خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/234"> الشيخ إبراهيم الدويش . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/234?sub=59690"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
أربعون وسيلة لاستغلال موسم الحج
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فهذه ليلة الأربعاء الموافق للخامس من الشهر الحادي عشر للعام (1415هـ) وفي هذا المكان الطيب المبارك في مدينة الرس ، ومع هذا الموضوع الذي هو بعنوان: (أربعون وسيلة لاستغلال موسم الحج) وهذه وسائل وتوجيهات، وهي بعض الأفكار والاقتراحات حول استغلال موسم الحج، لم أراع فيها التقديم والتأخير، ولا الترتيب والتنظيم، اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره، والذهن المشغول على نقصه وتقصيره، والقلب بكل واد منه شعبة، والهمة قد تفرقت شذر مذر، لكن حسبي أنها من أخ ناصح غيور، دفعه حبه ونصحه للأمة، فأرجو قبولها على ما فيها من النقص والتقصير، فهي بحاجة لاشك لكثير من المزيد والتطوير، فإذا تقاربت الآراء، وتلاقحت الأفكار، منضبطة بالكتاب والسنة، مشروطة بالإخلاص، مؤديةً للغرض المطلوب منها، عندها تكون الوسيلة صحيحة شرعية إن شاء الله.
أيها الأخ الحبيب! ويا أيتها الأخت المسلمة! كم هو جميل أن تكمل هذه الوسائل والتوجيهات، وهذه الأفكار والاقتراحات برأيك الصائب، وبنظرك الثاقب، فإن وجدت فيها خللاً سددته، وإن وجدت فيها نقصاً جبرته، وإن كان هناك مزيد من الوسائل والتوجيهات فأرجو ألا تبخل بها عليّ ولا على إخوانك، فإن الدال على الخير كفاعله.
وقبل البداية، وكلي أمل أيها المحب! أن تنظر لهذه الكلمات بعين الرضا:
فعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا |
وأسأل الله أن يغفر لي الخطأ والزلل، وأن يعفو عن النقص والتقصير، وأن يعينك على سماعها والعمل بها، فإن العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
فأقول مستعيناً بالله، مستلهماً منه الصواب والتوفيق، راجياً منه القبول والعون؛ أقول: قبل أن أبدأ بهذه الوسائل فإني أقدم بمدخل أسأل الله عز وجل أن يجد منفذاً للقلب:
فأقول أيها المحب! إنني في حيرة من أمرك! وأعجب من شأنك! وأتألم لحالك! فأنت صالح إن شاء الله، وأنت مستقيم على طاعة الله، وتحمل بين جنبيك لا إله إلا الله، فأنت تعرف أنك على حق، وتعرف أنك صاحب مبدأ، وتعلم أنك خلقت لهدف، ولحمل هذا الحق وتبليغه لكل إنسان، ومع ذلك كله فإني أراك تركن إلى الخمول والكسل، وتتعلق بالدنيا وكأنك مخلد فيها.
فأين العمل؟! وأين الهمة العالية؟! وأين الهمّ للمبدأ؟! لماذا هذه السلبية المقيتة؟! ولماذا هذا الجمود الذي نراه على كثير من إخواننا وأخواتنا؟!
كل أهل المبادئ تحركوا وعملوا وضحوا لكل شيء وبكل شيء وهم على باطل، وأنت صاحب الحق، فإن تعش تعش عزيزاً، وإن تمت تمت شهيداً، فالله معك، والجنة موعدك، فلماذا إذن التردد؟! ولماذا هذا الهوان؟! ولماذا تضيع المناسبات ونخسر المواسم بدون استغلال يناسب هذه المناسبات؟!
فموسم الحج مؤتمر إسلامي من أعظم المناسبات التي تمر على الأمة الإسلامية، قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27].
إذاً: فهذا الموسم يأتي الناس إليه منذ أذن فيهم إبراهيم عليه السلام بالحج، يفدون إلى بيت الله الحرام في كل عام من أصقاع الأرض كلها، وأرجاء المعمورة جميعها، مختلفة ألسنتهم، متباينة بلدانهم، متمايزة ألوانهم، يفدون إليه وأفئدتهم تتلهف إلى رؤيته والطواف به.. الغني القادر والفقير المعدم، ومئات الألوف من هؤلاء يتقاطرون من فجاج الأرض البعيدة، لماذا؟ تلبيةً لدعوة الله التي أذن بها إبراهيم عليه السلام منذ سنين عديدة.
