الوسيلة الثانية عشرة من الأفكار والاقتراحات العامة: توجه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى والهجر، وللدروس والتوجيه، وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى؛ لأن الوسيلة الأولى فقط في نهاية الأسبوع للتوزيع وإطعام الطعام، ولا بأس بالخطب كما ذكرنا، ولكن هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك، ولإلقاء الدروس، وإرشاد الناس وتوجيههم، فإن الجهل هناك عظيم كما تعلمون، فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلي بهم، وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء الجلية في كتاب الله جل وعلا، وإن وجدوا أيضاً من يقرأ ويصلي بهم فإنهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام ومن الفقه في أمور دينهم.

ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟ لا. بل إنك تجد أنه ما مات منهم بـالمدينة إلا عدد قليل، كلهم توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة، ونشر الإسلام وتفقيه الناس، فقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر، فأقول: لا بأس بالتعاون؛ بالتناوب بين بعض الشباب لسد هذه الأماكن وحاجاتها، ولو في القرية الواحدة والهجرة الواحدة، يتناوب عليها ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أقل أو أكثر.

ولو قامت -أيضاً- مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد؛ بالتخطيط والتنظيم لهذه الفكرة، وقام المحسنون أيضاً برصد المكافآت المالية لأولئك الشباب المحتسبين، لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على تلك المناطق.

وقد سمعت -ولله الحمد- أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلةً بمكاتب الأوقاف وشئون المساجد، قد وضعت مكافأةً ماليةً قدرها ألفا ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة، سواءً في داخل المدينة أو في غيرها.فما هو عذركم أيها الشباب أمام الله والسبل كلها مهيئة؟

استغلال عصر كل خميس من رمضان للدعوة

الوسيلة الثالثة عشرة والأخيرة من التوجيهات والوسائل العامة، وهو اقتراح آخر لمكاتب الدعوة أيضاً، وعندما أقول: لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً؛ سواء في هذه المدينة أو في غيرها، فأقول: هذه الوسيلة أو هذه الفكرة هي: استغلال عصر الخميس من كل أسبوع من رمضان، وكيف يكون هذا الاستغلال؟

يكون مثلاً في إقامة المحاضرات العامة، أو الندوات، أو المسابقات الثقافية الكبرى.

ولماذا عصر الخميس بالذات؟ لأن الناس في إجازة، وقد أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة، ثم الناس أيضاً في عصر الخميس تجد أنهم متفرغون لا شغل لهم، فيقبلون -لا شك- على مثل هذه المشاريع عندما يسمعونها، وعندما تتبنى من مكاتب الدعوة ويعلن عنها، فهل نرى ذلك قريباً؟ إن شاء الله!

أول هذه الوسائل: هل تحب أن تصوم رمضان مرتين؟

الإجابة تكمن في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحيهما، والحديث قال عنه الترمذي : حسن صحيح، وهو صحيح كما قال.

ولهذا -أي: لهذا الأجر- ولصيام رمضان مرتين كما فهم من تفطير الصائمين صور، من هذه الصور:

تفطير الصائمين من المسلمين في الخارج.. فهل تصدق يا أخي الحبيب! أن عشرة ريالات تفطر صائماً في اليوم الواحد؟ إذاً ففي الشهر ثلاثمائة ريال، فإذا أردت أن تصوم رمضان مرتين فعليك أن تدفع ثلاثمائة ريال وتنال أجر تفطير صائم.

ثم صورة أخرى: تفطير الجاليات المسلمة الموجودة في البلد أو المدينة من خلال مساجد الأحياء، وهذه مشهورة في كثير من مساجد وأحياء هذه المدينة، ولكننا نريد المزيد، ونريد أيضاً التخطيط والتنظيم، فلو رافق هذا التفطير التوجيه والإرشاد، وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة؛ لكان هذا شيئاً جيداً يضاف إلى هذا الإفطار وإلى هذا العمل العبادي.

ثم أيضاً لو قامت مكاتب دعوة الجاليات مشكورةً بتبني هذه الفكرة، أقصد بتبنيها عموماً بتخطيط وتنظيم مجدول، يشرف عليها المكتب في جميع مساجد أحياء المدينة، وأيضاً يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة، ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التي تناسب لغة أولئك القوم، ولا شك أن هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد وبكثرة بجميع اللغات .

ثم أيضاً صورة ثالثة: قد يكون التفطير للأقارب والأسر والجيران، وفي هذا صيام -كما ذكرنا- لرمضان مرتين، وفيه صلة رحم وبر.

الوسيلة الثانية: يكثر المحسنون والمتصدقون في هذا الشهر، والقلوب مهيئة بجميع أبواب الخير، وفي رمضان خاصةً تكثر المناسبات، خاصةً في الإفطار لكثير من الأسر، وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرةً من الرجال والنساء.. فلم لا يستغل هذا الجمع؟ كيف؟

يستغل بالبذل والعطاء، ولجمع الصدقات من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء، ولا شك أن هذا باب عظيم لو جرب لكثير من الأسر والعوائل لوجدنا خيراً كثيراً.

