فن التعامل مع الزوجة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: أيها الأحبة في الله!

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لاشك أيها الأحبة! أن الزواج كلمة يرقص القلب لها طرباً، وينشرح الصدر لها طلباً، وهي نعمة من أعظم نعم الله عز وجل على عباده! قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].

وركنا هذا الزواج هما: الزوج والزوجة، جمع الله بين هذين القلبين الغريبين، وجعل بينهما مودةً ورحمةً، وطمأنينةً وسكينةً، وراحةً واستقراراً، وأنساً وسعادةً.

وجعل القوامة بيد الرجل فقال الله عز وجل: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].

وحديثي هذه الليلة إلى صاحب هذه المملكة الصغيرة، نعم. فالزوج ملك لهذه الأسرة الصغيرة، فيا أيها الملك! إن أردت السعادة لهذه المملكة الصغيرة، وأردت الاستقرار والراحة النفسية؛ فلا بد من تحقيق هذه القوامة بأركانها وشروطها وآدابها الشرعية.

شكاوى الأزواج

شكا بعض الإخوة حالهم مع أزواجهم، فقائل يقول:

- أين السعادة والراحة النفسية؛ فإني لم أشعر بشيء من ذلك؟

- وقائل يقول: لم أعد أطيق تصرفاتها وحمقها.

- وقائل آخر: أزعجتني بكثرة خروجها وزياراتها.

- وقائل آخر يقول: أرهقتني بكثرة طلباتها ومصاريفها.

- وقائل: تعبت من كثرة هجرها للفراش وتمنعها.

- وقائل: لم أعد أرى ذلك الجمال ولا التجمل إلا في المناسبات والأفراح.

- وقائل: لا تهتم بأولادها وتربيتهم ومتابعتهم.

- وقائل: تعبت من إلحاحها بجلب خادمة أتعورها وأُفتن بها.

- وقائل: لا تهتم بي، ولا ترعى خاطري.

- وقائل: لم أسمع منها كلمةً طيبةً أو عبارةً رقيقةً.

- وقائل: لم أعد أطيق؛ فسأطلق.

وغير ذلك مما تسمعون وتقرءون وتشاهدون، وكأن حال لسان كل واحد من أولئك يلقي باللوم كله على الزوجة المسكينة ويبرئ نفسه!

وأنا هنا أعرف أنني أوقعت نفسي بموقف حرج، فهل أنتصر لبني جنسي من الرجال؛ فتغضب علي النساء، أو أني أميل لجنس آخر؛ فيغضب علي الرجال؟! وبعد جهد جهيد وتفكير عميق، عرفت أنه لا نجاة لي إلا بالرجوع إلى المصدر الأصلي، إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، إلى الله عز وجل الذي خلق الرجال والنساء، وفضل كلاً منهما بفضائل ومميزات فيكمل كلٌ منهما الآخر، فخرجتُ أن سبب تلك المشاكل كلها يتحملها الرجل والمرأة بحد سواء،

فكلٌ عليه تبعات وله مهمات.

شكاوى الزوجات

فإن كنت تشكو أيها الرجل فإن المرأة تشكو أيضاً.

- فقائلة تقول: الصباح في وظيفته، والليل مع شلته، ولا نراه إلا قليلاً.

- وقائلة: لا يسمح لي بزيارة أهلي والجلوس معهم.

- وقائلة: لا ينظر إلى أولاده، ولا يهتم بهم ولا بمطالبهم.

- وقائلة: يشتمني ويضربني ويسيء إلي أمام أولادي.

- وقائلة: آذاني برائحة الدخان، وتركه للصلاة.

- وقائلة: كثير النقد والملاحظات، والسباب واللعان.

- وقائلة: دائماً يهددني بالطلاق والزواج من أخرى.

- وقائلة: أتجمل وأتزين ولم أسمع منه كلمة إعجاب أو غزل.

- وقائلة: يمنعني من الدروس والمحاضرات، ولم يحضر لي شريطاً أو كتاباً فيه خير.

- وقائلة: كثير السهر والجلوس أمام الأفلام والمباريات.

- وقائلة: لا يشاورني ولا يجلس معي، ويثور لأتفه الأسباب.

- وقائلة: آذاني بكثرة جلساء السوء، تدخين وغناء وشقاء.

- وقائلة: لا يهتم بي وبطلباتي الخاصة ولا حتى بالمنزل وطلباته.

- وقائلة: يسافر كثيراً، وليس لنا نصيب ولو عمرة في السنة.

مفهوم الحياة الزوجية

وأقول: الحياة الزوجية تعاون وتآلف وحب ووئام، وإن أمثل قاعدة للسعادة والراحة أن نفهم جيداً قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وقول أبي ذر لزوجه: [إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب].

وقول الشاعر:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة     كما أن عين السخط تبدي المساويا

لنفهم المعنى من هذه الكلمات، وعندها نعلم أن كل مشكلة سببها الزوجان وليس واحداً منهما.