إن الحجاج إذ يستبدلون بزيهم الوطني زي الحج الموحد، ويصبحون جميعاً بمظهر واحد، لا يُميَّز شرقيهم عن غربيهم، ولا عربيهم عن أعجميهم، كل لباسهم واحد، وتوجهوا إلى رب واحد، بدعاء واحد (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وتراهم وقد نسوا كل الهتافات الوطنية، وخلفوا وراءهم كل الشعارات القومية، ونكسوا كل الرايات العصبية، ورفعوا رايةً واحدةً هي راية (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) يطوفون حول بيت واحد، مختلطة أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، ويؤدون نسكاً واحداً.
فأقول: فمهما اختلفت اللغات، ومهما تعددت الجهات، ومهما تنوعت الجنسيات، فديننا واحد، وربنا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، إذن فنحن أمة واحدة رغم أنف الأعداء، ورغم كل من حاول تشتيت هذه الأمة، فما أحلى استغلال هذه المناسبة لتوحيد كلمة المسلمين! وما أحلى استغلال المناسبة لجمع القلوب وتصفيتها! وما أحلى توجيه الحجاج لهذه المعاني الجميلة! وتكرارها عليهم، وإحياء مثل هذه المفاهيم في نفس كل مسلم ومسلمة لتتقارب هذه القلوب، وتتحابَّ هذه النفوس، وحتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، فيسرك ما يسره، ويفرحك ما يفرحه، وإذا اشتكى أخ لك أو تألمت مسلمة، أحزنك ما أحزنها وساءك ما أساءها.
هنا وبمثل هذه المفاهيم، وإذا اجتمعت القلوب على مثل هذه المبادئ، هنا يتحرك الجميع للعمل، وينطلق الجميع للميدان، ونضع اليد باليد، والكف بالكف، ونرص الصف إلى الصف إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10] .. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].. (والدال على الخير كفاعله) .. (ومن سن في الإسلام سنةً حسنةً، كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) هنا أستطيع أن أرسم مبدأ يعيش كل مسلم لأجله.
من هنا ألج إلى هذه الوسائل، فأقول:
إخلاص النية لله
إذاً: فاحرص على كل خير واجتنب كل شر، فما هي إلا أيام معلومات سرعان ما تنقضي هذه الأيام، فتذكر دائماً الإخلاص لله عز وجل، ليكون هذا الأمر معيناً لك على استغلال كل ساعة من ساعات هذا الموسم العظيم.
حسن الخلق وخدمة الآخرين
فحسن خلق، وصبر جميل، وتحمل مع حسن اتباع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في مناسك الحج، كل هذه كفيلة بمشيئة الله بأن تكون سبباً في رجوعك لأهلك كيوم ولدتك أمك خالياً من الذنوب، وهل هذا الفضل يسير؟! كم يتمنى إنسان منا أن يرجع من بعد هذه الأيام كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب.
أما سوء الخلق، والانفعال، والسب والشتم ؛ فإنها آفات حالقة للدين، مضيعة للحسنات، مزعجة للنفس، مكدرة للخاطر.
اختيار الرفقة الصالحة
استشعار عظمة أيام الحج
ومن هذا الاستشعار: استشعار عظمة لبس الإحرام، والتجرد من الملابس، فيذكره هذا العمل بتلك اللحظات، لحظات سكرات الموت، والرداءين بالأكفان، والتجرد من الملابس بيوم يجرد من ملابسه ليغُسَل ويكفن.
أيضاً واستشعار عظمة الموقف بـعرفة بزحامه وحره وشدته، فيذكره بيوم الحساب، يوم يقف الناس عند الله حفاةً عراةً غرلاً، بزحامهم وعرقهم وشدة موقفهم.