وقد جربه -كما أشرت في بعض الدروس- أحد الشباب ونجح نجاحاً باهراً مع أسرته، فجمع أموالاً، نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

فلعل هذا الأمر أن يجرب، فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان وفي كل صقع من أصقاع المعمورة حالة يرثى لها، وإن كان هناك كثير من المبشرات ولله الحمد والمنة، ولكننا أيضاً نريد أن نشعر بالجسد الواحد، وأن نقف مع المسلمين وقفةً صادقةً؛ لنكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك المثل في (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

ولا بأس أن يكتب حتى تتجه النية للمتصدق على هذه الصناديق، إما للفقراء والمساكين في الداخل، أو يكتب عليها -أيضاً- للمسلمين في الخارج، أو ما شابه ذلك.

الوسيلة الثالثة: استغلال آخر كل أسبوع من رمضان، فرمضان أربعة أسابيع، نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية، نريد منهم في نهاية كل أسبوع من أسابيع رمضان أن يتجهوا للقرى والهجر لتوزيع الإعانات وإطعام الطعام والقيام على المساكين في تلك القرى والهجر، وتوعية أهلها عبر الكلمات وخطب الجمع، وتوزيع الأشرطة والرسائل.

نتمنى حقيقةً أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية، ومن شباب الإسلام، وممن تعلق قلبه بالجنان؛ ألا يترك أسبوعاً من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات الشباب محملون بكل خير، ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة، ورتب له من قبل مكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية؛ لرأينا شبابنا أفواجاً، فإننا نحسن الظن كثيراً ولله الحمد والمنة بهم، وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم.

ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر المبارك، فلا نريد الخمول والكسل، والجلوس بين الأولاد والأزواج، وترك هذا الأمر العظيم، وندع كثيراً من المسلمين ومن أهل البادية في جهل عظيم.

الوسيلة الرابعة -وهي من الاقتراحات العامة-: الزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة وتجمعات الشباب، والجلوس معهم، وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم، فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة! بل ويتهمونكم بالتقصير، بل وأنكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله، كما ذكر ذلك كثير منهم، ويعتذرون بالخجل والحياء منكم، وإلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال كثير منهم أيضاً.

و أتمنى كذلك لو قامت مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلان عن مثل هذا المشروع قبل رمضان، وتسجيل الأسماء وترتيب جدول للزيارات، ويكون ذلك -كما ذكرت- قبل دخول شهر رمضان.

وسيلة خامسة: -وهي من التوجيهات العامة أيضاً-: إذا كنت ممن ابتلي ببعض وسائل الإعلام في بيته، فلماذا لا تفكر يا أخي الحبيب! ويا ولي الأمر! لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والابتعاد عنها وعزلها؟ وذلك بالترغيب، وبالكلمة الطيبة، وبالتذكير بعظمة هذه الأيام، على الأقل خلال هذا الشهر، ولعلها -إن شاء الله- أن تكون بداية الهداية، ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس، وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة، فمتى إذن؟ خاصةً وأن النفوس -كما ذكرنا- مهيئة والشياطين مصفدة.

فحاول يا أخي الحبيب! واستعن بالله تعالى، وكن صادقاً من قلبك، ستجد -إن شاء الله- العون وستجد الإجابة والإعانة من الأهل والأولاد، بل وستجد -إن شاء الله- الإعانة ممن يكونون حولك من أهل الحي، فعلَّنا نرى هذه صفة مميزة؛ خاصة وأننا نرى في شهر رمضان تخطيط أعداء الإسلام لأولادنا ونسائنا، لا أعلق ولكني أقول: انظروا إلى البرامج المنشورة في وسائل الإعلام هذه الأيام؛ أقصد برامج شهر رمضان؛ فسوف تجدون عجباً.

وأيضاً أتمنى أن تفكر كثيراً بأن تتوقف في هذا الشهر المبارك عن شراء المجلات والجرائد، حتى ولو كانت مباحة، فإن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، ومن سار على نهجهم كانوا يهجرون حلق التحديث والتعليم؛ ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة ولقيام الليل.. أفلا نستطيع أن نهجر الجرائد والمجلات خلال هذا الشهر فقط؟

الوسيلة السادسة: أوقات الإفطار وقبل الأذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية، هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى، وهي من أوقات الاستجابة كما تعلمون، والعبد صائم مقبل على الله منكسرة نفسه، ومع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات؛ خاصةً الأسر عند الاجتماع على الإفطار، بالحديث وبالذهاب والإياب وتجهيز وجبات الإفطار.

فلماذا لا نتذاكر -أيها الأحبة- بفضل استغلال هذه اللحظات والحرص عليها، برفع الأيدي والأكف والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى؟

راقب هذه اللحظات وستجد الغفلة العجيبة من كثير من الناس، والعجيب -أيضاً- أننا نرى التجمعات والجلسات في الطرقات وعند الأبواب من بعض الشباب، بل أقول: أيضاً من بعض الآباء، وإذا مررت بأحد الشوارع فانظر يمنةً ويسرةً ستجد تلك التجمعات، وتستمر وللأسف هذه التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان.. سبحان الله! هذه اللحظات الغالية، أوقات الدعاء والاستجابة والتفرغ يغفل عنها أهل التوحيد، وكلنا بحاجة إلى الله جل وعلا وسؤاله سبحانه وتعالى، والموفق من وفقه الله تعالى.