ولذلك سيكون حديثي لكل منهما إن شاء الله تعالى، أما الليلة فهو خاص بالأزواج.

لماذا الحديث عن الرجال أولاً؟ وقد يقول الرجال: لماذا بدأت بنا؟!

فأقول: لأمور:

أولاً: لأن الرجال أكثر تحملاً وتعقلاً وصبراً.

ثانياً: لقوامة الرجل على المرأة، ولأنه السيد، ولأنه الآمر الناهي فلا أحد غيره يملك حق التصرف في مملكته هذه، فهل يعقل الرجال هذا؟!

ثالثاً: لأن الرجل لو عرف كيف يتعامل -أي مع زوجه- لعلم أن مفتاح السعادة بيده.

ومتى كان التعامل مع الزوجة فناً؟

أقول: نعم. إن التعامل مع الزوجة فن، ويجب علينا نحن معاشر الرجال أن نتعلم هذا الفن، فليس الزواج مجرد متعة وشهوة، وليس الزواج القيام بالبيت وتأثيثه، وليس الزواج هو إنجاب الأولاد والبنات، وليس الزواج هو مجرد إطعامهم الطعام أو إلباسهم الثياب، فإن الكثير من الرجال قادر على ذلك، والرزاق هو الله لا الزوج.

لكن الزواج حقوق شرعية، وحسن تعامل ومسئولية، فللمرأة حقوق وواجبات جاء بها الإسلام بالأدلة القرآنية والنصوص النبوية: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228].

فلا بد أن يعرفها الرجل جيداً ولا يفض الخاتم إلا بحقه.

وهذا الفن لا نأخذه عبر وسائل الإعلام، ولا نأخذه من المجلات الهابطة، وإنما نأخذه بالرجوع إلى سيرته صلى الله عليه وسلم وشتان بين الأمرين، لما لجأ كثير من الناس إلى مثل هذه المصادر؛ رأينا الفرقة والخصام، ورأينا كثرة الأخطار التي تهدد كيان هذه الأسرة، وغفلنا في خِضم هذه الحياة وشهواتها عن أن نرجع حقيقةً إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، نستقي منها الدروس والعبر في كل شأن من شئون حياتنا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].

ولذلك كيف كان يتعامل مع أزواجه صلى الله عليه وسلم؟!

ولذلك أمر الله عز وجل نساء النبي أن يخبرن بكل ما يدور في بيته صلى الله عليه وسلم حتى ولو كانت هذه الأخبار أسراراً زوجية، فقال الله عز وجل، والخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب:34].

أمر من الله عز وجل، فلنتخذ هذه الحياة دستوراً ومنهجاً للتعامل مع الأزواج.

شكا بعض الإخوة حالهم مع أزواجهم، فقائل يقول:

- أين السعادة والراحة النفسية؛ فإني لم أشعر بشيء من ذلك؟

- وقائل يقول: لم أعد أطيق تصرفاتها وحمقها.

- وقائل آخر: أزعجتني بكثرة خروجها وزياراتها.

- وقائل آخر يقول: أرهقتني بكثرة طلباتها ومصاريفها.

- وقائل: تعبت من كثرة هجرها للفراش وتمنعها.

- وقائل: لم أعد أرى ذلك الجمال ولا التجمل إلا في المناسبات والأفراح.

- وقائل: لا تهتم بأولادها وتربيتهم ومتابعتهم.

- وقائل: تعبت من إلحاحها بجلب خادمة أتعورها وأُفتن بها.

- وقائل: لا تهتم بي، ولا ترعى خاطري.

- وقائل: لم أسمع منها كلمةً طيبةً أو عبارةً رقيقةً.

- وقائل: لم أعد أطيق؛ فسأطلق.

وغير ذلك مما تسمعون وتقرءون وتشاهدون، وكأن حال لسان كل واحد من أولئك يلقي باللوم كله على الزوجة المسكينة ويبرئ نفسه!

وأنا هنا أعرف أنني أوقعت نفسي بموقف حرج، فهل أنتصر لبني جنسي من الرجال؛ فتغضب علي النساء، أو أني أميل لجنس آخر؛ فيغضب علي الرجال؟! وبعد جهد جهيد وتفكير عميق، عرفت أنه لا نجاة لي إلا بالرجوع إلى المصدر الأصلي، إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، إلى الله عز وجل الذي خلق الرجال والنساء، وفضل كلاً منهما بفضائل ومميزات فيكمل كلٌ منهما الآخر، فخرجتُ أن سبب تلك المشاكل كلها يتحملها الرجل والمرأة بحد سواء،

فكلٌ عليه تبعات وله مهمات.

فإن كنت تشكو أيها الرجل فإن المرأة تشكو أيضاً.

- فقائلة تقول: الصباح في وظيفته، والليل مع شلته، ولا نراه إلا قليلاً.