واستشعار عظمة رمي الجمرات، وما فيه من الحكم.. من عداوة للشيطان، وعدم الاستجابة له ولوساوسه، وكم من إنسان يرمي الجمرات والشيطان قد تمكن من قلبه، فما أكثر معاصيه! وما أشد فسقه! ولو علم هذا الحاج المعنى الحقيقي لرمي الجمرات، لعلم بعد ذلك أنه بحاجة لرميه من قلبه، والاستعاذة من الشيطان قبل أن يرمي تلك الحصوات مجرد رمي فقط، وإن من حكم رمي الجمرات ذلك الاتباع للخليل ولمحمد عليهما الصلاة والسلام.
واستشعار عظمة الذبح يوم أن تقوم بذبح الهدي، وإراقة الدم لله وحده لا شريك له، ولذلك قال تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37].
وهكذا يستشعر عظمة الحج بأركانه وواجباته لمعرفة حكمه وأهدافه، فيزداد حرصاً على استغلاله وتعظيماً لأيامه، ولذلك ذكر الله في آيات الحج قوله: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ [الحج:30] ثم ذكر في الآية التي تليها، قال: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32] ومن استشعر عظمة الله هذه الأيام لم يفرط بساعة واحدة منها، وفقنا الله وإياكم للعمل الصالح الخالص لوجهه.
معرفة فضل الحج ومكانته في الدين
الوسيلة الخامسة: وهي من أعظم الوسائل التي تدفعنا لاستغلال موسم الحج: سماع الأحاديث في فضائله، فقف مع هذه الأحاديث واسمعها مرات ومرات، وتدبرها جيداً، وتأمل معانيها جيداً؛ لترى فضل هذه العبادة وعظمتها، ولتزداد حرصاً على استغلال أيامها وساعاتها.
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه) والحديث أخرجه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة أيضاً قال: (سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟، قال: حج مبرور) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه .
إذاً: فالحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد.
قال النووي رحمه الله: الحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم.
وفي حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (و أن الحج يهدم ما كان قبله) والحديث أخرجه مسلم في صحيحه .
وأيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: (يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: لا. لكن أفضل الجهاد حج مبرور) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) والحديث أخرجه مسلم في صحيحه .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
فأقول: الحجاج إذن وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، ونفقتهم مخلوفة عليهم وهي في سبيل الله.
فأسألك بالله يا أيها الأخ الحبيب! ويا أيتها المسلمة! ألا تدفعكم هذه الفضائل لاستغلال موسم الحج في كل عمل تقدرون عليه؟! أَلَا يتحرك الإيمان وأنت تسمع هذه الفضائل لتبـذل كل ما في وسعك، وبذل الطاقة والجهد لعمل الخير؟! ألا يحدوك الشوق إلى غفران الذنوب ومحوها؟! أَلَا يحدوك الشوق إلى جنة عرضها السموات والأرض؟! وبمجرد الحرص على استغلال هذا الموسم في أعمال الخير وأعمال البر، فإنك سمعت أن (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) والموفق من وفقه الله، فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
فلله ذاك الموقف الأعظم الـذي كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم |
ويدنو به الجبار جل جلاله يباهي به أملاكه فهو أكرم |
يقول: عبادي قد أتوني محبة وإني بهم بر أجود وأكرم |
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم وأعطيتهم ما أملوه وأنعم |
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي به يغفر الله الذنوب ويرحم |
فكم من عتيق فيه كـمل عتقه وآخر يستسعي وربك أكرم |
وما رئي الشيطان أغيظ في الورى وأحقر منه عندها وهو ألأم |
وذاك لأمر قد رآه فغاظه فأقبل يحثو الترب غيظاً ويلطم |
لما عاينت عيناه من رحمـة أتت ومغفرة من عند ذي العرش تقسم |
فيوم عرفة يوم مشهود، وهو من مفاخر الإسلام؛ لأن المسلمين لا يمكن أن يحتشدوا في مكان كهذا المكان لا يعرف بعضهم بعضاً إلا في يوم عرفة، يوم بكاء وخشوع، ويوم دعاء وخضوع، ويوم خوف من الله، ويوم مغفرة للذنوب وتجاوز عنها، وعتق من النار.
ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيده من يوم عرفة، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء).
ولأجل هذه المزايا العظيمة في مثل هذا اليوم أقول: ينبغي للحاج استغلال هذا اليوم والاهتمام به، فيكثر من كل الأعمال الصالحة.
الخلوة بالنفس
الحرص كل الحرص على الخلوة بالنفس، وعدم الاختلاط بالآخرين للدعاء، والذكر، وقراءة القرآن، والخشوع، والبكاء، والتضرع، فإنها ساعات قليلة، احرص على أن تختلي فيها بنفسك:
فلله كم من عبرة مهراقة وأخرى على آثارها لا تقدم |
وقد شرقت عين المحب بدمعهـا فينظر من بين الدموع ويسجم |
كثرة الإنفاق والصدقة
استغلال ساعة الغروب الأخيرة
وأقول للإخوة جميعاً: لنحرص على مثل هذه اللحظات في ذلك اليوم على الدعاء، فو الله لقد أقسم بعض الصالحين أنه ما دعا الله عز وجل دعوةً، وطلب من الله طلباً في ذلك اليوم، فما دارت السنة إلا واستجاب الله عز وجل دعوته كما طلبها، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
فلماذا إذن تضيع علينا هذه الساعات التي من دعا الله عز وجل -إن شاء الله- استجاب له دعاءه فيها خصوصاً إذا قام بآداب الدعاء كاملةً؟
تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذبح الهدي وتوزيعه
على الحاج أن يحسن ذبح ذبيحته، وليستغل كل جزء فيها، وليأكل منها وليوزع الباقي، فإنها عبادة عظيمة يؤجر عليها الإنسان، وكلما حرص وأخلص فهي كسائر العبادات، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يؤدي هذه العبادة بنفسه، وأن يريق الدم بيده؛ فإن هذه العبادة من أعظم العبادات لله عز وجل.
فلماذا إذن هذا الإهمال العجيب من كثير من الناس؟ والله عز وجل يقول آمراً: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28].
- الوسيلة العاشرة: على أصحاب الحملات ومن يذهبون جماعات إلى الحج أن يكلفوا خمسةً منهم -أقل أو أكثر- يجمعون المبالغ من الحجاج الذين شاركوهم، ويتجهون للأسواق فيشترون الأغنام أو الإبل، ويشرفون على ذبحها وتقسيمها ووضعها في أكياس، ثم ليسألوا عن الأحياء المحتاجة في مكة وما أكثرها، وليذهبوا بأنفسهم لتوزيعها، فكم من الأجر العظيم في ذلك، وإن كان العدد كبيراً فلا بأس من تقسيمها على مجموعات لتذهب كل مجموعة في كل يوم.
وأقول: وقد عمل مثل هذا العمل فوجدنا أن الفقراء في مكة بحاجة ماسة لمثل هذه الصدقة، فلماذا إذن نحرمهم؟ ولماذا نحرم أنفسنا الأجر، مع أن الأمر يسير ولا إشكال في مثل هذا العمل؟
- الوسيلة الحادية عشرة: في الهدي: إن لم يتمكن الحاج من ذلك، ولم يستطع أن يذبح أو يشرف على ذبيحته، فالأولى تسليمها إلى أفراد يثق بهم، أو إلى مؤسسات خيرية تقوم باستلام قيمتها وذبحها وتوزيعها على فقراء المسلمين، فهو أولى من ذبحها ورميها وتراكمها في مثل تلك المشاهد التي نراها.
وهنا أنبه كل مسلم، وكل محب للخير إلى إرشاد الناس للاهتمام بالهدي، وعدم إهماله أو اللامبالاة فيه، وأن نتناصح فيما بيننا كمسلمين، ولو عُمِل بعض الوسائل للأعاجم لإرشادهم في هذه القضية، كالإعلان عنها في الصحف والمجلات بمجموعة من اللغات، أو بعمل مطويات من قبل مكاتب الدعوة والجاليات، لكان أولى وأفضل.
ونسأل الله أن تتلاشى تلك المناظر المؤلمة من أكوام الذبائح التي تحرق وترمى، والمسلمون بأمس الحاجة لها، ولن يكون ذلك إلا بتعاون الجميع.
توزيع الشريط الإسلامي النافع
فإذا قلنا أيها الأحبة: إن مجموع الحجاج أكثر من مليوني حاج، منهم مليون من الخارج، وهم من بلاد مختلفة، ولغات متعددة، فلماذا لا يحرص على الشريط وينظم العمل له بحيث لا يرجع حاج إلى أهله ومدينته ومكان إقامته إلا ومعه على الأقل شريط واحد؟ فما أحلى أن نهتم بمثل هذا المشروع وأن نحرص عليه!