- وقائلة: لا يسمح لي بزيارة أهلي والجلوس معهم.

- وقائلة: لا ينظر إلى أولاده، ولا يهتم بهم ولا بمطالبهم.

- وقائلة: يشتمني ويضربني ويسيء إلي أمام أولادي.

- وقائلة: آذاني برائحة الدخان، وتركه للصلاة.

- وقائلة: كثير النقد والملاحظات، والسباب واللعان.

- وقائلة: دائماً يهددني بالطلاق والزواج من أخرى.

- وقائلة: أتجمل وأتزين ولم أسمع منه كلمة إعجاب أو غزل.

- وقائلة: يمنعني من الدروس والمحاضرات، ولم يحضر لي شريطاً أو كتاباً فيه خير.

- وقائلة: كثير السهر والجلوس أمام الأفلام والمباريات.

- وقائلة: لا يشاورني ولا يجلس معي، ويثور لأتفه الأسباب.

- وقائلة: آذاني بكثرة جلساء السوء، تدخين وغناء وشقاء.

- وقائلة: لا يهتم بي وبطلباتي الخاصة ولا حتى بالمنزل وطلباته.

- وقائلة: يسافر كثيراً، وليس لنا نصيب ولو عمرة في السنة.

وأقول: الحياة الزوجية تعاون وتآلف وحب ووئام، وإن أمثل قاعدة للسعادة والراحة أن نفهم جيداً قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وقول أبي ذر لزوجه: [إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب].

وقول الشاعر:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة     كما أن عين السخط تبدي المساويا

لنفهم المعنى من هذه الكلمات، وعندها نعلم أن كل مشكلة سببها الزوجان وليس واحداً منهما.

ولذلك سيكون حديثي لكل منهما إن شاء الله تعالى، أما الليلة فهو خاص بالأزواج.

لماذا الحديث عن الرجال أولاً؟ وقد يقول الرجال: لماذا بدأت بنا؟!

فأقول: لأمور:

أولاً: لأن الرجال أكثر تحملاً وتعقلاً وصبراً.

ثانياً: لقوامة الرجل على المرأة، ولأنه السيد، ولأنه الآمر الناهي فلا أحد غيره يملك حق التصرف في مملكته هذه، فهل يعقل الرجال هذا؟!

ثالثاً: لأن الرجل لو عرف كيف يتعامل -أي مع زوجه- لعلم أن مفتاح السعادة بيده.

ومتى كان التعامل مع الزوجة فناً؟

أقول: نعم. إن التعامل مع الزوجة فن، ويجب علينا نحن معاشر الرجال أن نتعلم هذا الفن، فليس الزواج مجرد متعة وشهوة، وليس الزواج القيام بالبيت وتأثيثه، وليس الزواج هو إنجاب الأولاد والبنات، وليس الزواج هو مجرد إطعامهم الطعام أو إلباسهم الثياب، فإن الكثير من الرجال قادر على ذلك، والرزاق هو الله لا الزوج.

لكن الزواج حقوق شرعية، وحسن تعامل ومسئولية، فللمرأة حقوق وواجبات جاء بها الإسلام بالأدلة القرآنية والنصوص النبوية: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228].

فلا بد أن يعرفها الرجل جيداً ولا يفض الخاتم إلا بحقه.

وهذا الفن لا نأخذه عبر وسائل الإعلام، ولا نأخذه من المجلات الهابطة، وإنما نأخذه بالرجوع إلى سيرته صلى الله عليه وسلم وشتان بين الأمرين، لما لجأ كثير من الناس إلى مثل هذه المصادر؛ رأينا الفرقة والخصام، ورأينا كثرة الأخطار التي تهدد كيان هذه الأسرة، وغفلنا في خِضم هذه الحياة وشهواتها عن أن نرجع حقيقةً إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، نستقي منها الدروس والعبر في كل شأن من شئون حياتنا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].

ولذلك كيف كان يتعامل مع أزواجه صلى الله عليه وسلم؟!

ولذلك أمر الله عز وجل نساء النبي أن يخبرن بكل ما يدور في بيته صلى الله عليه وسلم حتى ولو كانت هذه الأخبار أسراراً زوجية، فقال الله عز وجل، والخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب:34].

أمر من الله عز وجل، فلنتخذ هذه الحياة دستوراً ومنهجاً للتعامل مع الأزواج.




استمع المزيد من الشيخ إبراهيم الدويش - عنوان الحلقة اسٌتمع
المحرومون 2927 استماع
سهام للصيد 2607 استماع
توبة صايم 2604 استماع
اذهبوا بنا نصلح بينهم 2600 استماع
من كنوز الحج ... 2474 استماع
موعظة السبع البواقى 2460 استماع
بحر الحب 2402 استماع
بشائر ومبشرات 2343 استماع
السحر الحلال 2341 استماع
أهمية أداء الزكاة 2334 استماع