فكم من الناس حرموا من مثل هذه الوسيلة، وأقول هذا الأمر من خلال تجربة معينة، فإن المسلمين في أماكن كثيرة تجد أنهم قد يفقدون مثل هذه الوسيلة، وكم نجد من الدعاة إلى الله عز وجل ممن يحرصون على تبليغ هذا الدين لأهله، لكنهم في كثير من البلاد قلة، وإن وجد من الدعاة من يعمل، فقد لا تخلو عقيدته من شبهة معينة، فلذلك لماذا لا نستغل مثل هذه المادة ومثل هذه الوسيلة في توزيع الأشرطة الموثوقة؟
وهنا تنبيهات على من اقتنع بمثل هذه الفكرة:
فأولاً: سلامة موضوع الشريط من الشبهات والعقائد الفاسدة، والتأكد من الملقي ولغته وترجمته إن كان مترجماً، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المسئولة، كالجامعة الإسلامية بـالمدينة المنورة -مثلاً- ومكاتب الجاليات، فقد توزع مئات الأشرطة وهي مليئة بالخرافات والأباطيل.
ثانياً: الحرص على مواضيع العقيدة الإسلامية وتأصيلها ومحاربة الشرك والسحر -مثلاً- وبعض الكبائر كالزنا -أعزكم الله- والغناء وحكمه، وحقوق المرأة في الإسلام، والمواضيع التي تتحدث عن مثل هذه الأمور، والإكثار منها، فإن المسلمين في كل صقع بحاجة لمثل هذه الأمـور.
ثالثاً: الاهتمام بالإخراج وجمال الشكل الخارجي، وصفاء التسجيل للشريط وتغليفه؛ ليكون أدعى للقبول، وليناسب الإهداء، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولو قامت وزارة الشئون الإسلامية ووزارة الحج ومكاتب الدعوة والجاليات بمثل هذا العمل والاهتمام به، لنفع الله به نفعاً عظيماً في كل مكان.
وقد سمعنا -والحمد لله- قيام وزارة الشئون الإسلامية بمثل هذا العمل فشكر الله سعيها، ووفق العاملين فيها لما يحب ويرضى، ولكن نقول -أيضاً-: مزيداً من التنظيم والتكليف، فإن مثل هذه المناسبة جديرة بالاهتمام بها والحرص عليها، وهنا لا يمنع -أيضاً- من قيام الأفراد والجماعات بمثل هذا المشروع كلٌ بحسب طاقته، فإن الدعوة إلى الله مسئولية الجميع وليست وقفاً على أحد بعينه.
توزيع الكتاب الإسلامي
الاستفادة بدعوة ذوي الخبرات إلى الحق
ولو قام أصحاب المؤسسات الكبيرة والشركات بمثل هذه الحملات لعمَّالهم، وشاركهم بعض الشباب، لكانت كذلك فرصةً مناسبةً لمخالطتهم وتنظيم برامج لهم واستغلال أوقاتهم، وربما لم يرجعوا من الحج إلا وقد تبدلت أحوالهم، وصلح شأنهم، وهذا اقتراح ونداء نوجهه لشبابنا، فهل يجد آذاناً صاغيةً وهمماً عاليةً، ونفوساً أبيةً مجاهدةً؟! نرجو ذلك!
إقامة الدروس الموجهة والموضحة للمناسك
فمثلاً: في الطريق: الدرس الأول: في إخلاص النية وحكم الحج ومنافعه.
الدرس الثاني: في آداب السفر والصحبة والأخوة.
الدرس الثالث: في الصبر والتحمل وحسن الخلق.
الدرس الرابع: في كيفية الإحرام ومحظوراته وسننه.
الدرس الخامس: من الميقات إلى الحرم، في كيفية أداء العمرة وسننها وبعض المخالفات فيها.
الدرس السادس: في الجلوس بـمنى ، وفي الأذكار، والدعاء وآدابه، وبعض الأدعية المختارة.
الدرس السابع: في أعمال اليوم الثامن وسننه.
الدرس التاسع: في صباح يوم عرفة يكون هناك أعمال يوم عرفة وبعض التوجيهات لاستغلاله.
الدرس العاشر: في أعمال يوم النحر وسننه.
الدرس الحادي عشر: في أعمال أيام التشريق وفضلها وكثرة ذكر الله فيها.
فأقول: لو عمل بهذه الوسيلة في رحلة الحج، واختصرت هذه الدروس على شكل نقاط سريعة، وكتب كل درس في ورقة واحدة، ووزعت على الحجاج المشاركين، أو وضعت في لوحة بارزة في أمكانهم بخط واضح كبير، لكانت هذه السلسلة خـير وسيلة، وأسـهل طريقة لتفقيه الحجاج بركنهم، والحرص عليه وحسن استغلاله.
استغلال موسم الحج بدعوة التجمعات في المخيمات
فمن الخطأ أن ننتظر تجمع الناس ومجيئهم إلينا للاستفادة، فإن هناك أناس إن لم تذهب إليهم فلن يأتوك، ومن أفضل الوسائل لهم تنظيم الكلمات الوعظية بعد الصلوات، وقد جرب ذلك فكان له أثر عظيم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان يعرض نفسه ودعوته عـلى الحجاج في مـواسم الحج المختلفة، وكان يذهب إلى منتديات زعماء قريش فيدعوهم، وقد ذهب وحيداً إلى الطائف ليدعو أهلها، وكان يقال -أيضاً- عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه رجل عامة يخالط الناس ويغشاهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ويقضي حوائجهم.
فالأولى بشباب وطلاب العلم والدعاة أن يفعلوا ذلك، ويخالطوا الناس ويغشوهم في مجالسهم وخيامهم.
توجيه أهل كل بلد لدعوة أهلهم الوافدين
نرجو أن تهتم مكاتب الجاليات بهذا، وأن يوصل بعض الإخوة مثل هذا الاقتراح للقائمين على مثل هذه المكاتب لعل الله عز وجل أن ينفع بها الأعداد الكبيرة من المسلمين في كل مكان، يوم أن يأتوا لمثل هذه الأماكن فينتظروا منا أن نقدم لهم شيئاً ولو كان يسيراً.
أقول: تهتم مكاتب الجاليات لمثل هذه الفكرة وتخطط لها، كأن يُحصَر -مثلاً- هؤلاء في مكاتب الجاليات جميعها، ويوضع لهم جدول مرتب ويرفع إلى وزارة الشئون الإسلامية للإقرار والموافقة عليه، فإنها خير معين لمثل هذه البرامج.
وأقول: لو طبقت هذه الفكرة لوجدنا نفعاً عظيماً لهؤلاء المسلمين الذين يفدون إلينا من كل مكان بلغات متعددة.
كثرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والتناصح بين المؤمنين والمؤمنات سبب لنشر الحب والإخاء، وصفاء النفوس، وكل مسلم ومسلمة يريد أن يكون محبوباً عند الآخرين، يريد أن يملك قلوب الآخرين بحسن خلقه، ويريد أن يصل إلى الكمال الخلقي الإنساني، ولن يكون ذلك أبداً إلا بأن نعرف عيوبنا، ونعالج هذه العيوب، ونتقبل هذه العيوب بصدر رحب ونفس راضية، ولا يمكن علاجها إلا بمعرفتها، ومن الصعب أن يرى الإنسان عيب نفسه أو أثر عيوب نفسه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه) والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود من حديث أبي هريرة وقد حسنه العراقي كما في تخريج الإحياء .
- الوسيلة التاسعة عشرة: وهنا اقتراح على كل مخيم وحملة للحج، بوضع صندوق صغير تحت مسمى: صندوق المناصحة أو صندوق التناصح، ويوضع في مكان بارز للجميع، وكل من لاحظ على أخيه أمراً سلباً كان أو إيجاباً فإن من العدل أن نذكر محاسن الشخص كما نذكر مساوئه وأراد أن يكتب لأخيه كلمات ناصحة رقيقة، فإنه يكتبها ويضعها بظرف ويكتب عليها اسم المرسل إليه ويضعها في هذا الصندوق، ويكون هناك شخص أمين يحمل الرسائل إلى أصحابها، ولو وضع بجانب الصندوق -أيضاً- أقلاماً أو أوراقاً وظروفاً لكان أجمل ليسهل على الكاتب الأمر.
ولو عُمِل ذلك لرأينا آثاراً جميلةً على أفراد المخيم والرحلة، ولرجع كثير منا وقد سدت تلك العيوب التي ربما تراكمت عليه بدون أن من أحد يناصحه من إخوانه فيها، ولذلك لنجرب ولنقم بمثل هذا الأمر في رحلاتنا وحملاتنا.
بل أقول: لو جرب ذلك حتى في مؤسساتنا ومدارسنا وشركاتنا لوجدنا أن التناصح قد يجد له طريقاً؛ لأن كثيراً من الناس ينعقد لسانه عندما يريد أن يناصح أخاً له في منكر أو في عيب أو ملاحظة عليه، لكن إن كان الأمر عن طريق الكتابة والتسجيل فقد يسهل ذلك عليه، فلنجرب ذلك، وقد جُرِّب فآتى ثماراً نافعةً.
إعداد المرأة ما تدعو به في الحج
ألا تتقي الصالحة ربها، وتزكي صلاحها وعلمها أياً كان، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آيةً) وقال صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه، فرب مبلغ أوعى من سامع) .
أيتها الصالحة! أنت مسئولة أمام الله عن بنات جنسك، فماذا قدمت لدينك؟! فلا يكفي أن تكوني صالحةً، بل لا بد أن تكوني مصلحةً -أيضاً- ليدفع الله عنك الشرور، ألم تسمعي لقول الحق عز وجل: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117] لم يقل: صالحين! وإنما قال: مُصْلِحُونَ ألم تسمعي قول الحق عز وجل: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا [الأعراف:165] مَن؟ الصالحين؟! لا. أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف:165].
فأقول: كوني مفتاح خير لأخواتك المسلمات؛ فإنهن بحاجة لمثل هذه المواضيع، وهن بحاجة لاستغلال أوقاتهن في الحج، فكم شكت كثير من الصالحات من ضياع الساعات بل الأيام في هذا الموسم العظيم.
فأقول: كوني مفتاح خير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كما في الحديث الذي أخرجه ابن ماجة في سننه : (من الناس من هم مفاتيح للخير مغاليق للشر، ومن الناس من هم مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
إعداد المرأة هدايا شرعية للنساء
أقول لكل مسلمة تنوي الذهاب للحج: ما رأيك لو حملت معك مثل هذه الهدية، أو على الأقل عددا من العباءات والجوارب لإهدائها إلى أخواتك اللاتي يشاركنك في الحج؟ وقد تقفين على كثير من المسلمات وربما الأعجميات اللاتي لا يملكن ثمن هذا الحجاب، واللاتي ربما لا يعرفن شيئاً عن حكم هذا الحجاب.
ولا تحتقري هذا العمل مهما كان، فقد تأخذه مسلمة منك بدون حرص ولا اهتمام في البداية، ولكن مع الأيام قد تؤتي هذه الهدية ثمارها، وكم وقع مثل ذلك من المواقف، كلمة! أو هدية! وبعد أشهر أو حتى سنوات كان لهذه الكلمة بل كان لهذه الهدية أثر عظيم في نفس المهدى إليه، فلنجرب مثل ذلك وسنجد أثراً طيباً بمشيئة الله ولو لم تؤت ثمارها في الدنيا، فلا شك أنها ستؤتي ثمارها في الآخرة.
توجيه المسلمين وإيصال وسائل الدعوة إليهم
وكم أعجبتني تلك الزوجة الصالحة التي كتبت لزوجها بعض المشتريات من لوازم الحج، فكان منها عدد كذا من الأشرطة النافعة للتوزيع، وعدد كذا من الرسائل والكتيبات، ثم ذكرت بعض العناوين المناسبة للمرأة.
فأقول لتلك المرأة: شكر الله سعيك وبارك فيك، وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً إن شاء الله! فأنت قد حملت في قلبك هم نفع الأخريات وتوجيه المسلمات ولو عبر كتاب أو شريط، فالدال على الخير كفاعله، وكم نحن بحاجة لمثل هذه المسلمة التي تحمل هم نفع الأخريات وإصلاح المسلمات في قلبها، فتحرص على الأقل إن لم تستطع الكلام فما أقل أن تحرص على إيصال الوسائل من كتاب أو شريط أو مطوية أو غير ذلك، فإن ذلك له أجر عظيم في الميزان يوم أن نقدم على الله عز وجل.
الاستفادة من أصحاب التخصصات لنفع الآخرين
فأقول: لو أعطي هؤلاء مكانتهم وقدرهم، واستُفيد منهم في تخصصاتهم لنفع الآخرين، من خلال عقد اللقاءات والمناقشات معهم.
ثم نذكِّر -أيضاً- أصحاب الحملات بحسن التخطيط والتنظيم للبرامج الدعوية والعلمية والثقافية والحرص على مشاركة الجميع فيها، وخاصةً الاهتمام بالمرأة وتكثيف البرامج لها، ولماذا ذلك؟ لأن مشاركة المرأة للحملة فرصة عظيمة، بل قد يشارك بعض النساء اللاتي ربما لم تسمع يوماً من الأيام تذكيراً أو وعظاً، بل هي ربما أسيرة لوسائل الإعلام بأنواعها، والمرأة بطبيعتها مشغولة في بيتها ومع أولادها وقليلة الحضور للدروس ومجالس الوعظ، فلذلك كم هي بحاجة لأن تستغل عندما تذهب لمثل هذه الحملات.
-وأيضاً- البرامج الدعوية للمرأة ضعيفة جداً -وللأسف- بل هي معدومة في كثير من المناطق، فوجودها في الحملة فرصة يجب أن تحظى بالاهتمام من أصحاب الحملات، بارك الله فيهم جميعاً ونفع بهم ووفقهم لما يحب ويرضى.
ويجب -أيضاً- استغلال جميع الأوقات، حتى أوقات التنقلات من خلال البرامج الخفيفة والمسابقات الثقافية وسماع الأشرطة.
وأخيراً أقول لجميع أصحاب الحملات: إن خير وسيلة للدعوة ولاستغلال موسم الحج ونجاح حملتك هي: القدوة الحسنة، وصدق الكلمة، والوفاء بالعهد، فاتصف بهذه الصفات وأبشر بالخير كله.
الانفراد والخلوة بالله
زيارة الجيران ومعرفة أحوال المسلمين في بلادهم
استغلال الهواتف بوضع عبارات هادفة للمستخدمين
لماذا لا يستغل المسئولون في الهاتف تجمع أعداد كبيرة من الحجاج عند الهواتف، وذلك بكتابة بعض التوجيهات المناسبة والكلمات الإرشادية، حتى ولو كانت عن طريق التسجيل بصوت هادئ جميل؟
-وأيضاً- لو استغل هذا التجمع لوضع صناديق لجمع التبرعات للمسلمين في كل مكان، كـالبوسنة والهرسك والصومال وغيرها وقامت بعض المؤسسات التي تعتني بمثل هذا الأمر كالهيئة العليا وغيرها من المؤسسات الخيرية، أقول: لو قامت بهذا الأمر لكان لذلك نفعاً عظيماً.
تجهيز بطاقات هاتفية تحمل أرقام أهل الفتوى
إعداد الطعام للناس ليلة مزدلفة
وضع اللوحات الإرشادية والملصقات الدعوية المؤثرة
توزيع الكتيبات في الطرق
لو عملت بعض الملصقات الدعوية الجميلة والمؤثرة، ووضعت على سيارات النقل الكبيرة المتنقلة داخل المشاعر، لكان لذلك أثر كبير في توجيه الحجاج في أمر دينهم.
وضع ملصقات إرشادية على المظلات
ولو تم التنسيق في هذه الأفكار -أقصد لوحات الإعلان والإرشادات وغير ذلك- مع بعض المؤسسات التجارية وأصحاب رءوس الأموال، ولا بأس بجعل بعض مساحات للدعاية والإعلان لشركاتهم ما داموا سيقومون بتكاليف مثل هذه اللوحات، ولو تواصل الإخوة الدعاة وطلبة العلم، والشباب مع وزارتي الحج والشئون الإسلامية، والوقوف معهم ومؤازرتهم في الاقتراحات والتوجيهات وغير ذلك، فإن الحجاج ضيوف علينا جميعاً؛ فيجب التعاون والوقوف يداً واحدة؛ لإنجاح هذا الموسم.